رد: محمد بن القاسم الأنباري في كتابه الأضداد
محمد بن القاسم الأنباري في كتابه الأضداد
معمر العاني
المبحث الأول
حياة ابن الأنباري وثقافته
ذكر الزبيدي (379هـ) في طبقاته أن اسمه: أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسين بن بيسان بن سماعة بن فروة بن قطن بن دعامة الأنباري، ولد في بغداد يوم الأحد، لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين، ونشأ في كنف أبيه القاسم، وكان أحد أعلام الأدب في عصره، وأخذ عن أحمد بن يحيى المعروف بثعلب، وكان أنجبَ طلابه وألمعَهم، كما أخذ عن إسماعيل القاضي، وأبي العباس الكديمي، وأحمد بن الهيثم البزاز وطبقتهم، ولم يلبث أن أصبح إماماً في اللغة والنحو والأدب والتفسير، وعدّ من أعلام الطبقة السادسة من النحويين الكوفيين أصحاب ثعلب[19].
وتحدث عنه ثلةٌ كبيرة من أرباب اللغة والمؤرخين، لما كان يتمتع به من علم وثقافة ومؤلفات كثيرة.
ذكر ابن النديم أنه "في غاية الذكاء والفطنة، وجودة القريحة، وسرعة الحفظ، وكان مع ذلك ورعاً من الصالحين، لا يعرف حرمة ولا زلة، وكان يُضرب به المثل في حضور البديهة وسرعة الجواب"[20].
أتقن علوم القرآن والحديث واللغة والرواية، وكان عالماً بالنحو الكوفي[21]، وحفظ المئات من الشواهد المختلفة، وله مؤلفات عدة، وقد ذكرها محمد أبو الفضل إبراهيم، وهي[22]:
1- أدب الكاتب، ذكره ابن النديم وياقوت.
2- الأضداد، وهو ما أفردناه بالبحث.
3- الأمالي، ذكره ياقوت.
4- الألفات، ومنه نسخة بمكتبة لاله لي.
5- إيضاح الوقف والابتداء، مطبوع.
6- الرد على من خالف مصحف عثمان، ذكره ياقوت.
7- الزاهر في معاني كلمات الناس، مطبوع.
8- شرح القصائد السبع الطوال.
9- شرح المفضليات، طبع بمطبعة الآباء اليسوعيين.
10- ضمائر القرآن، ذكره صاحب كشف الظنون، ونقل عنه الزركشي في البرهان.
11- غريب الحديث، ذكره ابن النديم.
12- الكافي في النحو، ذكره ابن النديم وياقوت.
13- اللامات، ذكره ابن النديم وياقوت.
14- المجالس، ذكره القفطي وسماه ياقوت (المجالسات).
15- المذكر والمؤنث.
16- مسائل ابن شنبوذ، ذكره ابن النديم وياقوت والقفطي.
17- المشكل في معاني القرآن، ذكره ابن النديم وياقوت وابن خلكان.
18- المقصور والممدود، ذكره ابن النديم وياقوت والقفطي.
19- الهاءات في كتاب الله عز وجل، ومنه نسخة مخطوطة في باريس.
20- كتاب الهجاء، ذكره ابن النديم وياقوت.
21- الواضح في النحو، ذكره ابن النديم وياقوت.
أما وفاته فقيل: (327هـ) وقيل (328هـ)، وهو المشهور.
كتاب الأضداد
سبب التأليف:
ذكر ابن الأنباري أن الدافع لتأليفه الكتاب هو الرد على الطاعنين في لغة العرب، واصفاً إياهم بأهل الزيغ والشعوبيين، فقال: "هذا كتاب ذكر الحروف التي تُوقعها العربُ على المعاني المتضادة، فيكون الحرف منها مؤديًا عن معنيين، ويظنُّ أهل البدع والزيغ والإزراء بالعرب، أن ذلك كان منهم لنُقصان حكمتهم، وقلة بلاغتهم، وكثرة الالتباس في محاوراتهم"[23].
ويعقبّ محمد حسين آل ياسين على قول الأنباري: بأنه "يشير هذا إلى دوافع الكتاب ويرسم لنفسه الطريق، ثم يحاول بعد ذلك أن يجيب على ما أثار أهل البدع والازدراء بالعرب بأجوبة مختلفة تفنّد أشكالهم في الالتباس الذي يحصل من جرّاء انصراف اللفظة الواحدة إلى المعنيين المتضادين"[24].
