عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-02-2022, 03:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي ذكْرَيَاتِ الْإِسْرَاءْ

ذكْرَيَاتِ الْإِسْرَاءْ
محسن عبد المعطي عبد ربه




أَيَا ذكْرَيَاتِ الْمَجْدِ عِيشِي وَجَدِّدِي*** جِهَاداً لِأَهْلِ الْحَقِّ فِي كُلِّ مَوْعِدِ

لَقَدْ سَطَّرُوا لِلدَّهْرِ أَعْظَمَ قِصَّةٍ*** بِنُبْلٍ وَإِيثَارٍ وَحُبٍّ مُجَسَّدِ

فَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ خَيْرُ مُجَاهِدٍ*** يُجَاهِرُ بِالدِّينِ الْعَظِيمِ الْمُجَدِّدِ

وَيَهْتِفُ مِنْ أَعْلَى الْجِبَالِ مُكَبِّراً*** فَأَكْرِمْ بِهِ مِنْ مُرْسَلٍ مُتَجَلِّدِ

***

صِرَاعٌ عَنِيفٌ بَيْنَ حَقٍّ وَبَاطِلٍ*** لِيَنْتَصِرَ الْإِسْلَامُ بِالْحَقِّ فِي الْغَدِ

وَتَلْقَى جُمُوعُ السَّابِقِينَ إِلَى الْهُدَى*** عَذَاباً وَإِيذَاءً مِنَ الْقَوْمِ بِالْيَدِ

كَمَا أَنَّهُمْ ذَاقُوا الشَّتَائِمَ كُلَّهَا*** بِصَبْرٍ عَلَى الْمَكْرُوهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ

فَحَاوَلَ أَهْلُ الْبَغْيِ أَنْ يَعْرِضُوا عَلَى*** رَسُولِ الْهُدَى جَاهاً لِإِغْرَاءِ أَحْمَدِ

***

وَلَكِنَّ هَذَا النَّهْجَ يَرْجِعُ خَائِباً*** فَيَسْلُكُ جُنْدُ الْكُفْرِ دَرْبَ التَّشَدُّدِ

وَ(طَهَ) رَسُولُ الْحَقِّ وَالْعَزْمِ صَابِرٌ*** يُدَافِعُ عَنْ دِينِ الْإِلَهِ وَيَفْتَدِي

وَأَصْحَابُهُ قَدْ بَايَعُوهُ عَلَى الْوَفَا*** وَنُصْرَةِ دِينِ الْحَقِّ دُونَ تَرَدُّدِ

فَلَمْ يَرْكَنُوا لِلذُّلِّ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ*** وَلَمْ يَضْعُفُوا بَلْ قَاوَمُوا كُلَّ مُلْحِدِ

***

وَهَاجَرَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ بِدِينِهِمْ***(لِأَثْيُوبِيَا) أَعْظِمْ بِصَحْبِ(مُحَمَّدِ)

عَلَى رَأْسِهِمْ (عُثْمَانُ) يَصْحَبُ زَوْجَهُ***(فَبِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ) بِالنُّورِ تَقْتَدِي

وَتَمْشِي(قُرَيْشٌ) فِي مُقَاطَعَةِ السَّنَا*** وَأَتْبَاعِهِ فِي غِلْظَةٍ وَتَجَمُّدِ

وَسَجَّلَ أَهْلُ الْكُفْرِ وَالْمَكْرِ عَهْدَهُمْ*** وَعُلِّقَ مَوْثِقُهُمْ بِأَقْدَسِ مَعْبَدِ

***

فَأَشْدِدْ بِجُرْحِ الْمُسْلِمِينَ وَحُزْنِهِمْ*** مَتَى تَنْتَهِ الْأَحْزَانُ بِالْغَدْرِ تَزْدَدِ

لَقَدْ هَزَّتِ الْأَحْدَاثُ عُمْقَ نُفُوسِهِمْ*** بِوَقْتٍ رَهِيبٍ أَشْأَمِ الْوَجْهِ أَسْوَدِ

وَلَكِنَّهُمْ بِالصَّبْرِ يَرْمُونَ الْأَسَى*** وَيَحْتَسِبُونَ الْأَمْرَ عِنْدَ(الْمُمَجَّدِ)

فَأُسْلُوبُ أَهْلِ الْكُفْرِ فِي الظُّلْمِ مُمْعِنٌ*** وَمَا أَشْرَسَ الْكُفَّارَ عِنْدَ التَّعَمُّدِ

