عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25-09-2022, 12:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أضواء على ملحمة بدر لأحمد الخاني

أضواء على ملحمة بدر لأحمد الخاني
د. أحمد الخاني





جماليات الشكل في الملحمة:



الملحمة قصيدة التوازنات؛ بين الفن القصصي والفن الشعري،



والتوازنات بين الشكل والمضمون في كل من هذين الفنين،



والتوازنات في القصة بين العناصر القصصية نفسها في توزيع متكافئ،



وفي العنصر الواحد كعنصر الشخصيات في تكافئها بين رسمها الداخلي والخارجي...



وتوازنات جماليات الزمان والمكان، توازنات الزمان؛ بين الليل والنهار، وحال كل من الجيشين في هذين الأوانين؛ وتوازن في المكان؛ وصف الصحراء وإيحاءاتها، ووصف الواحة إن مروا بها وما ترخي على الشعور من ظلال...



هذه كلها اعتبارات يجب أن يؤخذ بها في الملحمة.



ويبقى سؤال لا بد منه: هل الملحمة غاية في ذاتها؟. أو: هل القصة غاية في ذاتها؟.



القصة حاضنة القيم الجمالية، وهي مربية للفكر والوجدان، للنهوض بالمجتمع والأمة والإنسانية، هذا الكلام ينطبق على القصة القرآنية، فهل القصة الأدبية تخالفها أم توافقها في رسالتها؟.



في كتاب (القصة في القرآن الكريم )[2]







تعرض للقصة القرآنية من حيث خصائصُها وعناصرها وأنواعها وأهدافها وموضوعاتها... وتذكر قصة يوسف بشيء من الإسهاب فتقول:



القصة الطويلة التي جاءت كاملة مرة واحدة:



وهي قصة يوسف عليه السلام: وهذه القصة الطويلة الوحيدة في القرآن الكريم، جاءت مكتملة، فكما هو معروف أن قصة يوسف هي القصة التي جمعت كاملة في سورة واحدة سميت باسمه، وهي السورة الوحيدة التي ذكرت بهذا الشكل.







وإن من يدرك السر في تكرار القصة في القرآن الكريم، خاصة قصص الأنبياء يرى أنها سيقت لتدل على التوحيد، وتهدي إليه، وتبين نصرة الله تعالى لأنبيائه على أعدائه، وأنها سيقت للعبرة، وقصة يوسف ليست في ذلك من شيء، بل هي في مجال آخر مختلف عن تلك المجالات، فنراها مواقف مادية، وأحداثاً عادية تقع في كثير من الأوساط، وليس فيها خوارق أو معجزات، وأغلبها حصل ليوسف قبل النبوة، ويلاحظ في القصة أيضاً أن أغلب مواقفها كان ناتجاً عن العواطف المختلفة للإنسان.







والقصة تهدف إلى أهداف كثيرة ومتعددة؛ حيث تشير إليها مجملة فيما بعد فقصة يوسف قصة إنسانية، نرى فيها العواطف البشرية التي أثرت في سير الأشخاص وتوجيههم نحو الخير، وهي طويلة لأننا نرى فيها الشخصيات المتعددة، الأحداث الكثيرة، ويجري فيها الحوار هيناً ليناً رقيقاً، وتتوزع فيها العناصر التوزيع الذي يتطلبه الفن القصصي، فهي موزعة بمقدار، تظهر وتختفي حسب الطبيعية، وحسب ما يحيط بالأبطال والأحداث.







والملاحظ في قصة يوسف أنها قد بنيت بناء محكماً من حيث وحدة الموضوع، وإحكام التصميم، وتساوق المعاني، فقد بدأت القصة برؤيا يوسف في عالم الغيب وختمت بتحقيق رؤياه في عالم الغيب والشهادة.







وقصة يوسف تهدف إلى انتصار الحق والأخلاق الفاضلة، حيث نرى سيدنا يوسف يتغلب على الإغراء الذي تمثل له في امرأة العزيز.







وتهدف قصة يوسف إلى تصبير الرسول صلى الله عليه وسلم بما يحدث له من قومه أسوة بيوسف فقصته شبيهة بقصة يوسف مع إخوته، فليأخذ منها العبرة والعظة، ويصبر على أذى قومه له من حيث سيكون له النصر والظفر.







فهل القصة القرآنية غاية في ذاتها؟ ولاشيء وراءها؟.



إن هذا يقودنا إلى سؤال فني: هل الفن للفن؟ هل القصة لوحة فنية نبروزها ونضعها على الجدار؟، أم أنها مادة من مواد صنع الحياة، أو بنائها أو قيادتها لماذا ندرس نحن الأدب؟ ولماذا نعلمه لأبنائنا وبناتنا؟ لماذا نعلمه لأجيالنا في مؤسساتنا الثقافية في كل مراحلها؟. نحن حينما ندرس أدبنا وتاريخنا ندرسه لنعرف آباءنا وأجدادنا كيف كانوا يعيشون، كيف كانوا يفكرون، كيف كانوا يتخاطبون، كيف كانوا يتصرفون.. وهذا الذي ندرسه، كان قد شق لنا طريقاً إلى العزة والكرامة والشرف والرفعة والسيادة فأصبحوا خير أمة أخرجت للناس، ونحن اليوم أذل أمة أصبحت في الناس، تتندر بنا المسارح تقول: أكل في، شرب في، موز صومالي في... كل شيء موجود، ولا ينقصنا إلا القليل من الكرامة.







حينما نقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، نقتبس من سيرته العطرة، أو هكذا يجب أن نفعل، فلا نعطي الدنية في ديننا.







أسباب معركة مؤتة؛ بعث الرسول صلى الله علي وسلم الحارث بن عمير برسالة يدعو فيها هرقل إلى الإسلام فتلقاه عامل هرقل على الشام فقتله، فأعلن الرسول صلى الله عليه وسلم الحرب على الرومان، وكانت معركة مؤتة.







التاريخ الإسلامي مهمته أن يحيي العزم في نفوس الموات في هذه الأمة وقد فعل؛ حياة البطل الشهيد عز الدين القسام كيف كانت؟ هو بطل من الشام، من سورية من مدينة جبلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط:





موجة البحر دغدغت قدميها

والصباح الضحوك أومى إليها




وهِبات النسيم ترقص وجداً

فأمالت من الغصون عليها




والأزاهير والبلابل والح

ب يغني مع الندى في يديها




(جبلة) العز والتقى النجد فيها

بالخلود المضيء في مقلتيها




أنجبت نجلها، وعزماً أهلَّا

وعلى ساحل الكفاح أطلَّا




نجل يوم وليلة نتبارى

راعفات الكفاح حباً ونيلا




أن سترضيه، فهو تاج المعالي

خبأ المجد للوليد محلَّا




فوق هام الحروب إكليل غار

خلق السيف للملاحم بذلا




قال: أُعلي مهمة الإعطاء

في دمائي رسالة الأنبياء




يا شباب الضياء مدوا جهوداً

عطرتنا على مغاني الضياء




يا شباب الإسلام أين عطاء

لجهاد على لحون الحداء؟




فاستجابت إلى النداء قلوب

واستهامت على دروب الفدائ




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.27 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]