نظرات على صيام الصالحين
سادات الصائمين
(13 - 39)
الشيخ سيد حسين العفاني
(35) صوم ابن أبي ذئب:
الإمام شيخ الإسلام أبو الحارث محمد بن عبدالرحمن بن أبي ذئب القرشي.
قال أحمد: كان يشبه بسعيد بن المسيب، فقيل لأحمد خلف مثله قال: لا، ثم قال: كان أفضل من مالك، إلا أن مالكًا - رحمه الله - أشد تنقية للرجال منه – كان يصلي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدًا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد.
قال أخوه: كان أخي يصوم يومًا ويفطر يومًا، ثم سرد الصوم، وكان شديد الحال، يتعشَّى الخبز والزيت[81].
قال أحمد بن حنبل: إن ابن أبي ذئب ثقة قد دخل على أبي جعفر المنصور فلم يَهَبْه أن قال له الحق وقال: الظلم ببابك فاشٍ، وأبو جعفر أبو جعفر.
(36) صوم شعبة الخير أبي بسطام:
سيد المحدثين كما قال سليمان بن المغيرة[82] - الضخم الذي يحدث عن الضخام – الإمام المشهور والعلم المنثور، شعبة بن الحجاج، الإمام أمير المؤمنين في الحديث، كان الثوري يقول: أستاذنا شعبة.
وقال حمزة بن زياد عن شعبة: كان قد يبس جلده على عظمه من العبادة[83].
وقال أبو بكر البكراوي: ما رأيت أعبد لله من شعبة؛ لقد عبدالله حتى جف جلده على عظمه من العبادة[84].
وقال عمر بن هارون: كان شعبة يصوم الدهر كله لا يُرَى عليه.
قال أبو قطن: كانت ثياب شعبة لونها لون التراب، وكان كثير الصلاة كثير الصيام سخي النفس.
قال شعبة: كل من سَمِعْت منه حدثنا فأنا له عبد.
قال يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين.
وقال ابن مهدي: ما رأيت أحدًا أكثر تقشُّفًا من شُعبَة.
قال عبدالسلام بن مطهر: ما رأيت أمعن في العبادة من شعبة[85].
يتبع