عرض مشاركة واحدة
  #87  
قديم 06-02-2022, 06:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,545
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (87)
صـ 47 إلى صـ 53

[سورة آل عمران: 28] إنما هو الأمر بالاتقاء من الكفار (1) . لا الأمر (2) . بالنفاق والكذب.والله تعالى قد أباح لمن أكره على كلمة الكفر أن يتكلم بها إذا كان قلبه مطمئنا بالإيمان، لكن لم يكره أحد من أهل البيت على شيء [من ذلك] (3) ، حتى أن أبا بكر [رضي الله عنه] رضي الله عنه: (4) . لم يكره أحدا لا منهم ولا من غيرهم على مبايعته (5) ، فضلا أن يكرههم على مدحه والثناء عليه، بل كان علي وغيره من أهل البيت يظهرون ذكر (6) . فضائل الصحابة والثناء عليهم والترحم عليهم والدعاء لهم، ولم يكن أحد يكرههم على شيء منه باتفاق الناس.

وقد كان في زمن بني أمية وبني العباس خلق عظيم (7) . دون علي وغيره (8) . في الإيمان والتقوى يكرهون منهم أشياء ولا يمدحونهم ولا يثنون عليهم ولا يقربونهم، ومع هذا لم يكن هؤلاء يخافونهم ولم يكن أولئك يكرهونهم، مع أن الخلفاء [الراشدين] (9) . كانوا باتفاق الخلق

(1) يقول الطبري في تفسيره (ط. المعارف) 6/316: " فالتقية التي ذكرها الله في هذه الآية إنما هي تقية من الكفار لا من غيرهم "
(2) ن، م: أمر
(3) من ذلك: ساقطة من (ن) ، (م) .
(4) زيادة في (أ) ، (ب)
(5) أ، ب: متابعته
(6) ن، م: من ذكر
(7) م: خلق كثير عظيم
(8) ن، م: وغيرهم
(9) الراشدين: ساقطة من (ن) ، (م)


*********************

أبعد عن قهر الناس وعقوبتهم على طاعتهم من هؤلاء، فإذا لم يكن الناس مع هؤلاء مكرهين على أن يقولوا بألسنتهم خلاف ما في قلوبهم (1) ، فكيف يكونون مكرهين مع الخلفاء على ذلك ; بل على الكذب وشهادة الزور وإظهار الكفر - كما تقوله الرافضة - من غير أن يكرههم أحد على ذلك؟ .

فعلم أن ما تتظاهر به الرافضة، هو من باب الكذب والنفاق، وأن يقولوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، لا من باب ما يكره المؤمن عليه من التكلم بالكفر.

وهؤلاء أسرى المسلمين في بلاد الكفار غالبهم يظهرون دينهم، والخوارج مع تظاهرهم بتكفير الجمهور وتكفير عثمان وعلي ومن والاهما يتظاهرون بدينهم، وإذا سكنوا بين الجماعة سكنوا على الموافقة والمخالفة (2) . والذي يسكن في مدائن الرافضة فلا يظهر الرفض، وغايته إذا ضعف أن يسكت عن ذكر مذهبه، لا يحتاج أن يتظاهر بسبب الخلفاء والصحابة إلا أن يكونوا قليلا.

فكيف يظن بعلي [رضي الله عنه] (3) . وغيره من أهل البيت أنهم كانوا أضعف دينا وقلوبا (4) . من الأسرى في بلاد الكفر، ومن عوام [أهل] (5) .

(1) أ: خلاف ما ليس في قلوبهم ; م: بألسنتهم ما ليس في قلوبهم
(2) ن: وإذا سكتوا بين الجماعة سكتوا عن الموافقة والمخالفة ; م: وإذا سكتوا بين الجماعة سكنوا عن الموافقة ; أ: وإذا سكنوا بين الجماعة سكتوا عن الموافقة.
(3) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب)
(4) وقلوبا: ساقطة من (أ) ، (ب)
(5) أهل: ساقطة من (ن) ، (م) ، (أ)


*********************

السنة، ومن النواصب (1) ".؟ مع أنا قد علمنا بالتواتر أن أحدا لم يكره عليا ولا أولاده (2) . على ذكر فضائل الخلفاء والترحم عليهم، بل كانوا يقولون ذلك من غير إكراه ; ويقوله أحدهم لخاصته، كما ثبت ذلك بالنقل المتواتر (3) .

