عرض مشاركة واحدة
  #421  
قديم 24-06-2022, 10:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
سورة الفرقان
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثامن عشر
(الحلقة 421)
من صــ 307الى صـ 319





[سورة الفرقان (25) : الآيات 7 الى 8]
وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (7) أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (8)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ (لهذا) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ما (في الأسواق) متعلّق ب (يمشي) ، (لولا) حرف تحضيض وتقريع (إليه) متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) فاء السببيّة (يكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر يكون «1» ، (نذيرا) حال من اسم يكون والعامل فيها الاستقرار الذي هو خبر.
والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) معطوف على مصدر مأخوذ من الطلب المتقدّم أي: هلّا كان نزول ملك فوجوده معه نذيرا.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم «2» .
وجملة: «ما لهذا الرسول» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يأكل ... » في محلّ نصب حال من الرسول «3» .
وجملة: «يمشي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأكل.
وجملة: «أنزل إليه ملك) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يكون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
8- (أو) حرف عطف للتخيير (إليه) متعلّق ب (يلقى) ، (له) متعلّق بخبر تكون (منها) متعلّق ب (يأكل) ، (الواو) عاطفة (إن) حرف نفي (الّا) للحصر..
وجملة: «يلقى إليه كنز» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل ...
وجملة: «تكون له جنّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: «يأكل ... » في محلّ رفع نعت لجنّة.
وجملة: «قال الظالمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا ...
وجملة: «تتّبعون» في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(الأسواق) ، جمع سوق، اسم لمكان البيع والشراء، وزنه فعل بضمّ فسكون، ويستوي فيه التذكير والتأنيث.
البلاغة
1- الكناية: في قوله تعالى «وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» قوله «يَأْكُلُ الطَّعامَ» كناية عن الحدث، لأنه ملازم أكل الطعام. وقوله «يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» كناية عن طلب المعاش.
2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «وَقالَ الظَّالِمُونَ» .
وضع المظهر موضع ضميرهم، تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوه، لكونه إضلالا خارجا عن حد الضلال، مع ما فيه من نسبته صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما يشهد العقل والنقل ببراءته منه، أو إلى ما لا يصلح أن يكون متمسكا لما يزعمون من نفي الرسالة.

[سورة الفرقان (25) : آية 9]
انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (9)

الإعراب:
(كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عاملها (ضربوا) ، (لك) متعلّق ب (ضربوا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (لا) نافية (سبيلا) مفعول به منصوب بتضمين الفعل معنى يملكون..
جملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ضربوا ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف بتقدير الجار.
وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضربوا.
وجملة: «لا يستطيعون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضلّوا.

[سورة الفرقان (25) : آية 10]
تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10)

الإعراب:
(شاء) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (جعل) في محلّ جزم جواب الشرط (لك) متعلّق بمحذوف مفعول ثان (من ذلك) متعلّق ب (خيرا) ، (جنّات) بدل من (خيرا) منصوب وعلامة النصب الكسرة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها «4» ، (الواو) عاطفة (يجعل) مضارع مجزوم معطوف على محلّ جعل (لك) الثاني متعلّق بمفعول ثان عامله يجعل.
جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن شاء جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل..

