
24-01-2022, 01:14 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,280
الدولة :
|
|
رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(28)
من صـــ 252 الى صـــ 258
قوله: {وإننا لفي شك مما تدعونآ إليه مريب} [وفى إبراهيم {إنا لفي شك مما تدعوننآ إليه مريب} ] ؛ لأن فى هذه السورة جاء على الأصل (وتدعونا) خطاب مفرد، وفى إبراهيم لما وقع بعده (تدعوننا) بنونين، لأنه خطاب جمع، حذف النون استثقالا للجمع بين النونات، ولأن فى سورة إبراهيم اقترن بضمير قد غير ما قبله بحذف الحركة، وهو الضمير المرفوع فى قوله: (كفرنا) ، فغير ما قبله فى (إنا) بحذف النون، وفى هود اقترن ضمير لم يغير ما قبله، وهو الضمير المنصوب، والضمير المجرور فى قوله: {فينا مرجوا قبل هاذا أتنهانآ أن نعبد ما يعبد آباؤنا} فصح كما صح.
قوله: {وأخذ الذين ظلموا الصيحة} ثم قال {وأخذت الذين ظلموا الصيحة} التذكير والتأنيث حسنان، لكن التذكير أخف فى الأولى. وفى الأخرى وافق ما بعدها وهو {كما بعدت ثمود} قال: الإمام: لما جاءت فى قصة شعيب مرة الرجفة، ومرة الظلة، ومرة الصيحة، ازداد التأنيث حسنا.
قوله: {في ديارهم} فى موضعين فى هذه السورة فحسب، لأنه اتصل بالصيحة، وكانت من السماء، فازدادت على الرجفة؛ لأنها الزلزلة، وهى تختص بجزء من الأرض فجمعت مع الصيحة، وأفردت مع الرجفة.
قوله: {إن ثمودا} بالتنوين ذكر فى المتشابه. وثمود من الثمد، وهو الماء القليل، جعل اسم قبيلة، فهو منصرف من وجه، وممنوع من وجه، فصرفوه فى حالة النصب؛ لأنه أخف أحوال الاسم، ومنعوه فى حالة الرفع؛ لأنه أثقل أحوال الاسم، وجاز الوجهان فى الجر؛ لأنه واسطة بين الخفة والثقل.
قوله: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم} وفى القصص: {مهلك القرى} ؛ لأن الله سبحانه وتعالى نفى الظلم عن نفسه بأبلغ لفظ يستعمل فى النفى؛ لأن هذه اللام لام الجحود، ولا يظهر بعدها (أن) ولا يقع بعدها المصدر، ويختص بكان، ولم يكن، ومعناه: ما فعلت فيما مضى، ولا أفعل فى الحال، ولا أفعل فى المستقبل، (وكان) الغاية فى النفى، وفى القصص لم يكن صريح ظلم، فاكتفى بذكر اسم الفاعل، وهو لأحد الأزمنة غير معين، ثم نفاه.
قوله: {فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد} استثنى فى هذه السورة من الأهل قوله: {إلا امرأتك} ولم يستثن فى الحجر اكتفاء بما قبله، وهو قوله: {إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته} فهذا الاستثناء الذى انفردت به سورة الحجر قام مقام الاستثناء من قوله: {فأسر بأهلك بقطع من الليل} وزاد فى الحجر {واتبع أدبارهم} ؛ لأنه إذا ساقهم وكان من ورائهم علم بنجاتهم ولا يخفى عليه حالهم.
فضل السورة
يذكر فيه حديثان ساقطا الإسناد: حديث أبى: من قرأ سورة هود أعطى من الأجر بعدد من صدق نوحا، وهودا، وصالحا، ولوطا، وشعيبا، وموسى، وهارون، وبعدد من كذبهم، ويعطيه بعددهم ألف ألف مدينة فيها من الفوز والنعيم ما يعجز عن ذكره الملائكة ولا يعلم إلا الرب الغفور الودود الشكور، وحديث على: يا على من قرأ سورة هود يخرج من الدنيا كما يخرج يحيى بن زكريا طاهرا مطهرا، وكان فى الجنة رفيق يحيى، وله بكل آية قرأها ثواب أم يحيى.
بصيرة فى.. الر. تلك آيات الكتاب المبين
هذه السورة مكية بالاتفاق. وعدد آياتها مائة وإحدى عشرة، بلا خلاف. وكلماتها ألف وسبعمائة وست وسبعون. وحروفها سبعة آلاف ومائة وست وستون. وما فيها آية مختلف فيها.
مجموع فواصل آياتها يجمعها قولك (لم نر) . منها آية واحدة على اللام: {قال الله على ما نقول وكيل} . وما لها اسم سوى سورة يوسف؛ لاشتمالها على قصته.
