عرض مشاركة واحدة
  #83  
قديم 19-01-2022, 06:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,416
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (83)
صـ 19 إلى صـ 25

وقد روى ابن بطة وغيره من حديث [أبي بدر قال: حدثنا] (1) عبد الله بن زيد، عن طلحة بن مصرف، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال: الناس على ثلاث (2) منازل، فمضت منزلتان وبقيت واحدة، فأحسن ما أنتم عليه كائنون أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت، ثم قرأ: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا} هؤلاء المهاجرون وهذه منزلة قد مضت.ثم قرأ (3) : {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} (4) ، ثم قال: هؤلاء الأنصار وهذه منزلة قد مضت.

ثم قرأ: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} ، فقد مضت هاتان وبقيت هذه المنزلة، فأحسن ما أنتم عليه كائنون أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت أن تستغفروا الله لهم (5) .

وروى أيضا بإسناده عن مالك بن أنس أنه قال: من سب السلف فليس له في الفيء نصيب ; لأن الله تعالى يقول: {والذين جاءوا من بعدهم} الآية (6) .

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(2) ثلاث: كذا في (م) ، (ب) . وفي (ن) ، (أ) : ثلاثة.
(3) ن: ثم قال.
(4) ن، م:. . . . من هاجر إليهم، الآية.
(5) ن: أن يستغفروا الله لهم ; أ: أن تستغفر لهم ; ب: أن تستغفروا لهم.
(6) لم أجد الأثرين السابقين في الإبانة لابن بطة ولكن فيه " ص [0 - 9] 9 ": " قال مالك بن أنس: " الذي يشتم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس له سهم أو قال: نصيب في الإسلام. " وانظر ما يلي: ص [0 - 9] 2 ت (7) . وقد أورد ابن تيمية الأثر الأول مختصرا في " الصارم المسلول " (ط. مكتبة تاج، بطنطا، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، 1379 - 1960) ص [0 - 9] 74.
**********************************

وهذا معروف من مالك وغير مالك (1) من أهل العلم، كأبي عبيد القاسم بن سلام، وكذلك ذكره أبو حكيم النهرواني من أصحاب أحمد وغيره من الفقهاء.


وروى أيضا عن الحسن بن عمارة، عن الحكم (2) ، عن مقسم، عن ابن عباس [- رضي الله عنهما] (3) قال: أمر الله بالاستغفار لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يعلم أنهم يقتتلون.

وقال (4) عروة: قالت لي عائشة [رضي الله عنها] (5) : يا ابن أختي (6) أمروا أن يستغفروا لأصحاب محمد (7) - صلى الله عليه وسلم - فسبوهم (8) .

وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري [رضي الله عنه] (9) قال: قال

(1) ن، م: وغيره.
(2) ب: الحكيم، وهو الحكم بن عتيبة. انظر الجرح والتعديل ج [0 - 9] ، ق [0 - 9] ، ص [0 - 9] 7.
(3) رضي الله عنهما: زيادة في (أ) ، (ب) .
(4) ن، م: قال.
(5) رضي الله عنها: زيادة في (أ) ، (ب) .
(6) ن، م: ابن أخي، وهو خطأ.
(7) أ، ب: أمروا بالاستغفار لأصحاب النبي.
(8) سترد رواية أخرى للأثر الأول بعد صفحتين. وأما الأثر الثاني فقد ورد في الإبانة (ص 15) مختصرا: " وقالت عائشة - رضي الله عنها: أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد فسبوهم " وأورده ابن تيمية في " الصارم المسلول " ص [0 - 9] 74 وقال: رواه مسلم.
(9) رضي الله عنه: زيادة في (ب) .
*********************************

رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
" «لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا (1) ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (2) .


وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة [رضي الله عنه] (3) . أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق (4) مثل أحد [ذهبا (5) ] ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (6) ".

وفي صحيح مسلم أيضا، عن جابر [بن عبد الله] (7) قال: قيل لعائشة: إن ناسا يتناولون أصحاب رسول الله [صلى الله عليه وسلم] (8) حتى أبا

(1) ن، م: فلو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهبا.
(2) الحديث - مع اختلاف في الألفاظ - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه في: البخاري 5 (كتاب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لو كنت متخذا خليلا) ، مسلم 4/1967 - 1968 (كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة. .) ; سنن أبي داود 4/297 - 298 (كتاب السنة، باب في النهي عن سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم) ; سنن الترمذي 5/357 - 358 (كتاب المناقب، باب في من سب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم) ; المسند (ط. الحلبي) 3/11، 54، 63، 64 ; سنن ابن ماجه 1/57 (المقدمة، باب فضل أهل بدر) وفي اللسان: " المد ضرب من المكاييل وهو ربع صاع ; وهو قدر مد النبي - صلى الله عليه وسلم، والصاع خمسة أرطال. وقال النووي (شرح مسلم 16/93) : " وقال أهل اللغة: النصيف النصف. . . ومعناه: لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ ثوابه في ذلك ثواب نفقة أحد أصحابي مدا ولا نصف مد
(3) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب)
(4) ن: لو أنفق أحدكم
(5) ذهبا: ساقطة من (ن) .
(6) الحديث في مسلم 4/1967، وهو في سنن ابن ماجه 1/57
(7) ابن عبد الله: زيادة في (أ) ، (ب) .
(8) ن: أصحاب رسول الله ; م: أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم.
*****************************

