الإفهام والإقناع في بلاغة الجاحظ: الأسس والتجليات
جعفر لعزيز و محمد أيت عبو
كما حدد محمد العمري أغراض وأسس الإقناع عند الجاحظ في[10]:
• استمالة القلوب.
• ميل الأعناق.
• التصديق.
• فهم العقول.
• إسراع النفوس.
• الاستمالة، أنأأوالتحريك، وحل الحبوة.
تهدف هذه الأغراض إلى تحقيق وظيفة إقناعية، باعتبارها ميزة أساسية في البلاغة، وقد "جمع خصال البلاغة واستوفى خلال المعرفة، فإذا كان الكلام على هذه الصفة وألف على هذه الشريطة لم يكن اللفظ أسرع إلى السمع من المعنى إلى القلب، وصار السامع كالقائل والمتعلم كالمعلم، وخفت المؤونة واستغني عن الفكرة وماتت الشبهة وظهرت الحجة، واستبدلوا بالخلاف وفاقا وبالمجاذبة موادعة، وتهنؤوا بالعلم وتشفوا ببرد اليقين واطمأنوا بثلج الصدور، وبان المنصف من المعاند وتميز الناقص من الوافر وذل المخطل وعز المحصل وبدت عورة المبطل وظهرت براءة المحق."[11].
واستنطاقنا لهذا النص نسفر عن عدة وظائف لمن جمع بين تلكم الأغراض التي أشار إليها العمري، أو بالأحرى المطابقة بين البلاغة والخطاب الشفوي بمقوماته المؤسسة له، الساعية إلى منفعة أسها الإقناع، ونذكر هذه الوظائف فيما يأتي:
1- تثبيت الحجة واظهارها.
2- الموادعة والموافقة بدل الخلاف والمجاذبة.
3- الوصول إلى اليقين.
4- تمييز المنصف من المعاند.
5- تمييز الناقص من الوافر.
6- تمييز الحق من الباطل.
7- تحقيق الفهم والإفهام.
♦ خلاصة:
نستخلص من هذا الفرش النظري لتجليات وأسس الإقناع عند الجاحظ، أن تجليات اهتمامه ببلاغة الخطاب الإقناعي، ظاهر في ربط مشروعه البلاغي بالخطبة، وايراده لأهم الآليات التي ينبغي للخطيب أن يتسم بها، مع حديثه عن العوائق التي تحيل بينه وبين الإقناع، والإفهام، وتكمن أسسه في التعالق بين البلاغة وأهدافها الإقناعية، والتي مرت معنا فيما قد مضى من هذه المسألة، كما تتجلى في ذكره لأعراض ووظيفة الإقناع في الخطاب.
المحور الثالث: تجليات وأسس الإفهام عند الجاحظ:
1- تجليات الإفهام في بلاغة الجاحظ:
إن الناظر في كتاب "البيان والتبيين" يتحصل له أن الجاحظ قد أولى اهتماما كبيرا بالإفهام، باعتباره من المقومات الرئيسة في تحقيق المنفعة التي يسعى إلى بلوغها في الخطاب، وذكره لما قدم تعريفا للبيان، بقوله: ""البيان اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى، وهتك الحجاب دون الضمير، حتى يفضي السامع إلى حقيقته، ويهجم على محصوله كائنا ما كان ذلك البيان، ومن أي جنس كان الدليل، لأن مدار الأمر والغاية التي يجري القائل والسامع، إنما هو الفهم والإفهام، فبأي شيء بلغت الإفهام وأوضحت عن المعنى، فذلك هو البيان في ذلك الموضع."[12].
