كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء الخامس والعشرون
سورة الدخان
الحلقة (510)
من صــ 123 الى صـ 137
[سورة الدخان (44) : الآيات 17 الى 22]
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21)
فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (فتنا) ، الواو (عاطفة) - أو حالية-.
جملة: «قد فتنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها.
وجملة: «جاءهم رسول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «1» 18- (أن) تفسيريّة لتقدّم ما فيه معنى القول عليها «2» ، (إليّ) متعلّق ب (أدّوا) ، (عباد) منادى منصوب حذف منه أداة النداء ومفعول (أدّوا) محذوف (لكم) متعلّق بحال من رسول.
وجملة: «أدّوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «النداء وجوابه المقدّر» لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «إنّي لكم رسول ... » لا محلّ لها تعليل للأمر المتقدّم- أو استئناف بيانيّ.
19- (الواو) عاطفة (أن) مثل الأولى بكلّ حالاتها (لا) ناهية (على الله) متعلّق ب (تعلوا) ، (آتيكم) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء «3» ، (بسلطان) متعلّق ب (آتيكم) «4» .
وجملة: «لا تعلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: «إنّي آتيكم ... » لا محلّ لها تعليل للنهي المتقدّم- أو استئناف بيانيّ.
20- (الواو) استئنافيّة (بربّي) متعلّق ب (عذت) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب، والنون في (ترجمون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية..
والمصدر المؤوّل (أن ترجمون) في محلّ حرف جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عذت) أي من أن ترجموني.
وجملة: «إنّي عذت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عذت ... » خبر إنّ.
وجملة: «ترجمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) 21- (الواو) عاطفة (لم) للنفي فقط (تؤمنوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون، و (الواو) فاعل (لي) متعلّق ب (تؤمنوا) بتضمينه معنى تقرّوا (الفاء) رابطة لجواب الشرط، و (النون) في (اعتزلون) للوقاية وجملة: «إن لم تؤمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي عذت وجملة: «اعتزلون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
22- (الفاء عاطفة) وجملة: «دعا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فلم يتركوه فدعا ربه والمصدر المؤوّل (أنّ هؤلاء قوم..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (دعا) أي: دعا ربّه بأنّ هؤلاء قوم.. و (الباء) للتعدية.
الصرف:
(18) أدّوا: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع، فمضارعه المسند إلى واو الجماعة هم يؤدّون، أصله يؤديون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الدال- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يؤدّون، فلمّا انتقل إلى الأمر بقي الإعلال، ووزن أدّوا أفعوا.
(19) تعلوا: فيه إعلال بالحذف أصله تعلووا- بواوين- فلمّا التقى ساكنان حذفت واو الفعل حرف العلّة وأصبح تعلوا، وزنه تفعوا..
(آتيكم) ، اسم فاعل من الثلاثيّ أتى، فهو على وزن فاعل، ولمّا اجتمعت همزة أتى مع ألف فاعل أدغمتا ووضع فوقهما مدّة.. وفيه إعلال بالتسكين، والأصل فيه آتيكم بضمّ الياء..
هذا ويجوز أن يكون اللفظ مضارعا للثلاثيّ أتى، فلمّا دخلت همزة المضارعة، والهمزة الثانية ساكنة، أدغمتا ووضع فوقهما المدّة، والأصل أأتى بفتح فسكون.
[سورة الدخان (44) : الآيات 23 الى 24]
فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعبادي) متعلّق ب (أسر) ، (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أسر) ، وجاء الظرف للتوكيد..
جملة: «أسر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت النجاة فأسر.. وجملة الشرط في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قال الله تعالى لموسى..
وجملة: «إنّكم متّبعون» لا محلّ لها تعليليّة.
24- (الواو) عاطفة (رهوا) مصدر في موضع الحال من البحر «5» ..
وجملة: «اترك ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة أسر ...
وجملة: «إنّهم جند ... » لا محلّ لها تعليليّة
الصرف:
(رهوا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ رها يرهو بمعنى سكن أو انفرج، واستعمل في الآية في موضع الصفة بمعنى ساكن أو منفرج.
الفوائد
- همزة الأمر..
همزة الأمر، هي همزة وصل في الثلاثي والخماسي والسداسي. فالثلاثي مثل اكتب- انزل- اذهب.
والخماسي مثل: انتظم- ارتقب- احترس.
والسداسي مثل: استخدم- استغفر، ويلاحظ أن حركتها الكسر في فعل الأمر ما عدا الثلاثي المضموم العين فإنها تأتي مضمومة مثل: اكتب- أرسم. وكذلك تضم في مضارع الخماسي والسداسي المبني للمجهول مثل: انتصر على العدو.
