عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25-06-2022, 10:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,225
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أنواع الشفاعة في الآخرة








النوع السابع: شفاعته صلى الله عليه وسلم في أن يؤذن لأهل الجنة في دخولها[37]، ومن أدلة هذا النوع ما جاء في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعًا))[38].







وفي حديث آخر عنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول: الخازن من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك))[39].







وهذه الشفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن أهل الجنة إذا عبروا الصراط، وقفوا على قنطرة فيقتص بعضهم من بعض، وهذا القصاص غير القصاص الذي يكون في عرصات القيامة، بل هو أخص يطهر الله سبحانه فيه القلوب، ويزيل ما فيها من أحقاد وضغائن، فإذا هُذبوا ونُقوا أُذن لهم في دخول الجنة، ولكنهم إذا أتوا إلى الجنة وجدوها مغلقة لا تفتح لهم الأبواب حتى يشفع لهم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.







النوع الثامن: الشفاعة في أهل الكبائر من هذه الأمة ممن دخل النار فيخرجون منها، ولكن هذا مقيد بأن يكون سالمًا من الشرك والكفر؛ ودليل هذا النوع ما روي عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي))[40]، وروي عنه رضي الله عنه في حديث الشفاعة الطويل، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثم أرجع فأقول: يا رب، ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن، ووجب عليه الخلود، قال النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة))[41]، وروى الإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة))[42]، والأحاديث في هذا كثيرة جدًّا.







قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله: "إن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرت أنها لأهل الكبائر... وأنها لمن قد أدخل النار، من غير أهل النار والذين هم أهلها أهل الخلود فيها، بل لقوم من أهل التوحيد ارتكبوا ذنوبًا وخطايا فأدخلوا النار لتصيبهم سفعًا منها"[43]، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ثبت بالسنة المستفيضة بل المتواترة واتفاق الأمة: أن نبينا صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع، وأنه يشفع في الخلائق يوم القيامة، وأن الناس يستشفعون به، يطلبون منه أن يشفع لهم إلى ربهم، وأنه يشفع لهم، ثم اتفق أهل السنة والجماعة أنه يشفع في أهل الكبائر، وأنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد"[44].







فالشفاعة فضل من الله ومنة على عباده، ولكن عليهم ألَّا يتكلوا فيقعوا في الذنوب والمعاصي، فرب عمل عملته سخط الله عليك به، ولم يرضَ عنك، نسأل الله أن يوفقنا لطاعته ورضاه.







[1] انظر: جامع البيان في تأويل القرآن، لأبي جعفر الطبري (15/ 43).




[2] جامع البيان في تأويل القرآن، لأبي جعفر الطبري (15/ 44).




[3] تفسير ابن كثير (4/ 121)




[4] انظر: جامع البيان في تأويل القرآن، لأبي جعفر الطبري (15/ 45).




[5] انظر: جامع البيان في تأويل القرآن، لأبي جعفر الطبري (15/ 46).




[6] أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، برقم (7510)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، برقم (193).




[7] أخرجه الترمذي، كتاب تفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ومن سورة بني إسرائيل، برقم (3137)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (2639).




[8] أخرجه ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الشفاعة، برقم (4308)، وابن حبان في صحيحه، برقم (6242)، وقال محققه الأرنؤوط: " إسناده صحيح على شرط الصحيح"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (1571).




[9] الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (10/ 309-310).




[10] نقله عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري لابن حجر (11/ 426).




[11] انظر: فتح الباري لابن حجر (11/ 427).




[12] الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (3/ 273).




[13] أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب قول الله: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا [البقرة: 31]، برقم (4476).




[14] تفسير القرآن العظيم، للحافظ ابن كثير (1/ 679).




[15] شرح العقيدة الواسطية، للشيخ محمد خليل هراس (ص:215).




[16] التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، لأبي عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (606-607)، تحقيق ودراسة: الدكتور: الصادق بن محمد بن إبراهيم، مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع، الرياض، ط1، سنة النشر:1425هـ، بتصرف يسير.




[17] شرح الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي، ط دار السلام (ص:132-233).




[18] أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة (ص:75).




[19] القيامة الكبرى، عمر بن سليمان بن عبدالله الأشقر العتيبي (ص:189)، دار النفائس للنشر والتوزيع، الأردن، ط6، سنة النشر: 1415هـ - 1995م.




[20] أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، برقم (7510)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، برقم (193).




[21] شرح النووي على مسلم - (3/ 56).




[22] لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، لشمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (2/ 208)، مؤسسة الخافقين ومكتبتها - دمشق، ط2، سنة النشر: 1402هـ - 1982م.




[23] فتح الباري لابن حجر (11/ 428)، بتصرف يسير.




[24] شرح العقيدة الطحاوية (229)، وانظر: النهاية في الفتن والملاحم، للحافظ ابن كثير (2/ 204)، تحقيق: محمد أحمد عبدالعزيز، دار الجيل، بيروت - لبنان، بدون طبعة، سنة النشر: 1408هـ - 1988م.




[25] انظر: شرح الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي (288)، شعيب الأرنؤوط - عبدالله بن المحسن التركي، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط10، سنة النشر: 1417هـ - 1997م، وتفسير ابن كثير (5/ 104)، والقيامة الكبرى، لعمر بن سليمان بن عبدالله الأشقر العتيبي (ص:189)، دار النفائس للنشر والتوزيع، الأردن، ط6، سنة النشر:1415هـ - 1995م، وغيرها.




[26] انظر: شرح العقيدة الطحاوية (229).




[27] أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر، برقم (920).




[28] أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء عند الوضوء، برقم (6383).




[29] التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، للقرطبي (ص: 608)، وانظر: شرح النووي على مسلم (3/ 36).




[30] انظر: شرح العقيدة الطحاوية (232)، شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية في ضوء الكتاب والسنة، د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (ص:44)، مطبعة سفير، الرياض، توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض.




[31] أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب: يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب، برقم (6542)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، برقم (216).




[32] مباحث العقيدة في سورة الزمر، الدكتور: ناصر بن علي عايض حسن الشيخ (ص: 307)، مكتبة الرشد، الرياض، المملكة العربية السعودية، ط1، سنة النشر: 1415هـ/ 1995م.




[33] انظر: شرح العقيدة الطحاوية (233).




[34] أخرجه البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب، برقم (3885)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه، برقم (210).




[35] التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، للقرطبي (ص:608)، وانظر: شرح الطحاوية، لابن أبي العز (ص:233).




[36] فتح الباري لابن حجر (11/ 431).





[37] مباحث العقيدة في سورة الزمر، ناصر بن علي عايض حسن الشيخ (ص: 308).




[38] أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعًا))، برقم (196).




[39] المصدر السابق نفس الكتاب والباب، برقم (197).




[40] أخرجه أبو داود، كتاب السنة، باب في الشفاعة، برقم (4739)، والترمذي، أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في الشفاعة، برقم (2435)، وأحمد في المسند، برقم (13222)، وقال محققوه: "إسناده صحيح"، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (3714)، وقال رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (1/ 376) وهو حديث صحيح، خلافًا لمن يظن ضعفه من المغرورين بآرائهم، المتبعين لأهوائهم!




[41] أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص: 75]، برقم (7410).




[42] أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، برقم (193).





[43] كتاب التوحيد، للإمام ابن خزيمة (2/ 659)، تحقيق: عبدالعزيز بن إبراهيم الشهوان، مكتبة الرشد - السعودية - الرياض، ط5، سنة النشر: 1414هـ - 1994م.




[44] مجموع الفتاوى (1/ 108).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.78 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.29%)]