
17-12-2021, 09:21 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,122
الدولة :
|
|
رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله

منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الاول
الحلقة (74)
صـ 515 إلى صـ 521
ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها (1) فشرب حتى تضلع، ثم جاء علي فأخذ بعراقيها (2) فانتشطت فانتضح عليه منها شيء» (3) .وعن سعيد بن جهمان، عن سفينة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " «خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء» ". أو [قال] (4) : " الملك ". قال سعيد: قال لي سفينة: [أمسك] ، مدة (5) أبي بكر سنتان (6) ، وعمر عشر، وعثمان اثنتا عشرة (7) ، وعلي كذا. قال سعيد: قلت لسفينة: إن هؤلاء يزعمون أن عليا لم يكن بخليفة. قال: كذبت أستاه بني الزرقاء، يعني بني مروان (8) . و [أمثال]
(1) ن: بعراقتها؛ أ: بعراقها.
(2) ن: بعراقتها؛ أ: بعراقها.
(3) الحديث في سنن أبي داود 4/290 - 291. وفي النهاية لابن الأثير 3/88: العراقي جمع عرقوة الدلو وهي الخشبة المعروضة على فم الدلو وهما عرقوتان كالصليب. . . تضلع (النهاية 3/23) : أي أكثر من الشرب حتى تمدد جنبه وأضلاعه. وفي اللسان، مادة: نشط، نشط الدلو من البئر صعدا بغير قامة وهي البكرة. . . ويقال: نشطت وانتشطت: أي انتزعت.
(4) قال: زيادة في (أ) ، (ب) .
(5) ن: قال لي بنفسه: مدة. وسقطت " مدة " من (م) .
(6) ن، م، أ: سنتين، وهو خطأ.
(7) ن، م: اثنا عشر؛ أ: اثني عشر.
(8) الحديث في سنن أبي داود 4/293 (كتاب السنة، باب في الخلفاء) ؛ سنن الترمذي 3/341 (كتاب الفتن، باب ما جاء في الخلافة) وقال الترمذي: " هذا حديث حسن قد رواه غير واحد عن سعيد بن جهمان ولا نعرفه إلا من حديثه) ؛ المستدرك للحاكم 3/71. وأستاه جمع است، وفي اللسان، مادة: سته: " الجوهري: والاست العجز، وقد يراد بها حلقة الدبر، وأصله سته على فعل بالتحريك، يدل على ذلك أن جمعه أستاه مثل جمل وأجمال. . ويقال لأرذال الناس: هؤلاء الأستاه. والمراد بعبارة سفينة التحقير ". وتكلم الأستاذ محب الدين الخطيب (المنتقى من منهاج الاعتدال، ص 57 ت [0 - 9] ) على سند الحديث وبين ضعفه وأشار إلى عدم تصحيح ابن العربي له في " العواصم من القواصم "، ص 201، القاهرة، 1371، ولكن الألباني صحح الحديث في " صحيح الجامع الصغير " 3/118.
*******************************
هذه (1) الأحاديث ونحوها مما يستدل بها من قال: إن خلافته ثبتت بالنص. والمقصود هنا أن كثيرا من أهل السنة يقولون (2) : إن خلافته ثبتت بالنص، وهم يسندون ذلك إلى أحاديث معروفة صحيحة. ولا ريب أن قول هؤلاء أوجه من قول من يقول: إن خلافة علي أو العباس ثبتت بالنص، فإن هؤلاء ليس معهم إلا مجرد الكذب والبهتان، الذي يعلم بطلانه بالضرورة كل من كان عارفا بأحوال الإسلام، أو استدلال بألفاظ لا تدل على ذلك، كحديث استخلافه في غزوة تبوك ونحوه مما سنتكلم عليه إن شاء الله تعالى.
فيقال لهذا: إن وجب أن يكون الخليفة منصوصا عليه، كان القول بهذا النص أولى من القول بذاك (3) ، وإن لم يجب هذا، بطل ذاك.
والتحقيق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دل المسلمين على استخلاف أبي بكر، وأرشدهم إليه بأمور متعددة من أقواله وأفعاله، وأخبر بخلافته إخبار راض بذلك حامد له، وعزم على أن يكتب بذلك عهدا، ثم علم أن المسلمين يجتمعون عليه فترك الكتاب اكتفاء بذلك، ثم عزم على ذلك في مرضه يوم الخميس، ثم لما حصل لبعضهم (4) شك: هل
(1) ن، م: وهذه.
(2) ن، م: تقول.
(3) أ، ب: بذلك.
(4) ن، م: لهم.
********************************
ذلك القول من جهة المرض، أو هو قول يجب اتباعه؟ ترك الكتابة اكتفاء بما علم أن الله يختاره والمؤمنون من خلافة أبي بكر [رضي الله عنه] (1) .