ولم يقتصر داعي التأليف على رد ادعاء أهل البدع والزيغ، وإنما اشتمل على جميع ألفاظ الأضداد من مظانها والتوسع فيها وزيادة ألفاظ أخرى، قال الأنباري: "وقد جمع قومٌ من أهل اللغة الحروفَ المتضادّة، صنفوا في إحصائها كتباً نظرت فيها، فوجدت كل واحد منهم أتى من الحروف بجزء، وأسقط منها جزءاً، وأكثرهم أمسك على الاعتلال لها، فرأيت أن أجمعها في كتابنا هذا على حسب معرفتي، ومبلغ علمي، ليستغني كاتبُه والناظر فيه عن الكتب القديمة المؤلفة في مثل معناه إذا اشتمل على جميع ما فيها، ولم يعدم منه زيادة الفوائد، وحسن البيان، واستيفاء الاحتجاج، واستقصاء الشواهد"[25].
فنرى ابن الأنباري مندفعاً إلى الإحصاء غير الواعي، ليكون هذا مجالاً للمكاثرة بالمادة والمفاخرة بالعلم والتوسع بالرواية والنقل، وإن كان قد عرض أيضاً إلى هذه التفسيرات السابقة وغيرها في أثناء معالجته لبعض الألفاظ في الكتاب[26].
وأرى أننا يمكن أن نضيف أمرين، أحدهما: أننا لا يمكن أن نَغفُل عن الوازع الديني وأثره في المحافظة على لغة القرآن الكريم، فهو من الأسباب التي دفعت اللغويين والباحثين إلى جمع ألفاظ اللغة، والغوص في بحورها، واستخراج كنوزها، وهذا ما قام به ابن الأنباري في هذا الكتاب.
الآخر: لا نجانب الصوابَ إذا قررنا أن أثر ابن الأنباري في هذا الكتاب كان أعظم من غيره ممن ألَّف في الأضداد، فقد دافع ابنُ الأنباري عن اللغة العربية عندما طعن الأعداء فيها لوجود ظاهرة الأضداد، أما غيره من اللغويين فقد دافعوا عن هذه الظاهرة من خلال إثباتها، ولكونها لا تمس اللغة العربية بسوء، ولعمري إن البون شاسع بين دفاع صاحبنا ودفاع غيره، وإن كان ذلك كله يصب في مصلحة اللغة العربية.
أهمية كتاب الأضداد:
يُعد كتاب الأضداد لابن الأنباري من أجلّ ما ألف في موضوع الأضداد، وأكمل المحاولات الجادة لدراسة هذه الظاهرة، بما اشتمل عليه من مواد لغوية وشواهد مختلفة ونصوص لأرباب اللغة، ومناقشة لآرائهم، وتأييد بعضها وتفنيد الآخر، فنهل منه الدارسون والباحثون، لأنه يمثل مرحلة النضج في التأليف اللغوي لهذه الظاهرة.
وقد أثنى عليه جل المؤلفين، واللغويين والمؤرخين في كتبهم اللغوية[27]، كما أثنى عليه من حقق هذا الكتاب، فقال أبو الفضل: أعظم هذه الكتب خطراً، وأوسعها كلماً، وأحفظها بالشواهد"[28].
وذكر الدسوقي أن كتاب الأنباري جاء "بجميع ما ضمته كتب الأضداد من قبله، ويزيد عليها ما اهتدى إليه، ويناقشها مبدياً رأيه فيها، موضحاً المراد منها..."[29].
ويمكننا أن نجمل أهمية الكتاب في النقاط الآتية:
1- تتجلى أهمية الكتاب في دفاع ابن الأنباري عن اللغة العربية، وإثبات هذه الظاهرة اللغوية، ورده على أهل البدع والزيغ والازدراء.
2- أتى ابن الأنباري بجميع الألفاظ التي ذكرها من سبقه وزاد عليها ألفاظاً أخرى، وقد أحصى أيوب سالم في رسالته الألفاظ التي انفرد بها ابن الأنباري[30]، إذ انفرد عن قطرب بمائة وخمس وثمانين لفظة، وعن الأصمعي (216هـ) بمائتين وأربع وثمانين لفظة، وعن ابن السكيت بمائتين وسبع وسبعين، وعن أبي حاتم السجستاني بمائتين وإحدى وثلاثين، وعن أبي الطيب بمائتين وثلاث وعشرين، وعن ابن الدهان بمائة وإحدى وخمسين، وعن الصاغاني بمائة وثمانين لفظة.
وذكر حسين نصار أن ابن الأنباري قد ذكر جميع ما في أضداد ابن السكيت وأبي حاتم السجستاني ما عدا قريباً من ثلاثين أهملها لشكه فيها، وجميع ما في أضداد قطرب غير اثني عشر ضداً، وكان قطرب قد انفرد بعشر منها[31].