يتبين من هذا النص أن الجاحظ يولي للفهم والإفهام أهمية كبرى في الخطاب، وهي الغاية التي يسعى إليها القائل لإبلاغها قلب السامع، ومن تم فإن للبيان باعتباره جزاء من البلاغة دور أساسي في الإبانة والإفهام، وإن اهتمامه بهذه المسألة محكوم بالظرفية الزمنية؛ إذ كثرت التساؤلات حول الخطاب الديني، وطلب فهمه أمر ضروري، بالإضافة إلى توافد أقوام أخرى على الثقافة العربية طالبة لفهم مسائل كثيرة، واعتبار آخر هو كثرة الطاعنين في اللغة وغيرها من الأمور التي لا يسع المقام إلى ذكرها هاهنا.
2- أسس الإفهام في بلاغة الجاحظ:
إن الأسس التي وضعها الجاحظ للإفهام في بلاغته هو عدم إساءة الفهم، بين المخاطبين؛ إذ يسعون إلى تحقيق البيان، والإبانة في كلامهم، وذلك بنقله قولا عن إبراهيم بن محمد بقوله:" يكفي من حظ البلاغة أن لا يؤتى السامع من سوء إفهام الناطق، ولا يؤتى الناطق من سوء فهم السامع"[13].
وقد استحسن الجاحظ هذا القول باعتباره من الأسس المهمة في التأكيد على أهمية وظيفة الإفهام أثناء التخاطب، وما له من فضيلة البيان، ولذلك لا بد من توافق الناطق والسامع، حتى يتحقق التواصل بينهم، وبلوغ غايتهم من القول.
ومن الأسس الأخرى التي تنبني عليها بلاغة الإفهام عند الجاحظ هو تحقيق وظيفة الإثبات، وهو المدار الذي يجري عليه الخطاب بين المتكلمين، بقوله: ""إنما مدار الأمور والغاية التي يجري إليها، الفهم ثم الإفهام، والطلب ثم التثبت.[14]"
وننقل نصا آخر يؤكد فيه أهمية الإقرار والتأكيد بالحجة والقول، من ذلك قول عمرو: "فكأنك إنما تريد تخير اللفظ، في حسن الإفهام، قال: نعم، قال: إنك إن أوتيت تقرير حجة الله في عقول المكلفين، وتخفيف المؤونة على المستمعين وتزيين تلك المعاني في قلوب المريدين، بالألفاظ المستحسنة في الآذان، المقبولة عند الأذهان، رغبة في سرعة استجابتهم، ونفي الشواغل عن قلوبهم بالموعظة الحسنة، على الكتاب والسنة"[15].
وعليه فعنصر الفهم والإفهام يؤديان إلى مسألة التثبيت، وهي من أعلى درجة الإقناع والبيان، مما يؤكد على ضرورة تحققه بين المخاطبين أثناء تحاججهم وتناظرهم، وتخاطبهم في مسألة ما، أو أثناء مخاطبة الخطيب للجمهور، فأول ما يجب الوصول إليه هو إثباته للمعنى في قلب السامع، وتأكيده على أحقية قوله.
♦ خلاصة:
بناء على ما مضى وانقضى نخلص إلى أن الإفهام له مركزيته في بلاغة الجاحظ؛ لأن "مدار الأمر على البيان والتبيين، وعلى الإفهام والتفهم، وكلما كان اللسان أبين، كان أحمد"[16]، وتجلياته تتجلى في اهتمامه بالبيان: الذي هو الفهم والإفهام، وأسسه ظاهرة في ربطه بالبلاغة التي تحقق له مزية التوافق بين المخاطبين في وصولهم إلى غايتهم المنشودة، ومن أسسه المركزية التثبيت أو الإثبات، عن طريق ترسيخ ما يسعى المخاطب إلى تبليغه في ذهن السامع.
المحور الرابع: مركزية المقام وأثره في بلاغة الإقناع والإفهام في بلاغة الجاحظ:
1- أهمية المقام عند الجاحظ:
للمقام أهمية جليلة في المشروع البلاغي عند الجاحظ؛ إذ له مركزية تجعله الأس الأول في الإقناع وتقرير الحجة، وإيصالها قلب السامع، وافهماها إياه، وقد ماثله بالبلاغة فجعله عنصرا ملزما فيها، أو من الإلزامات الضرورية الواجب مراعاتها في كل خطاب؛ لأن "جماع البلاغة التماس حسن الموقع، والمعرفة بساعات القول، وقلة الخرق بما التبس من المعاني أو غمض، وبما شرد عليك من اللفظ أو تعذر"[17].