فلو كان التعيين مما يشتبه على الأمة، لبينه النبي (2) - صلى الله عليه وسلم - بيانا قاطعا للعذر، لكن لما دلتهم (3) دلالات متعددة على أن أبا بكر هو المتعين (4) وفهموا ذلك، حصل المقصود (* والأحكام يبينها - صلى الله عليه وسلم - تارة بصيغة عامة (5) وتارة بصيغة خاصة *) (6) ولهذا قال عمر [بن الخطاب] (7) في خطبته التي خطبها بمحضر من المهاجرين والأنصار: " وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثل (8) أبي بكر " رواه البخاري ومسلم (9) .
(1) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب) . وخبر مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الخميس وعزمه على الكتابة واختلاف الصحابة حوله وعدوله عن ذلك مروي عن ابن عباس في عدة مواضع في صحيح البخاري انظر: 1 (كتاب العلم، باب كتابة العلم) ، 4/99 (كتاب الجزية، والموادعة، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب) ، 6/9 - 10 (كتاب المغازي، باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفاته) ، 7/120 (كتاب المرضى، باب قول المريض: إني وجع. .) ، 9/111 - 112 (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب كراهية الخلاف) .
(2) أ، ب: رسول الله.
(3) أ، ب: دلهم.
(4) ن، م: المعين.
(5) ن: تامة، والمثبت من (م) .
(6) ما بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب) .
(7) بن الخطاب: زيادة في (أ) ، (ب) .
(8) ن، م: غير.
(9) هذه جملة من خطبة طويلة لعمر - رضي الله عنه - وقد وردت في البخاري 8/169 (كتاب الحدود، باب رجم الحبلى من الزنى إذا أحصنت) ؛ ابن هشام: (السيرة النبوية) 4/309، القاهرة، 1355/1936؛ المسند (ط. المعارف) ج [0 - 9] ، الأثر 391 (ص [0 - 9] 26) . وقد وجدت في صحيح مسلم 3/1317 (كتاب الحدود، باب رجم الثيب من الزنى) قطعة من خطبة عمر ولكن ليس فيها هذه الجملة، وانظر جامع الأصول لابن الأثير 4/480. ويشرح ابن حجر (فتح الباري 12/125) معنى الجملة فيقول: " قال الخطابي: يريد أن السابق منكم الذي لا يلحق في الفضل لا يصل إلى منزلة أبي بكر. . . وعبر بقوله: تقطع الأعناق، لكون الناظر إلى السابق تمتد عنقه لينظر، فإذا لم يحصل مقصوده من سبق من يريد سبقه، قيل: انقطعت عنقه ".
***************************
وفي الصحيحين [أيضا] (1) عنه أنه قال يوم السقيفة بمحضر من المهاجرين والأنصار: " أنت (2) خيرنا وسيدنا وأحبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (3) " ولم ينكر ذلك منهم منكر، ولا قال أحد من الصحابة: إن غير أبي بكر من المهاجرين أحق بالخلافة منه، ولم ينازع أحد في خلافته إلا بعض الأنصار طمعا في أن يكون من الأنصار أمير ومن المهاجرين أمير، وهذا مما ثبت بالنصوص المتواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بطلانه، ثم الأنصار جميعهم بايعوا أبا بكر (4) إلا سعد بن عبادة لكونه هو الذي كان يطلب الولاية (5) .
(1) أيضا: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) ن، م: أنه.
(3) الحديث في البخاري 5/7 (كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب مناقب أبي بكر الصديق) ، 8/168 - 171 (كتاب الحدود، باب رجم الحبلى. .) ؛ المسند (ط. المعارف) 1/323 - 327.
(4) موقف الأنصار واجتماعهم إلى سعد بن عبادة وطلبهم أن يكون منهم أمير ومن المهاجرين أمير، توضحه الأحاديث المشار إليها في التعليقين السابقين. وانظر سيرة ابن هشام 4/307 - 310؟
(5) م: هو الذي طلب الولاية، وموقف سعد بن عبادة من بيعة أبي بكر يرويه ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج [0 - 9] ، ق [0 - 9] ، ص 144 - 145، ط. ليدن، 1321/1904. وانظر ما ذكره ابن كثير من قبول سعد فيما بعد لخلافة أبي بكر في البداية والنهاية 5/247، القاهرة، 1351/1932. وسيرد بعد قليل ما نقله ابن تيمية عن مسند أحمد بهذا الصدد.
*********************************
ولم يقل [قط] (1) أحد من الصحابة: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - نص على غير أبي بكر - رضي الله عنه - (2) : لا على العباس ولا على علي ولا على (3) غيرهما، ولا ادعى العباس ولا علي -[ولا أحد] (4) ممن يحبهما - الخلافة لواحد منهما، ولا أنه منصوص عليه. بل ولا قال أحد من الصحابة: إن في قريش من هو أحق بها من أبي بكر: لا من بني هاشم، ولا من غير بني هاشم (5) . وهذا كله مما يعلمه (6) العلماء العالمون (7) بالآثار والسنن والحديث، وهو معلوم عندهم بالاضطرار.
