عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 20-09-2022, 02:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,200
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله



تفسير "محاسن التأويل"

محمد جمال الدين القاسمي
سُورَةُ النِّسَاءِ
المجلد الخامس
صـ 1645 الى صـ 1652
الحلقة (267)




[ ص: 1645 ] 51 - فأجاب يسوع وقال: قفوا لا تزيدوا، ثم لمس أذنه فأبرأه.

52 - ثم قال يسوع للذين جاؤوا إليه من رؤساء الكهنة وولاة الهيكل والشيوخ: كأنما خرجتم إلى لص بسيوف وعصي.

53 - إني كل يوم كنت معكم في الهيكل ولم تمدوا علي أيديكم، ولكن هذه ساعتكم وهذا سلطان الظلمة.

حينئذ تركه تلاميذه وهربوا.

54 - فارتموا على يسوع فقبضوا عليه وقادوه إلى بيت رئيس الكهنة.

وكان الكتبة والرؤساء مجتمعين، وهناك أعطى يهوذا الحواري الثلاثين درهما التي أخذها رشوة على تسليمالمسيح .

وكان بطرس يتبعه من بعيد...

54 – فجلس داخلا مع الخدام لينظر الغاية. 55 - وأضرموا نارا في وسط الدار وجلسوا حولها فجلس بطرس بينهم.

56 - فرأته جارية جالسا عند الضوء فتفرست فيه ثم قالت: إن هذا أيضا كان معه.

[ ص: 1646 ] 57 - فكفر أمام الجميع وأنكره قائلا: إني لست أعرفه.

58 - وبعد قليل رآه آخر فقال: أنت أيضا منهم، فأخذ بطرس يحلف: لا أعرف هذا الرجل ولست منهم.

59 - وبعد نحو ساعة أكد عليه آخر قائلا: في الحقيقة هذا أيضا كان معه فإنه جليلي.

60 - فقال بطرس: يا رجل لا أدري ما تقول.

قال مفسروهم: إن خطأ بطرس هذا كان ثقيلا: لأن المسيح قال: من ينكرني أمام الناس أنكره أمام أبي الذي في السماوات.

60 - وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك.

61 - فالتفت يسوع ونظر إلى بطرس فتذكر كلامه إذ قال: إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات.

62 - فخرج بطرس وبكى بكاء مرا.

63 - وكان الرجال الذين قبضوا عليه يهزءون به ويضربونه.

[ ص: 1647 ] 64 - وغطوه وطفقوا يلطمونه ويسألونه قائلين: تنبأ من الذي ضربك.

65 - وأشياء أخر كانوا يقولونها عليه مجدفين.

66 - ولما كان النهار اجتمع شيوخ الشعب ورؤساء الكهنة عليه ليميتوه، وأحضروه إلى محفلهم.

67 - وقالوا: إن كنت أنت المسيح فقل لنا، فقال لهم: إن قلت لكم لا تؤمنون.

68 - وإن سألتكم لا تجيبوني ولا تطلقوني.

69 - ولكن - من الآن - يكون ابن البشر جالسا عن يمين قدرة الله.

70 - فقال الجميع: أفأنت ابن الله، فقال لهم: أنتم تقولون إني أنا هو.

71 – فقالوا: ما حاجتنا إلى شهادة إنا قد سمعنا من فمه.

فأوثقوه، وأما يهوذا الأسخريوطي الدافع لما رأى يسوع قد دين ندم ومضى، فأعاد الثلاثين الفضة إلى رؤساء الكهنة قائلا: لقد أخطأت بتسليمي دما زكيا، فقالوا له: ما علينا أنت أخبره، فطرح الفضة في الهيكل وذهب فخنق نفسه، وأما رؤساء الكهنة فأخذوا الفضة وقالوا: لا يحل لنا أن نضعها في بيت التقدمة؛ لأنها ثمن دم.

[ ص: 1648 ] 1 - ثم ذهب جميع جمهورهم ومضوا بيسوع إلى بيلاطس.

2 - وطفقوا يشكونه قائلين: إنا وجدنا هذا يفسد أمتنا ويمنع من أداء الجزية لقيصر، ويدعي أنه هو المسيح الملك.

3 - فسأله بيلاطس قائلا: هل أنت ملك اليهود؟ فأجابه قائلا: أنت قلت.

4 - فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة وللجموع: إني لم أجد على هذا الرجل علة.

5 - فلجوا وقالوا: إنه يهيج الشعب؛ إذ يعلم في اليهودية كلها مبتدئا من الجليل إلى ههنا.

6 - فلما سمع بيلاطس ذكر الجليل سأل: هل الرجل جليلي.

7 - ولما علم أنه من إيالة هيرودس أرسله إلى هيرودس وكان في تلك الأيام في أورشليم.

8 - فلما رأى هيرؤدس يسوع فرح جدا؛ لأنه من زمان طويل كان يشتهي أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة، ويرجو أن يعاين آية يصنعها.

