عرض مشاركة واحدة
  #483  
قديم 31-08-2022, 08:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,499
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الثالث والعشرون
سورة الصافات
الحلقة (483)
من صــ 92 الى صـ
105




[سورة الصافات (37) : الآيات 161 الى 163]
فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (161) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (162) إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (163)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة و (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير الخطاب في (إنّكم) .
وجملة: «إنّكم ... ما أنتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(162) (ما) نافية عاملة عمل ليس (عليه) متعلّق بفاتنين (فاتنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، ومفعول فاتنين محذوف أي أحدا.
وجملة: «ما أنتم عليه بفاتنين» في محلّ رفع خبر إنّ.
(163) (إلّا) للاستثناء (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء من المفعول المقدّر «1» ، (صال) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضّمة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف مراعاة لقراءة الوصل ...
وجملة: «هو صال الجحيم» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(فاتنين) ، جمع فاتن، اسم فاعل من فتن الثلاثيّ وزنه فاعل.
(صال) ، اسم فاعل من صلي يصلى باب فرح، جاء في الآية على وزن فاع بحذف اللام على الرغم من كونه مضافا.

[سورة الصافات (37) : الآيات 164 الى 166]
وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (منّا) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المقدّر أحد (إلّا) للحصر (له) خبر مقدم للمبتدأ (مقام) ، والضمير في (منّا) يعود إلى الملائكة «2» .
جملة: «ما منا (أحد) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «له مقام ... » في محلّ نصب حال من المبتدأ المقدّر أحد (165- 166) - (الواو) عاطفة (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) المزحلقة للتوكيد.
وجملة: «إنّا لنحن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما منّا ...
وجملة: «نحن الصافّون» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّا لنحن (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على إنّا لنحن..
(الأولى) .
وجملة: «نحن المسبّحون» في محلّ رفع خبر إنّ (الثانية) .
الفوائد
- ضمير الفصل:
ورد في هذه الآية قوله تعالى وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ فالضمير (نحن) يسمى ضمير الفصل، أو العماد، لأنه يقوي معنى الجملة ويؤكدها، ومثله قوله تعالى كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً.
زعم البصريون أنه لا محل له، وإنما هو لمجرد التوكيد فقط، ثم قال أكثرهم:
إنه حرف، فلا إشكال، وقال الخليل: اسم، ونظيره على هذا القول أسماء الأفعال فيمن يراها غير معمولة لشيء، و (أك) الموصولة، وقال الكوفيون: له محل، ثم قال الكسائي: محله بحسب ما بعده، وقال الفراء: بحسب ما قبله، فمحله بين المبتدأ والخبر رفع، وبين معمولي ظن نصب، وبين معمولي كان رفع عند الفراء ونصب عند الكسائي، وبين معمولي إن بالعكس. وسيأتي بحث مفصل عن هذا الضمير فيه شفاء لما في الصدور.

[سورة الصافات (37) : الآيات 167 الى 170]
وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (167) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (170)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (اللام) هي الفارقة.. والضمير في (يقولون) يعود على كفار قريش.
جملة: «كانوا ليقولون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقولون» في محلّ نصب خبر كانوا.
(168) (لو) حرف شرط غير جازم (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم (من الأولين) نعت ل (ذكرا) بحذف مضاف أي من كتب الأولين.
وجملة: « (ثبت) ذكر ... » في محلّ نصب مقول القول.
والمصدر المؤوّل (أنّ عندنا ذكرا ... ) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي ثبت وجود الذكر.
(169) - (اللام) واقعة في جواب لو ...
وجملة: «كنّا عباد ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(170) (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف استقبال.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
فجاءهم فكفروا ...
وجملة: «سوف يعلمون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء وقت حسابهم فسوف يعلمون عاقبة كفرهم.

