
15-03-2022, 07:37 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,077
الدولة :
|
|
رد: «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله
«عون الرحمن في تفسير القرآن»
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
تفسير قوله تعالى:﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ... ﴾
قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 111].
قوله: ﴿ وَقَالُوا ﴾، أي: وقال أهل الكتاب من اليهود والنصارى: ﴿ لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى ﴾، فقال اليهود: ﴿ لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى ﴾ كما قالوا: ﴿ لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ﴾ [البقرة: 80].
وقالت النصارى: لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى.
قال ابن القيم: "هذه دعوى من كل واحد من الطائفتين أنه لن يدخل الجنة إلا من كان منهما، فقالت اليهود: لا يدخلها إلا من كان هوداً، وقالت النصارى: لا يدخلها إلا من كان نصرانياً، فاختصر الكلام أبلغ اختصار وأوجزه مع أمن اللبس ووضوح المعنى"[1].
و"إلا": أداة حصر، فحصرت كل طائفة منهم دخول الجنة فيهم، وقصرته عليهم فحجَّروا واسعاً، وحصروا فضل الله تعالى.
فرد الله تعالى عليهم بقوله:
﴿ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾، جملة ﴿ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ﯴ ﴾ معترضة، و"تلك": اسم إشارة، والإشارة لمقالتهم.
﴿ أَمَانِيُّهُمْ ﴾ "أماني" جمع أمنية، أي: تلك أماني يتمنونها على الله بغير حق، والتمني هو: الطمع في طلب ما يعلم عدم حصوله؛ لتعذره واستحالته كما في قول الشاعر:
ألا ليت الشباب يعود يوما  فأخبره بما فعل المشيب[2] 
وفي المثل: "التمني رأس مال المفاليس".
﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ﴾ أي: قل لهم يا محمد أعطونا دليلكم وحجتكم على أنه لن يدخل الجنة غيركم.
﴿ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ أي: إن كنتم صادقين في دعواكم.
وفي هذا تحد وتعجيز لهم، لإظهار كذبهم؛ إذ لا برهان عندهم ولا حجة ولا دليل، كما قال تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123].
المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن »
[1] انظر "بدائع التفسير" (1/ 333).
[2] البيت لأبي العتاهية. انظر: "ديوانه" ص32.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|