[ ص: 1649 ] 9 - فسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء.

10 - وكان رؤساء الكهنة والكتبة واقفين يشكونه بلجاجة.

11 - فازدراه هيرودس مع جنوده وهزأ به وألبسه ثوبا لامعا ورده إلى بيلاطس.

12 - وتصادق هيرودس وبيلاطس في ذلك اليوم، وقد كانا من قبل متعاديين.

13 - فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب.

14 - وقال لهم: قد قدمتم إلي هذا الرجل كأنه يفتن الشعب، وها أنا قد فحصته أمامكم فلم أجد على هذا الرجل علة مما تشكونه به.

15 - ولا هيرودس أيضا؛ لأني أرسلتكم إليه وهو ذا لم يصنع به شيء من حكم الموت.

16 - فأنا أؤدبه وأطلقه.

17 - وكان لا بد له أن يطلق لهم في كل عيد رجلا.

[ ص: 1650 ] 18 - فصاحوا كلهم جملة قائلين: ارفع هذا وأطلق لنا برأبا.

19 - كان ذاك قد ألقي في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل.

20 - فناداهم بيلاطس مرة أخرى وهو يريد أن يطلق يسوع.

21 - فصرخوا قائلين: اصلبه، اصلبه.

22 - فقال لهم مرة ثالثة: وأي شر صنع هذا؟ إني لم أجد عليه علة للموت فأنا أؤدبه وأطلقه.

23 - فألحوا عليه بأصوات عالية طالبين أن يصلب واشتدت أصواتهم.

24 - فحكم بيلاطس أن يجرى مطلبهم.

25 - فأطلق لهم الذي طلبوه ذاك الذي ألقي في السجن لأجل فتنة، وجلد يسوع بالسياط وأسلمه ليصلب.

قال مفسروهم: ولذا يظهر أن اللصين اللذين صلبا معه جلدا أيضا، والجلادون كانوا ستين نفرا، وأرشاهم اليهود ليميتوه بالجلد؛ خشية أن يطلقه بيلاطس، ونزعوا ثيابه وألبسوه لباسا [ ص: 1651 ] قرمزيا وضفروا إكليلا من شوك العوسج ووضعوه على رأسه، وأنشبوا في رأسه عنفا أشواكه الحادة، ومن هنا أخذت الكنيسة العادة على إبقاء إكليلا من شعر في رأس الكهنة؛ تذكارا لإكليل المسيح الشوكي، ثم جثوا على ركبهم مستهزئين به وقائلين: السلام يا ملك اليهود، وتناولوا قصبة يضربون بها رأسه، ولما هزءوا به نزعوا ذلك اللباس وألبسوه ثيابه واستاقوه ليصلب، وكان يتقدمه مبوق يدعو الشعب إلى هذا المنظر بحسب عادة اليهود، وخشبة الصلب على منكبيه.

32 - وانطلق معه بآخرين مجرمين ليقتلا.

ولما بلغوا إلى المكان المسمى الجمجمة صلبوه هناك هو والمجرمين، أحدهما عن اليمين والآخر عن اليسار.....

وناولوه خلا مخلوطا بمرارة أو خمرا ممزوجا بعلقم بعد أن طلب الماء، فذاقه ولم يشرب.

ولما صلبوه بالمسامير وبالحبال معها، وكانت المسامير في راحة اليدين والرجلين - ضربوا جنبه بالحربة فنفذت من صدره، وفي الصليب محل يسند إليه رجليه، واقتسموا ثيابه بالقرعة وهي ثلاثة: القميص والرداء والجبة، ولم يكن يلبس السروال كعادة تلك البلاد، وجلسوا هناك يحرسونه؛ لئلا يسرقه أحد.

وكان الشعب واقفين ينظرون، والرؤساء يسخرون منه معهم قائلين: قد خلص آخرين فليخلص نفسه إن كان هو مسيح الله المختار.

[ ص: 1652 ] 36 - وكان الجند أيضا يهزءون به.

37 - وقائلين: إن كنت أنت ملك اليهود فخلص نفسك.

38 - وكان عنوان فوقه مكتوبا بالحروف اليونانية واللاتينية والعبرانية: هذا هو ملك اليهود.

44 – ولما كان نحو الساعة السادسة حدثت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة.

45 - وأظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه.

46 - ونادى يسوع بصوت عظيم قائلا: إيل إيل لم شبقتني؟ أي: إلهي إلهي لماذا تركتني؟ فكان أناس من القائمين يقولون: دعوا ننظر هل يأتي إيليا فيخلصه، ثم صرخ أيضا بصوت عال وأسلم الروح.

47 - فلما رأى قائد المئة ما حدث مجد الله قائلا: في الحقيقة كان هذا الرجل صديقا.

48 - وكل الجموع الذين كانوا مجتمعين على هذا المنظر، لما عاينوا ما حدث - رجعوا وهم يقرعون صدورهم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 38.70 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.60%)]