والظاهر لنا من النص بأن تكون للمتكلم معرفة بساعات القول، بمعنى مقاماتها، ومراعاة الحالات ومواقعها، والآكَدُ من هذا أن الجاحظ يعطي للمقام أهمية شريفة، له مكانته في تقرير الحجة وإفهامها، وعليه فيجب على الكلام أن يكون واضحا موافقا لمقتضى الحال ومقتضياته.
وتتأكد لنا هذه الأهمية التي أولاها هذا الرجل للمقام في مشروعه البلاغي، ويقر على حضوره في كل خطاب لما قال: "ينبغي للمتكلم أن يعرف أقدار المعاني، ويوازن بينها وبين أقدار المستمعين وبين أقدار الحالات، فيجعل لكل طبقة من ذلك كلاما ولكل حالة من ذلك مقاما، حتى يقسم أقدار الكلام على أقدار المعاني، ويقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات، وأقدار المستمعين على أقدار تلك الحالات.[18]"
والنص واضح يسفر عن دلالاته، مدارها وعي المتكلم بأقدار وأحوال المستمعين، ومراعاة المقامات، وموازنة المعاني والألفاظ على أقدارهم وخصوصياتهم.
إذا إن النصين الذين أوردنهما يؤكدان على أهمية المقام أو مقتضيات الحال في بلاغة الجاحظ، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ما أثره في إقناع وإفهام السامع، وأهميته تكمن في تحقيقه التأثير، والإفهام ثم الإقناع.
2- أثر المقام في الإقناع والإفهام:
لما كان المقام ذا أهمية جليلة في الخطاب لدى الجاحظ، فذلك راجع لأثره البارز في تبليغ المعنى؛ وتحقيق المنفعة، الجلية في إقناع وإفهام المتكلم، وهذا ما يجعلنا نؤكد على قضية إلزامية وهي التكامل بين المقومات المكونة للخطاب الشفوي بمعنى الخطبة، ومراعاة المقام وأحوال الناس حتى يتسنى للمتكلم بلوغ الغاية التي ينشد إليها، وهذا واضح لكون أن المتكلم إن أراد تبليغ مراده والإبانة عن حجته، ومقارعة خصومه، ومناضلة منازعيه، وإفحام معارضيه، وإفهام متلقيه، وتحقيق الغاية الأسمى، التي هي الإقناع، لا بد من السير على قدر أفهام المخاطبين، والتمثل لمقامهم، والوعي بأحوالهم، من أجل موازنة الألفاظ، وإبلاغ المعاني، وترسيخها في قلوبهم، وميل أعناقهم.
وفي كلامنا هاهنا نصوص تؤكد الدور الذي يلعبه المقام في الإفهام والإقناع، التي أخذنها من "البيان والتبيين"، ونوردها مع بيان حمولتها الدلالية.
أول النصوص في هذا هو النص الذي نقله الجاحظ من صحيفة بشر بن المعتمر، وهو قوله: "والمعنى ليس يشرف بأن يكون من معاني الخاصة، وكذلك ليس يتّضع بأن يكون من معاني العامة، وإنما مدار الشرف على الصواب وإحراز المنفعة، مع موافقة الحال، وما يجب لكل مقام من المقال. وكذلك اللفظ العامي والخاصيّ، فإن أمكنك أن تبلغ من بيان لسانك، وبلاغة قلمك، ولطف مداخلك، واقتدارك على نفسك، إلى أن تفهم العامة معاني الخاصة، وتكسوها الألفاظ الواسطة التي لا تلطف عن الدهماء، ولا تجفو عن الأكفاء، فأنت البليغ التام.[19]"
لما قدم صاحب الصحيفة المعنى في هذا النص، فقدمه لأهميته، وبأنه الهدف الأسمى الذي يرموا إليه المتكلم من كل خطاب، ولكن تبليغه، وبلوغ الشرف فيه، ليس يتم بوضع الكلام على معاني العامة أو الخاصة، وإنما مداره يتحصل في إحراز المنفعة، والوصول إلى الصواب، وهو جلي في الإقناع والإفهام، والشاهد عندنا أنه لما ذكر مدار القول في إحراز المنفعة والصواب، ربطه بموافقة ذلكم القول للحال، وأن يكون مراعيا للمقام.
