عرض مشاركة واحدة
  #142  
قديم 24-05-2022, 11:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله



تفسير "محاسن التأويل"

محمد جمال الدين القاسمي
سورة البقرة
المجلد الثالث
صـ 737 الى صـ 748
الحلقة (142)



* 20 * وكل ما تضطجع عليه في طمثها [ ص: 737 ] يكون نجسا، وكل ما تجلس عليه يكون نجسا.

* 21 * وكل من مس فراشها يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء.

وفي الإصحاح السابع عشر:

* 15 * وكل إنسان يأكل ميتة أو فريسة وطنيا كان أو غريبا يغسل ثيابه ويستحم بماء ويبقى نجسا إلى المساء.

وفي الإصحاح التاسع عشر:

* 23 * ومتى دخلتم الأرض وغرستم كل شجرة للطعام تحسبون ثمرها غلتها. ثلاث سنين تكون لكم غلفاء، لا يؤكل منها.

* 24 * وفي السنة الرابعة يكون كل ثمرها قدسا لتمجيد الرب.

* 25 * وفي السنة الخامسة تأكلون ثمرها، لتزيد بكم غلتها. أنا الرب إلهكم.

* 27 * لا تقصروا رؤوسكم مستديرا ولا تفسد عارضيك.

وفي الإصحاح الخامس والعشرين:

* 3 * ست سنين تزرع حقلك وست سنين تقضب كرمك وتجمع غلتهما.

* 4 * وأما السنة السابعة ففيها يكون للأرض سبت عطلة سبتا للرب. لا تزرع حقلك ولا تقضب كرمك.

* 5 * زريع حصيدك لا تحصد وعنب كرمك المحول لا تقطف. سنة عطلة تكون للأرض.

* 6 * ويكون سبت الأرض لكم طعاما. لك ولعبدك ولأمتك ولأجيرك ولمستوطنك النازلين عندك.

* 7 * ولبهائمك وللحيوان الذي في أرضك تكون كل غلتها طعاما.

وفي سفر التثنية، في الإصحاح الحادي والعشرين.

* 18 * وإذا كان لرجل ابن معاند ومارد ولا يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه ويؤدبانه فلا يسمع لهما.

* 19 * يمسكه أبوه وأمه ويأتيان به إلى شيوخ مدينته وإلى باب مكانه.

* 20 * ويقولون لشيوخ مدينته: ابننا هذا معاند ومارد لا يسمع لقولنا وهو مسرف وسكير.

* 21 * فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت.

وفيه، في الإصحاح الثاني والعشرين:

* 10 * لا تحرث على ثور وحمار معا.

* 11 * لا تلبس ثوبا مختلطا صوفا وكتانا معا.

[ ص: 738 ] وفيه، في الإصحاح الرابع والعشرين:

* 1 * إذا أخذ رجل امرأة، وتزوج بها فإن لم تجد نعمة في عينيه ؛ لأنه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقها من بيته.

* 2 * ومتى خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل آخر.

* 3 * فإن أبغضها الرجل الأخير، وكتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقها من بيته، أو إذا مات الرجل الأخير الذي اتخذها له زوجة.

* 4 * لا يقدر زوجها الأول الذي طلقها أن يعود بأخذها لتصير له زوجة بعد أن تنجست ؛ لأن ذلك رجس لدى الرب.

وهذه نبذة يسيرة من الآصار التي كانت على الإسرائيليين ولم يشرعها لنا مولانا بفضله وكرمه فله الحمد، إنه أرحم الراحمين.

ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به أي: من بليات الدنيا والآخرة، فالدعاء الأول في رفع شدائد التكليف، وهذا في رفع شدائد البليات، ويقال: هو تكرير للأول وتصوير للإصر بصورة ما لا يستطاع مبالغة واعف عنا أي: تجاوز عن ذنوبنا ولا تعاقبنا: واغفر لنا أي: غط على ذنوبنا واعف عنها: وارحمنا أي: تفضل علينا بالرحمة مع كوننا مقصرين مذنبين: أنت مولانا أي: ولينا وناصرنا: فانصرنا على القوم الكافرين فإن من حق المولى أن ينصر عبده ومن يتولى أمره على الأعداء.

وفيه إشارة إلى أن إعلاء كلمة الله والجهاد في سبيله تعالى، حسبما أمر في تضاعيف السورة الكريمة، غاية مطلبهم.

قال البقاعي: فتضمن ذلك وجوب قتال الكافرين، وأنهم أعدى الأعداء، وأن قوله: لا إكراه في الدين ليس ناهيا عن ذلك، وإنما هو إشارة إلى أن الدين صار في الوضوح إلى حد لا يتصور فيه إكراه، بل ينبغي لكل عاقل أن يدخل فيه بغاية الرغبة فضلا عن الإحواج إلى إرهاب، فمن نصح نفسه دخل فيه بما دل عليه عقله، ومن أبى دخل فيه قهرا بنصيحة الله التي هي الضرب بالحسام ونافذ السهام.