[سورة الفرقان (25) : الآيات 11 الى 14]
بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (12) وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (14)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (بالسّاعة) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الواو) واو الحال (لمن) متعلّق ب (أعتدنا) «5» (بالساعة) الثاني متعلّق ب (كذّب) ، (سعيرا) مفعول به عامله أعتدنا.
جملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
12- (من مكان) متعلّق ب (رأتهم) ، (لها) متعلّق ب (سمعوا) «6» .
وجملة: «رأتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سمعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
13- (الواو) عاطفة، و (الواو) في (ألقوا) نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول ألقوا (منها) متعلّق بحال من (مكانا) وهو ظرف مكان منصوب متعلّق ب (ألقوا) ، (مقرّنين) حال منصوبة من الواو في (ألقوا) ، (دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (هنا لك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (دعوا) ، (ثبورا) مفعول به منصوب «7» .
وجملة: «ألقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
14- (لا) ناهية جازمة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تدعوا) ...
وجملة: «لا تدعوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي تقول لهم الملائكة ...
وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تدعوا.
الصرف:
(تغيّظا) ، مصدر قياسيّ لفعل تغيّظ الخماسيّ، وزنه تفعّل بفتح التاء وضمّ العين المشدّدة.
(ألقوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله ألقيوا- بضم الياء- نقلت حركة الياء إلى القاف- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، فأصبح ألقوا، وزنه أفعوا.
(ثبورا) ، مصدر سماعيّ لفعل ثبر يثبر باب نصر بمعنى هلك، وزنه فعول بضمّتين.
البلاغة
الاستعارة: في قوله تعالى «إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً» .
قيل: إن قوله تعالى «رأتهم» من
قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن المؤمن والكافر لا تتراءى ناراهما،
وقولهم: دورهم تتراءى وتتناظر، كأن بعضهم يرى بعضا، على سبيل الاستعارة بالكناية والمجاز المرسل. ويجوز أن يكون من باب التمثيل، وأيا ما كان، فالمراد إذا كانت بمرأى منهم، وقوله سبحانه: «سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً» على تشبيه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره، وفيه استعارة تصريحية أو مكنية، ويجوز أن تكون تمثيلية.
الفوائد
1- رأي السنّة في مشاهد القيامة:
أ- قالوا: لو فتح باب التأويل والمجاز في شؤون المعاد لتطوح من يسلك ذلك إلى وادي الضلالة. وأجابوا عن سماع تغيظ جهنم بما يلي:
1- إنه على حذف مضاف أي سمعوا صوت تغيظها.
2- إنه على حذف فعل تقديره «سمعوا ورأوا تغيظا وزفيرا» .
3- أن يضمّن «سمعوا» معنى يشمل الأمرين، أي «أدركوا» لها تغيظا وزفيرا.
أما قوله تعالى رأتهم هو من باب القلب، أي رأوها.
ب- أما رأي المعتزلة فإنهم يحملون ذلك كله على المجاز. والله أعلم.
2- فعل الشرط وجواب الشرط:
أ- قد يكونان مضارعين، نحو «وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ» .
ب- وقد يكونان ماضيين، نحو «وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا» .
ج- يكونان ماضيا فمضارعا، أو مضارعا فماضيا.
ملاحظة: إذا وقع فعل الشرط ماضيا جاز في جوابه الجزم والرفع.
[سورة الفرقان (25) : الآيات 15 الى 17]
قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (15) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (16) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (أم) حرف عطف- هي المتّصلة- (جنّة) معطوف على اسم الإشارة المبتدأ (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت ل (جنّة) ، (المتّقون) نائب الفاعل لفعل (وعد) ، والعائد محذوف أي وعدها المتّقون (لهم) متعلّق ب (جزاء) خبر كانت «8» .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أذلك خير ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «وعد المتّقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «كانت لهم جزاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
16- (لهم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف (خالدين) حال منصوبة من فاعل يشاءون (على ربّك) متعلّق بحال من خبر كان (وعدا) ، واسم كان يعود على الوعد المفهوم من سياق الكلام «9» .
وجملة: «لهم فيها ما يشاءون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «يشاءون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «كان.. وعدا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
17- (الواو) عاطفة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (الواو) الثانية عاطفة «10» (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير المفعول في (يحشرهم) ، (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي: يعبدونه (الفاء) عاطفة (الهمزة) للاستفهام (هؤلاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب نعت لعبادي- أو بدل- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة..
وجملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف قل.
وجملة: «يحشرهم» في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشرهم.
وجملة: «أأنتم أضللتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أضللتم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
وجملة: «هم ضلّوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
الفوائد
- ورد سؤال حول قوله تعالى: «أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ» .
وفحوى السؤال: كيف يجري التفضيل بين ما هو كلمة خير وبين ما هو كلمة شر؟.
وجاء الجواب، أن الآية ليست من باب التفضيل، وإنما السؤال عن أيهما هو الخير وأيهما هو الشر. ومن البديهي أن الاستفهام ليس مساقا على حقيقته، وإنما هو للتنديد والتعريض بجهل المشركين وعدم تفريقهم بين الخير والشر.
[سورة الفرقان (25) : آية 18]
قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً (18)

