عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-01-2022, 11:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,041
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد



بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(23)
من صـــ 217 الى صـــ 223

قوله: {يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون} وفى الشعراء {من أرضكم بسحره} لأن الآية (الأولى فى هذه السورة بنيت على الاقتصار [وليس] كذلك الآية) الثانية، ولأن لفظ الساحر يدل على السحر.
قوله: {وأرسل} ، وفى الشعراء: {وابعث} لأن الإرسال يفيد معنى البعث، ويتضمن نوعا من العلو؛ لأنه يكون من فوق؛ فخصت هذه السورة به، لما التبس؛ ليعلم أن المخاطب به فرعون دون غيره.
قوله: {بكل ساحر عليم} وفى الشعراء بكل {سحار} لأنه راعى ما قبله فى هذه السورة وهو قوله: {إن هاذا لساحر عليم} وراعى فى الشعراء الإمام فإن فيه (بكل سحار بالألف) وقرئ فى هذه السورة {بكل سحار} أيضا طلبا للمبالغة وموافقة لما فى الشعراء.
قوله: {وجاء السحرة فرعون قالوا} وفى الشعراء {فلما جاء السحرة قالوا لفرعون} لأن القياس فى هذه السورة وجاء السحرة فرعون وقالوا، أو فقالوا، لا بد من ذلك؛ لكن أضمر فيه (فلما) فحسن حذف الواو.
وخص هذه السورة بإضمار (فلما) لأن ما فى هذه السورة وقع على الاختصار والاقتصار على ما سبق. وأما تقديم فرعون وتأخيره فى الشعراء لأن التقدير فيهما: فلما جاء السحرة فرعون قالوا لفرعون، فأظهر الأول فى هذه السورة لأنها الأولى، وأظهر الثانى فى الشعراء؛ لأنها الثانية.
قوله: {قال نعم وإنكم لمن المقربين} وفى الشعراء {إذا لمن المقربين} (إذا) فى هذه السورة مضمرة مقدرة؛ لأن (إذا) جزاء، ومعناه: إن غلبتم قربتكم، ورفعت منزلتكم. وخص هذه السورة بالإضمار اختصارا.
قوله: {إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين} وفى طه {وإما أن نكون أول من ألقى} راعى فى السورتين أواخر الآى. ومثله {فألقي السحرة ساجدين} فى السورتين، وفى طه {سجدا} وفى (السورتين) أيضا {ءامنا برب العالمين} وليس فى طه {رب العالمين} وفى السورتين {رب موسى وهارون} وفى طه {رب هارون وموسى} (وفى هذه السورة: {فسوف تعلمون لأقطعن} [وفى الشعراء: {فلسوف تعلمون لأقطعن} ] وفى طه {فلأقطعن} وفى السورتين [ {ولأصلبنكم أجمعين} ، وفى طه] : {ولأصلبنكم في جذوع النخل} . وهذا كله لمراعاة فواصل الآى؛ لأنها مرعية يبتنى عليها مسائل كثيرة.
قوله: {ءامنتم به} (وفى السورتين: آمنتم) له) لأن هنا يعود إلى رب العالمين وهو المؤمن (به) سبحانه وفى السورتين يعود إلى موسى؛ لقوله {إنه لكبيركم} وقيل آمنتم به وآمنتم له واحد.
قوله: {قال فرعون} (وفى السورتين: قال آمنتم، لأن هذه السورة مقدمة على السورتين فصرح فى الأولى، وكنى فى الأخريين، وهو القياس: وقال الإمام: لأن [ما] هنا بعد عن ذكر فرعون فصرح وقرب فى السورتين ذكره فكنى.
قوله: {ثم لأصلبنكم} وفى السورتين {ولأصلبنكم} ؛ لأن (ثم) يدل على أن الصلب يقع بعد التقطيع، وإذا دل فى الأولى علم فى غيرها، ولأن الواو يصلح لما يصلح له (ثم) .
قوله: {إنا إلى ربنا منقلبون} وفى الشعراء {لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون} بزيادة (لا ضير) لأن هذه السورة اختصرت فيها القصة، وأشبعت فى الشعراء، وذكر فيها أول أحوال موسى مع فرعون، إلى آخرها، فبدأ بقوله: {ألم نربك فينا وليدا} وختم بقوله ثم {أغرقنا الآخرين} فلهذا وقع زوائد لم تقع فى الأعراف وطه، فتأمل تعرف إعجاز التنزيل.
قوله {يسومونكم سواء العذاب يقتلون} بغير واو على البدل. وقد سبق.
قوله: {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شآء الله} هنا وفى يونس: {قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شآء الله} لأن أكثر ما جاء فى القرآن من لفظ الضر والنفع معا جاء بتقديم لفظ الضر؛ لأن العابد يعبد معبوده خوفا من عقابه أولا، ثم طمعا فى ثوابه ثانيا. يقويه قوله: {يدعون ربهم خوفا وطمعا} ، وحيث تقدم النفع تقدم لسابقة لفظ تضمن نفعا. وذلك فى ثمانية مواضع: ثلاثة منها بلفظ الاسم، وهى هاهنا والرعد وسبأ.
