كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الرابع والعشرون
سورة غافر
الحلقة (495)
من صــ 247 الى صـ 259
[سورة غافر (40) : الآيات 36 الى 37]
وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (36) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ (37)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لي) متعلّق ب (ابن) ، (أسباب) بدل من الأسباب الأول منصوب (الفاء) فاء السببيّة (أطلع) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد (الفاء) ، (إلى إله) متعلّق ب (أطلع) ..
والمصدر المؤوّل (أن أطّلع ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر منتزع من الأمر المتقدّم أي ليكن منك بناء فاطّلاع منّي.
(37) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد، (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله زيّن (لفرعون) متعلّق ب (زيّن) ، (عن السبيل) متعلّق ب (صدّ) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (في تباب) خبر المبتدأ كيد ...
جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه.. في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ابن ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «لعلّي أبلغ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أبلغ الأسباب ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
وجملة: «أطّلع ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «إنّي لأظنّه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «أظنّه كاذبا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «زيّن ... سوء عمله» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «صدّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن.
وجملة: «ما كيد فرعون إلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن «1» .
الصرف:
(تباب) مصدر سماعيّ لفعل تبّ باب نصر، وزنه فعال بفتح الفاء، وللفعل مصدر أخرى هي تبّ زنة فعل بفتح فسكون وتبب بفتحتين وتبيب زنة فعيل وكلّها بمعنى الهلاك والخسران.
[سورة غافر (40) : الآيات 38 الى 44]
وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ (38) يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ (40) وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42)
لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (44)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (يا قوم) مرّ إعرابها «2» و (النون) في (اتّبعون) نون الوقاية (أهدكم) مضارع مجزوم جواب الطلب (سبيل) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «قال الذي....» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اتّبعون....» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أهدكم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة ب (الفاء) أي: إن تتّبعوني أهدكم ...
(39) (إنّما) كافّة ومكفوفة (الحياة) بدل من اسم الإشارة المبتدأ- أو عطف بيان عليه- مرفوع (هي) ضمير فصل «3» وجملة: النداء: «يا قوم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «هذه الحياة ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّ الآخرة.. دار القرار» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
(40) (من) اسم شرط جازم مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية، ونائب الفاعل في (يجزى) ضمير يعود على من (إلّا) للحصر (مثلها) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (من عمل صالحا) مثل من عمل سيّئة (من ذكر) متعلّق بحال من فاعل عمل (الواو) حالية (الفاء) رابطة لجواب الشرط (فيها) متعلّق ب (يرزقون) «4» ، (بغير) متعلّق بحال من نائب الفاعل «5» .
وجملة: «من عمل ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «عمل سيّئة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «6» .
وجملة: «لا يجزى ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «من عمل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة (من عمل) الأولى.
وجملة: «هو مؤمن ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «أولئك يدخلون ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: «يدخلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
وجملة: «يرزقون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يدخلون.
(41) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لي) متعلّق بخبر المبتدأ (إلى النجاة) متعلّق ب (أدعو) (إلى النار) متعلّق ب (تدعونني) .
وجملة: «يا قوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يا قوم السابقة.
وجملة: «مالي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أدعوكم ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لي) .
وجملة: «تدعونني ... » في محلّ نصب حال من مقدّر أي وما لكم تدعونني والجملة المقدّرة معطوفة على جملة مالي ...
(اللام) لام التعليل (أكفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بالله) متعلّق ب (أكفر) ، (أشرك) مضارع منصوب معطوف على (أكفر) ، (به) متعلّق ب (أشرك) ، (ما) اسم موصول «7» في محلّ نصب مفعول به (لي) متعلّق بخبر ليس (به) متعلّق ب (علم) وهو اسم ليس مؤخّر (الواو) عاطفة (إلى العزيز) متعلّق ب (أدعوكم) .
والمصدر المؤوّل (أن أكفر ... ) في محلّ جرّ ب (اللام) متعلّق ب (تدعونني) .
وجملة: «تدعونني (الثانية) » في محلّ نصب بدل من جملة تدعونني (الأولى) .
وجملة: «أكفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «أشرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكفر.
وجملة: «ليس لي به علم..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «أنا أدعوكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تدعونني «8» .
وجملة: «أدعوكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) .
(43) (لا) نافية للجنس (جرم) اسم مبني على الفتح في محلّ نصب اسم لا «9» ، (ما) موصول في محلّ نصب اسم أنّ «10» ، و (النون) الثانية في (تدعونني) نون الوقاية (إليه) متعلّق ب (تدعونني) ، (له) متعلّق بخبر ليس (دعوة) اسم ليس مؤخّر مرفوع (في الدنيا) متعلّق بدعوة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في الآخرة) متعلّق بما تعلّق به (في الدنيا) فهو معطوف عليه (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق بخبر أنّ.. (هم) ضمير فصل «11» .
والمصدر المؤوّل (أنّما تدعونني..) في محلّ جرّ ب (في) المحذوف متعلّق بمحذوف خبر لا «12» .