(4 وأيضا فقد يقال في قوله تعالى 4) (4) .: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} [سورة النور: 55] إن ذلك وصف للجملة بوصف يتضمن حالهم (5) . عند الاجتماع كقوله تعالى: {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} [سورة الفتح: 29] ، والمغفرة والأجر في الآخرة يحصل لكل واحد واحد، فلا بد أن يتصف بسبب ذلك وهو الإيمان والعمل الصالح، إذ قد يكون في الجملة منافق.

وفي الجملة كل (6) . ما في القرآن من خطاب المؤمنين والمتقين (7) .

(1) سبق الكلام عن النواصب 1 وفي " تاج العروس " مادة " نصب ": " النواصب والناصبة وأهل النصب وهم المتدينون ببغضة سيدنا أمير المؤمنين ويعسوب المسلمين أبي الحسن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه وكرم وجهه - لأنهم نصبوا له أي عادوه وأظهروا له الخلاف وهم طائفة الخوارج
(2) ن، م: عليا وأولاده
(3) ن، م: كما ثبت ذلك بالتواتر
(4) (4 - 4) بدلا من هذه العبارة في (ن) ، (م) يوجد بياض بمقدار كلمتين وبعده عبارة: فقد بين تعالى في قوله. . . إلخ
(5) أ، ب: إن ذلك وصف الجملة بصفة تتضمن حالهم
(6) ن، م: وبالجملة فكل
(7) ن: والمنافقين، وهو خطأ


*********************

والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم، فهم أول من دخل في ذلك من هذه الأمة (1) ، وأفضل من دخل في ذلك من هذه الأمة ; كما استفاض عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير وجه أنه قال: خير القرون القرن الذي بعثت فيهم (2) . ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (3) .

[الوجه الثاني كذب ابن المطهر وتحريفه فيما نقله عن حال الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم]

الوجه الثاني: في بيان كذبه وتحريفه فيما نقله عن حال الصحابة بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - (4) .

قوله: " فبعضهم (5) . طلب الأمر لنفسه بغير حق، وبايعه أكثر الناس طلبا للدنيا ".

وهذا إشارة إلى أبي بكر فإنه هو الذي بايعه أكثر الناس، ومن المعلوم أن أبا بكر لم يطلب الأمر لنفسه لا بحق ولا بغير حق، بل قال: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: إما عمر بن الخطاب وإما أبا عبيدة. قال عمر: فوالله لأن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي [من] (6) . أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر. وهذا اللفظ في الصحيحين (7) \ 247.

(1) ن: في هذه الآية، وهو خطأ
(2) ب: جئت فيهم
(3) سبق الكلام على هذا الحديث من قبل (ص [0 - 9] 5 ت [0 - 9] ) من هذا الجزء
(4) انظر أول الكلام على الوجه الأول فيما سبق ص 17
(5) ن: قولهم بعضهم، وهو تحريف
(6) من: ساقطة من (ن) ، (م)
(7) هذا جزء من حديث السقيفة وسبقت الإشارة إليه والكلام على بعض المواضع التي ورد فيها. انظر هذا الكتاب 1/516 أما هذه الألفاظ فقد وردت في البخاري 8/70 (كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة، باب رجم الحبلى من الزنا) ; سيرة ابن هشام 4/310، المسند (ط. المعارف) 1/326 (رقم 391) ; تاريخ الطبري (ط. المعارف) 3 ; البداية والنهاية 5

***********************

[وقد روي] (1) . عنه أيضا (2) . أنه قال: أقيلوني أقيلوني (3) ، فالمسلمون اختاروه وبايعوه لعلمهم بأنه خيرهم، كما قال له عمر يوم السقيفة بمحضر المهاجرين والأنصار: أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم، ولم ينكر ذلك أحد، وهذا أيضا في الصحيحين (4) . . والمسلمون اختاروه كما قال [النبي] (5) . - صلى الله عليه وسلم - في [الحديث] (6) الصحيح لعائشة: " «ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي ". ثم قال: " يأبى الله»

(1) وقد روي: ساقطة من (ن) ، (م)
(2) أيضا: ساقطة من (أ) ، (ب)
(3) في " الرياض النضرة في مناقب العشرة " للمحب الطبري (ط. الخانجي، 1327) فصل بعنوان: ذكر استقالة أبي بكر من البيعة (ج [0 - 9] ، ص [0 - 9] 75 - 176) فيه أخبار كثيرة بهذا المعنى وإن لم ترد هذه الألفاظ بعينها
(4) البخاري 5/7. وسبق ذكر المواضع التي وردت فيها هذه العبارات في هذا الكتاب 1/518 (ت [0 - 9] ) . وكنت قد بحثت عن حديث السقيفة في صحيح مسلم، فلم أجد فيه إلا قطعة صغيرة من خطبة عمر، ثم تبين لي أخيرا أن ابن تيمية كان مخطئا في نصه على أن هذه الألفاظ وغيرها من حديث السقيفة في الصحيحين، فقد ذكر الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تعليقه على نسبة صاحب كتاب " شرح الطحاوية " حديث السقيفة إلى الصحيحين ما يلي (ص [0 - 9] 08) : " وقد أوهم الشارح أيضا في نسبته للصحيحين فإنه من أفراد البخاري كما نص عليه الحافظ 7/123 "، وانظر فتح الباري
(5) النبي: زيادة في (أ) ، (ب)
(6) الحديث: زيادة في (أ) ، (ب) .