استخدم الكتاب استخداما نافعا. أما في أمر الرباعي المبدوء بهمزة، فتكون همزة قطع، مثل: أكرم- أحسن ... إلخ.. وقد وردت في الآية التي نحن بصددها:
فأسر.
[سورة الدخان (44) : الآيات 25 الى 29]
كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (27) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (28) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (29)
الإعراب:
(كم) خبريّة كناية العدد في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من جنّات) تمييز (فيها) متعلّق ب (فاكهين) جملة: «تركوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كانوا فيها فاكهين» في محلّ جرّ نعت لنعمة 28- (كذلك) متعلّق بخبر لمبتدأ مقدّر أي: الأمر كذلك «6» ، (الواو) عاطفة (قوما) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: « (الأمر) كذلك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: «أورثناها ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة 29- (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (عليهم) متعلّق ب (بكت) ، (ما) كافية في الموضعين..
وجملة: «ما بكت عليهم السماء» لا محلّ لها معطوفة على جملة أورثناها وجملة: «ما كانوا منظرين» لا محلّ لها معطوفة على أورثناها
الصرف:
(29) بكت: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لام الكلمة وتاء التأنيث.. وزنه فعت.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية التخييلية: في قوله تعالى «فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ» .
حيث شبه حال موتهم، لشدته وعظمته، بحال من تبكي عليه السماء والأجرام العظام. وقيل: هي استعارة مكنية تخييلية، بأن شبه السماء والأرض بالإنسان، وأسند إليهما البكاء.
وكان إذا مات رجل، خطير قالت العرب في تعظيم مهلكه: بكت عليه السماء والأرض، وبكته الريح، ونحو ذلك، قال الشاعر، يرثي أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز:
الشمس طالعة ليست بكاسفة ... تبكي عليك نجوم الليل والقمرا
الفوائد
- ورد في هذه الآية (كم) الخبرية، وقد تكلمنا عن كم الاستفهامية وكم الخبرية بالتفصيل في سورة الزخرف الآية (6) فارجع إليها.
[سورة الدخان (44) : الآيات 30 الى 33]
وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (32) وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (33)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) تحقيق (من العذاب) متعلّق ب (نجّينا)جملة: «نجّينا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها.
31- (من فرعون) بدل من العذاب بإعادة الجارّ (من المسرفين) متعلّق بخبر ثان ل (كان) وجملة: «إنّه كان عاليا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
32- (ولقد) مثل الأول، والواو عاطفة (على علم) حال من ضمير الفاعل (على العالمين) متعلّق ب (اخترناهم) بتضمينه معنى ميّزناهم.
وجملة: «اخترناهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم الأولى.
33- (الواو) عاطفة (من الآيات) متعلّق بحال من (ما) ، وهو المفعول الثاني (فيه) متعلّق بخبر مقدّم ل (بلاء) .
وجملة: «آتيناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اخترناهم وجملة: «فيه بلاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما)
الفوائد
- وردت (ما) في الآية الكريمة بقوله تعالى: وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ و (ما) هنا تحتمل وجهين: إما أن تكون موصولة، وإما أن تكون نكرة موصوفة بمعنى شيء وفي الحالتين هي مفعول به، والجملة بعدها صلة الموصول في الحالة الأولى، وصفة في الحالة الثانية. وقد بين ابن هشام هذه الناحية فقال: في قولنا: أعجبني ما صنعت، يجوز فيه كون (ما) بمعنى الذي، وكونها نكرة موصوفة، وعليها فالعائد محذوف، تقديره أعجبني ما صنعته، وكونها مصدرية، فلا عائد وعلى هذا فالتقدير: أعجبني الذي صنعت، أو شيئا صنعت، أو صنعك. وقد وردت هذه الأوجه الثلاثة في قوله تعالى: ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ أي من الذي قضيت، أو من شيء قضيت، أو من قضائك.
الصرف:
(35) منشرين: جمع منشر بضمّ فسكون ففتح، اسم مفعول من الرباعيّ أنشر، وزنه مفعل
[سورة الدخان (44) : الآيات 37 الى 39]
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (38) ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (39)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام وفيه معنى التوبيخ (أم) حرف عطف (قوم) معطوف على ضمير الغائب هم (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة- (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ «7» ، (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول، جملة: «هم خير ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «الذين من قبلهم أهلكناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «أهلكناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: «إنّهم كانوا مجرمين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كانوا مجرمين ... » في محلّ رفع في خبر إنّ 38- (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (لاعبين) حال منصوبة من فاعل خلقنا.
