
03-03-2022, 10:42 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة :
|
|
رد: نظرات على صيام الصالحين
نظرات على صيام الصالحين
سادات الصائمين
(13 - 39)
الشيخ سيد حسين العفاني
(23) صوم إبراهيم النخعي:
التقيُّ الخفي الفقه الرضي الإمام الحافظ، فقيه العراق، ومفتي أهل الكوفة إلى عمران.
حدثت هنيدة، امرأة إبراهيم، أن إبراهيم كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، قال سعيد بن جبير: تستفتوني وفيكم إبراهيم النخعي؟[40].
وكان يقول رحمه الله: وددت أني لم أكن تكلمت، ولو وجدت بدًّا من الكلام ما تكلمت، وأن زمانًا صرت فيه فقيهًا لزمان سوء[41].
(24) صوم الحسن البصري:
إمام الدنيا بأسرها، قال عنه أبو جعفر الباقر: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء[42].
قال أيوب السختياني: لو رأيت الحسن لقلت: إنك لم تجالس فقيهًا قط[43]، وقال عنه عطاء: ذاك إمام ضخم يُقتَدَى به[44]، وكان من رؤوس العلماء في الفتن والدماء والفروج[45].
وقال علي بن زيد: سمعت من ابن المسيب وعروة والقاسم وغيرهم: ما رأيت مثل الحسن، ولو أدرك الصحابة وله مثل أسنانهم ما تقدموه[46].
قال عوف: ما رأيت رجلاً أعلم بطريق الجنة من الحسن[47].
رحم الله الحسن نبت في العلم وتحقبه وتشريه، به يسقون، وبه يدفع عنهم، قال السري بن يحيى: "كان الحسن يصوم البِيض، وأشهر الحرم، والاثنين والخميس"[48].
دعوه لا تلوموه دعوه:
قيل له يومًا: يا أبا سعيد، أيُّ شيء يدخل الحزن في القلب، فقال: الجوع، قال: فأي شيء يخرجه، قال: الشِّبع، وكان يقول: توبوا إلى الله من كثرة النوم والطعام[49].
وكان يقول: إذا لم تقدر على قيام الليل، ولا صيام النهار، فاعلم أنك محروم قد كبَّلَتْك الخطايا والذُّنوب[50].
دَعُوهُ لا تَلُومُوهُ دَعُوهُ فَقَدْ عَلِمَ الَّذِي لَمْ تَعْلَمُوهُ
رَأى عَلَمَ الْهُدَى فَسَمَى إلَيْهِ وَطَالَبَ مَطْلَبًا لَمْ تَطْلُبُوهُ
أجَابَ دُعَاءَهُ لَمَا دَعَاهُ وَقَامَ بَأمْرِهِ وَأضَعْتُمُوهُ
بِنَفْسِي ذَاكَ مِنْ فَطِنٍ لَبِيبٍ تَذَوَّقَ مَطْعَمًا لَمْ تَطْعُمُوهُ
هذا قول الحسن، وبكاء الحسن، وهذا صدق رضيع أم سلمة كان يقول، وهو يبكي: أي رب، ما أخسر صفقة من صرف عن بابك، وضرب دونه حجابك، ثم أنشد:
إذَا أنَا لَمْ أشْكُرْكَ جُهْدِي وَطَاقَتِي وَلَمْ أصْفُ مِنْ قَلْبِي لَكَ الوُدَّ أجْمَعَا
فَلا سَلِمَتْ نَفْسِي مِن القسْمِ سَاعَةً وَلا أبْصَرَتْ عَيْنِي مِن الشَّمْسِ مَطْلَعَا
ثم استغفر، وبكى وقال: القلب الذي يحب الله يحب التعب ويؤثر النصب، هيهات، لا ينال الجنة من يؤثر الراحة، من أحب ما عند الله سخا بنفسه إن صدق، وترك الأمانيَّ؛ فإنها سلاح النوكي[51].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|