المشهد الثالث: بل هي اليسرى!
وهذا هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، في تغيير الأسماء، ومن الأدنى إلى الأعلى، ومن الأسوأ إلى الأحسن، ويوم الطائف، وإذ سلكوا طريقًا يقال لها: الضيقة، فأسماها صلى الله عليه وسلم اليسرى، ومن اليسر، لا اليسار، وهو الشمال، وبقوله صلى الله عليه وسلم آنف الذكر، وقد كان هذا من هديه صلى الله عليه وسلم، في الأسماء عمومًا، وحين غير اسم أحدهم من حَزْنٍ إلى سَهْلٍ.
ولما أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى: ((جَلَسْتُ إلى سَعِيدِ بنِ المُسَيِّبِ، فَحدَّثَني: أنَّ جَدَّهُ حَزْنًا قَدِمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: ما اسْمُكَ؟ قالَ: اسْمِي حَزْنٌ، قالَ: بَلْ أنْتَ سَهْلٌ، قالَ: ما أنَا بمُغَيِّرٍ اسْمًا سَمَّانِيهِ أبِي، قالَ ابنُ المُسَيِّبِ: فَما زَالَتْ فِينَا الحُزُونَةُ بَعْدُ))[5].
وكما أنه فألٌ حسن بالأسماء الحسنة، وكما أنه بَعْدُ بالأخرى، ولا أقول تطيرًا، ولأنه ((لا عَدْوَى، ولا صَفَرَ، ولا هامَةَ، فقالَ أعْرابِيٌّ: يا رَسولَ اللَّهِ، فَما بالُ إبِلِي، تَكُونُ في الرَّمْلِ كَأنَّها الظِّباءُ، فَيَأْتي البَعِيرُ الأجْرَبُ فَيَدْخُلُ بيْنَها فيُجْرِبُها؟ فقالَ: فمَن أعْدَى الأوَّلَ؟))[6]، وإنما ولأن الاسم يتطبع به صاحبه، ويتخلق بآدابه.
وهذا الذي حدث، ويوم أن أبى جد سعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنه أن يغير اسمًا سماه به أبوه، وفوق أنه تأبٍّ على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وافتئاتٌ على نبي وقائد أمة، أرسله ربه؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
وإذ كان من حق الأطفال على أبويهم حسن اختيار أسمائهم، وكيما يتأدبوا بآدابها، وكيما يعود على الأبوين أول ما يعود نفعها وثمرها، وكذا الأبناء، ومن قبل ومن بعد أمتهم أيضًا.
وفيه سلطة ولي الأمر في تغيير أسماء الأشخاص والمناطق والشوارع، وله ذلك ابتداء أيضًا.
♦♦ ♦♦ ♦♦
المشهد الرابع: إما أن تخرج إلينا، وإما أن نخرب عليك حائطك.
وهذا أدب القتال في هذا الدين، الذي هو الإسلام الخالد، وحين مر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على بستان، وخشية أن ينالهم منه سوء، أو أن يمسهم منه أذى، فأرسل لصاحبه، وإما أن يخرج إلى نبينا صلى الله عليه وسلم، وإما أن يخربه عليه، وحين أبى، فأنفذ فيه تهديده، وبسلطة القائد الحازم، وبقرار الرائد الحاسم، وهو كذلك رحمة للمؤمنين، وكما أنه رحمة للعالمين، وحين يدخلون ومن سببه في دين الله أفواجًا، وكما أنه صلى الله عليه وسلم نبي الملحمة أيضًا.
وهذا سد للذريعة، وأخذ بشبهة، وظن في محله؛ ولأن الأمر حال مقاتلة، ومنه يحذر من مغافلة عدو، أو من معاجلة خصم، وهذا أيضًا من حسن التدبير النبوي، وهو أيضًا من كياسة التخطيط المحمدي، وعملًا للردع العسكري، وفطنة التفكير، وحكمة التدبير؛ وكيما لا يؤخذ الناس على غرة، وحتى لا يهاجمون من بغتة!