وهذا دليل نطوعه لإبراز أهمية وأثر مراعاة المقال لمقتضى أحوال الناس، ومقامتهم، في إبلاغهم المعنى وإفهامهم إياه، وإقناعهم به في بلاغة الجاحظ، واستشهاده كان استحسانا له من جهة، وموافقة لدلالاته من جهة أخرى.
ولم يكتف بن المعتمر بهذا فقط، بل استدرك على ما ذكرناه، ليبين أن البليغ التام، أو من تتحقق فيه درجة الكمال في البلاغة، هو من يستطيع ببراعة لسانه، وبلاغة قلمه، أن يفهم العامة معاني الخاصة، والخاصة معاني العامة.
النص الثاني الذي بين أثر مراعاة المقام في الإقناع والإفهام، هو نص نقله الجاحظ عن ابن المقفع، وذلك بقوله: "إذا أعطيت كلّ مقام حقه، وقمت بالذي يجب من سياسة ذلك المقام، وأرضيت من يعرف حقوق الكلام، فلا تهتم لما فاتك من رضا الحاسد والعدو، فإنه لا يرضيهما شيء.[20]"
بمعنى ومخاطبتك الناس بإعطاء المقام حقه، وحصلت ما ينبغي تحصيله في ذلك المقام، فقد بلغت مبلغا شريفا هو إرضائك الناس وإفهامهم، وإقناعهم، ووصولك هذا كان بمراعاتك للمقام، وعليه فيبقى المقام ذا أهمية في إحراز المنفعة في كل خطاب.
ويعد المقام عنصرا أساسيا في البلاغة عند الجاحظ، لما أشار إلى أن "أول البلاغة اجتماع آلة البلاغة، وذلك أن يكون الخطيب رابط الجأش، ساكن الجوارح، قليل اللحظ، متخير اللفظ، لا يكلم سيد الأمة بكلام الأمة ولا الملوك بكلام السوقة، ويكون في قواه فضل التصرف في كل طبقة(...)،ومدار الأمر على أفهام كل قوم بمقدار طاقتهم، والحمل عليهم على أقدار منازلهم، وأن تواتيه آلاته، وتتصرف معه أداته، ويكون في التهمة لنفسه معتدلا"[21].
إن الظاهر في هذا النص أن الجاحظ يعرف البلاغة، بأنها اجتماع مقوماتها الأساسية، آلياتها ومبادئها المركزية في المتكلم المخاطب، وقد جعل مراعاة المقام، ومخاطبة الناس على قدر طاقتهم، مقوما من هذه المقومات التي تؤدي الوظيفة الإقناعية، والافهامية، مما يجعلنا نقر بأن هذا الرجل يسعى في مشروعه البلاغي إلى تأسيس نظرية إقناعية في الخطاب الشفوي، قائمة بنفسها، لها أساسياتها ومقوماتها المؤسسة لها، ولو نظرنا مليا في بيانه لتجلت في ذهننا فكرة يسعى وراءها الجاحظ، وهي القول النفعي أسه الإقناع والإفهام، مع مراعاة مقتضيات الأحوال والمقامات التي تحيط بالخطاب عامة، والشفوي خاصة.