[سورة الصافات (37) : الآيات 171 الى 179]
وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (173) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175)
أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (176) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (177) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (لعبادنا) متعلّق بحال من كلمتنا أي مقولة لعبادنا.
جملة: «سبقت كلمتنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
(172- 173) (اللام) هي المزحلقة للتوكيد في الموضعين.
وجملة: «إنّهم لهم المنصورون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير للكلمة- وجملة: «هم المنصورون» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّ جندنا لهم الغالبون» لا محلّ لها معطوفة على البيانيّة.
وجملة: «هم الغالبون» في محلّ رفع خبر إنّ (الثانية) .
(174) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (عنهم) متعلّق ب (تولّ) ، (حتّى حين) جارّ ومجرور متعلّق ب (تولّ) .
وجملة: «تولّ عنهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان النصر لجندنا فتولّ عنهم ...
(175) (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة (سوف) حرف استقبال.
وجملة: «أبصرهم ... » معطوفة على جملة تولّ.
وجملة: «سوف يبصرون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تفعل فسوف يبصرون.
(176) (الهمزة) للاستفهام التهديديّ (الفاء) استئنافيّة (بعذابنا) متعلّق ب (يستعجلون) بتضمينه معنى يستهزئون «3» .
وجملة: «يستعجلون» لا محلّ لها استئنافيّة.
(177) (الفاء) عاطفة (بساحتهم) متعلّق ب (نزل) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ (صباح) فاعل مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره صباحهم.
وجملة: «نزل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ساء صباح ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(178- 179) (الواو) عاطفة (تولّ ... يبصرون) مرّ إعرابهما آنفا مفردات «4» وجملا.
الصرف:
(ساحتهم) ، اسم للميدان أو الفسحة الأرضية وزنه فعلة بفتح فسكون.
البلاغة
1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «فإذا نزل بساحتهم» .
في الضمير استعارة مكنية. شبه العذاب بجيش يهجم على قوم وهم في ديارهم بغتة فيحل بها، والنزول تخييل.
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «فساء صباح المنذرين» .
كثيرا ما يسمعون الغارة صباحا لما أنها في الأعم الأغلب تقع فيه، وهو مجاز مرسل، أطلق فيه الزمان، وأريد ما وقع فيه، كما يقال: أيام العرب لوقائعهم.
الفوائد
- حتّى الجارّة:
لحتى وجوه عديدة. ومن أوجهها أنها تأتي حرفا جارا بمنزلة إلى في المعنى والعمل، كما ورد في الآية التي نحن بصددها فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ولكنها تخالفها في ثلاثة أمور:
1- إن لمجرورها شرطين:
آ- أن يكون ظاهرا لا مضمرا.
ب- أن يكون مجرورها شيئا آخر، نحو (أكلت السمكة حتى رأسها) ، أو ملاقيا لآخر جزء نحو (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) .
2- إذا لم يكن معها قرينة تقتضي دخول ما بعدها، كما في قوله:ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتى نعله ألقاها
أو عدم دخوله كما في قوله:
سقى الحيا الأرض حتى أمكن غريت ... لهم فلا زال عنها الخير مجدودا
فقوله (لا زال عنها) هو القرينة المانعة من دخول ما بعد حتى في حكم ما قبلها، ويحكم في مثل ذلك لما بعد إلى بعدم الدخول.
3- إن كلّا منهما قد ينفرد بمحل لا يصلح للآخر.
فمما انفردت به «إلى» أنه يجوز «كتبت إلى زيد وأنا لي عمرو» أي هو غايتي، كما جاء في الحديث «أنابك وإليك» ، وسرت من البصرة إلى الكوفة، ولا يجوز حتى زيد، وحتى عمرو، وحتى الكوفة. وعدم جواز (حتى الكوفة) لضعف حتى في الغاية، فلم يقابلوا بها ابتداء الغاية.
ومما انفردت به حتى أنه يجوز وقوع المضارع المنصوب بعدها، كقوله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ وأن الفعل في تأويل مصدر مجرور بحتى. خلافا للكوفيين الذين يجعلون نصب الفعل بحتى، لأن حتى تختص بالأسماء فلا تعمل في الأفعال.
[سورة الصافات (37) : الآيات 180 الى 182]
سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (182)

