عرض مشاركة واحدة
  #256  
قديم 12-08-2022, 06:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,627
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد




تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثالث
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الْبَقَرَة(242)
الحلقة (256)
صــ 508إلى صــ 515



2978 - حدثني المثنى قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا الحسن بن أبي جعفر قال : حدثنا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن [ ص: 508 ] عباس في قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " قال : ليلة القدر .

وقال آخرون : بل معناه : ما أحله الله لكم ورخصه لكم .

ذكر من قال ذلك :

2979 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد عن قتادة : " وابتغوا ما كتب الله لكم " يقول : ما أحله الله لكم .

2980 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر قال : قال قتادة في ذلك : ابتغوا الرخصة التي كتبت لكم .

وقرأ ذلك بعضهم : ( واتبعوا ما كتب الله لكم )

ذكر من قال ذلك :

2981 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أبي رباح قال : قلت لابن عباس : كيف تقرأ هذه الآية : " وابتغوا " أو " اتبعوا " ؟ قال : أيتهما شئت! قال : عليك بالقراءة الأولى .

قال أبو جعفر : والصواب من القول في تأويل ذلك عندي أن يقال : إن الله تعالى ذكره قال : " وابتغوا " - بمعنى : اطلبوا - " ما كتب الله لكم " يعني " الذي قضى الله تعالى لكم .

وإنما يريد الله تعالى ذكره : اطلبوا الذي كتبت لكم في اللوح المحفوظ أنه يباح فيطلق لكم ، وطلب الولد إن طلبه الرجل بجماعه المرأة ، مما كتب الله له [ ص: 509 ] في اللوح المحفوظ ، وكذلك إن طلب ليلة القدر ، فهو مما كتب الله له ، وكذلك إن طلب ما أحل الله وأباحه ، فهو مما كتبه له في اللوح المحفوظ .

وقد يدخل في قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " جميع معاني الخير المطلوبة ، غير أن أشبه المعاني بظاهر الآية قول من قال : معناه وابتغوا ما كتب الله لكم من الولد ، لأنه عقيب قوله : " فالآن باشروهن " بمعنى : جامعوهن ، فلأن يكون قوله : " وابتغوا ما كتب الله لكم " بمعنى : وابتغوا ما كتب الله في مباشرتكم إياهن من الولد والنسل ، أشبه بالآية من غيره من التأويلات التي ليس على صحتها دلالة من ظاهر التنزيل ، ولا خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
القول في تأويل قوله تعالى ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل )

قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : " حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " .

فقال بعضهم : يعني بقوله : " الخيط الأبيض " ، ضوء النهار ، وبقوله : " الخيط الأسود " سواد الليل .

فتأويله على قول قائلي هذه المقالة : وكلوا بالليل في شهر صومكم ، واشربوا ، وباشروا نساءكم مبتغين ما كتب الله لكم من الولد ، من أول الليل إلى أن يقع لكم ضوء النهار بطلوع الفجر من ظلمة الليل وسواده . [ ص: 510 ]

ذكر من قال ذلك :

2982 - حدثني الحسن بن عرفة قال : حدثنا روح بن عبادة قال : حدثنا أشعث عن الحسن في قول الله تعالى ذكره : " حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " قال : الليل من النهار .

2983 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو بن حماد قال : حدثنا أسباط عن السدي : " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " قال : حتى يتبين لكم النهار من الليل ، " ثم أتموا الصيام إلى الليل " .

2984 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة قوله : " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل " فهما علمان وحدان بينان فلا يمنعكم أذان مؤذن مراء ، أو قليل العقل من سحوركم ، فإنهم يؤذنون بهجيع من الليل طويل . وقد يرى بياض ما على السحر يقال له : " الصبح الكاذب " كانت تسميه العرب ، فلا يمنعكم ذلك من سحوركم ، فإن الصبح لا خفاء به : طريقة معترضة في الأفق ، وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الصبح ، فإذا رأيتم ذلك فأمسكوا .

2985 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه عن ابن عباس : " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " يعني الليل من النهار ، فأحل لكم المجامعة والأكل والشرب حتى يتبين لكم الصبح ، فإذا تبين الصبح حرم عليهم [ ص: 511 ] المجامعة والأكل والشرب حتى يتموا الصيام إلى الليل . فأمر بصوم النهار إلى الليل ، وأمر بالإفطار بالليل .