وكما أنه صلى الله عليه وسلم قد غيَّر اسم رقيق، من المضطجع، إلى المنبعث، ولأنه لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف، خرج إليه رقيق من رقيقهم؛ أبو بكرة، وكان عبدًا للحارث بن كلدة، والمنبعث، ويحنس ووردان، في رهط من رقيقهم، فأسلموا، فلما قدم وفد أهل الطائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلموا، قالوا: ((يا رسول الله، رد علينا رقيقنا، الذين أتوك فقال: لا، أولئك عتقاء الله عز وجل، ورد على كل رجل ولاء عبده فجعله إليه))[7].
ودلك على صحة مذهبنا هذا ما رواه الإمام ابن إسحاق رحمه الله تعالى؛ حيث قال: ((ثم سلك في الطريق يقال لها الضيقة، فلما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عن اسمها، فقال: ما اسم هذه الطريق؟ فقيل: الضيقة، فقال: بل هي اليسرى، ثم خرج منها على نخب، حتى نزل تحت سدرة، يقال لها: الصادرة، قريبًا من مال رجل من ثقيف، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إما أن تخرج إلينا، وإما أن نخرب عليك حائطك، فأبى أن يخرج، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخرابه))[8].
♦♦ ♦♦ ♦♦
المشهد الخامس: من خرج إلينا من العبيد فهو حر.
وهذا من الحرب الذكية، ولإضعاف جبهة الخصم من جانب، وهو مهم وعظيم، وكيف ذهب الإسلام كل مذهب ممكن؛ للقضاء على مملكة العبيد، والتي كانت ناخرة في أنظمة القوم يومهم هذا، ولإفلات الأرقاء منهم، وإلى بحبوحة الحرية، والانطلاق نحو آفاق الحرية، والانعتاق من رين الاستعباد، ومن جانب آخر، وحين كان لله تعالى وحده لا شريك له.
ودلك على صحة مذهبنا هذا ما رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف: ((من خرج إلينا من العبيد، فهو حر، فخرج عبيد من العبيد فيهم أبو بكرة، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم))[9].
ولذا؛ فقد فتح الإسلام الحنيف الخالد بابًا واسعًا للتحرر من هكذا ما يكون سبب انكسار، ولغير الله تعالى العزيز القهار، وحين جعل أن كل عبد جاء من دار الحرب إلى دار الإسلام عتق حكمًا شرعيًّا مطلقًا عامًّا.
وهذا باب رأينا الناس فيه كم جالوا! وكم ألفيناهم فيه قد صالوا! وإذ نقعد لهذا، ونؤصله، مرة أخرى، ولنضعه على باقة من زهور، وأمام مائدة الناس أجمعين؛ وليروا ديننا، ومن ثقب لا خفي، بل من طرف جلي.
♦♦ ♦♦ ♦♦
المشهد السادس: ((من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه، فالجنة عليه حرام)).
وهذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، وهو حديث يحمي قاعدة السلم الاجتماعي في بابها الأوسع، وحين منح، وحين منع.
فإنه منح الأب حق نسبة الولد إليه، وكما قد تضمن هذا منع الولد من الافتئات على هذا الحق الأبوي، والذي خوله إياه القانون الإسلامي.
وفي ذات الوقت منع أيًّا من كان أن ينسب ولد غيره إليه.
وهذا القانون يمثل حفظًا للكيان الاجتماعي، وتقريرًا لقواعد النسب.
إلا أنه قائم على قاعدة العلم بالحكم، ومنه فإذا انتفى العلم، فلا إثم، ولطالما قد بحث فيه بحث الرجل المعتاد، وطاقته ووسعه، وبذله وسعيه.
ومن جانب آخر، وضع الإسلام لمثل هذه المسألة حلًّا، وإن وجدت في الواقع، وإذ كان قول القرآن الحكيم في هذا فصلًا، وحين جعل المؤاخاة بدلًا، وحين جعل الولاء عوضًا، وحال حالة النسب، وكيما لا تختلط الأنساب، وكيما يكون الوالد في معزل عن اللعب بنتاج صلبه، ولغايات مختلفة، أو أخرى متباينة، وحين ذلك يكون العقد الاجتماعي في حكم المنهار، وهو ما وقف الإسلام عنده موقفًا حصينًا، منيعًا، حازمًا، حاسمًا؛ وحين قال الله تعالى: ﴿ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 5].