3- يعد الكتاب من أهم المدونات اللغوية وأكملها نضجاً، ويأتي ذلك بسبب العصر الذي كان فيه ابن الأنباري؛ إذ بلغت فيه المصنفات اللغوية الذروة من خلال موضوعاتها وطريقة عرض المادة، ووصف آل ياسين الكتاب بقوله: "إنه مرحلة جديدة من التأليف في الأضداد، إذ ألفه ابنُ الأنباري متأثراً بمحاولات سابقة: الفراء (207هـ) والأصمعي، وأبي عبيدة (209هـ)، وثعلب وغيرهم، محاولاً أن يجمع بينها ليكمل بعضها بعضا، مضيفاً إليها من بحثه الخاص، بمنهج أكثر شمولاً ونضجاً"[32].
4- تميز الكتاب عن غيره من كتب الأضداد بزيادة أنواع فيه؛ فلم يقتصر على الألفاظ، وإنما تعدى إلى ذكر ما يفسر من القرآن تفسيرين متضادين، وما يفسر من الحديث النبوي تفسيرين متضادين، وما يفسر من الشعر تفسيرين متضادين، وما يفسر من قول العرب تفسيرين يشبهان الأضداد[33].
5- كما يعد هذا الكتاب المنطلق الذي انطلق منه الدارسون في دراساتهم اللغوية الحديثة ولا سيّما في السياق والدلالة. يقول آل ياسين: "إن ابن الأنباري هو أول من فسر التضاد، فانفتح لكثير من الباحثين الغربيين والعرب هذا الباب، فراحوا يفسرون المشترك بالسياق أيضاً، وأيدوا هذه الفكرة بالنسبة للأضداد"[34].
والحقيقة أن تعرف الأبعاد أو المجالات الدلالية للكلمات والتراكيب اللغوية المكتسبة من الأضداد لابن الأنباري تمكن الباحث من استغلال الطاقات المتوافرة في الألفاظ التي جاءت فيه، للتعبير عن مكنونات النفس، ودقائق الفكر، ونوازع الوجدان، بما يتلاءم مع جميع الظروف النفسية والاجتماعية، ومع السياقات اللغوية المختلفة.
تحقيق الكتاب:
يقول كارل بروكلمان: "بقى من مصنفاته –محمد بن القاسم الأنباري– كتاب الأضداد: نشره هوتيسما في ليدن سنه 1883م، على أساس مخطوط ليدن، ونشر أيضاً في القاهرة سنة 1325هـ عن الطبعة السابقة"[35].
وكتاب ليدن كان طبعة علمية جيدة، ووضع له فهارس منوعة، وعني بإخراجه عنايةً مشكورة، ثم عن هذه الطبعة نشرت في مصر ولم تخل من الخطأ والتحريف[36].
ويبدو أن هذه الطبعة ظلّت في متناول الدارسين والباحثين والقراء، ينهلون منها ما يخص موضوع الأضداد إلى أن قام محمد أبو الفضل إبراهيم بتحقيق أضداد ابن الأنباري سنة 1987م ليأتي ذلك ضمن سلسلة التراث العربي التي أصدرتها دائرة المطبوعات والنشر في الكويت.
تحقيق أبي الفضل للكتاب:
قام صلاح الدين المنجد بتصدير الكتاب المحقق، وذكر أنه يدور حول الألفاظ التي تحتمل معنيين متضادين في اللغة العربية[37].
وقد اعتنى أبو الفضل بتحقيق هذا الكتاب عناية كبيرة، فهو من فرسان هذا الميدان، وسبق أن حقق كثيراً من كتب الأصول القديمة... وشارك علماء آخرين في تحقيق كتب أخرى، وهذه الكتب أقوى دليل على فضل المحقق وما بذله من جهود لإحياء آثار العرب[38].
وفي تحقيقه للكتاب نجده قد بدأ بمقدمة ذكر فيها تعريف الأضداد، معرجاً على جدل العلماء في إثباتها أو إنكارها، ذاكراً أهم العلماء من الطائفتين، ثم انتقل إلى التعريف بأهم الكتب التي اشتملت على الأضداد.
وذكر أبو الفضل أنه قام الدكتور أوغست هفنر بنشر كتب الأضداد للأصمعي والسجستاني وابن السكيت والصاغاني، وطبعت هذه المجموعة طبعة علمية جيدة في بيروت سنة 1913، كما نشر الأستاذ هانس كوفلر كتاب أبي علي محمد بن المستنير المعروف بقطرب في مجلة إسلاميكا (المجلد الخامس) سنة 1931. ثم نشر محمد آل ياسين كتاب ابن الدهان، ونقل السيوطي (911هـ) أن ممن ألف في ذلك أبو البركات الأنباري (577هـ)، وظهرت فصول منه في كتاب الجمهرة لابن دريد (321هـ) والغريب لأبي عبيدة، والمخصص لابن سيده، وفقه اللغة للثعالبي (429هـ)، وديوان الأدب للفارابي (350هـ)[39].