***

طَرِيقَتُهُمْ فِي الِانْتِقَامِ غَرِيبَةٌ*** بِأَخْلَاقِ كُلِّ الْعُرْبِ لَمْ تُتَعَهَّدِ

لَقَدْ عَرَفَ الْعُرْبُ الْكِرَامُ شَهَامَةً*** وَأَخْلَاقُهُمْ تَعْلُو عَلَى كُلِّ مُفْسِدِ

خِصَامُهُمُ يَبْدُو شَرِيفاً عَلَى الْمَدَى*** وَإِنْ كَانَتِ الْأَشْرَافُ لَمْ تَتَوَحَّدِ

فَتَسْتَيْقِظُ الْأَحْلَامُ فِيهِمْ فُجَاءَةً*** وَيُؤْلِمُهُمْ ظُلْمُ النَّبِيِّ(مُحَمَّدِ)

***

لَقَدْ أَيْقَنَ الْقَوْمُ الْكِرَامُ بِأَنَّهُمْ*** أَذَاقُوا جُمُوعَ الْحَقِّ مِنْ كُلِّ مُجْهِدِ

فَثَارُوا عَلَى الْعَهْدِ الْمُوَثَّقِ بَيْنَهُمْ*** وَقَامُوا لِتَمْزِيقِ(الصَّحِيفَةِ) بِالْيَدِ

لَقَدْ وَجَدُوا أَنَّ(الصَّحِيفَةَ) كُلَّهَا*** تَآكَلَ مَا فِيهَا بِقُدْرَةِ مُرْشِدِ

وَلَمْ يَبْقَ فِيهَا مِنْ كَلَامٍ مُدَوَّنٍ*** خَلَا اسْمِ(إِلَهِ النَّاسِ) خَيْرِ مُؤَيَّدِ

***

فَأَنْعِمْ بِهَا مِنْ آيَةٍ غَزَتِ الدُّجَى*** تَسَامَتْ كَنُورٍ بِاقْتِدَارِ(الْمُصَعِّدِ)

تُكَفْكِفُ مِنْ غَلْوَاءِ قَوْمٍ قُلُوبُهُمْ*** بِتَقْوَى(إِلَهِ الْكَوْنِ) لَمْ تَتَزَوَّدِ

فَفَكُّوا حِصَاراً قَدْ تَرَدَّى مُنَكَّثاً*** لِيَسْقُطَ فِكْرُ الْبَغْيِ مِنْ خَيْرِ مَحْتِدِ

تَوَالَتْ عَلَى نَفْسِ النَّبِيِّ حَوَادِثٌ*** تُؤَثِّرُ فِي الْقَلْبِ الْكَبِيرِ الْمُوَحِّدِ

***

فَقَدْ مَاتَ خَيْرُ الْأَهْلِ فِي (عَامِ حُزْنِهِ) ***(أَبُو طَالِبٍ) عَمُّ النَّبِيِّ الْمُسَوَّدِ

وَ(زَوْجَتُهُ) أَوْدَتْ تُرَافِقُ رَبَّهَا*** فَيَعْصِرُهُ حُزْنُ الْفِرَاقِ الْمُبَدِّدِ

لَقَدْ كَانَتِ الْأُمَّ الْحَنُونَ وَأُخْتَهُ*** تُرَافِقُهُ فِي دَرْبِ رَبٍّ مُسَدِّدِ

تُشَاهِدُهُ الْأَقْوَامُ يَبْكِي فُرَاقَهَا*** بِيَوْمٍ كَئِيبٍ بِالْغُيُومِ مُلَبَّدِ

***

وَيَخْرُجُ كَيْ يَلْقَى (ثَقِيفَ) مُؤَمِّلاً*** عَسَاهَا لِصَوْتِ الْحَقِّ تُصْغِي وَتَهْتَدِي

وَلَكِنَّهَا تَأْبَى بِكُلِّ تَعَنُّتٍ*** مَتَى يَدْنُ مِنْهَا تَنْأَ عَنْهُ وَتَبْعُدِ

فَأَسْرَى بِهِ اللَّهُ الْعَظِيمُ مُؤَيِّداً*** إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الْعَظِيمِ الْمُعَمَّدِ

لِتَبْقَى عَلَى الْأَيَّامِ سِيرَتُهُ سَناً*** يُضِيءُ لَنَا دَرْبَ الْحَيَاةِ الْمُعَبَّدِ



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.08 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]