التعبير البارز (كل وحتى) د. إبراهيم عوض أقصد بالتعبير البارز أن يكون الصوت جهيرًا والألوان قوية، ويدخل في ذلك المبالغة بمعناها المعهود في علوم البلاغة. إن المتنبي مغرم بالإطلاقات والتأكيد بأنواعه المختلفة، ويميل إلى الجري بالشيء إلى غايته القصوى. 1 - (كل) و(حتى): فمن ذلك مثلًا أنه يكثر من استعمال أدوات الاستقصاء؛ مثل (كل) و(حتى)، وقد عددتُ له من (كل) ما لا يقل عن مائتين وتسعين، ودَعْك مما لم أنتبه له؛ لأني كنت أقوم بإحصاء السمات الأسلوبية في شعر الشاعر كلها مرة واحدة، والذهن البشري عرضةٌ للكلال والسهو، وكثيرًا ما يكون الشيء الذي تطلبه العينُ أمامها، ولكنها تحيد عنه ولا تراه، ويبدو لي أن هذا رقم كبير، وبخاصة أنها قد تتكرَّر في بيتين متتاليين أو أكثر؛ وهذه أمثلة على ما نقول: وما كان إلا النار في كلِّ موضعٍ يثير غبارًا في مكان دُخَانِ فنال حياةً يشتهيها عدوُّه وموتًا يشهِّي الموت كل جبانِ ♦ ♦ ♦ ولَّى وكل مخالم ومنادمٍ بعد اللزومِ مشيِّعٌ ومودِّعُ مَن كان فيه لكلِّ قومٍ ملجأ ولسيفِه في كلِّ قومٍ مرتعُ ♦ ♦ ♦ يشلُّهمُ بكلِّ أقبَّ نهدٍ لفارسِه على الخيلِ الخيارُ وكل أصمَّ يعسلُ جانباه على الكعبينِ منه دمٌ ممارُ يغادرُ كلُّ ملتفتٍ إليه ولبَّتُه لثعلبِه وجارُ ♦ ♦ ♦ يصرفُ الأمرَ فيها طينُ خاتمِه ولو تطلَّس منه كلُّ مكتوبِ يحطُّ كلَّ طويلِ الرمحِ حاملُه مِن سرج كلِّ طويلِ الباعِ يعبوبِ كأن كلَّ سؤالٍ في مسامعِهِ قميصُ يوسفَ في أجفانِ يعقوبِ
سُئل الإمام الداراني رحمه اللهما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟فبكى رحمه الله ثم قال :أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هوسبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.