والمصدر المؤوّل (أنّ مردنا إلى الله) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «لا جرم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «تدعونني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «ليس له دعوة ... في محلّ رفع خبر أنّ.»
(44) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (السين) حرف استقبال (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «13» (لكم) متعلّق ب (أقول) ، (الواو) عاطفة (إلى الله) متعلّق ب (أفوّض) ، (بالعباد) متعلّق ببصير.
وجملة: «ستذكرون ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا عاينتم العذاب يوم القيامة فستذكرون ما أقول ...
وجملة: «أقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف.
وجملة: «أفوض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ستذكرون.
وجملة: «إنّ الله بصير ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(38) أهدكم: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله أهديكم، وزنه أفعكم.
(41) النجاة: مصدر سماعيّ لفعل نجا باب نصر، وزنه فعلة بفتح الفاء واللام والعين ساكنة، وفيه إعلال بالقلب أصله نجوة بفتح الواو، نقلت حركة الواو إلى الجيم- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا، مفتوح ما قبلها، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي نجاء بقلب الواو همزة زنة فعال لفتح الفاء، ونجو زنة فعل بفتح فسكون، ونجاية.
البلاغة
التكرير: في نداء قومه بقوله «يا قَوْمِ» .
كرر نداءهم إيقاظا لهم عن سنة الغفلة، واهتماما بالمنادي له، ومبالغة في توبيخهم على ما يقابلون به دعوته، وترك العطف في النداء الثاني وهو «يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا» لأنه تفسير لما أجمل في النداء قبله من الهداية إلى سبيل الرشاد فإنها التحذير من الإخلاد إلى الدنيا والترغيب في إيثار الآخرة على الأولى.
[سورة غافر (40) : الآيات 45 الى 46]
فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (46)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (ما) حرف مصدريّ «14» ، (بآل) متعلّق ب (حاق) ..
والمصدر المؤوّل (ما مكروا..) في محل جرّ مضاف إليه.
جملة: «وقاه الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «مكروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «حاق ... سوء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقاه الله.
(46) (النار) مبتدأ مرفوع «15» ، والواو في (يعرضون) نائب الفاعل (عليها) متعلّق ب (يعرضون) ، (غدوا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يعرضون) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل مقدّر تقديره يقول الله ... (أشدّ) مفعول به ثان منصوب بتضمين أدخلوا معنى أذيقوا..
وجملة: «النار يعرضون عليها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «16» .
وجملة: «يعرضون ... » في محلّ رفع جرّ المبتدأ النار.
وجملة: «تقوم الساعة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أدخلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله للملائكة أدخلوا ...
[سورة غافر (40) : آية 47]
وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ (47)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «17» ، (في النار) متعلّق بحال من فاعل (يتحاجوّن) ، (الفاء) عاطفة (للذين) متعلّق ب (يقول) ، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (لكم) متعلّق ب (تبعا) (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام (عنّا) متعلّق ب (مغنون) ، (نصيبا) مفعول به لاسم الفاعل مغنون بتضمينه معنى حاملون «18» ، (من النار) متعلّق بنعت ل (نصيبا) .
جملة: « (اذكر) إذ يتحاجّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتحاجّون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يقول الضعفاء» في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتحاجّون.
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا لكم تبعا» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «هل أنتم مغنون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّا كنّا..
[سورة غافر (40) : آية 48]
قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (48)
الإعراب:
(كلّ) مبتدأ مرفوع «19» ، (فيها) متعلّق بخبر المبتدأ كلّ (قد) حرف تحقيق (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (حكم) .
جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إنّا كلّ فيها ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كلّ فيها ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّ الله قد حكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «قد حكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الفوائد
- مسألة وخلاف:
شجر خلاف بين النحويين في إعراب (كلا) في من قرأ (إنا كلّا فيها) مع أن القراءة المشهورة هي الرفع. أما قراءة الرفع فلا إشكال فيها، فقال الأخفش: كلّ:
مرفوع بالابتداء. وأجاز الكسائي والفراء (إنا كلا فيها) بالنصب على النعت والتأكيد للضمير في (إنا) . وكذلك قرأ ابن السميقع وعيسى بن عمر. والكوفيون يسمون التأكيد نعتا، ومنع ذلك سيبويه، قال: لأن كلّا لا تنعت ولا ينعت بها، ولا يجوز البدل فيه لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره. وقال معناه المبرد، قال: لا يجوز أن يبدل من المضمر هنا لأنه مخاطب، ولا يبدل من المخاطب ولا من المخاطب لأنهما لا يشكلان فيبدل منهما.
