الاشتقاق من أسماء النباتات
د. سيد مصطفى أبو طالب
• قال ابن قتيبة في حديث ابن عباس رضي الله عنه: (أنه كان يقول إذا أفاض مَن عنده في الحديث بعد القرآن والتفسير: أَحْمِضُوا)[1].
قوله: أحمضوا، هو من الحَمْض، والحمض: ما مَلُح من النبت[2].
نص ابن قتيبة على أن قوله: أحمضوا مشتق من الحمض وهو النبات المَلِح.
قال الصاحب بن عباد: الحمض: النبات يبقى على القيظ، حمضت الإبل تحمض حموضًا: رعت الحمض، وأحمضت أيضًا، وهي حوامض، وأحمضناها.[3]
وينص   الهروي على أصل المأخذ فيقول: يقال: أحمض القوم إحماضًا: إذا أفاضوا فيما   يؤنسهم من الكلام والأخبار، والأصل فيه الحمض الذي هو فاكهة الإبل، وذلك   أنها ترعى الخلة، فإذا مَلَّتها مشقت من الحمض مَشَقَان، ثم عادت إلى   الخَلَّة...، وكما خاف ابن عباس عليهم الملال، أحب أن يحميهم، فأمرهم   بالأخذ في ملح الحكايات.[4]
وعلى ذلك، فإن الحمض نبات ملح، يشتق منه فيقال: أحمض، وحمض، وحامض، ومحمضة، وحموض..[5]، وبيان ذلك كما يلي:
المشتق
 أحمض.
  توصيفه
 فعل ماض لازم.
  المشتق منه
 الحمض.
  توصيفه
 جنس من النبات.
  دلالة الاشتقاق
 يدل على قبول ومذاق المشتق منه = (الحمض)، لما فيه من التغيير عن المألوف.
  
 
وبيان ذلك كما يلي:
المشتق
 أعذق
  توصيفه
 فعل ماض مزيد بالهمزة التي تفيد النسبة إلى أصل الاشتقاق.
  المشتق منه
 عِذْق بالكسر مفرد العذوق.
  توصيفه
 جنس من الأغصان ذات الشعب، والكبير منه يسمى (الكِباسة)[11]
  دلالة الاشتقاق
 يدل على صيرورة الفاعل كالمشتق منه وهو (العذوق) في الكثرة والوفرة.
  
 
وبيان ذلك كما يلي:
المشتق
 أبقل.
  توصيفه
 فعل ماض لازم.
   المشتق منه
 البقل.
  توصيفه
 نوع من النبات.
  دلالة الاشتقاق
 يدل على اشتمال الفاعل على جنس المشتق منه وهو (البقل)؛ أي: صار الحمض ذا بقل؛ أي: ذا اخضرار وورق كثيف ممتلئ طري.
  
 
[1] الغريين (2 / 495)، والفائق (1 / 320).
[2] غريب ابن قتيبة (2 / 366).
[3] المحيط (حمض) (2 / 450).
[4] الغريبين (2 / 495)، وينظر: الفائق (1 / 320)، والنهاية (1 / 441).
[5] ينظر: إصلاح المنطق (ص311،365)، واللسان (حمض) (2 / 595)، والاشتقاق لعبدالله أمين (ص69).
[6] أسد الغابة (1 / 63).
[7] غريب الخطابي (1 / 278، 279).
[8] التهذيب (عذق) (1 / 212).
[9] الصحاح (عذق) (4 / 1522).
[10] الفائق (2 / 403، 404)، وينظر: النهاية (3 / 199).
[11] القاموس المحيط (عذق) (ص907)، (كبس) (ص569).
[12] العين (بقل) (5 / 169) وما بعدها.
[13] إصلاح المنطق (ص183).
[14] السابق (ص363).
[15]   ديوان الهذليين (1 / 124)، اللسان (بقل) (1 / 477). يقول: لا يبقى،   ومبتقل: يأكل البقل، رباع في سنه: أي: ألقى رباعيته، غرد في صوته؛ أي:   يطرب.
[16] اللسان (بقل) (1 / 477).
[17] إصلاح المنطق (ص365).
[18] السابق (ص367، 382)، وينظر: اللسان (بقل) (1 / 476)، والقاموس (بقل) (967).
[19] ينظر: الاشتقاق لعبدالله أمين (ص60).