وجملة: «ما خلقنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة
39- (إلّا) للحصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل خلقناهما (الواو) عاطفة (لا) نافية وجملة: «ما خلقناهما ... » لا محلّ لها بدل من جملة ما خلقنا السموات..
وجملة: «لكنّ أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها معطوفة على جملة ما خلقناهما وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ
الصرف:
(تبّع) ، اسم علم وهو تبّع الحميريّ قيل هو نبيّ أو رجل صالح، وزنه فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشددة.
فوائد
- من هو تبّع..
قيل: هو تبع الحميري من ملوك اليمن، سمي تبعا لكثرة أتباعه. وقيل: هو لقب لملوك اليمن، كما يسمى في الإسلام خليفة وكان تبع يعبد النار، فأسلم ودعا قومه حمير إلى الإسلام فكذبوه.
عن سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم. رواه أحمد بن حنبل.
وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ما أدرى أكان تبع نبيا أو غير نبي.
وعن عائشة رضى الله عنها قالت: لا تسبّوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا. وذكر ابن إسحاق وغيره عن ابن عباس قالوا: كان تبع الآخر وهو أبو كرب أسعد بن مليك، وكان سار بالجيوش نحو المشرق، حتى حير الحيرة، وبنى سمرقند، ورجع من قبل المشرق، فجعل طريقه على المدينة، فوجد ابنه الذي خلفه فيها قد قتل غيلة، فأجمع على خرابها، وكان الأنصار يقاتلونه نهارا، ويقرونه بالليل، فأعجبه، وبينما هو كذلك، جاءه جبران من قريظة، فأقنعاه بترك القتال، ودخل في دينهما ثم ارتحل قاصدا اليمن، وفي الطريق لقيه نفر من هذيل، فأغروه بالكعبة، فعند ما علم كذبهم قتلهم، وتوجه إلى الكعبة فكساها، ونحر ستة آلاف بدنة، وطاف وحلق، ثم انصرف إلى اليمن، ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه.
[سورة الدخان (44) : الآيات 40 الى 42]
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42)
الإعراب:
(أجمعين) توكيد معنوي للضمير في (ميقاتهم) مجرور ...
جملة: «إنّ يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئنافيّة 41- (يوم) بدل من يوم الأول منصوب (لا) نافية (عن مولى) متعلّق ب (يغني) ، (شيئا) مفعول به منصوب أي شيئا من العذاب (الواو) عاطفة (لا) نافية، والواو في (ينصرون) نائب الفاعل.
وجملة: «لا يغني مولى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «لا هم ينصرون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يغني وجملة: «ينصرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 42- (إلّا) للاستثناء (من) في محلّ رفع بدل من نائب الفاعل «8» ، (هو) ضمير فصل «9» ..
وجملة: «رحم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «إنّه ... العزيز» لا محلّ لها تعليليّة.
[سورة الدخان (44) : الآيات 43 الى 50]
إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (47)
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)
الإعراب:
(كالمهل) متعلّق بخبر ثان ل (إنّ) «10» ، (في البطون) متعلّق ب (يغلي) ، (كغلي) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي غليا كغلي الحميم.
جملة: «إنّ شجرة الزقّوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يغلي ... » في محلّ نصب حال من المهل 47- 50- (الفاء) عاطفة (إلى سواء) متعلّق ب (اعتلوه) ، (ثمّ) حرف عطف (فوق) ظرف منصوب متعلّق ب (صبّوا) ، (من عذاب) متعلّق ب (صبّوا) ، (أنت) ضمير فصل «11» ، (ما) موصول خبر إنّ (به) متعلّق ب (تمترون) .
وجملة: «خذوه ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «12» وجملة: «اعتلوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: «صبّوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اعتلوه وجملة: «ذق ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «13» وجملة: «إنّك ... العزيز» لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «إنّ هذا ما ... » لا محلّ لها استئنافيّة
وجملة: «كنتم به تمترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: «تمترون ... » في محلّ نصب خبر كنتم
الصرف:
(46) غلى: مصدر سماعيّ للثلاثيّ غلى يغلي باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون (49) ذق: فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون أصل ذوق حذفت الواو لالتقاء للساكنين
البلاغة
1- التشبيه: في قوله تعالى «إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ، كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ» .
حيث شبه الزقوم بالنحاس المذاب بفعل النار، وهو مهل، لأنه يمهل في النار حتى يذوب، وهم يصفون كلّ مذموم من الطعام بأنه يغلي في البطون حقيقة، وإنما هو المجاز، كما تقول: الحقد يغلي في قلبه، والعداوة تغلي في صدره.
2- الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى «ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ» .
حيث شبه العذاب بالشيء المائع، ثم خيّل له بالصب، كقوله:
صبّت عليه صروف الدّهر من صبب. وكقوله تعالى «أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً» فذكر العذاب معلقا به الصب، مستعارا له، ليكون أهول وأهيب.
3- فن التهكم: في قوله تعالى «ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ» وهذا الفن هو: عبارة عن الإتيان بلفظ البشارة في موضع النذارة، والوعد في مكان الوعيد، تهاونا من القائل بالمقول له، واستهزاء به وهو أغيظ للمستهزأ به وأشد إيلاما له.
حيث جاءت هذه الآية الكريمة على سبيل الهزء والتهكم بمن كان يتعزز ويتكرم على قومه.
[سورة الدخان (44) : الآيات 51 الى 57]
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (53) كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ (55)
لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57)
الإعراب:
(في مقام) متعلّق بخبر إنّ (في جنّات) بدل من مقام بإعادة الجارّ (من سندس) متعلّق ب (يلبسون) .
جملة: «إنّ المتّقين في مقام ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يلبسون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «14» 54- (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر أي: الأمر كذلك (الواو) عاطفة (بحور) متعلّق ب (زوّجناهم) .
وجملة: «الأمر كذلك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «زوّجناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يلبسون.
55- (فيها) متعلّق ب (يدعون) ، (بكلّ) متعلّق ب (يدعون) بتضمينه معنى يرغبون (آمنين) حال من فاعل يدعون وجملة: «يدعون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (زوّجناهم) 56- 57- (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يذوقون) ، (إلّا) للاستثناء (الموتة) مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع «15» ، (الواو) عاطفة (فضلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق أي تفضّلا «16» ، (من ربّك) متعلّق بنعت ل (فضلا) ، (هو) ضمير فصل..
وجملة: «لا يذوقون ... » في محلّ نصب حال من الفاعل في (يدعون) أو من الضمير في (آمنين) وجملة: «وقاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زوّجناهم بمراعاة الالتفات وجملة: «ذلك ... الفوز» لا محلّ لها استئنافيّة
الصرف:
(54) حور: جمع حوراء مؤنّث أحور، صفة مشبهة من حور يحور باب فرح أي اشتدّ سواد العين واشتد بياضها، وزنه فعل بضمّ فسكون
البلاغة
الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ» .
«أمين من الأمن الذي هو ضد الخيانة، وصف به المكان، بطريق الاستعارة، كأن المكان المخيف يخون صاحبه لما يلقى فيه من المكاره.
__________
(1) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
(2) يجوز أن تكون مصدريّة، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة أي بأن أدّوا، والجارّ متعلّق ب (جاءهم) .. ويجوز أن تكون مخفّفة من الثقيلة، فاسمها ضمير الشأن محذوف، وجملة أدّوا خبر أنّ.
(3) وهو اسم فاعل- أو هو مضارع مرفوع و (كم) مفعول به والجملة خبر إنّ.
(4) أو متعلّق بحال من الضمير المستتر في آتيكم..
(5) أو مفعول به ثان لفعل (اترك) إن كان من أفعال التحويل، قاله العكبريّ.
(6) أو متعلّق بمحذوف مفعول مطلق والعامل فيه فعل تركوا أو محذوف تقديره أهلكناهم أو أخرجناهم.. وحينئذ تعطف جملة أورثناها على الجملة المقدّرة.
(7) يجوز أن يكون معطوفا على (قوم) بالواو، وجملة أهلكناهم مستأنفة.
(8) أو من مولى الأول.
(9) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره العزيز، والجملة خبر إنّ.. ويجوز أن يكون مستعارا لمحلّ النصب توكيدا لاسم إنّ.
(10) أو متعلّق بحال من طعام الأثيم، والعامل فيها معنى التوكيد في (إنّ) . [.....]
(11) أو ضمير مستعار لمحلّ النصب توكيد لاسم إنّ.
(12) أي يقول الله للزبانية.
(13) أي تقول له الزبانية..
(14) أو في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) .
(15) وقال قوم الاستثناء متّصل، والتأويل: إنّ المؤمن عند موته في الدنيا بمنزلته في الجنّة لما يعطاه منها أو لما يتيقّنه من نعيمها (حاشية الجمل) .
(16) يجوز أن يكون مفعولا لأجله عامله وقاهم أو يدعون..