عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-10-2022, 06:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,770
الدولة : Egypt
افتراضي قصة حرف الهاء للأطفال

قصة حرف الهاء للأطفال
همام محمد الجرف






اسمي نوَّارة، وأحب الطيور كثيرًا، ولحسن الحظ حطَّت في يوم من الأيام على غصن شجرةٍ في حديقتنا حمامة، فأعجبت بـهديلها كثيرًا، وطلبت من والدي أن يمسك بـها ويضعها لي في قفصٍ جميلٍ؛ حتى أسمع صوت غنائها في الصباح والمساء، فرفض والدي ذلك، فأخذت بالبكاء حتى رضي أخيرًا، وفعلًا أمسك بـها ووضعها في القفص كما طلبتُ، وعلى الفور وضعت لـها الماء والحَب، وأخذت أهتم بـها، وأعتني بنظافة قفصها، ولكن دون جدوى، فقد كانت لا تريد الغناء، وبدا عليها الحزن والتعاسة، فذهبت لوالدي وسألته: ماذا جرى للحمامة؟ فقال: يا نوَّارة، لقد قيدتِ حريتها وسجنتِها في ذلك القفص، فقلت له: يا والدي، إن القفص جميلٌ، وأنا أهتم بـها دائمًا، فابتسم وقال لي: لو تركتك يا ابنتي في غرفتك ووضعت لك ما لذَّ وطاب، ولكني أقفلت عليك الباب، ومنعتك من الخروج ومن اللعب مع صديقاتك، ماذا سيحل بك؟ فقلت له: آهٍ يا والدي سأبكي كثيرًا، وربما أمرض، فقال: وهذا ما صنعتِه بالحمامة، فقد حرمتها من عائلتها، وأبعدتـها عن صديقاتـها، فشعرت بالحزن، وعندها توقفتْ عن الـهديل والغناء، فاللـه تعالى خلقها حرَّةً تجوب في الأرجاء سعيدة بحريتها، تسعى على رزقها، وربما على صغارها.


وبعدما سمعتُ من والدي هذه الكلمات، انطلقت مهرولةً إلى باب القفص، وأطلقت سراحها، واستغفرت ربي على فعلتي.

لقد طارت الحمامة مرتفعة في السماء، ثم حطت على الغصن تغني، وكأنها تريد أن تشكرني، ثم غادرت، ففرحت أيما فرحٍ بعدما أدركت خطئي، وأصلحتما أمكن إصلاحه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.51 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.15%)]