عرض مشاركة واحدة
  #145  
قديم 21-10-2022, 10:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,137
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله

شرح سنن أبي داود
(عبد المحسن العباد)

كتاب الصلاة
شرح سنن أبي داود [075]
الحلقة (106)

شرح سنن أبي داود [075]


إذا أقيمت الصلاة وتأخر الإمام عن المجيء فللمأمومين أن ينتظروه قعوداً حتى لا يشق عليهم القيام، ويجوز الكلام بعد الإقامة للإمام مع المأموم وللمأموم مع مثله، ويجوز للإمام أن يتأخر لمناجاة شخص بعد أن تقام الصلاة، ولا ضير في ذلك.

ما جاء في الصلاة تقام ولم يأت الإمام ينتظرونه قعوداً



شرح حديث (إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب في الصلاة تقام ولم يأت الإمام ينتظرونه قعوداً. حدثنا مسلم بن إبراهيم و موسى بن إسماعيل قالا: حدثنا أبان عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني). قال أبو داود : وهكذا رواه أيوب و حجاج الصواف عن يحيى ، و هشام الدستوائي قال: كتب إلي يحيى . ورواه معاوية بن سلام و علي بن المبارك عن يحيى وقالا فيه: (حتى تروني وعليكم السكينة) ]. أورد المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الصلاة تقام ولم يأت الإمام ينتظرونه قعوداً] ومقتضى هذه الترجمة أن الصلاة إذا أقيمت ولم يكن الإمام قد جاء فإنهم ينتظرونه قعوداً، ولا ينتظرونه قياماً؛ لأن ذلك يشق عليهم، وكان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يكون في بيته ثم يخرج للصلاة، وكان بلال رضي الله عنه يؤذنه ويأتي ويطرق عليه البيت ويقيم الصلاة، وأحياناً ينظر بلال إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي من جهة المسجد، فإذا رآه خرج أقام الصلاة، فمن الناس من يكون قد رآه قد خرج ومنهم من لا يكون رآه، وقد أرشد عليه الصلاة والسلام إلى أنه إذا أقيمت الصلاة فلا يقومون حتى يروه قد خرج من بيته؛ لأنه قد يعرض له شيء يجعله يتأخر في الدخول في الصلاة فيكون في ذلك مشقة على الناس، وإذا كانوا جالسين لا يكون في ذلك مشقة عليهم. وقد أورد أبو داود رحمه الله حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: [ (إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني) ]، ومعنى هذا أنهم ينتظرون الإمام إذا لم يروه قعوداً ولا يقومون وينتظرونه وقوفاً، وهذا من رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمته، وحرصه على دفع الحرج عنها والمشقة عليها، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهو الذي وصفه الله في كتابه العزيز بقوله: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128]، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

تراجم رجال إسناد حديث (إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني)


قوله: [ حدثنا مسلم بن إبراهيم ]. هو مسلم بن إبراهيم الفراهيدي ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ و موسى بن إسماعيل ]. هو موسى بن إسماعيل التبوذكي البصري ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن أبان ]. هو أبان بن يزيد العطار ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه . [ عن يحيى ]. هو يحيى بن أبي كثير اليمامي ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن عبد الله بن أبي قتادة ]. عبد الله بن أبي قتادة ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن أبيه ]. هو الحارث بن ربعي رضي الله تعالى عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [ قال أبو داود : وهكذا رواه أيوب و حجاج الصواف عن يحيى ]. أيوب هو: أيوب بن أبي تميمة السختياني ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. و حجاج الصواف هو: حجاج بن أبي عثمان الصواف ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ و هشام الدستوائي قال: كتب إلي يحيى ]. هشام هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. وقوله: [ قال: كتب إلي يحيى ]. معناه أن هشاماً يقول: كتب إلي يحيى . وأما أيوب و حجاج الصواف فقالا: عن يحيى . [ ورواه معاوية بن سلام و علي بن المبارك عن يحيى ] معاوية بن سلام ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. و علي بن المبارك ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ وقالا فيه: (حتى تروني وعليكم السكينة) ]. حملة: [ وعليكم السكينة ] زيادة، أي أنهم ينتظرونه جلوساً ولا يقومون حتى يروه، ويقومون وعليهم السكينة.

شرح حديث: (إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني) من طريق أخرى


قال المصنف رحمه الله: [ حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا عيسى عن معمر عن يحيى بإسناده مثله، قال: (حتى تروني قد خرجت). قال أبو داود : لم يذكر (قد خرجت) إلا معمر ، ورواه ابن عيينة عن معمر لم يقل فيه: (قد خرجت) ]. أورد أبو داود رحمه الله حديث أبي قتادة من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله إلا أن فيه إضافة [ (قد خرجت) ] إلى قوله: [ (تروني) ] وهي تفيد أنه بمجرد خروجه يقومون، وأنه لا يتوقف قيامهم على أن يقوم مقامه الذي يصلي فيه، ويكونون جالسين حتى يقف في المكان الذي يصلي فيه، وإنما إذا رأوه خرج قاموا؛ لأن الصلاة أقيمت وهو قد جاء ليصلي بالناس، وكان من هديه عليه الصلاة والسلام أن يصلي النوافل في بيته ثم يخرج وتقام الصلاة ويصلي بالناس، ثم يرجع إلى بيته ويصلي فيه النوافل، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وقوله: [ (حتى تروني قد خرجت) ] فيه بيان أن قوله: [ (حتى تروني) ] هو عند إقباله من بيته وخروجه من بيته ليصلي بالناس، فعند ذلك يقومون ويأخذون أماكنهم ويتهيئون لتسوية الصف حتى يقف النبي صلى الله عليه وسلم في مقامه الذي يصلي فيه ويسوي الصفوف ثم يصلي بالناس، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