والمتتبع لطبعة أبي الفضل يجد أنها اشتملت على ثلاثمائة وسبع وخمسين مادة في الأضداد، وقد ضمّن تحقيقه الحواشي التي ذكر فيها شروحاً للألفاظ الغامضة، والإحالات للشواهد القرآنية والأحاديث النبوية، والشعر العربي والأعلام، ثم ختم كتابه بفهارس اشتملت على ألفاظ الأضداد مرتبة على حروف الهجاء، ثم الآيات القرآنية، فالأحاديث النبوية، وفهرس القوافي، والأرجاز، وأنصاف الأبيات، والأعلام، وفهرس القبائل والأمم، والأماكن.
تحقيق محمد إبراهيم الدسوقي:
جاء الدسوقي ليقوم بمحاولة أخرى لتحقيقه، وطبع الكتاب في مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع في مصر.
وبيّن الدسوقي السبب الذي دفعه لإعادة تحقيقه بقوله: "ورغبة في التيسير على أبنائنا الباحثين عن خصائص لغتنا، وإسهاماً في معاونتهم على الإحاطة بأسرار اللغة، وامتلاك ناصية الكلام كان لا بد من إعادة تحقيقه بمزيد من تخريج الأحاديث والقرآن والروايات الشعرية مع تسليط الأضواء على كثير من الألفاظ والأساليب، والإشارات ليتسنى لهم فهم النص، والإحاطة به، والاستدلال عليه على خير وجه"[40].
وعلى عادة المحققين السابقين، بدأ الدسوقي مقدمة تحقيقه بتعريف الأضداد، وأهم من ألّف فيها، وعرج على حياة الأنباري، ومن أخذ عنهم وأخذوا عنه من العلماء، ثم شرح منهجيته في تحقيق الكتاب.
وفي الحواشي نجد شروحاً لعدد من الألفاظ التي تلتبس على القارئ، أشار فيها إلى المصادر المعتمدة، وخرّج فيها الشواهد القرآنية والأحاديث النبوية والأبيات الشعرية، وكان عدد المواد التي شرحها في كتابه ثلاثمائة وستا وخمسين مادة.
أما فهارسه فلم تشتمل إلا على الألفاظ من غير ذكر الآيات والأحاديث والأبيات الشعرية.
وبعد هذه الجولة في التحقيقين أرى الأمور الآتية:
1- اختلف المحققان في تسمية عنوان الكتاب، فأبو الفضل سماه: كتاب الأضداد، والدسوقي سماه: الأضداد في اللغة، وأرى أن تسميته الصحيحة هي: الأضداد، من غير ذكر لفظة قبله، وهذا ما وجد في مصادر اللغة.
2- اختلفا في عدد المواد المحققة، فعند الأول كانت ثلاثمائة وسبعًا وخمسين لفظة، وعند الآخر كانت ثلاثمائة وستًّا وخمسين لفظة.
3- اشتمل الأول على فهارس أكثر من الآخر، وإن كان الدسوقي أكثر شرحاً في الحواشي من أبي الفضل.
3- كتب الأضداد.
شغلت ظاهرة الأضداد مساحة كبيرة في المراجع اللغوية، ونالت اهتمام اللغويين، الذين رسموا طرقاً عدة لمعالجة هذه الظاهرة في كتبهم.
ويرى إبراهيم أنيس أن اهتداء الرواة وعلماء اللغة إلى مواد الأضداد كان نتيجة ولعهم بالتماس فرائد العربية ونوادرها وغريبها[41]، في حين يرى آل ياسين أن جمع ألفاظ الأضداد وتلمسها في القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر والأمثال ولغة التخاطب من لدن العلماء كان دافعه استطراف هذه الألفاظ من جهة وخدمة القرآن من جهة أخرى[42].
وسنورد من ألف في الأضداد بحسب ما ورد في الكتب اللغوية[43]:
1- قطرب. 2- الأصمعي. 3- ابن السكيت. 4-السجستاني.
5- ابن الأنباري. 6- ابن الدهان. 7- الصاغاني.
وأورد علماء آخرون ظاهرة الأضداد في كتبهم اللغوية ومنهم[44]:
الفراء، أبو عبيدة (210هـ)، التوَّزي، أبو عبيد القاسم بن سلام (244هـ)، ثعلب، الآمدي (370هـ)، ابن فارس (395هـ)، عبد الله ابن القاضي (1304هـ).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 26-12-2022 الساعة 05:02 AM.
|