مقصود السورة إجمالا: عرض العجائب التى تتضمنها: من حديث يوسف ويعقوب، والوقائع التى فى هذه القصة: من تعبير الرؤيا، وحسد الإخوة، وحيلهم فى التفريق بينه وبين أبيه، وتفصيل الصبر الجميل من جهة يعقوب، وبشارة مالك بن دعر بوجدان يوسف، وبيع الإخوة أخاهم بثمن بخس، وعرضه على البيع والشراء، بسوق مصر، ورغبة زليخا وعزيز مصر فى شراه، ونظر زليخا إلى يوسف، واحتراز يوسف منها، وحديث رؤية البرهان، وشهادة الشاهد، وتعيير النسوة زليخا، وتحيرهن فى حسن يوسف، وجماله، وحبسه فى السجن، ودخول الساقى والطباخ إليه، وسؤالهما إياه، ودعوته إياه إلى التوحيد، ونجاة الساقى، وهلاك الطباخ، ووصية يوسف للساقى بأن يذكره عند ربه، وحديث رؤيا مالك بن الريان، وعجز العابرين عن عبارته، وتذكر الساقى يوسف، وتعبيره لرؤياه فى السجن، وطلب مالك يوسف، وإخراجه من السجن، وتسليم مقاليد الخزائن إليه، ومقدم إخوته لطلب الميرة، وعهد يعقوب مع أولاده، ووصيتهم فى كيفية الدخول إلى مصر، وقاعدة تعريف يوسف نفسه لبنيامين، وقضائه حاجة الإخوة، وتغييبه الصاع فى أحمالهم، وتوقيف بنيامين بعلة السرقة، واستدعائهم منه توقيف غيره من الإخوة مكانه، ورده الإخوة إلى أبيهم، وشكوى يعقوب من جور الهجران، وألم الفراق، وإرسال يعقوب إياهم فى طلب يوسف، وأخيه، وتضرع الإخوة بين يدى يوسف، وإظهار يوسف لهم ما فعلوه معه من الإساءة وعفوه عنهم، وإرساله بقميصه صحبتهم إلى يعقوب، وتوجه يعقوب من كنعان إلى مصر، وحوالة يوسف ذنب إخوته على مكايد الشيطان، وشكره لله تعالى على ما خوله من الملك، ودعائه وسؤاله حسن الخاتمة، وجميل العاقبة، وطلب السعادة، والشهادة، وتعيير الكفار على الإعراض من الحجة، والإشارة إلى أن قصة يوسف عبرة للعالمين فى قوله: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} إلى آخر السورة.
وهذه السورة ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
المتشابهات: قوله: {إن ربك عليم حكيم} ليس فى القرآن غيره أى عليم: علمك تأويل الأحاديث، حكيم: اجتباك للرسالة.
قوله: {قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل} فى موضعين، وليس بتكرار؛ لأنه ذكر الأول حين نعى إليه يوسف، والثانى حين رفع إليه ما جرى على بنيامين.
قوله: {ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما} ومثلها فى القصص. وزاد فيها (واستوى) ؛ لأن يوسف عليه السلام أوحى إليه وهو فى البئر، وموسى عليه السلام أوحى إليه بعد أربعين سنة. وقوله (واستوى) إشارة إلى تلك الزيادة. ومثله {وبلغ أربعين سنة} بعد قوله: {حتى إذا بلغ أشده} .
قوله: {معاذ الله} هنا فى موضعين، وليس بتكرار؛ لأن الأول ذكره حين دعته إلى المواقعة، والثانى حين دعى إلى تغيير حكم السرقة.
قوله: {قلن حاش لله} فى موضعين: أحدهما فى حضرة يوسف، حين نفين عنه البشرية بزعمهن، والثانى بظهر الغيب حين نفين عنه السوء.
قوله: {إنا نراك من المحسنين} (فى موضعين) ليس بتكرار؛ لأن الأول من كلام من صاحبى السجن ليوسف، والثانى من كلام إخوته له.
قوله: {ياصاحبي السجن} فى موضعين: الأول ذكره يوسف حين عدل عن جوابهما إلى دعائهما إلى الإيمان. والثانى حين عاد إلى تعبير (رؤياهما) ؛ تنبيها على أن الكلام الأول قد تم.
قوله: {لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون} كرر (لعلى) مراعاة لفواصل الآى. ولو جاء على مقتضى الكلام لقال: لعلى أرجع إلى الناس فيعلموا، بحذف النون على الجواب. ومثله فى هذه السورة سواء قوله: {لعلهم يعرفونهآ إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون} أى لعلهم يعرفونها فيرجعوا.
قوله: {ولما جهزهم بجهازهم} فى موضعين: الأول حكاية عن تجهيزه إياهم أول ما دخلوا عليه. والثانى حين أرادوا الانصراف من عنده فى المرة الثانية. وذكر الأول بالواو؛ لأنه أول قصصهم معه، والثانى بالفاء، عطفا على {ولما دخلوا} وتعقيبا له.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|