تراجم رجال إسناد حديث (إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني) من طريق أخرى

قوله: [ حدثنا إبراهيم بن موسى ]. إبراهيم بن موسى ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن عيسى ]. هو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن معمر ]. هو معمر بن راشد الأزدي البصري ثم اليماني، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن يحيى ]. يحيى هو: ابن أبي كثير اليمامي ، وقد مر ذكره. [ قال أبو داود : لم يذكر (قد خرجت) إلا معمر ]. أي: لم يذكر (قد خرجت) بعد قوله: (تروني) إلا معمر . [ ورواه ابن عيينة عن معمر لم يقل فيه: (قد خرجت) ]. أيك رواه عيسى عن معمر بذكر (قد خرجت) و ابن عيينة روى عن معمر ولم يذكر (قد خرجت). أي أن معمراً له روايتان: مرة يذكر: (قد خرجت) وهي التي رواها عنه عيسى ، والثانية لم يذكر فيها (قد خرجت) وهي التي رواها عنه ابن عيينة .
شرح حديث (.. أن الصلاة كانت تقام..)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمود بن خالد حدثنا الوليد قال: حدثنا أبو عمرو ، ح: وحدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد -وهذا لفظه- عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن الصلاة كانت تقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيأخذ الناس مقامهم قبل أن يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم) ]. قوله: [ فيأخذ الناس مقامهم ] أي أن كل واحد يقوم مقامه وتتصل الصفوف بعضها ببعض قبل أن يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم مقامه، أي: بمجرد أن يروه قد خرج يقومون، ولا يتوقف قيامهم على أن يقوم في مقامه الذي يصلي فيه، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهذا يوضح أن قوله: (حتى تروني قد خرجت) ليس المقصود منه المقام الذي يصلي فيه، بل بمجرد خروجه صلى الله عليه وسلم.

تراجم رجال إسناد حديث: (.. أن الصلاة كانت تقام..)


قوله: [ حدثنا محمود بن خالد ]. هو محمود بن خالد الدمشقي ، ثقة، أخرج حديثه: أبو داود و النسائي و ابن ماجه . [ عن الوليد ]. هو الوليد بن مسلم الدمشقي ، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن أبي عمرو ]. هو الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو ، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ ح: وحدثنا داود بن رشيد ]. قوله: (ح) للتحول من إسناد إلى إسناد. وداود بن رشيد ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي . [ عن الوليد ، وهذا لفظه ]. يعني: ابن مسلم ، وهنا قال: [ وهذا لفظه ] أي: اللفظ من طريق رواية الوليد من طريق داود بن رشيد الذي هو شيخه الثاني. [ عن الأوزاعي ]. هو عبد الرحمن بن عمرو ؛ لأنه في الإسناد الأول عبر عنه بأبي عمرو وبالإسناد الثاني عبر عنه بالأوزاعي ؛ لأن الوليد في روايته في الإسناد الأول الذي يروي عنه محمود بن خالد عبر عنه بأبي عمرو و الوليد في رواية داود بن رشيد عنه عبر بالأوزاعي فهذا ذكره بكنيته وهذا ذكره بنسبته، وهو مشهور بنسبته: الأوزاعي وكنيته أبي عمرو ، واسم أبيه عمرو ، وفائدة معرفة الكُنى لأصحاب الأسماء أن لا يظن الشخص الواحد شخصين؛ لأن الإسناد الأول جاء فيه: أبو عمرو والإسناد الثاني فيه: الأوزاعي ، و الأوزاعي هو أبو عمرو فهو شخص واحد، إلا أنه عبر عنه بكنيته في الإسناد الأول وعبر عنه في الإسناد الآخر بنسبته، وهو ثقة، فقيه الشام ومحدثها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. [ عن الزهري ]. الزهري هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ، ثقة فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [ عن أبي سلمة ]. هو: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني ، وهو ثقة فقيه من فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم؛ لأن المدينة في عصر التابعين اشتهر فيها سبعة أشخاص، وُصفوا أو لُقبوا بالفقهاء السبعة، وهم في زمن واحد في زمن التابعين، وأسنانهم متقاربة، وستة منهم اتفق العلماء على أنهم من الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن هذا الذي في السند، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، هذه ثلاثة أقوال في السابع منهم، وأما الباقون فمتفق على عدهم في الفقهاء السبعة، وهم: سعيد المسيب و القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق و خارجة بن زيد بن ثابت و عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود و سليمان بن يسار و عروة بن الزبير بن العوام ، هؤلاء الستة متفق على أنهم من الفقهاء السبعة، و أبو سلمة هو السابع على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم. [ عن أبي هريرة ]. هو أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هو أكثرهم حديثاً على الإطلاق رضي الله عنه وأرضاه.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.16%)]