وقد ورد في " صحيح مسلم " عن النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله تعالى قال عقب كل دعوة من هذه الدعوات: قد فعلت » .

[ ص: 739 ] وقد روى البخاري والجماعة عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة، في ليلة، كفتاه » .

وروى الإمام أحمد عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، لم يعطهن نبي قبلي » .

وأخرج مسلم عن ابن مسعود قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض، فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها، فيقبض منها. قال: إذ يغشى السدرة ما يغشى قال: فراش من ذهب قال، فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا، المقحمات.

وعن ابن عباس قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه فقال: « هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما [ ص: 740 ] نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة. لن تقرأ حرفا منهما إلا أعطيته » . رواه مسلم والنسائي. وهذا لفظ مسلم.

وأخرج الترمذي والنسائي والدارمي والحاكم وصححه، عن النعمان بن بشير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان » .

وأخرج عبد بن حميد في " مسنده " عن الحسن: أنه كان إذا قرأ آخر البقرة قال: يا لك نعمة..! يا لك نعمة.

هذا، وقد روي في فضل سورة البقرة أحاديث كثيرة... منها ما أخرجه مسلم والترمذي من حديث النواس بن سمعان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران » وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال: « كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق. أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما » .

وأخرج أحمد والحاكم والدارمي عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. تعلموا البقرة وآل عمران فإنهما هما الزهراوان يجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تجادلان عن صاحبهما » .

وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا تجعلوا [ ص: 741 ] بيوتكم مقابر. إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة » . ولفظ الترمذي: « وإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان » .

وأخرج سعيد بن منصور والترمذي والحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة. وفيها آية هي سيدة آي القرآن، آية الكرسي » .

فائدة:

قال ابن القيم: تأمل خطاب القرآن تجد ملكا له الملك كله، وله الحمد كله، أزمة الأمور كلها بيده، ومصدرها منه، وموردها إليه، مستويا على العرش، لا تخفى عليه خافية من أقطار مملكته، عالما بما في نفوس عبيده، مطلعا على أسرارهم وعلانيتهم، منفردا بتدبير المملكة، يسمع ويرى ويعطي ويمنع، ويثيب ويعاقب، ويكرم ويهين، ويخلق ويرزق، ويميت ويحيي، ويقدر ويقضي ويدبر، الأمور نازلة من عنده، دقيقها وجليلها، وصاعدة إليه لا تتحرك ذرة إلا بإذنه، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه، فتأمل كيف تجده يثني على نفسه، ويمجد نفسه، ويحمد نفسه، وينصح عباده ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم ويرغبهم فيه، ويحذرهم مما فيه هلاكهم، ويتعرف إليهم بأسمائه وصفاته، ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه! يذكرهم بنعمه عليهم، ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها، ويحذرهم من نقمه، ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه، وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه، ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه، وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء، ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم وأحسن أوصافهم، ويذم أعداءه بسيئ أعمالهم وقبيح صفاتهم، ويضرب الأمثال، وينوع الأدلة والبراهين، ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الأجوبة، [ ص: 742 ] ويصدق الصادق، ويكذب الكاذب، ويقول الحق، ويهدي السبيل، ويدعو إلى دار السلام ويذكر أوصافها وحسنها ونعيمها، ويحذر من دار البوار، ويذكر عذابها وقبحها وآلامها، ويذكر عباده فقرهم إليه وشدة حاجتهم إليه من كل وجه، وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين، ويذكرهم غناءه عنهم وعن جميع الموجودات، وأنه الغني بنفسه عن كل ما سواه، وكل ما سواه فقير إليه، وأنه لا ينال أحد ذرة من الخير فما فوقها إلا بفضله ورحمته، ولا ذرة من الشر فما فوقها إلا بعدله وحكمته، وتشهد من خطابه عتابه لأحبابه ألطف عتاب.

وأنه مع ذلك مقيل عثراتهم، وغافر زلاتهم، ومقيم أعذارهم، ومصلح فسادهم، والدافع عنهم، والحامي عنهم، والناصر لهم، والكفيل بمصالحهم والمنجي لهم من كل كرب، والموفي لهم بوعده.

وأنه وليهم الذي لا ولي لهم سواه، فهو مولاهم الحق، وينصرهم على عدوهم، فنعم المولى ونعم النصير.

وإذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما جوادا رحيما جميلا هذا شأنه، فكيف لا تحبه، وتنافس في القرب منه، وتنفق أنفاسها في التودد إليه، ويكون أحب إليها من كل ما سواه، ورضاه آثر عندها من رضا كل من سواه؟ وكيف لا تلهج بذكره وتصير حبه والشوق إليه والأنس به هو غذاؤها وقوتها ودواؤها، بحيث إن فقدت ذلك فسدت وهلكت ولم تنتفع بحياتها؟!

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء حزننا، وأعنا على إكمال ما قصدناه بفضلك. يا أرحم الراحمين.
[ ص: 748 ]



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.73 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.30%)]