عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 15-04-2022, 04:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد



كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة المائدة
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السابع
الحلقة (185)
من صــ 77 الى ص
ـ 83




من الآية 1- إلى الآية 110
[سورة الأنعام (6) : آية 1]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)

الإعراب:
(الحمد) مبتدأ مرفوع (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (خلق) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (السّموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات منصوب (الواو) عاطفة (جعل) مثل خلق (الظلمات) مثل السموات (الواو) عاطفة (النور) معطوف على الظلمات منصوب (ثمّ) حرف عطف للتراخي والاستبعاد (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (بربّ)
جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا) «1» ، و (هم) ضمير مضاف إليه (يعدلون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون ... والواو فاعل.
جملة «الحمد لله ... » : لا محلّ لها ابتدائية.
وجملة «خلق السموات ... » : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة «جعل الظلمات....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة «الذين كفروا ... » : لا محلّ لها معطوفة على الجملة الابتدائيّة.
وجملة «كفروا» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة «يعدلون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
البلاغة
1- ثبوت الديمومة التي يستحقها سبحانه، وهي ديمومة الحمد له بسبب كونه منعما، والكلام خبري أريد به الأمر.
2- الطباق: بين السموات والأرض، والظلمات والنور، وإذا تعدد الطباق سمي مقابلة.
3- المخالفة في الإفراد والجمع: في قوله تعالى «وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ» حيث جمع الظلمات لظهور كثرة أسبابها ومحالّها عند الناس ومشاهدتهم إياها على التفصيل، وتقديمها على النور لتقدم الإعدام على الملكات مع ما فيه من رعاية حسن المقابلة بين القرينتين.
4- الإظهار في موضع الإضمار: في قوله تعالى «ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» حيث وضع الرب موضع ضميره تعالى لزيادة التشنيع والتقبيح والتقديم لمزيد الاهتمام والمسارعة الى تحقيق مدار الإنكار والاستبعاد والمحافظة على الفواصل.
5- حذف المفعول: في قوله تعالى «يعدلون» أي «به» وقد ترك المفعول لظهوره أو لتوجيه الإنكار الى نفس الفعل بتنزيله منزلة اللازم إيذانا بأنه المدار في الاستبعاد والاستنكار لا خصوصية المفعول. هذا هو التحقيق بجزالة التنزيل والخليق بفخامة شأنه الجليل.
الفوائد
1- الفعل «جعل» هو من الأفعال التي تنصب مفعولين وذلك عند ما تكون بمعنى «صيّر» ولكنها في هذه الآية بمعنى «أنشأ» ولذلك نصبت مفعولا واحدا وذو الفطنة يدرك الفرق الدقيق بين الجعل والخلق فالأول فيه معنى التحويل من شيء الى شيء. والخلق فيه البدء من لا شيء وقد لحظ ذلك ابن جني فقال في الخصائص: «إن العرب قد تتوسع فتوقع أحد الفعلين موقع الآخر إيذانا بأن هذا الفعل قد اكتسب معنى الفعل الآخر» .
2- الفعل «عدل» يقبل معنى التضاد فهو في هذه الآية بمعنى الميل عن جادة الصواب والانحراف مع الهوى. ويستعمل أيضا بمعنى العدل وهو التسوية بين الشيئين والإنصاف بتقديم الحقوق الى الناس. وهو من خصائص لغة الضاد وذو العقل يدرك الفرق بين المعنيين ويخصص الفعل بأحدهما استنادا الى مقام الحديث ومقتضى الحال ...
3- حذف المفعول للفعل «يعدلون» لإدراكه من سياق الكلام وهو ضرب من الإيجاز وخاصة من خصائص قواعد اللغة واتخاذها التقدير مبدءا من مبادئها العريقة.
[سورة الأنعام (6) : آية 2]
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)

