عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-09-2022, 02:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الطقس (قصيدة تفعيلة)

الطقس (قصيدة تفعيلة)
أ. محمود مفلح

♦♦♦♦♦
خذُوا حِذرَكم!!
إنَّ هذا المساءَ يفتِّشُ عن جثَّةٍ ثانيهْ
أقيمُوا حصوناً
وظلُّوا كما أنتمُ الآنَ
سُدُّوا النوافذَ حتَّى تمرَّ رياحُ الخوارجْ
أريقُوا على عتباتِ البيوتِ كؤوسَ المدامْ
سلامٌ عليكُم....
عليكُم سلامْ!
وماذا تقولُ الإذاعاتُ قبلَ المنامِ وبعدَ المنامْ!؟
صراخٌ وقصفٌ وهدمٌ وموتٌ
ولكنَّ كلَّ الإذاعاتِ كذْبٌ
وما في المخيَّمِ غيرُ شجارٍ يمارسُهُ صبيةٌ طائشونْ!!
وغيرُ أنين ٍككُلِّ الأنينِ الذي قد عهدْناهُ منذُ خُلِقْنا
وغيرُ احتجاجٍ بلا نكهةٍ..
كثيرٌ هي الزوبعاتُ التي في الفناجينِ ثارَتْ
فلا مِن جياعٍ ولا يحزنونْ...
فليسَ صحيحاً بأنَّ القذائفَ تسقطُ فوقَ المخيَّمْ...
وأنَّ المخيَّمَ وجهٌ حزينٌ
وأنَّ الحمائمَ تحتَ الخناجرِ تصرخْ....
وليسَ صحيحاً بأنَّ العروبةَ تأكلُ مِن ثَديها الآنَ
ليسَ صحيحاً
لأنَّ الكلابَ جميعاً بخيرْ
وأنَّ العروبةَ لم ينكشفْ صدرُها للغزاةِ
يضيءُ الدروبَ لها سيفُ خالدَ
تشربُ من مائِها الشهدَ....
وبالنجمِ فرسانهُا يهتدونْ
وأنَّ الجباهَ تضيءُ مساحاتِ أحلامِنا اليعربيَّةِ
فالماءُ لا يغدرُ الماءَ
ونحنُ كما قيلَ عنَّا
كماةٌ أباةٌ غِلاظٌ شِدادْ....
وبالأمسِ خضْنا غمارَ الجهادْ
وتلكَ السيوفُ إذا شئْتَ فاسألْ
أليسَتْ من الصخرِ قُدَّتْ
وتلكَ الزغاريدُ، نهرُ الفتوحاتِ
والنسوةُ اليعربيَّاتُ فوقَ الجيادْ
لماذا إذَنْ تطعنونَ البلادْ!؟
♦♦♦♦♦
فدَعْ عنكَ موتَ المخيَّمِ
ما قالَهُ المرجفونَ،
وما زيَّفُوهُ عن الخنجرِ اليعربيِّ الذي يعشقُ الظهرَ
في آخرِ الليلِ، عن قصةِ الصمتِ
إنَّ السكوتَ يقيناً ذَهَبْ
وهذا الذي قد رأتْهُ العرَبْ
وهل يقذفُ البحرُ درًّا
إذا مسَّهُ طائفٌ من غَضَبْ!؟
وماذا إذا ماتَ بعضُ الذين يخوضونَ في الموتِ حتَّى الرُّكَبْ؟
وما شأنُهم هؤلاءِ
إذا ما تخاصمَ سعدٌ وعمرو
وأورقَ في الخنجرينِ الظلامْ
غداً سوفَ تشرقُ شمسُ السلامْ
ويغدو المخيَّمُ عرساً جديداً
غداً سوفَ نعقِدُ مؤتمراً للكلامْ
وسوفَ تكونُ القراراتُ حسماً
وسوفَ نوزِّعُ بالعدلِ كلَّ البلاغاتِ
سوف غداً نشجبُ المعتدينْ
سنقصفُهم صيغةً لم يَرَوْها
نؤدِّبُ كلَّ الذينَ يسيئونَ ظنَّ الشهامةِ فينا
♦♦♦♦♦
على ضفةِ النهرِ نامَ الغزالْ
على جمرةِ القلبِ حطَّ السؤالْ
تراهِنُ "غزَّةُ" أن القصائدَ تنبتُ قمحاً
تراهِنُ بيروتُ أنَّ السنابلَ في الطينِ عاشَتْ
يراهنُ من لا يراهنُ أنَّ الرمالَ ستغزو الرمالْ
نسيرُ فيتبعُنا البرتقالْ
نسيرُ فتكتبُنا "العادياتُ" نهاراً جديداً
ونبكي فتُخرجُ منديلَها الأرضُ
لم نفترقْ بعد كيما نقولَ كلاماً أخيراً
ولم تفقد النارُ طعمَ السؤالْ...
♦♦♦♦♦
فما زالَ صوتُ البنادقِ يقنعُنا أنْ نغذَّ المسيرَ
وما زالَ للزيزفونِ ارتعاشاتُ غيمِ الغروبِ
وما زالَ للسهرةِ العائليةِ، عرسُ الدوالي
وللشهداءِ اخضرارُ النهارْ
ومِن حقلِ هذا العذابِ المصهَّدِ نمضي [1]
نعيدُ صياغةَ أحلامِ أطفالِنا في الملاجئِ
نكتبُ وجهاً جديداً لهذا الحوارْ
♦♦♦♦♦
وما قتلُوهُ
وما صلبوهُ.... ولكنَّهم شبَّهوهُ
وسوفَ يعودُ إليهم قريباً
يعودُ كما الغيمةِ الممطرهْ
وسوفَ مع الفجرِ يأتي
تغازلُهُ الموجةُ المبحرهْ
يمدُّ لهُ النبعُ كفَّ الحنينِ
ويمنحُهُ الحقلُ بعضَ السنابلِ
تلبسُهُ الليلةُ المقمرهْ
تمدُّ لهُ الطيرُ أعناقَها
ويطعمُها واحداً واحداً
ويهفو لرقصتِها المسكِرهْ.


[1] صهَده الحَرُّ: اشتدَّ وحمي عليه، أصابه وأحرقه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]