الموضوع: لحظة غروب
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-09-2022, 05:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,050
الدولة : Egypt
افتراضي لحظة غروب

لحظة غروب
سعد مردف


إيهِ يا شمسُ اغرُبِي
ودَّعْت وجهَكْ
كيفَ لي أرنُو إلى ليلٍ أتى يختالُ بعدَك؟
ما حياةُ الكونِ؟
ما معنَى الأمانِي؟
ما الذِي تحمِلُ تلكَ الظلماتْ..
غيرَ بومٍ يحتسي الحُلْكةَ
أو يقتاتُ خوفِي
بعد أنْ فارقتُ أمنَكْ.
ما الذي يبقَى بعينيَّ اللتينْ
كانتا تكتحلانْ
كلما طالعتُ صبحَكْ..؟
مذ غَرُبتِ احتارتَا:
ما تفعلانْ؟
أيُّ وجهٍ يصنعُ النُّورَ، ويجلُو
هذه الأكوانَ، يُحْيِي
نُضرَةَ الإحساسِ
غيرَكْ..؟؟
صارِحِيني: كيف يا شمسُ اعتراك
موعدٌ كيْ تأفُلِي
تركبِي ظهرَ الغُروبْ؟؟
كيف يا شمسُ امتثلتِ
للمغيبْ؟
هلْ نسيتِ السَّفْحَ خلفَكْ؟؟
هل أنِسْتِ الليلَ حتى غابَ عنكِ الإفتكارْ؟
واختفَيتِ...
وانتهيتِ...
يا ابنة الإصباحِ
يا أختَ النهارْ؟؟
كيف لي أن أنثرَ الأشواقَ في تلكَ المُروجْ
وأغنِّي لحنَك المكتومْ
أو ألثمَ ثغرك؟
كيفَ لي أن أكسُوَ الآمالَ بالبشرِ
وأسقي زهرةَ الأحلامِ
بالأفراحِ
بالبسْمَاتِ
مثلَكْ؟
أنا مقرورٌ، وساعاتي حيارَى
تمضغ الشوق وتهمي
من معاناتي أُسَارَى
في الأصيلْ
تسألُ الآفاقَ عهدكْ
يا غداة الأفق ودَّتْ
لو تلاشت أو تردَّك
آذنينِي بالمغيبْ
وارحلِي منْ جانبِ السفحِ، وعودِي
كيفما شئتِ.
وما أزمَعتِ هجرَك
لا تظنِّي أنني وحدي سأبقَى

هَهُنا..
إنني لَمْلَمْتُ أشتاتِي، وبعضِي
لا تَغُذِّي السيرَ إنِّي
قادِمٌ..
قد جئتُ خلفَكْ؟

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.04 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.77%)]