عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-01-2022, 08:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,200
الدولة : Egypt
افتراضي الرفق وحسن المعاملة

الرفق وحسن المعاملة



قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]، وقال صلى الله عليه وسلم: «الإيمان ها هنا - [وأشار بيدِه إلى اليمين] - والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل، مِن حيث يَطلع قرنا الشيطان؛ ربيعة ومُضَر»[1].

ومنَ الآداب التي دعانا إليها الإسلام: الرِّفق، ومعامَلة الناس بخُلُق حَسَن، وعدم الجفاء والغلظة والحُمق والعُنف والقسوة.

ومن حُسْن إسلام المرء: تأدُّبه، وتخلُّقه بالبِشْر، والرِّفْق، والعطف، (ومَن بَدَا جَفَا)، وكلَّما تَحَضَّر المرءُ رقَّ طبعُه، وذهبتْ غلظته وفظاظته؛ عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَبغَضُ الرجالِ إلى الله الألدُّ الخصم»[2].

ومنَ الجفاء: إخلاف الوعد، وقطيعة الرحم والأصدقاء والجيران، والغلظة في القول، ورفع الصوت، وعدم الائتلاف مع الناس وهوانهم؛ عن أبي خراش السلمي رضي الله عنه؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن هجر أخاه سَنَة، فهو كسفْك دَمِه».

وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن مألفة، ولا خير فيمَن لا يألف، ولا يُؤلف».

قال سعيد بن عبد الرحمن الزبيدي: يُعجبني مِن القرَّاء كل سهل طلق مضحاك، فأما مَن تلقاه ببشر، ويلقاك بضرس يمنُّ عليك بعمله، فلا كثَّر اللهُ في الناس مِن أمثال هؤلاء.

ومن آداب معاملة الناس: ألَّا يَهجُر المسلمُ أخاه فوق ثلاث ليال، وإكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن والسلطان المقْسِط، وعدم الكبر أو التدابُر والتنافُر.

كما أنَّ مِنَ الجَفاء: أنْ يُكلمَك أحدٌ، وأنتَ تنظُر إلى غيره، أو لا تُلقي له سمعك، أو تمرَّ ولا تُسلِّم عليه، أو لا تبتسم في وجهه، أو ترفع رأسك للسماء، أو ترفع جسمك عنه وهو يحدِّثك، أو تلقيه ظهرك، أو تمدَّ رجلك أمامه، أو تبصق على الأرض عنده، وغير ذلك مِن الأخلاق القبيحة، التي تدلُّ على سوء التربية، وفساد الطبع والتأخُّر.

فالدِّين حُسْن الخُلُق، والدِّين المعامَلة، وجِماع ذلك كله: أن تلقى أخاك بوجْهٍ طلق، اللهم إنا نسألك إحسان الأخلاق.


[1] البخاري: 4387، ومسلم: 53.
[2] البخاري:4523 ومسلم: 2668.
________________________________________
الكاتب: الشيخ عبدالله بن محمد المعتاز










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.02%)]