الإعراب:
(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) موصول خبر (خلقكم) مثل خلق السموات «2» ، (من طين) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق) «3» ، (ثمّ) حرف عطف (قضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أجلا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أجل) مبتدأ مرفوع «4» ، (مسمّى) نعت لأجل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر و (الهاء) ضمير مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تمترون) مثل يعدلون «5» .
جملة «هو الذي....» : لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «خلقكم....» : لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة «قضى....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة «أجل مسمّى عنده» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة «أنتم تمترون» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة «تمترون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
الصرف:
(تمترون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تمتريون بضمّ الياء، استثقلت الضمّة فوق الياء فسكّنت ونقلت إلى الراء، ولمّا التقى ساكنان- الياء وواو الجماعة- حذفت الياء فأصبح تمترون وزنه تفتعون.
البلاغة
1- العطف بثم: في قوله تعالى «ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ» وذلك استبعاد واستنكار لامترائهم في البعث بعد معاينتهم لما ذكر من الحجج الباهرة الدالة عليه. أي تمترون في وقوعه وتحققه في نفسه مع مشاهدتكم في أنفسكم من الشواهد ما يقطع مادة الامتراء بالكلية.
2- التنكير: في قوله تعالى: «وأجل» فقد ابتدأ به وهو نكره وصح الابتداء به لتخصيصه بالوصف أو لوقوعه في موقع التفصيل و «عنده» هو الخبر، وتنوينه لتفخيم شأنه وتهويل أمره وقدم على خبره الظرف مع أن الشائع في النكرة المخبر عنها به لزوم تقديمه عليها وفاء بحق التفخيم.
[سورة الأنعام (6) : آية 3]
وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (3)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (هو) مثل السابق «6» ، (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بلفظ الجلالة لأن فيه معنى المعبود في السموات والأرض «7» ، (الواو) عاطفة (في الأرض)
جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به في السموات فهو معطوف عليه (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (سرّ) مفعول به منصوب و (كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (جهركم) معطوف على سرّكم منصوب (الواو) عاطفة (يعلم) مثل الأول (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تكسبون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة «هو الله ... » : لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة وجملة «يعلم..» : في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو) «8» .
وجملة «يعلم (الثانية) » : في محلّ رفع معطوفة على جملة يعلم (الأولى) .
وجملة «تكسبون» : لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(سرّكم) ، اسم لما يكتمه الإنسان في نفسه، وقد يكون اسم مصدر لفعل أسرّ الرباعيّ، وزنه فعل بكسر فسكون، جمعه أسرار.
الفوائد
1- شغل تعليق الجار والمجرور «فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ» رعيل المفسرين والمعربين وذهبوا بتعليقه وجوها كثيرة أحصاها بعضهم فأضفت على اثني عشر وجها:
وقد اعتمد كبار هؤلاء ومنهم الزجاج والزمخشري أن يعلقا بصفة
للفظ الجلالة أو بالخبر المحذوف على أن لفظ الجلالة مبتدأ والضمير «هو» ضمير الشأن. ويكون التقدير «الله كائن أو معبود أو موجود» في السموات وفي الأرض ولا حاجة بنا للتقديم والتأخير والتعقيد والتعسير. أما من له مزاج في تتبع الآراء القوية والضعيفة والمستقيمة والشاذة وسلوك طرائق المقارنة والترجيح فعليه بالمطولات من كتب النحو وتواليف المفسرين ...
__________

(1) يجوز تعليقه ب (يعدلون) وهو بمعنى التسوية فمفعوله محذوف.. أمّا في التعليق أعلاه فهو لازم أي يميلون عنه.
(2) في الآية السابقة.
(3) وفي الكلام حذف مضاف أي خلق أصلكم من طين ... ويجوز تعليقه بحال من المقدّر.
(4) جاز جعل النكرة مبتدأ لأنها وصفت.
(5) في الآية السابقة.
(6) في الآية السابقة. [.....]
(7) في تعليل هذا التعليق كلام طويل يمكن تلخيصه بما يلي:
- يتعلّق الجارّ والمجرور بلفظ الجلالة من حيث ملاحظة الوصف الذي تضمّنه، وهو كونه معبودا فالله فيه معنى العبادة. هذا وقد أعرب بعضهم الضمير (هو) ضمير الشأن، ولفظ الجلالة مبتدأ خبره جملة يعلم. ويجوز تعليق الجارّ بفعل يعلم، والجملة في هذه الحال خبر ثاني للمبتدأ (هو) .
(8) أو لا محلّ لها استئنافيّة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]