عرض مشاركة واحدة
  #82  
قديم 19-01-2022, 06:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,400
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الاول
الحلقة (82)
صـ 12 إلى صـ 18


عليهم والنصارى ضالون» (1) ". وذلك أن اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه استكبارا وحسدا وغلوا واتباعا للهوى، وهذا هو الغي، والنصارى ليس لهم علم بما يفعلونه من العبادة والزهد والأخلاق، بل فيهم الجهل والغلو والبدع والشرك جهلا منهم، وهذا هو الضلال، وإن كان كل من الأمتين فيه ضلال وغي، لكن الغي أغلب على اليهود، والضلال أغلب على النصارى.ولهذا وصف الله اليهود بالكبر والحسد، واتباع الهوى والغي وإرادة العلو في الأرض (2) والفساد. قال تعالى: {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون} ، [سورة البقرة: 87] ، وقال تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} ، [سورة النساء: 54] ، وقال: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا}

(1) الحديث عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - في سنن الترمذي في موضعين 4/271، 272 (كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة فاتحة الكتاب) وأوله في الموضع الأول: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد. الحديث ولفظه: " فإن اليهود مغضوب عليهم وإن النصارى ضلال " وقال الترمذي " هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب، وروى شعبة، عن سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي بن حاتم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث بطوله " والحديث في المسند (ط. الحلبي) 4/378 وفيه: " إن المغضوب عليهم اليهود وإن الضالين النصارى. . " وذكره الطبري في تفسير قوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وذكر روايات أخرى، وقد خرجها الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - وصحح أكثرها. انظر التفسير (ط. المعارف) 1/185 - 188 193 - 195.
(2) في الأرض: ساقطة من أ، ب.
******************************

، [سورة الأعراف: 146] ، وقال تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا} ، [سورة الإسراء: 4] .


ووصف النصارى بالشرك والضلال والغلو والبدع، فقال تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} ، [سورة التوبة: 31] ، وقال تعالى: {قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل} ، [سورة المائدة: 77] ، وقال تعالى: {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها} ، [سورة الحديد: 27] ، وهذا مبسوط في غير هذا الموضع.

وقد نزه الله نبيه عن الضلال والغي، فقال: {والنجم إذا هوى - ما ضل صاحبكم وما غوى - وما ينطق عن الهوى} ، [سورة النجم: 1 - 3] (1) ، فالضال الذي لا يعرف الحق، والغاوي الذي يتبع هواه، وقال تعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار} ، [سورة ص: 45] ، فالأيدي القوة (2) في طاعة الله، والأبصار البصائر في الدين.

وقال تعالى: {والعصر - إن الإنسان لفي خسر - إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} .

وإذا كان الصراط المستقيم لا بد فيه من العلم بالحق والعمل به،

(1) آية: 3 من سورة النجم ليست في (ن) ، (م) .
(2) أ، ب: القوى.
******************************

وكلاهما (1) واجب، لا يكون الإنسان مفلحا ناجيا إلا بذلك، وهذه الأمة خير الأمم، وخيرها القرن الأول (2) ، كان القرن الأول أكمل الناس في العلم النافع والعمل الصالح.


وهؤلاء المفترون وصفوهم بنقيض ذلك، بأنهم لم يكونوا يعلمون الحق ويتبعونه، بل كان أكثرهم عندهم يعلمون الحق ويخالفونه، كما يزعمونه في الخلفاء الثلاثة وجمهور الصحابة والأمة، وكثير منهم عندهم لا يعلم الحق، بل اتبع الظالمين تقليدا لعدم نظرهم المفضي إلى العلم، والذي لم ينظر قد يكون تركه النظر لأجل الهوى وطلب الدنيا، وقد يكون لقصوره ونقص إدراكه.

وادعى أن منهم من طلب الأمر لنفسه بحق، يعني عليا (3) ، وهذا مما علمنا بالاضطرار أنه لم يكن، فلزم من ذلك - على قول هؤلاء - أن تكون الأمة كلها [كانت] (4) ضالة بعد نبيها (5) ليس فيها مهتد، فتكون اليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل خيرا منهم ; لأنهم [كانوا] (6) ، كما قال الله [تعالى] (7) : {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} ، [سورة الأعراف: 157] ، وقد «أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن اليهود والنصارى

(1) ن، م: به كلاهما.
(2) ن، م: وخير القرون الأول.
(3) م: عليا عليه السلام.
(4) كانت: ساقطة من (ن) ، (م) .
(5) ن: ثبتها، وهو تحريف.
(6) كانوا: ساقطة من (ن) ، (م) .
(7) تعالى: ليست في (ن) .
**************************

افترقت على اثنتين وسبعين» (1) فرقة فيها واحدة ناجية (2) ، وهذه الأمة على موجب ما ذكر (3) لم يكن فيهم بعد موت النبي [صلى الله عليه وسلم] (4) أمة تقوم بالحق (5) ولا تعدل به.


