عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11-10-2022, 06:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,675
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مع شعراء مدرسة بدر الشعرية

وجاءت قصيدتها في رثاء المغفور الشيخ زايد بعنوان: جرح بتشرين:



ثكلى غدت يا سيدي الأرجاء

فقدٌ ألم وليس فيه عزاء



هذي الإمارات التي عودتها

تحنو عليها إن ألمّ بلاء



قد كنت حضناً لما في همها

واليوم تحضنكم وذاك وفاء






الشاعرة تعيش آلام الآخرين وتحزن لأحزانهم بأنبل ما يمكن أن تفيض به المشاعر الصادقة.



(شيخة المطيري، مبشرة أبداً بغد أجمل، وإبداع أروع وعوالم لاحدود لها.

هارون هاشم رشيد

القاهرة 10/ 6/ 2008م



من المقدمة:

... واليوم، هذا المرسى بين أيديكم، فخالص الود لمن زاره وعفا عن زلل مده وجزره، وأرجو من الله العلي القدير أن تلقى سفنه عين الرضا.



وختاماً يشرفني أن يطبع هذا الديوان بعناية مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، راجية أن لا أكون قد أرهقته من أمري عسراً، وهو المكان الذي تأوي إليه نفسي، وتطمئن إليه روحي.



وأود أن أسرج خيول الشكر للجنة الدراسات متمثلة بالدكتور عز الدين بن زغيبة لما قدموه من إرشاد ونصح، وأن أشكر إدارة المركز وموظفيه متمثلين في الدكتور محمد ياسر عمرو المدير العام المساعد الذي شجعني على المضي قدماً في طباعة الديوان.



وأخص بالشكر الجزيل قسم المخطوطات الذي نسجت أشعاري على جدران موديه فهو موئلي وموطني وداري وجزيرة حلم لا أود الاستيقاظ منه).



يا لها من مقدمة نثرية أجمل من قصيدة النثر ومن قصيدة التفعيلة.



أنا عندي مشكلة وهي أنني حينما يكون ديوان الشعر بين يدي فإنني أضرب صفحاً عن القصائد التي تسمى بشعر التفعيلة، لا أقرؤها حتى لا تختلط الأوراق بين الشعر وبين غيره، في كتابي (ديوان الانتفاضة) بينت رأيي أن هذا النوع من التعبير لا أسميه شعراً، وهذا الحكم لا يحط من قدر هذا العطاء فقد يكون أجمل من الشعر العمودي المقفى، إنه مقال، إبداعي جمالي مهموس رومنسي ملهم.. قل ما تشاء في الثناء على هذا العطاء ولكن لا يسمى شعراً. فالشعر لا بد له من قافية؛ هذا أساس، وفي كتابي (الصالونات الأدبية..) عقدت فصلاً خاصاً في ندوة خاصة لأجل مناقشة هذا الموضوع.



مدرسة بدر الشعرية قد نصت على أن يكون شعر التفعيلة خارج إطار الشعر وهذا ما التزمت به في دراساتنا النقدية.



وداعاً محمد

قصيدة استرعت انتباهي، وليس لها مقدمة لتعرفنا الشاعرة على الفقيد:

ماذا؟ أحقاً ما يقال وينقل! ♦♦♦ أرحلت؟ أم أن الزمان سيرحل؟



هذه الاستفهامات الرائعة، تعكس مدى اللهفة التي نقلت إلى المتلقي الأثر من الملقي..



في هذا التصريع (ينقل).. (سيرحل) فقد دخلت القصيدة قصر الشعر من بابه.. من مصراعيه كما يقول ابن رشيق القيرواني في كتابه (العمدة).



ثم تقول:

موج البكاء ببابنا متلاطم ♦♦♦ وسفينتي تجري فأين الساحل؟

موج البكاء (ببحرنا) ليتناسب الموج مع التلاطم مع السفينة مع الساحل؟



وتختم القصيدة بهذا البيت:

أمحمد، عز اللقاء وإنما ♦♦♦ لك ذكريات بيننا لا تذبل



تصوير الذكريات بالحديقة وفيها الأزهار التي لا تذبل وهذا التصوير يسميه البلاغيون الاستعارة المكنية ذكر المشبه وحذف المشبه به، وذكر شيئاً من لوازمه وهو الذبول.. وهذا يعني الوفاء. يا لها من صورة ناضرة!

أخفي الهموم



أخفي الهموم وهذا الدمع فضاح

بل كيف أصبر والأحباب قد راحوا؟



يلوح فوق سما أشعارنا قمر

يبكي الفراق وأهل الود ما لاحوا



يا صاحبيَّ وفي قلبيكما برد

وبين جنبيّ سيف الهم سفاح



أين الصباح الذي قد كان يجمعنا

شذى يضوع وعطر الشوق فواح



بكت مواويلنا.. فاضت قصائدنا

تلاطمت في بحار الليل أشباح






لله هذه الانسيابية، وهذا التدفق الوجداني، إنه شعر الطبع، يخيل لقارئ هذا الشعر أنه شعر أوس بن حجر وهو يصف الغيم قائلاً:

دانٍ مسفٍّ، فويق الأرض هيديه ♦♦♦ يكاد يدفعه من قام بالراح



مع اختلاف حركة القافية.. وهذا هي الطبع الشعري وهذه هي الأصالة ممتدة إلى المعاصرة.



فجر الشهداء

القصيدة التي قدمها الشاعر الكبير هارون هاشم رشيد وقد اختار بدايتها من البيت الثالث:

((مدي على الشعر الحرير زنابقاً))



ولم أكن قد قرأت القصيدة في الديوان فتساءلت: كيف تفتتح الشاعرة قصيدتها دون تصريع؟ مع أن الشاعر أحياناً يقول قصيدة غير مصرّعة، لكن التصريع أجمل.



ولما وصلت إلى (فجر الشهداء) في الديوان وجدتها مصرعة:



لا تقلقي، أنا قادم هذا المساء

لأضم عينك، جئت أنسيها البكاء



فتأنقي كعروس حارتنا القديمة

وارفلي وتتوجي بالكبرياء



مدي على الشعر الحرير زنابقاً

وتألقي، بثي بعينيك الضياء






وختام هذه القصيدة في الديوان:

فإلى اللقاء الحلو، وانتظري غداً ♦♦♦ النصر موعدنا على أرض الفداء



ختمت شاعرتنا قصيدتها بـ (الأمل) المشرق الجميل وفيه النصر بإذن الله، والأمل أهم أركان مدرسة بدر الشعرية.





يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.52 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]