بكر وعمر، فقالت: وما تعجبون من هذا؟ (1) انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر (2) .


وروى ابن بطة بالإسناد الصحيح عن عبد الله بن أحمد (* قال: حدثني أبي، حدثنا معاوية (3) . حدثنا رجاء، عن مجاهد، عن ابن عباس [رضي الله عنهما] (4) . قال: لا تسبوا أصحاب محمد (5) -. فإن الله قد أمر (6) . بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون (7) .

(1) ن، م: من ذلك.
(2) لم أستطع العثور على هذا الأثر في صحيح مسلم
(3) ن: أبو معاوية. ولعل الصواب ابن معاوية وهو مروان بن معاوية الفزاري. قال أحمد بن حنبل: إنه ثبت حافظ (الجرح والتعديل، ج [0 - 9] ، ق [0 - 9] ، ص [0 - 9] 73) . وذكر ابن حجر (لسان الميزان 2/455) أنه روى عن رجاء بن الحارث أبي سعيد بن عوذ وهو الذي روى عن مجاهد. وانظر الجرح والتعديل: ج [0 - 9] ، ق [0 - 9] ، ص [0 - 9] 01 - 502 ; مناقب الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي (ط. الخانجي بالقاهرة، 1399) ص [0 - 9] 5
(4) رضي الله عنهما: زيادة في (أ) ، (ب)
(5) في كتاب الإبانة ص 15: أصحاب النبي محمد - صلى الله عليه وسلم
(6) أ، ب: قد أمرنا، والمثبت عن (ن) وعن كتاب الإبانة
(7) ورد هذا الأثر في كتاب " الشرح والإبانة على أصول الديانة " لابن بطة العكبري، ص [0 - 9] 5، بتحقيق الأستاذ هنري لاوست، طبعة المعهد الفرنسي، دمشق، 1958. ولكن يبدو أن هذه النسخة المنشورة هي عن نسخة مختصرة من أصل الكتاب، إذ أن جميع أسانيد الأحاديث والآثار فيها محذوفة. وقد أشار المؤلف إلى ذلك في مقدمة الكتاب (ص [0 - 9] ) .
والأثر يبدو فيه هكذا: وقال ابن عباس: لا تسبوا. . إلخ. وقد ذكر ابن أبي يعلى (طبقات الحنابلة 2/152) أن لابن بطة: الإبانة الكبرى والإبانة الصغرى، فالأرجح أن المنشور هو الصغيرة، خاصة وأن النسخة الخطية الناقصة من الكتاب الموجودة بالخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية، وهي المجلد الثاني فقط من الإبانة، بها سبعة أجزاء. انظر فهرس الخزانة التيمورية 4/3 مطبعة دار الكتب المصرية 1369/1950. وقد أورد ابن تيمية هذا الأثر في الصارم المسلول، ص 574: " عن مجاهد عن ابن عباس قال: لا تسبوا أصحاب محمد فإن الله قد أمر بالاستغفار لهم وقد علم أنهم سيقتتلون " رواه الإمام أحمد. وهو في " فضائل الصحابة " رقم 18 - 1741
*****************************

ومن طريق أحمد، عن عبد الرحمن *) (1) (2) بن مهدي، وطريق غيره عن وكيع وأبي نعيم، ثلاثتهم عن الثوري، عن نسير بن ذعلوق (3) .: سمعت عبد الله بن عمر يقول: لا تسبوا أصحاب محمد (4) ، فلمقام أحدهم ساعة، يعني مع رسول الله (5) - صلى الله عليه وسلم - خير من عمل أحدكم أربعين سنة.


وفي رواية وكيع: خير من عبادة أحدكم عمره (6) .