♦ خلاصة:
بناء على الفرش النظري لما ما مضى من أهمية المقام وأثره في الإقناع والإفهام، نخلص أن الجاحظ جعل المقام عنصرا أساسيا في مشروعه البلاغي، وذلك لما له من خصوصيات إبلاغية، وإقناعية، وإفهامية، للخطاب.
♦ خاتمة:
انطلاقا من تلكم الأساسيات التي مرت معنا في هذا العرض، نصل إلى القول بالأطروحة الرئيسة التي تبتغيها هذه الورقة في موضوع "بلاغة الإقناع والإفهام في بلاغة الجاحظ"، وهي أنه يسعى في بلاغته إلى ما هو تواصلي تأثيري تداولي، قوامه الحجة المقنعة، والألفاظ الحاملة والمعاني القائمة، وهدفه الإقناع والإفهام، ومراعاة المقال للمقام.
وعليه فهو يؤسس لنظرية إقناعية في الخطاب الشفوي، تسعى إلى النفعية، حصولها يتم في المقومات التي ذكرنها.
والله الموفق
♦ المصادر والمراجع:
• البيان والتبيين، الجاحظ، دار ومكتبة الهلال، بيروت.
• بلاغة الإقناع في المناظرة، عادل عبد اللطيف، منشورات ضفاف، دار الأمان.
• البيان العربي: دراسة في تطور الفكرة البلاغية عند العرب ومناهجها ومصادرها الكبرى، بدوي طبانة، مكتبة الأنجلو المصرية، مطبعة الرسالة، الطبعة3، ص62. نقل عن عادل عبد اللطيف، بلاغة الإقناع في المناظرة.
• المقام الشعري والمقام الخطابي، محمد العمري، ص11، نقل من بلاغة الإقناع في المناظرة.
• البلاغة العربية أصولها وامتداداتها، محمد العمري.
• الرسائل الأدبية، الجاحظ، دار ومكتبة الهلال، بيروت الطبعة: الثانية، 1423هـ.
--------------------
[1] البيان والتبيين، الجاحظ، دار ومكتبة الهلال، بيروت، /ص92/ج1.
[2] المصدر نفسه، ص92.
[3] البيان والتبيين، الجاحظ، ص53.
[4] المصدر نفسه، ص34.
[5] البيان والتبيين، الجاحظ، ص212/ ج1.
[6] بلاغة الإقناع في المناظرة، عادل عبد اللطيف، منشورات ضفاف، دار الأمان، الرباط، ص65.
[7] البيان العربي: دراسة في تطور الفكرة البلاغية عند العرب ومناهجها ومصادرها الكبرى، بدوي طبانة، مكتبة الأنجلو المصرية، مطبعة الرسالة، الطبعة3، ص62. نقل عن عادل عبد اللطيف، بلاغة الإقناع في المناظرة، ص62.
[8] بلاغة الإقناع في المناظرة، عادل عبد اللطيف، ص16. مذكور.
[9] المقام الشعري والمقام الخطابي، محمد العمري، ص11، نقل من بلاغة الإقناع في المناظرة.
[10] البلاغة العربية أصولها وامتداداتها، محمد العمري، ص198.
[11] الرسائل الأدبية، الجاحظ، دار ومكتبة الهلال، بيروت الطبعة: الثانية، 1423هـ، ص440/ ج1.
[12] البيان والتبيين، الجاحظ، ص28، مذكور.
[13] المصدر نفسه، ص90/ج1.
[14] البيان والتبيين، الجاحظ، ص26/ج2.
[15] المصدر نفسه، ص112.
[16] المصدر نفسه، ص34/ج1.
[17] البيان والتبيين، الجاحظ، ص112.
[18] البيان والتبيين، الجاحظ، ص131/ ج1.
[19] البيان والتبيين، الجاحظ، ص129/ج1.
[20] البيان والتبيين، الجاحظ، ص114/ج1.
[21] البيان والتبيين، الجاحظ، ص95/ج1.