ومنه فإن هذه الآية الكريمة، وضعت الأسس وقعدت الأصول؛ وهي:
١- تقرير قاعدة النسب الأولى، وحين كان النسب إلى الأب، وليس إلى غيره.
٢- عقد الأخوة في الدين، وكبديل، عند عدم العلم بالأب.
٣- عقد الموالاة، وهذا كمثل عقد المؤاخاة تمامًا.
٤- العفو عن الخطأ، وحين لم يكن عمدًا، وهذه سعة رحمة رب العالمين، وحين وضع لكل مناسبة حلها.
هذا وقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى حديثًا قال فيه: ((ليسَ مِن رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أبِيهِ - وهو يَعْلَمُهُ - إلَّا كَفَرَ، ومَنِ ادَّعَى قَوْمًا ليسَ له فيهم، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ))[10].
♦♦ ♦♦ ♦♦
المشهد السابع: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187].
اصطحب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم معه امرأتين من نسائه، وحين كان حصاره صلى الله عليه وسلم لأهل الطائف، وكيما ينزلوا على حكم الإسلام الخالد.
وهذا برهان قيمة المرأة عند زوجها في هذا الدين الخالد أيضًا، وإذ كان يقرع صلى الله عليه وسلم بين نسائه يوم سفره، وكيما لا يدخل في قلب إحداهن شيء، وكذا ما جعل الله تعالى من وجود المرأة لزوجها سكنًا، سفره وترحاله؛ وحين قال الله تعالى: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، وهذه مرة أخرى قيمة المرأة في هذا الدين، صاحبة قامة، وقائدة بيت، وراعية أسرة، وحاضنة أولادها وبناتها، وقائمة على راحة المحضن الأول في تنشئة جيل مسلم فريد، ليستحضر من أمامه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ذلكم الماضي التليد، وهذا الحاضر السعيد، ومستشرفًا ذلكم المستقبل الهني الرشيد أيضًا.
ويكأننا ننظر بفخر إلى أمة جعلت من المرأة المسلمة شقيقة الرجل، لا من قولنا، وإنما هو قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ وحين قال: ((النساء شقائق الرجال))؛ وحين ((سُئلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الرَّجلِ يجدُ البللَ ولا يذكرُ احتلامًا، قالَ: يغتسلُ، وعن الرَّجلِ يرَى أنَّهُ قدِ احتلمَ، ولا يجدُ البللَ، قالَ: لا غُسلَ عليهِ، فقالَت أمُّ سُلَيمٍ: المرأةُ ترَى ذلِكَ، أعلَيها غُسلٌ؟ قالَ: نعم، إنَّما النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ))[11].
وإذ كانت مناسبة غزوة الطائف، وبمثل ما ذكر من إطناب، وبسبب ما احتفيناه من إسهاب، تقريرًا تقريرًا لأهمية المرأة في هذا الدين، وتعزيزًا تعزيزًا لمجتمع رشيد، أعلى من قيمتها، وألبسها تاج التحية، والاهتمام، والوقار، والوفاء، وحين أعلى من ذلكم، حتى تنسمت عبق النسيم.
وأيم الله، ويكأنها راعية بيتها، وحاضنة ابنها وبنتها.
وهذا النبي العربي الأبي الأمي الوفي صلى الله عليه وسلم، وحين يقرع بين نسائه، وتطييبًا لخواطرهن، فهذا أيضًا أسلوب إداري عبقري، في إدارة المنازل، كريمًا، حليمًا، وحين يزاوج هذا النبي صلى الله عليه وسلم الأمي العربي الكريم، بين حاجات الأمة شاملة، وبين حاجات بيوتاتها جامعة أيضًا، وهكذا ديننا، لا إفراط في جانب، وعلى حساب جانب آخر، وإلا عُدَّ تفريطًا أيضًا.
وهذا تقرير لقيادة الأمم، وكيف تكون، اهتمامًا بها، ومن أول محضن فيها، وهو الأسرة، وعلوًّا بها، نحو آفاق المجد والعلا، وفي نفس الوقت، وإذ ها هو صلى الله عليه وسلم يحاصر أهل الطائف، قيادة عسكرية مجيدة، ورعاية أسرة كريمة رشيدة.
