عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05-02-2022, 08:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,540
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي ----متجدد




بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
ـ مجد الدين محمد بن الفيروز آبادي
المجلد الاول
(34)
من صـــ 293 الى صـــ 299

قوله {ذلك جزآؤهم بأنهم كفروا} وفى الكهف {ذلك جزآؤهم جهنم بما كفروا} اقتصر هنا على الإشارة؛ لتقدم ذكر جهنم (ولم يقتصر عليها [فى الكهف] وإن تقدم ذكر جهنم) بل جمع بين الإشارة والعبارة؛ لما اقترن بقوله: (جنات) فقال:
{ذلك جزآؤهم جهنم بما كفروا} الآية ثم قال: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس} ليكون الوعد والوعيد كلاهما ظاهرين.
قوله: {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه} وفى سبأ {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله} لأنه يعود إلى الرب، وقد تقدم ذكره فى الآية الأولى، وهو قوله: {وربك أعلم} وفى سبأ لو ذكر بالكناية لكان يعود إلى الله، كما صرح، فعاد إليه، وبينه وبين ذكره سبحانه صريحا أربع عشرة آية، فلما طال الفصل صرح.
قوله: {أرأيتك هاذا الذي} وفى غيرها {أرأيت} لأن ترادف الخطاب يدل على أن المخاطب به أمر عظيم. وهكذا هو فى السورة؛ لأنه - لعنه الله - ضمن احتناك ذرية آدم عن آخرهم إلا قليلا. ومثل هذا {أرءيتكم} فى الأنعام فى موضعين وقد سبق.
قوله: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جآءهم الهدى} وفى الكهف زيادة {ويستغفروا ربهم} ؛ لأن ما فى هذا السورة معناه: [ما منعهم] عن الإيمان بمحمد إلا قولهم: أبعث الله بشرا رسولا، هلا بعث ملكا. وجهلوا أن التجانس يورث التوانس، والتغاير يورث التنافر. وما فى الكهف معناه: ما منعهم عن الإيمان والاستغفار إلا إتيان سنة الأولين. قال الزجاج: إلا طلب سنة الأولين (وهو قولهم: {إن كان هاذا هو الحق} فزاد: ويستغفروا ربهم، لاتصاله بقوله: سنة الأولين) وهم قوم نوح، وصالح، وشعيب، كلهم أمروا بالاستغفار.
فنوح بقوله: {استغفروا ربكم إنه كان غفارا} وهود يقول: {وياقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه} وصالح يقول: {فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب} وشعيب يقول: {واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود} فلما خوفهم سنة الأولين أجرى المخاطبين مجراهم.
قوله: {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم} [وكذا جاء فى الرعد] وفى العنكبوت: {قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا} كما فى الفتح {وكفى بالله شهيدا} {وكفى بالله نصيرا} {وكفى بالله حسيبا} فجاء فى الرعد وفى سبحان على الأصل. وفى العنكبوت أخر {شهيدا} لما وصفه بقوله تعالى: {يعلم ما في السماوات والأرض} فطال.
قوله: {أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر} وفى الأحقاف {بقادر} وفى (يس) {بقادر} ؛ لأن ما فى هذه السورة خبر أن، وما فى يس خبر ليس، فدخل الباء الخبر، وكان القياس ألا يدخل فى حم؛ لكنه شابه (ليس) بترادف النفى، وهو قوله: {أولم يروا} {ولم يعي} وفى هذه السورة نفى واحد. وأكثر أحكام المتشابه ثبت من وجهين؛ قياسا على باب مالا ينصرف وغيره.
قوله: {إني لأظنك ياموسى مسحورا} قابل موسى كل كلمة من فرعون بكلمة من نفسه، فقال: {وإني لأظنك يافرعون مثبورا} .