وإذا لم يكن ذلك في خيار قرونهم، ففيما بعد ذلك أولى. فيلزم من ذلك أن يكون اليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل خيرا من خير أمة أخرجت للناس، فهذا لازم لما يقوله هؤلاء المفترون.
فإن كان هذا في حكايته لما جرى عقب موت النبي - صلى الله عليه وسلم -

(1) أ، ب: على أكثر من سبعين.
(2) الحديث - مع اختلاف في اللفظ - عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية، وغيرهم من الصحابة - رضي الله عنهم - في: سنن أبي داود 4/276 (كتاب السنة، باب شرح السنة) وهو فيها عن أبي هريرة ومعاوية ; سنن الترمذي 4/134 - 135 (كتاب الإيمان باب افتراق هذه الأمة) وهو فيها عن أبي هريرة وقال الترمذي: " وفي الباب عن سعد، وعبد الله بن عمرو، وعوف بن مالك. حديث أبي هريرة حسن صحيح " ; سنن ابن ماجه 2/1321 - 1322 (كتاب الفتن باب افتراق الأمة) وهو فيها عن أبي هريرة، وعوف بن مالك، وأنس بن مالك ; المسند (ط. المعارف) 17/169 " عن أبي هريرة " وقال المحقق: " وإسناده صحيح " 3/120 - 145 (ط. الحلبي) عن أنس بن مالك 4/102 (ط. الحلبي) عن معاوية. ونص الحديث في سنن أبي داود عن أبي هريرة " افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة " وفي رواية معاوية زاد: " ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة ".
(3) أ، ب: ما ذكروه ; م: ما ذكرتم.
(4) ن، م: بعد موت نبيهم.
(5) ن: تقول بالحق.
************************

من (1) اختلاف الأمة، فكيف [بسائر] (2) ما ينقله ويستدل به؟


[الرد على القسم الأول من كلام ابن المطهر في المقدمة من وجوه]

[الوجه الأول في الرد على قول ابن المطهر: تعددت آراؤهم بحسب تعدد أهوائهم]

ونحن نبين فساد (3) ما في هذه الحكاية من الأكاذيب من وجوه كثيرة فنقول:

أما قوله (4) : " لما عمت البلية [على كافة المسلمين] (5) بموت النبي - صلى الله عليه وسلم (6) - واختلف الناس بعده (7) ، وتعددت آراؤهم بحسب أهوائهم (8) ، فبعضهم طلب الأمر لنفسه [بغير حق] (9) ، وبايعه (10) أكثر الناس طلبا للدنيا، كما اختار عمر بن سعد (11) ملك الري أياما يسيرة، لما خير بينه وبين قتل الحسين، مع علمه بأن في قتله النار وإخباره بذلك (12) في شعره "

(1) ن، م، أ: في. والمثبت من (ب) .
(2) بسائر: ساقطة من (ن) . وفي (ب) : سائر.
(3) فساد: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(4) أ، ب: ما ذكره هذا المفتري من قوله إنه.
(5) على كافة المسلمين: ساقط من (ن) ، (م) .
(6) بعد عبارة: بموت النبي - صلى الله عليه وسلم - توجد في (ن) عبارة: فكيف بسائر ما ينقله أو يستدل به، وهذه العبارة مكانها قبل هذا السطر بسطور قليلة وأخطأ الناسخ بتكرارها هنا.
(7) بعده: ساقطة من (م) .
(8) ب (فقط) : بحسب تعدد أهوائهم.
(9) عبارة " بغير حق " ساقطة من جميع النسخ، وهي في كلام ابن المطهر الذي سبق وروده قبل صفحات قليلة (ص [0 - 9] ) .
(10) أ، م، ب: وتابعه.
(11) ب: عمرو بن سعد.
(12) ب: واختياره ذلك.
********************************

فيقال: في هذا الكلام من الكذب والباطل (1) وذم خيار الأمة بغير حق ما لا يخفى، وذلك (2) من وجوه:


أحدها: " قوله تعددت آراؤهم بحسب تعدد أهوائهم "، فيكونون كلهم متبعين أهواءهم: ليس فيهم طالب حق ولا مريد لوجه الله تعالى (3) والدار الآخرة، ولا من كان قوله عن اجتهاد واستدلال، وعموم لفظه يشمل عليا وغيره.

وهؤلاء الذين وصفهم بهذا هم الذين أثنى الله عليهم هو ورسوله - ورضي عنهم ووعدهم الحسنى، كما قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} ، [سورة التوبة: 100] ، وقال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} ، [سورة الفتح: 29] ، وقال تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض} إلى قوله: {أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم - والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم}

(1) ن، م: الباطل.
(2) وذلك: ساقطة من (ب) . وفي (أ) : ذلك.
(3) ن، م: ولا يريد وجه الله.
**************************

[سورة الأنفال: 72 - 75] ، وقال: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} [سورة الحديد: 10] ، وقال تعالى: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون - والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون - والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} [سورة الحشر: 8 - 10] .


وهذه الآيات تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار، وعلى الذين جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم ويسألون الله أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم، وتتضمن أن هؤلاء الأصناف هم المستحقون للفيء.

ولا ريب أن [هؤلاء] (1) الرافضة خارجون من الأصناف الثلاثة، فإنهم لم يستغفروا للسابقين الأولين (2) ، وفي قلوبهم غل عليهم. ففي (3) الآيات الثناء على الصحابة وعلى أهل السنة الذين يتولونهم، وإخراج الرافضة من ذلك، وهذا نقيض (4) مذهب الرافضة.

(1) هؤلاء: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) الأولين: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(3) ن، م: وفي.
(4) ب (فقط) : يفتض.
***************************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.51 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.16%)]