فوائدُ لغويَّةٌ حول رمضان ( 4 )
أ.محمد عبد النبى محمد
فلانٌ فاطرٌ فى نهارِ رمضانَ " عبارةٌ فصيحةٌ ".
يقول لكَ بعضهم: لا تقلْ: " فلانٌ فاطرٌ فى نهار رمضان "، فهذا خطأٌ وشِرْكٌ؛ لأنَّ " فاطر " معناه " خالقٌ " كما فى قوله – تعالى -: " فاطر السَّماوات والأرضِ " أى: خالق السَّماوات والأرضِ، وعليكَ أن تقول: فلانٌ مفطِرٌ فى نهار رمضان؛ وفى الحقيقة كلامهم هذا خطأٌ، فقولكَ: " فاطرٌ فى نهارِ رمضانَ " فصيحةٌ، وليسَ فيها شركٌ كما قالوا؛ لأنَّها هنا ليسَتْ بمعنىٰ خالقٍ، ولكن معناها آكلٌ، والدَّليل ما يأتى:
1- جاء فى تاج العروس للزّبيدىِّ ( ج13/ 327 ): فطرَ الصَّائم يفطر فطوراً: أكلَ وشربَ كأفطرَ، وبهذا يكون " فاطرٌ " اسم فاعلٍ من الفعل الثُّلاثىِّ " فطرَ "، و" مفطِرٌ " اسم فاعلٍ من الفعل الرُّباعىِّ " أفطرَ ".
2- فى القاموس المحيط ( ص 457 ): فطرَ الصَّائم: أكلَ وشربَ كأفطرَ .
3- فى المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده ( ج9/ 153 ): " الفطرُ: نقيض الصَّوم، وقد أفطرَ وفطرَ "، وأثبتَ ابن منظورٍ فى لسان العرب كلام ابن سيده ( ج5/ 58 ).
إذن " فطرَ " و" أفطرَ " فعلان يأتيان بمعنى واحدٍ، أى: أكلَ وشربَ، واسم الفاعل من " فطرَ ": فاطرٌ، واسم الفاعل من " أفطرَ ": مفطرٌ، وكلاهما فصيحان.
علينا جميعاً أن نكفَّ عن تخطئة النَّاس فى أمور اللُّغة وغيرها دون دليلٍ وبحثٍ وتأنٍّ.