الإعراب:
(سبحان ربّك) مثل سبحان الله «5» ، (ربّ) بدل من ربّك مجرور (عمّا يصفون) مرّ إعرابها «6» .
جملة: « (نسبّح) سبحان ربّك» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يصفون..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي- أو الاسميّ-
(181) (الواو) عاطفة (سلام) مبتدأ مرفوع «7» ، (على المرسلين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ سلام.
وجملة: «سلام على المرسلين» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(182) (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور مثله.
وجملة: «الحمد لله ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
انتهت سورة «الصافات» ويليها سورة «ص»
سورة ص
آياتها 88 آية
[سورة ص (38) : آية 1]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)

الإعراب:
(الواو) واو القسم للجرّ (القرآن) مجرور ب (الواو) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (ذي) نعت للقرآن مجرور.
جملة القسم: «أقسم بالقرآن ... » لا محلّ لها ابتدائية.. وجواب القسم محذوف تقديره إنّك لمن المرسلين «8» .
[سورة ص (38) : آية 2]
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (2)

الإعراب:
(بل) للإضراب (في عزّة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الذين ...
جملة: «الذين كفروا في عزّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
[سورة ص (38) : الآيات 3 الى 5]
كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ (5)

الإعراب:
(كم) خبريّة كناية عن كثير في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من قبلهم) متعلّق ب (أهلكنا) ، (من قرن) تمييز، كم (الفاء) عاطفة (نادوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل وهو يعود إلى القرون أو الأمم أو مجموع الأمة (الواو) واو الحال (لات) حرف نفي يعمل عمل ليس، واسمه محذوف تقديره الحين (حين) المذكور خبر لات «9» .
جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نادوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أهلكنا.
وجملة: «لات حين مناص.» في محلّ نصب حال.
(4) (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ (منهم) متعلّق بنعت لمنذر (كذّاب) نعت لساحر مرفوع «10» .
وجملة: «عجبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا..
وجملة: «جاءهم منذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن جاءهم ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عجبوا) ، أي: من أن جاءهم.
وجملة: «قال الكافرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا.
وجملة: «هذا ساحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
(5) - (الهمزة) للاستفهام التّعجبيّ (إلها) مفعول به ثان منصوب (اللام) المزحلقة للتوكيد ...
وجملة: «جعل الآلهة ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «11» .
وجملة: «إنّ هذا لشيء ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «12» .
الصرف:
(3) لات: هي (لا) النافية و (التاء) زائدة كزيادتها في ربّ كقولهم ربّت.
(مناص) ، مصدر ميميّ من ناصه أي فاته وهو من باب قال، أو بمعنى تأخّر أو فرّ أو نجا ... وزنه مفعل، وفيه إعلال أصله منوص- بفتح الواو بعد نون ساكنة- نقلت الفتحة إلى النون وسكّنت الواو، فلما انفتح ما قبل الواو قلبت ألفا.
(5) عجاب: صيغة مبالغة من الثلاثيّ عجب، وزنه فعال بضمّ الفاء.
الفوائد
- لات:
تضاربت أقوال النحاة في حقيقتها. والجمهور على أنها كلمتان: لا النافية، والتاء لتأنيث اللفظة، كما في ثمة وربّت. وإنما وجب تحريكها لالتقاء الساكنين.