بيد أن معنى واسعًا كريمًا، حسُن التنويه إليه، وغير أن شأنًا كبيًرا عظيمًا، وجب التعويل عليه، وحين رأينا كم كانت المسافة بين امرأتين من نسائه صلى الله عليه وسلم، إحداهما عن الأخرى، وإذ تعدان في محيط متقارب واحد، وما بينهما غير مسجد، قيمة للمسجد، وقيمة للصلاة، وقيمة للمرأة، وقيمة للزوجة، وهذه أربعة من واحد، وإذ كان قرب المسافة بين الزوجتين، نبأ عن اهتمام هذا النبي صلى الله عليه وسلم بأسرته، ولو كان الحال حربًا!
وهذه رسالة إلى معددي الزوجات أن يقربوا مسافات الإقامة، فلا يرهق الزوج، ولا تعنت الأسرة، ومن جراء ما تراه المجتمعات من كبد، وحين تكون إحداهن في محلة، وأخراهن أبعد عنها، ومن محلة نائية أخرى.
وهذا هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإذ نقدمه للعالمين، راعيًا أسرة، وقائدًا أمة!
وإذ لا ينسينا هذا العرض الحاني اللطيف، وعن عطف نبي على أسرته، وحين يحاصر أهل الطائف، وعلى ما أنف، سيرة عسكرية حسنة أيضًا، وعبقرية إدارية فذة، وكيما يحافظ على دماء الناس، وإلا إذا أبوا، وإلا إذا رفضوا وعتوا، وإذ ها هنا تكون المقصلة، وإذ ها هنا يكون حكم المسألة، وإذا لم ينزل الخصم، ومن بعد الحصار، فثم السيف والرمح والمنجنيق!
وهذا الذي حدث يوم الطائف، ولما لم ينزلوا على حكم الإسلام الخالد، ومتمثلًا في شخص هذا النبي صلى الله عليه وسلم، فثم السيف، وإذ رماهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالمنجنيق، عملًا عسكريًّا باهرًا، وإذ كان أول من رماهم به هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي بادرة مؤذنة بهذا الاستعداد القتالي، وإذ كان منه تملك أحدث أسلحة الحين، ولمجابهة المرجفين، على مدار الزمان، وحيز المكان أيضًا.
وهذه رسالة أخرى أن تتسلح أمتنا بسلاحها، وسائر أمرها، استغناء واكتفاء، وأن من يملك قُوْتَه وقُوَّتَه ملك قراره.
والعكس عكس أيضًا!
وإذ لا يفوتنا قول من قال: إن أول من رمى القوم بالمنجنيق هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ودلك على صحة مذهبنا هذا أنه رمي عبدالله بن أبي بكر الصديق يومئذٍ، فاندمل الجرح ثم انتفض به بعد ذلك، فمات منه، فارتفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موضع مسجد الطائف اليوم، وكان معه من نسائه أم سلمة وزينب، فضرب لهما قبتين، وكان يصلي بين القبتين حصار الطائف كله، فحاصرهم ثمانية عشر يومًا، ونصب عليهم المنجنيق[12].
وقال: ((فحدثني من أثق به أن النبي صلى الله عليه وسلم أول من رمى في الإسلام بالمنجنيق رمى به أهل الطائف))[13].
[1] صحيح البخاري: 3030.
[2] صحيح البخاري: 2664.
[3] صحيح البخاري: 528.
[4] المغازي، الواقدي: ج: 3 /924.
[5] صحيح البخاري: 5717.
[6] صحيح البخاري:6193.
[7] السنن الكبرى، البيهقي: ج: 9/229، وقال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى: وهذا منقطع.
[8] تاريخ الطبري، الطبري: ج: ٢/ ٣٥٤.
[9] السيرة النبوية، ابن كثير: ج: ٣/ ٦٥٧.
[10] صحيح البخاري: 3508.
[11] صحيح أبي داود، الألباني: 236.
[12] الطبقات الكبرى، محمد بن سعد: ج: ٢/ ١٥٨.
[13] الروض الأنف، السهيلي: ج:7/ 235.