الإعراب:
(سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف (لنا) متعلّق ب (ينبغي) ، (من دونك) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (أولياء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به أوّل وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف فهو ملحق بالاسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك (حتّى) حرف غاية وجرّ..
والمصدر المؤوّل (أن نتّخذ ... ) في محلّ رفع فاعل ينبغي.. واسم كان ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على المصدر المؤوّل على سبيل التنازع.
والمصدر المؤوّل (أن نسوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (متّعتهم) .
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (نسبّح) سبحانك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «ما كان ينبغي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ينبغي ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «نتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «متّعتهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «نسوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «كانوا قوما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسوا.
الصرف:
(بورا) ، جمع بائر أي هالك، اسم فاعل من الثلاثيّ بار، وزنه فاعل، ووزن بور فعل بضمّ فسكون كعائذ وعوذ، وقيل هو مصدر في الأصل يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع والمذكّر والمؤنّث كالبوار بمعنى الهلاك أو بمعنى الفساد، وهو من قولهم أرض بور أي لا نبات فيها.
الفوائد
- «لكن» :
«لكن» لها معنيان: الاستدراك، نحو «فلان شجاع لكنه بخيل» ، والتوكيد، نحو:
لو جاءني خليل لأكرمته، لكن لم يجيء.
ولتمام الفائدة نقول: لكن حرف مشبه بالفعل وسميت «إنّ وأخواتها» أحرفا مشبهة بالفعل، لفتح أواخرها من جهة، ووجود معنى الفعل في كل واحد منها، فالتأكيد والتشبيه والاستدراك والتمني والترجي هي من معاني الأفعال.
[سورة الفرقان (25) : آية 19]
فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً (19)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (قد) حرف تحقيق (ما) حرف مصدريّ «11» ، (الفاء) عاطفة و (ما) الثاني للنفي (لا) زائدة لتأكيد النفي..
والمصدر المؤوّل (ما تقولون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (كذّبوكم) .
(الواو) استئنافيّة (منكم) متعلّق بحال من فاعل يظلم «12» ، (عذابا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «كذّبوكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تستطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «من يظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يظلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «13» .
وجملة: «نذقه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
الصرف:
(صرفا) ، مصدر سماعيّ لفعل صرف باب ضرب بمعنى ردّ ودفع، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة الفرقان (25) : آية 20]
وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً (20)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (قبلك) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسلنا) ، (من المرسلين) مفعول به مجرور لفظا منصوب محلّا «14» ، وعلامة الجر الياء (إلّا) أداة حصر (اللام) لام المزحلقة للتوكيد (في الأسواق) متعلّق ب (يمشون) ، (لبعض) متعلّق بحال من فتنة (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى الأمر «15» ، (الواو) حالية جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّهم ليأكلون ... » في محلّ نصب حال من المرسلين.
وجملة: «يأكلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يمشون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يأكلون.
وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تصبرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان ربّك بصيرا» في محلّ نصب حال من فاعل تصبرون والرابط مقدّر أي بكم.
الفوائد
- توالي التوكيدات:
في هذه الآية تتوالى التوكيدات، لتقرير شأن المرسلين، وأنهم بشر كغيرهم من الناس يتمتعون بصفات البشر سائرها.
أولا: ساق الآية مساق الحصر ب «ما وإلا» ، ثم أتبع ذلك بمؤكد آخر وهو «إن» .
ثم جاء باللام، في خبر «إنّ» ، وهذه اللام عملها التوكيد.
وهكذا نجد أن الأسلوب القرآني كثيرا ما يعمد إلى التوكيد، لتقرير المعاني والأفكار المساقة إلى المشركين لعلهم يوقنون.. وقد نوهنا بذلك من قبل.
انتهى المجلد التاسع، ويليه المجلد العاشر
__________
(1) أو متعلّق ب (نذيرا) على أنّه هو الخبر.
(2) في الآية (4) من هذه السورة.
(3) والعامل في الحال الاستقرار العامل في الجارّ.
(4) أو متعلّق بحال من الأنهار.
(5) أو متعلّق بحال من (سعيرا) .
(6) أو متعلّق بحال من (تغيّظا) .
(7) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مبيّن لنوعه أي دعاء الثبور.
(8) أو متعلّق بحال من جزاء- نعت تقدّم على المنعوت-.
(9) يجوز أن يعود على الموصول ما يشاءون.
(10) قيل هي واو المعيّة و (ما) مفعول معه في محلّ نصب.
(11) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة. [.....]
(12) أو تمييز للشرط (من) .
(13) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(14) أو متعلّق بنعت للمفعول المقدّر أي عددا من المرسلين.
(15) أو هو لمجرّد الاستفهام.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 44.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.59 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.42%)]