الموضوع: فرص التغيير
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-10-2022, 05:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,259
الدولة : Egypt
افتراضي فرص التغيير

فرص التغيير
علي بن حسين بن أحمد فقيهي


بوح القلم

(تأملات في النفس والكون والواقع والحياة)

فرص التغيير


التغيير سُنَّة كونيَّة، وضرورة اجتماعية، وحاجة نفسيَّة، وتاريخ الإنسانية حافلٌ بالأمثلة والشواهد الدالَّةِ على وقوعه وحدوثه على مستوى الأفكار والتصوُّرات، أو الأخلاق والقيم، أو الأفراد والمجتَمَعات.

يُظهِر الكثيرُ منا عدمَ الرضا والقناعة بالواقع والحال الذي يعيشه ويتفاعل معه، ويُحدِّث نفسَه بضرورة التحوُّل والتغيُّر لحال أفضل وواقع أجمل.

تقف العديد مِن العقبات والعوائق الوهمية أو الواقعية حائلًا وحاجزًا عن الوصول للهدف المنشود، وتحقيق الغاية المأمولة.

هناك الكثيرُ من الجوانب والمجالات الحياتيَّة بحاجةٍ لإعادة النظر، وتعديل البوصلة، وتصحيح المسار قبل فوات الفرص، وذهاب العمر، وتوقُّف الحياة.

تختلف درجةُ ومستوى الوعي بأهمية وضرورةِ التغيير بحسب العلم والمعرفة، أو الإرادة والعزيمة، أو الحاجة والضرورة، أو الوسائل والأدوات، أو القدرات والإمكانات.

تبرُز من حين لآخر مجموعةٌ من الإعلانات والمنشورات الداعية للالتحاق بدوراتٍ وندوات للتغيير والتطوير، يمكن من خلالها أن تضع خطواتِك الأولى نحو تغييرٍ ممنهجٍ، وتطوير متقَن.

من الضروري أن ندركَ أن التغييرَ في حياتنا عمليةٌ ديناميكيةٌ حتمية، فلا ثبات، ولا استقرار، ولا مُكْث، ولا توقُّف، بل إقدام وإحجام، وتقدُّم وتأخُّر، واستمرار وتقهقر؛ ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴾ [المدثر: 37].

تعددت مدارسُ التغيير، وتنوعت مناهج التطوير؛ ولكن تبقى النظريةُ القرآنية هي الحاكمة والمهيمنة والمقررة والمؤكِّدة على أن التغيير شعورٌ داخليٌّ، وإرادة ذاتيَّة، وتفاعُلٌ شخصيٌّ مع النفس والكون، والواقع والحياة؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد: 11].

ومضة: قال تعالى مبينًا أُسُسَ وأركان التغيير: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.02%)]