وأجاز الفراء والزمخشري أن تقطع «كل» المؤكد بها عن الإضافة لفظا، تمسكا بقراءة بعضهم (إنا كلا فيها) . وخرجها ابن مالك على أن «كلا» حال من ضمير الظرف، وفيه ضعف من وجهين: تقديم الحال على عامله الظرف، وقطع «كل» عن الإضافة لفظا وتقديرا لتصير نكرة فيصبح حالا، والأجود أن تقدر «كلا» بدلا من اسم إنّ، وإنما جاز إبدال الظاهر من ضمير الحاضر، بدل كل، لأنه مفيد للإحاطة، مثل: «قمت ثلاثتكم» ، وبدل الكل لا يحتاج إلى ضمير، ويجوز ل (كل) أن تلي العوامل إذا لم تتصل بالضمير نحو (جاءني كل القوم) فيجوز مجيئها بدلا، بخلاف «جاءني كلهم» فلا يجوز إلا في الضرورة، فهذا أحسن ما قيل في هذه القراءة.
[سورة غافر (40) : آية 49]
وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ (49)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة- أو عاطفة (في النار) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (لخزنة) متعلّق ب (قال) ، (يخفّف) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هو (عنّا) متعلّق ب (يخفّف) منصوب (من العذاب) متعلّق ب (يخفّف) «20» ومفعوله محذوف أي شيئا.
جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة «21» .
وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يخفّف ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعوا ربّكم يخفّف ...
البلاغة
وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ» .
وضع جهنم موضع الضمير، للتهويل والتفظيع، أو لبيان محلهم فيها، بأن تكون جهنم أبعد دركات النار، وفيها الكفرة، أو لكون الملائكة الموكلين بعذاب أهلها أقدر على الشفاعة، لمزيد قربهم من الله تعالى.
[سورة غافر (40) : آية 50]
قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (50)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الواو) عاطفة (تك) مضارع مجزوم ناقص وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره هم يعود على رسلكم، وفيه تنازع، و (رسلكم) فاعل تأتيكم مرفوع (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلكم (بلى) حرف جواب، والمجاب عنه محذوف، أي: أتونا فكذّبناهم (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) استئنافيّة (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ دعاء.
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لم تك تأتيكم ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي أتركتكم رسلكم ولم تك تأتيكم ...
وجملة: «تأتيكم رسلكم ... » في محلّ نصب خبر تك.
وجملة: «قالوا ... (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بلى والمجاب عنه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قالوا (الثالثة) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ادعوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الدعاء فدعوا ... وجملة الشرط وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ما دعاء الكافرين إلّا في ضلال» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
[سورة غافر (40) : الآيات 51 الى 52]
إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (51) يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)
الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (الواو) عاطفة في الموضعين (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على رسلنا (في الحياة) متعلّق ب (ننصر) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه المذكور أي وننصرهم يوم يقوم..
جملة: «إنّا لننصر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ننصر ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يقوم الأشهاد» في محلّ جرّ مضاف إليه.
(52) (يوم) بدل من يوم السابق منصوب (لا) نافية (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (اللعنة) ومثله (لهم) الثاني..
وجملة: «لا ينفع.. معذرتهم» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لهم اللعنة ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا ينفع..
وجملة: «لهم سوء ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لهم اللعنة.
__________
(1) أو هي استئنافيّة أخرى.
(2) في الآية (29) من هذه السورة.
(3) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره دار، والجملة الاسميّة خبر إنّ.
(4) أو متعلّق بحال من نائب الفاعل.
(5) أو بحال من المفعول المقدّر.
(6) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا في الشرطين المتعاطفين. [.....]
(7) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، والجملة بعدها نعت لها.
(8) يجوز أن تكون الجملة حالا من مفعول تدعونني.
(9) انظر مزيد إيضاح وتفصيل في تخريجات (لا جرم) في الآية (22) من سورة هود وفي الآية (23) من سورة النحل.
(10) رسمت (أنّما) في المصحف موصولة، وحقّها أن تكون مفصولة.
(11) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره أصحاب.. والجملة الاسميّة خبر أنّ.
(12) وفي التخريجات الأخرى هو فاعل ل (جرم) على زيادة لا أو فاعل (لا جرم) - كلمة واحدة- بمعنى حقّ.
(13) أو حرف مصدري.. والمصدر المؤوّل في محلّ نصب ولا حذف للعائد.
(14) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف.
(15) أو بدل من سوء العذاب، والجملة بعده حال، أو هو خبر لمبتدأ محذوف والجملة بعده حال أيضا.
(16) أو هي بدل من سوء العذاب في محلّ رفع.
(17) أجاز أبو البقاء أن يكون معطوفا على الظرف (غدوا) متعلّق بما تعلّق به ...
(18) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر نعت له عامله مغنون أي مغنون عنّا غناء نصيبا من النار، ذكره أبو البقاء.
(19) دلّ على عموم وهو على نيّة الإضافة أي كلّ فريق منّا، والتنوين فيه عوض من هذا المحذوف ...
(20) يجوز أن يكون الجارّ نعتا للمفعول المحذوف و (من) تبعيضيّة. [.....]
(21) أو معطوفة على جملة قال الذين في السابقة.
(22) يحتمل أن تكون من كلام الله تعالى لنبيّه، ويحتمل أن تكون من كلام الخزنة.