وقد نقل عن بعض بني عبد مناف، مثل أبي سفيان وخالد بن سعيد (8) ، أنهم أرادوا أن لا تكون الخلافة [إلا] (9) في بني عبد مناف،
(1) قط: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) رضي الله عنه: زيادة في (ن) ، (م) .
(3) على: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(4) ولا أحد: ساقطة من (ن) فقط.
(5) ن، م: ولا من غيرهم.
(6) ن: يعلم.
(7) أ، ب، م: العاملون.
(8) خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي، أبو سعيد. يقال: إنه خامس من أسلم من الصحابة، واختلف في تاريخ وفاته - رضي الله عنه - فقيل: استشهد يوم مرج الصفر، وقيل: يوم أجنادين. انظر: الإصابة لابن حجر 1/406؛ أسد الغابة لابن الأثير 2/97 - 98.
(9) إلا: ساقطة من (ن) ، (م) .
*********************************
وأنهم ذكروا ذلك لعثمان وعلي (1) فلم يلتفتا (2) إلى من قال ذلك، لعلمهما وعلم سائر المسلمين أنه ليس في القوم مثل أبي بكر.
ففي الجملة جميع من نقل عنه من الأنصار وبني عبد مناف (3) أنه طلب تولية غير أبي بكر، لم يذكر حجة دينية شرعية، ولا ذكر أن غير أبي بكر أحق وأفضل من أبي بكر، وإنما نشأ كلامه عن حب لقومه وقبيلته، وإرادة منه أن تكون الإمامة (4) في قبيلته.
ومعلوم أن مثل هذا ليس من الأدلة الشرعية ولا الطرق الدينية، ولا هو مما أمر الله (5) ورسوله المؤمنين باتباعه، بل هو شعبة (6) جاهلية، ونوع عصبية للأنساب (7) والقبائل. وهذا مما بعث الله محمدا (8) [صلى الله عليه وسلم] (9) بهجره وإبطاله.
وفي الصحيح عنه أنه (10) قال: " «أربع من أمر الجاهلية في أمتي لن يدعوهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والنياحة على الميت، والاستقاء بالنجوم» " (11) .
(1) وعلي: ساقطة من (ن) ، (م) .
(2) ن، م: فلم يلتفت، وهو خطأ.
(3) أ، ب: من بني عبد مناف.
(4) ن. الإمارة.
(5) ن، م: أمر الله به. . .
(6) ن، م: شيعة.
(7) ن، م: للإنسان؛ أ: الإنسان. والمثبت من (ب) .
(8) ن، م: الله به محمدا. . .
(9) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
(10) أ، ب: وثبت عنه في الصحيحين أنه. .
(11) الحديث مع اختلاف في الألفاظ عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - في مسلم 2/644 (كتاب الجنائز، باب التشديد في النياحة) ؛ المسند (ط. الحلبي) 5/342، 343، 344؛ المستدرك للحاكم 1/383؛ الأحاديث الصحيحة للألباني 2/299 حديث رقم 734.
***********************************
وفي المسند عن أبي بن كعب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: " «من سمعتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أمه ولا تكنوا» (1) ".
وفي السنن عنه أنه قال: " «إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، الناس رجلان: مؤمن تقي، وفاجر شقي» " (2) .
وأما كون الخلافة في قريش، فلما كان هذا من شرعه ودينه (3) ، كانت النصوص بذلك معروفة منقولة مأثورة يذكرها الصحابة. بخلاف
(1) الحديث في المسند (ط. الحلبي) 5/136 عن أبي بن كعب - رضي الله عنه -. وفي النهاية لابن الأثير 4/256: " ومنه الحديث: من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا. أي قولوا له: عض أير أبيك ". وفي اللسان: " هن المرأة: فرجها ".
(2) الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في سنن أبي داود 4/450 (كتاب الأدب، باب في التفاخر بالأحساب) ونصه: " إن الله - عز وجل - قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن ". وفي اللسان (مادة: عبب) : " والعبية والعبية: الكبر والفخر. . . " وعبية الجاهلية نخوتها. وفي الحديث: إن الله وضع عنكم عبية الجاهلية وتعظمها بآبائها: يعني: الكبر ". وقال شارح سنن أبي داود: " والجعلان: جمع جعل - بزنة صرد - وهي دويبة سوداء تدير الخراء بأنفها ". والحديث - مع اختلاف في الألفاظ - في سنن الترمذي 5/390 - 391 (كتاب المناقب، باب في ثقيف وبني حنيفة) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن؛ المسند (ط. المعارف) 16/300 (وصححه أحمد شاكر - رحمه الله -) وحسن الألباني الحديث في " صحيح الجامع الصغير " 2/119.
(3) م: من دينه وشرعه.
*******************************
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|