وخمسة بلفظ الفعل وهى فى الأنعام {ما لا ينفعنا ولا يضرنا} وفى آخر يونس {ما لا ينفعك ولا يضرك} وفى الأنبياء {ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم} وفى الفرقان {ما لا ينفعهم ولا يضرهم} وفى الشعراء {أو ينفعونكم أو يضرون} أما فى هذه السورة فقد تقدمه {من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل} فقدم الهداية على الضلالة.
وبعد ذلك {لاستكثرت من الخير وما مسني السواء} فقدم الخير على السوء، فكذلك قدم النفع على الضر وفى الرعد {طوعا وكرها} فقدم الطوع وفى سبأ {يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر} فقدم البسط. وفى يونس قدم الضر على الأصل ولموافقته ما قبلها {لا يضرهم ولا ينفعهم} وفيها {وإذا مس الإنسان الضر} فتكرر فى الآية ثلاث مرات.
وكذلك ما جاء بلفظ الفعل فلسابقة معنى يتضمن فعلا. أما سورة الأنعام ففيها {ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} ، ثم وصلها بقوله: {قل أندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا} وفى يونس تقدمه قوله:
{ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين} ثم قال: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك} وفى الأنبياء تقدمه قول الكفار لإبراهيم فى المجادلة {لقد علمت ما هاؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم} وفى الفرقان تقدمه قوله: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} وعد نعما جمة فى الآيات ثم قال: {ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم} تأمل؛ فإنه برهان ساطع للقرآن.
فضل السورة
ثم يرو سوى هذه الأخبار الضعيفة (من قرأ سورة الأعراف جعل الله بينه وبين إبليس سترا يحرس منه، ويكون ممن يزوره فى الجنة آدم. وله بكل يهودى ونصرانى درجة فى الجنة) وعنه صلى الله عليه وسلم: يا على من قرأ سورة الأعراف قام من قبره وعليه ثمانون حلة، وبيده براءة من النار، وجواز على الصراط، وله بكل آية قرأها ثواب من بر والديه، وحسن خلقه. وعن جعفر الصادق رضى الله عنه: من قرأ سورة الأعراف فى كل شهر كان يوم القيامة من الآمنين. ومن قرأها فى كل جمعة لا يحاسب معه يوم القيامة، وإنها تشهد لكل من قرأها.
بصيرة فى.. يسألونك عن الأنفال
اعلم أن هذه السورة مدنية بالإجماع وعدد آياتها سبع وسبعون عند الشاميين، وخمس عند الكوفيين، وست عند الحجازيين، والبصريين. وعدد كلماتها ألف ومائة وخمس وتسعون كلمة. وحروفها خمسة آلاف ومائتان وثمانون.
الآيات المختلف فيها ثلاث {يغلبون} ، {بنصره وبالمؤمنين} ، {أمرا كان مفعولا} .
فواصل آياته (ن د م ق ط ر ب) يجمعها ندم قطرب، أو نطق مدبر. على الدال منها آية واحدة {عبيد} . وعلى القاف آية واحدة {حريق} وعلى الباء أربع آيات آخرها {عقاب} .
ولهذه السورة اسمان: سورة الأنفال؛ لكونها مفتتحة بها، ومكررة فيها، وسورة بدر، لأن معظمها فى ذكر حرب بدر، وما جرى فيها.
مقصود السورة مجملا: قطع الأطماع الفاسدة من الغنيمة التى هى حق الله ولرسوله، ومدح الخائفين الخاشعين وقت سماع القرآن، وبعث المؤمنين حقا، والإشارة إلى ابتداء حرب بدر، وإمداد الله تعالى صحابة نبيه بالملائكة المقربين، والنهى عن الفرار من صف الكفار، وأمر المؤمنين بإجابة الله ورسوله، والتحذير عن الفتنة، والنهى عن خيانة الله ورسوله، وذكر مكر كفار مكة فى حق النبى صلى الله عليه وسلم، وتجاسر قوم منهم باستعجال العذاب، وذكر إضاعة نفقاتهم فى الضلال والباطل، وبيان قسم الغنائم، وتلاقى عساكر الإسلام وعساكر المشركين، ووصية الله المؤمنين بالثبات فى صف القتال، وغرور إبليس طائفة من الكفار، وذم المنافقين فى خذلانهم لأهل الإيمان، ونكال ناقضى العهد ليعتبر بهم آخرون، وتهيئة عذر المقاتلة والمحاربة، والميل إلى الصلح عند استدعائهم الصلح، والمن على المؤمنين بتأليف قلوبهم، وبيان عدد عسكر الإسلام، وعسكر الشرك، وحكم أسرى بدر، ونصرة المعاهدين لأهل الاسلام، وتخصيص الأقارب، وذوى الأرحام بالميراث فى قوله {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} إلى آخر السورة.
الناسخ والمنسوخ:
الآيات المنسوخة فى السورة ست {يسألونك عن الأنفال} م {ما غنمتم} ن {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} م {وما لهم ألا يعذبهم الله} ن {قل للذين كفروا إن ينتهوا} م {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} ن {وإن جنحوا للسلم} م {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله} ن {إن يكن منكم عشرون صابرون} م {الآن خفف الله عنكم} ن {والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء} م {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} ن.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.60 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]