ويشهد للجمهور أنه يوقف عليها بالتاء والهاء، وأنها رسمت منفصلة عن الحين،وأن التاء قد تكسر على أصل حركة التقاء الساكنين، ولو كانت فعلا ماضيا- كما زعم بعضهم- لم يكن للكسر وجه. أما عملها، فبعضهم قال: لا تعمل شيئا، وبعضهم قال:
تعمل عمل إن. والذي عليه جمهور النحاة، أنها تعمل عمل ليس. ويأتي اسمها محذوفا ولا يذكر إلا الخبر، كما في الآية وَلاتَ حِينَ مَناصٍ والتقدير (ولات الحين حين مناص) ، واختلف في معمولها، فنص الفراء على أنها لا تعمل إلا في لفظة الحين، وهو ظاهر قول سيبويه، وذهب الفارسي وجماعة إلى أنها تعمل في الحين وفيما رادفه، قال الزمخشري: زيدت التاء على (لا) وخصت بنفي الأحيان.
فائدة:
قرئ (ولات حين مناص) بخفض الحين، فزعم الفراء أن لات تستعمل حرفا جارا لأسماء الزمان خاصة، كما أن مذ ومنذ كذلك، وأنشد لأبي زيد الطائي:
طلبوا صلحنا ولات أوان ... فأجبنا أن لات حين بقاء
وقد ردّ الزمخشري على هذا الزعم قائلا:
إن الأصل (حين مناصهم) ثم نزل قطع المضاف إليه من مناص منزلة قطعة من حين، لاتحاد المضاف والمضاف إليه، وجعل التنوين عوضا عن المضاف إليه، ثم بنى الحين لإضافته إلى غير متمكن. وأردف ابن هشام قائلا: والأولى أن يقال: إن التنزيل المذكور اقتضى بناء الحين ابتداء، وإن المناص معرب، وإن كان قد قطع عن الإضافة بالحقيقة، لكنه ليس بزمان، فهو ككل وبعض.
- تعنّت واستكبار:
أورد المفسرون قصة تاريخية بين كفار قريش ومحمد (صلّى الله عليه وسلم) سببا لنزول هذه الآية، وهي قصة طريفة، تدلك من خلالها على مبلغ العناد الذي وصلت إليه قريش، ومدى الإصرار على الباطل ومجافاة الحق. تقول القصة:
لما أسلم عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- شق ذلك على قريش، وفرح بذلك المؤمنون فرحا عظيما، فقال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش، وهم الصناديد والأشراف، وكانوا خمسة وعشرين رجلا، أكبرهم سنا الوليد بن المغيرة: امشوا إلى أبي طالب، فأتوه وقالوا له: أنت شيخنا وكبيرنا، وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنما أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك، فأرسل إليه أبو طالب، فدعا به، فلما أتى النبي (صلّى الله عليه وسلم) قال له: يا ابن أخي، هؤلاء قومك، يسألونك السواء، فلا تمل كل الميل على قومك، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) وماذا يسألونني؟ قالوا: ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) : أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم؟ فقال أبو جهل: لله أبوك، لنعطيكها وعشرا أمثالها، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) : قالوا: لا إله إلا الله، فنفروا من ذلك وقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب.
__________
(1) يجوز أن يكون الاستثناء مفرّغا و (من) مفعول به لاسم الفاعل فاتنين.
(2) وقيل يعود على النبيّ والمؤمنين.
(3) أو متعلّق بمحذوف تقديره يستهزئون، وجملة يستعجلون حال من الفاعل.
(4) في الآية (174- 175) السابقة.
(5، 6) في الآية (159) من السورة. [.....]
(7) بدئ بالنكرة لأن اللفظ دالّ على عموم، فهو مدح أو دعاء.
(8) لأن نظيره: يس والقرآن الحكيم، إنّك لمن المرسلين، وثمّة أقوال كثيرة أخرى للمفسرين في تقدير الجواب. وما ذكرناه أوضحها.
(9) جاء في حاشية الجمل: «أبو عبيدة، قال الوقف على (لا) ، و (التاء) متصلة بحين فيقول قمت تحين قمت، وتحين كان كذا فعلت كذا.. وقال رأيتها في الإمام كذا لا تحين، متّصلة. والمصاحف إنّما هي لات حين، وحمل العامّة ما رآه على أنّه ممّا شذ عن الخط كنظائر له مرّت ... » اه-.
(10) أو خبر ثان مرفوع للمبتدأ هذا.
(11، 12) أو هي استئناف بيانيّ ... أو تعليليّة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.68 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.78%)]