(1) ن: أحمد بن عبد الرحمن
(2) ما بين النجمتين ساقط من (م) .
(3) م: بشير بن ذعلوق ; أ: بشر بن ذوعلوق. والمثبت من (ن) ، (ب) . وقد ذكره ابن ماكولا في " الإكمال " 1/301 (حيدر أباد، 1381/1962) وقال: روى عن ابن عمر وبكر بن ماعز، حدث عنه الثوري وعبيدة بن معتب وسعيد بن عبد الله بن الربيع، وانظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 10/424 - 425
(4) م: محمد - صلى الله عليه وسلم -
(5) أ، ب: النبي.
(6) لم أجد هذا الأثر في " الإبانة " لابن بطة ولا في " المسند ". وذكر ابن تيمية في " الصارم المسلول " ص 580، فقال: " وإلى هذا أشار ابن عمر، قال نسير بن ذعلوق: سمعت ابن عمر - رضي الله عنه - يقول: لا تسبوا أصحاب محمد فإن مقام أحدهم خير من عملكم كله، رواه اللكائي " وهو في " فضائل الصحابة " الأرقام 15، 20، 1729، 1736
*******************************

وقال تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا - ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما - وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما - وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا} [سورة الفتح: 18 - 21] .


والذين بايعوه (1) . تحت الشجرة بالحديبية عند جبل التنعيم (2) \ 321. كانوا أكثر من ألف وأربعمائة، بايعوه لما صده المشركون عن العمرة، ثم صالح المشركين صلح الحديبية المعروف، وذلك سنة ست من الهجرة في ذي القعدة، ثم رجع [بهم] (3)) ، (م) . إلى المدينة وغزا بهم خيبر، ففتحها (4) . الله عليهم في أول سنة سبع، وقسمها (5) . بينهم، ومنع الأعراب المتخلفين (6) . عن الحديبية من ذلك.

(1) أ، ب: بايعوا
(2) في المسند 3/122 (ط. الحلبي) عن أنس قال: لما كان يوم الحديبية هبط على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ثمانون رجلا من أهل مكة في السلاح من قبل جبل التنعيم فدعا عليهم فأخذوا ونزلت هذه الآية: (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم) . قال: يعني جبل التنعيم من مكة. وورد الحديث بألفاظ مقاربة بعد صفحتين (3/124) عن أنس أيضا، كما ورد في تفسير الطبري بألفاظ مختلفة في تفسير الآية السابقة 26/59. أما في " تاج العروس " مادة " نعم ": " التنعيم " على ثلاثة أميال أو أربعة من مكة المشرفة، وهو أقرب أطراف الحل إلى البيت الشريف، سمي به لأن على يمينه جبل نعيم كزبير، وعلى يساره جبل ناعم، والوادي اسمه نعمان بالفتح ". وانظر معجم البلدان، مادة " التنعيم " ومعجم ما استعجم 1
(3) بهم: ساقطة من (ن
(4) ب (فقط) : ففتح
(5) ن: فقسمها
(6) ن، م: وقسمها بينهم وبين الأعراب المتخلفين. . . إلخ، وهو خطأ ظاهر
*******************************

كما قال [الله تعالى] (1) .: {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا} [سورة الفتح: 15] .


وقد أخبر سبحانه أنه رضي عنهم (2) ، وأنه علم ما في قلوبهم، وأنه أثابهم (3) . فتحا قريبا.
وهؤلاء هم أعيان من بايع أبا بكر وعمر وعثمان بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم، لم يكن في المسلمين من يتقدم عليهم، بل كان المسلمون [كلهم] (4) . يعرفون فضلهم عليهم ; لأن الله تعالى بين فضلهم في القرآن بقوله تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} [سورة الحديد: 10] (5) ، ففضل المنفقين المقاتلين قبل الفتح، والمراد بالفتح هنا صلح الحديبية، ولهذا سئل النبي - صلى الله عليه وسلم: أوفتح (6) . هو؟ فقال " نعم " (7)) .

(1) الله تعالى: زيادة في (أ) ، (ب)
(2) أ، ب: وقد أخبر الله أنه - سبحانه وتعالى - رضي عنهم
(3) ن، م: فأثابهم
(4) كلهم: ساقطة من (ن) ، (م)
(5) ن، م:. . وقاتلوا، الآية
(6) ن، م: أفتح
(7) الحديث عن مجمع بن جارية الأنصاري - رضي الله عنه - في سنن أبي داود 3/101 - 102 (كتاب الجهاد، باب فيمن أسهم له سهما) أنه قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما انصرفنا عنها إذ الناس يهزون الأباعر، فقال بعض الناس لبعض: ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرجنا مع الناس نوجف فوجدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - واقفا على راحلته عند كراع الغميم، فلما اجتمع عليه الناس قرأ عليهم: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) ، فقال رجل: يا رسول الله أفتح هو؟ قال: " نعم والذي نفس محمد بيده إنه لفتح ". . الحديث: وهو في المسند (ط. الحلبي) 3/420 - 486. وانظر تفسير ابن كثير (ط. الشعب) 7/308 (تفسير الآية الأولى من سورة الفتح
*******************************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]