فضل السورة
لم يرد فيه سوى أحاديث ظاهرة الضعف، منها: من قرأ هذه السورة كان له قنطار ومائتا أوقية، كل أوقية أثقل من السماوات والأرض، وله بوزن ذلك درجة فى الجنة، وكان له كأجر من آمن بالله، وزاحم يعقوب فى فتنه، وحشر يوم القيامة مع الساجدين، ويمر على جسر جهنم كالبرق الخاطف. وعن جعفر: إن من قرأ هذه السورة كل ليلة جمعة لا يموت حتى يدرك درجة الأبدال. وقال على: من قرأ سبحان لم يخرج من الدنيا حتى يأكل من ثمار الجنة، ويشرب من أنهارها، ويغرس له بكل آية نخلة فى الجنة.
بصيرة فى.. الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب
السورة مكية بالاتفاق. وعدد آياتها مائة وعشر عند الكوفيين، وست عند الشاميين، وخمس عند الحجازيين، وإحدى عشرة عند البصريين. وكلماتها ألف وخمسمائة وتسع وسبعون. وحروفها ستة آلاف وثلثمائة وست.
المختلف فيها إحدى عشرة آية {وزدناهم هدى} {إلا قليل} {ذلك غدا} {زرعا} {من كل شيء سببا} {هاذه أبدا} {عندها قوما} {فأتبع سببا} ذريته (فى) موضع {الأخسرين أعمالا} .
فواصل آياتها على الألف. وسميت سورة الكهف؛ لاشتمالها على قصة أصحاب أهل الكهف بتفصيلها.
مقصود السورة مجملا: بيان نزول القرآن على سنن السداد، وتسلية النبى صلى الله عليه وسلم فى تأخر الكفار عن الإيمان، وبيان عجائب حديث الكهف، وأمر النبى صلى الله عليه وسلم بالصبر على الفقراء، وتهديد الكفار بالعذاب، والبلاء، ووعد المؤمنين بحسن الثواب، وتمثيل حال المؤمن والكافر بحال الأخوين الإسرائيليين، وتمثيل الدنيا بماء السماء ونبات الأرض، وبيان أن الباقى من الدنيا طاعة الله فقط، وذكر أحوال القيامة، وقراءة الكتب، وعرض الخلق على الحق، وإباء إبليس من السجود، وذل الكافر ساعة دخولهم النار، وجدال أهل الباطل مع المحقين الأبرار، والتخويف بإهلاك الأمم الماضية وإذلالهم، وحديث موسى ويوشع وخضر، وعجائب أحوالهم، وقصة ذى القرنين، وإتيانه إلى المشرقين والمغربين، وبنيانه لسد يأجوج ومأجوج، وما يتفق لهم آخر الزمان من الخروج، وذكر رحمة أهل القيامة، وضياع عمل الكفر، وثمرات مساعى المؤمنين الأبرار، وبيان أن كلمات القرآن بحور علم: لا نهاية لها، ولا غاية لأمدها، والأمر بالإخلاص فى العمل الصالح أبدا، فى قوله: {فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} .
الناسخ والمنسوخ:
أكثر المفسرين على أن السورة خالية من الناسخ والمنسوخ. وقال قتادة:فيه آية م {فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر} ن {وما تشآءون إلا أن يشآء الله} .
المتشابهات:
قوله: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم} بغير واو {ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم} بزيادة واو. وفى هذا الواو أقوال أحدها أن الأول والثانى وصفان لما قبلهما، أى هم ثلاثة رابعهم كلبهم. وكذلك الثانى أى هم خمسة سادسهم كلبهم. والثالث عطف على ما قبله، أى هم سبعة، ثم عطف عليهم {وثامنهم كلبهم} . وقيل: كل واحد من الثلاثة جملة، وقعت بعدها جملة فيها عائد يعود منها إليها. فأنت فى إلحاق واو العطف وحذفها بالخيار. وليس فى هذين القولين ما يوجب تخصيص الثالث بالواو. وقال بعض النحويين: السبعة نهاية العدد، ولهذا كثر ذكرها فى القرآن والأخبار، والثمانية تجرى مجرى استئناف كلام. ومن هاهنا لقبه جماعة من المفسرين بواو الثمانية. واستدلوا بقوله سبحانه: {التائبون} الآية وبقوله: {مسلمات}الآية وبقوله: {وفتحت أبوابها} ولكل واحدة من هذه الآيات وجوه ذكرت فى مباسيط التفسير.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]