***************************

والمؤمنون (* إلا أبا بكر (1) ، فأبى الله وعباده المؤمنون *) (2) . أن يتولى (3) . غير أبي بكر، فالله هو ولاه قدرا وشرعا، وأمر المؤمنين بولايته، وهداهم إلى أن ولوه من غير أن يكون طلب ذلك لنفسه ".

[الوجه الثالث في بيان زهد أبي بكر وزهد من بايعه]
الوجه الثالث: أن يقال: فهب أنه طلبها وبايعه أكثر الناس، فقولكم: إن ذلك طلب للدنيا كذب ظاهر، فإن أبا بكر - رضي الله عنه - (4) . لم يعطهم دنيا، وكان قد أنفق ماله في حياة النبي، صلى الله عليه وسلم، «ولما رغب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصدقة جاء بماله كله، فقال له: ما تركت لأهلك؟ قال: تركت لهم الله ورسوله» (5) .

(1) سبق ورود الحديث في الجزء الأول من هذه الطبعة في ثلاثة مواضع (ص [0 - 9] 92، 496، 511) وذكرت من قبل 1/492 (ت [0 - 9] ) أن الحديث في: البخاري 9/80 - 81 ; مسلم 4/1857 (كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الصحابة، باب فضائل أبي بكر. .) ; مسند أحمد (ط. الحلبي) 6/47، 106، 124 (مع اختلاف في اللفظ) .
(2) ما بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب)
(3) ن، م: يولوا
(4) رضي الله عنه: ليس في (أ) ، (ب)
(5) ذكر البخاري 2/112 (كتاب التهجد، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى) أن أبا بكر تصدق بماله كله. وأورد أبو داود (2/173 - 174) (كتاب الزكاة، باب في الرخصة في ذلك) حديث تصدقه عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله - عنه يقول: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله. قال: وأتى أبو بكر - رضي الله عنه - بكل ما عنده، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا. والحديث في صحيح الترمذي 5/277 (كتاب المناقب، باب منه) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. والحديث في: سنن الدارمي 1/391 - 392 (كتاب الزكاة، باب الرجل يتصدق بجميع ما عنده.)


*********************

والذين بايعوه هم أزهد (1) . الناس في الدنيا، وهو الذين أثنى الله عليهم ; وقد علم الخاص والعام زهد عمر وأبي عبيدة وأمثالهما، وإنفاق الأنصار أموالهم: كأسيد (2) . بن حضير وأبي طلحة [وأبي أيوب] وأمثالهم (3) ، ولم يكن عند موت النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم بيت مال يعطيهم ما فيه، ولا كان هناك ديوان للعطاء يفرض لهم فيه، فالأنصار (4) . كانوا في أملاكهم وكذلك المهاجرون (5) .: من كان له شيء من مغنم أو غيره فقد كان له.

وكانت سيرة أبي بكر في قسم الأموال (6) . التسوية، وكذلك سيرة علي [رضي الله عنه] (7) ، فلو بايعو عليا أعطاهم ما أعطاهم أبو بكر، مع كون قبيلته أشرف القبائل، وكون بني عبد مناف - وهم (8) . أشرف قريش الذين هم أقرب العرب - من بني أمية [وغيرهم] (9) . إذ ذاك، كأبي سفيان بن حرب [وغيره] (10) ، وبني هاشم - كالعباس وغيره - كانوا معه.

(1) ن، م: والذين بايعوه فأزهد. . . إلخ
(2) ن، م: كأسد، وهو خطأ
(3) ن، م:. . . . وأبي طلحة وأمثالهما
(4) أ، ب: والأنصار
(5) ن، م: المهاجرين
(6) ن، م: المال
(7) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب)
(8) ن: هم. وسقطت من (م)
(9) وغيرهم: ساقطة من (ن) ، (م)
(10) وغيره: ساقطة من (ن) ، (م) .

*********************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.76 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.07%)]