2986 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا أبو بكر بن عياش وقيل له : أرأيت قول الله تعالى : " الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " ؟ قال : إنك لعريض القفا ، قال : هذا ذهاب الليل ومجيء النهار . قيل له : الشعبي عن عدي بن حاتم؟ قال : نعم ، حدثنا حصين .

وعلة من قال هذه المقالة ، وتأول الآية هذا التأويل ما : [ ص: 512 ]

2987 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا حفص بن غياث عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال : قلت يا رسول الله ، قول الله : " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " ؟ قال : هو بياض النهار وسواد الليل . .

2988 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا ابن نمير وعبد الرحيم بن سليمان عن مجالد بن سعيد عن عامر عن عدي بن حاتم قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمني الإسلام ، ونعت لي الصلوات؛ كيف أصلي كل صلاة لوقتها ، ثم قال : إذا جاء رمضان فكل واشرب حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، ثم أتم الصيام إلى الليل . ولم أدر ما هو ، ففعلت خيطين من أبيض وأسود ، فنظرت فيهما عند الفجر ، فرأيتهما سواء . فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله كل شيء أوصيتني قد حفظت ، غير " الخيط الأبيض من الخيط الأسود " ! قال : وما منعك يا ابن حاتم؟ وتبسم كأنه قد علم ما فعلت . قلت : فتلت خيطين من أبيض وأسود فنظرت فيهما من الليل فوجدتهما سواء! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رئي نواجذه ، ثم قال : ألم أقل لك " من الفجر " ؟ إنما هو ضوء النهار وظلمة الليل .

2989 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا مالك بن إسماعيل قال : حدثنا داود وابن علية جميعا ، عن مطرف عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما " الخيط الأبيض من الخيط الأسود " أهما [ ص: 513 ] خيطان أبيض وأسود؟ فقال : وإنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين . ثم قال : لا ولكنه سواد الليل وبياض النهار . .

2990 - حدثني أحمد بن عبد الرحيم البرقي قال : حدثنا ابن أبي مريم قال : حدثنا أبو غسان قال : حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال : نزلت هذه الآية : " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود " فلم ينزل " من الفجر " قال : فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأسود والخيط الأبيض ، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له . فأنزل الله بعد ذلك : " من الفجر " فعلموا إنما يعني بذلك الليل والنهار .

وقال متأولو قول الله تعالى ذكره : " حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " أنه بياض النهار وسواد الليل - : صفة ذلك البياض أن يكون [ ص: 514 ] منتشرا مستفيضا في السماء يملأ بياضه وضوءه الطرق ، فأما الضوء الساطع في السماء ، فإن ذلك غير الذي عناه الله بقوله : " الخيط الأبيض من الخيط الأسود " .

ذكر من قال ذلك :

2991 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال : حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت عمران بن حدير عن أبي مجلز : الضوء الساطع في السماء ليس بالصبح ، ولكن ذاك " الصبح الكاذب " ، إنما الصبح إذا انفضح الأفق .

2992 - حدثني سلم بن جنادة السوائي قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم قال : لم يكونوا يعدون الفجر فجركم هذا ، كانوا يعدون الفجر الذي يملأ البيوت والطرق .

2993 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عثام عن الأعمش عن مسلم : ما كانوا يرون إلا أن الفجر الذي يستفيض في السماء .

2994 - حدثنا الحسن بن عرفة قال : حدثنا روح بن عبادة قال : حدثنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول : هما فجران ، فأما الذي يسطع في السماء فليس يحل ولا يحرم شيئا ، ولكن الفجر الذي يستبين على رءوس الجبال هو الذي يحرم الشراب .

2995 - حدثنا الحسن بن الزبرقان النخعي قال : حدثنا أبو أسامة عن محمد بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ] : الفجر فجران ، فالذي كأنه ذنب السرحان لا يحرم شيئا ، وأما [ ص: 515 ] المستطير الذي يأخذ الأفق ، فإنه يحل الصلاة ويحرم الصوم . .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.44 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.02%)]