
30-01-2023, 03:57 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,680
الدولة :
|
|
رد: أحاديث في فقه الصيام والقيام
أحاديث في فقه الصيام والقيام (3)
الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
وقفة تأمل:
مضى نصف رمضان، فإن كنا قد قصرنا فيه فلنعوض فيما بقي ذكرًا وتلاوة وصلاة ودعاء، أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه، وأن يجعلنا ووالدينا وأهلنا من عتقائه من النار، وأن يبلغنا ليلة القدر، إنه سميع مجيب.
رمضان شهر الفتوحات والانتصارات:
فهذا الشهر العظيم ضمَّ الوقائع العظيمة على مدى تاريخ الإسلام، فمن يتصفح التاريخ، ويقلب أوراق الكتب، تبرز أمامه الصورة المشرقة لهذا الشهر، ولكن أسفًا على أمة غابت عنها صورتها المشرقة وعن عينها لفترة زادت عن مئات السنين، فلذا أصبح من الصعب بل من المستحيل على العقل تصورها، تحققت انتصارات رائعة، ومن أشهر تلك الفتوحات الرمضانية معركة بدر، ثم فتح مكة، ومن ثم الأندلس، وحطين، وعين جالوت، وغير ذلك.
ولا يأتي رمضان إلا ونتذكر هذه الانتصارات، وهذه نعمة عظيمة مَنَّ الله عز وجل بها علينا.
إنه شهر الانتصارات والفتوحات، لا شهر الكسل، والطرب والمسلسلات والمجون!
اللهم ردنا إليك ردًّا جميلًا.
عبودية الصيام:
العبودية لله عز وجل من أسمى منازل القرب والخضوع للمولى سبحانه وتعالى؛ حيث إن العبادة: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة"، فالأعمال الباطنة مثل: أعمال القلب، من اليقين والصبر، والتوكل والرجاء، والخوف والمحبة والإنابة.
الصيام جمع بين العبادة الظاهرة والباطنة.
وقت المسلم:
وقوله: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8]، هذه خطة لحياة المسلم وُضعت لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليطبقها أمام المسلمين، ويطبقوها معه، حتى الفوز بالجنة والنجاة من النار، وهي فإِذا فرغت من عمل ديني، فانصب لعمل دنيوي، وإذا فرغت من عمل دنيوي، فانصب لعمل ديني أخروي، فمثلًا فرغت من الصلاة، فانصب نفسك للذكر والدعاء بعدها، فرغت من الصلاة والدعاء، فانصب نفسك لدنياك، فرغت من الجهاد، فانصب نفسك للحج، ومعنى هذا أن المسلم يحيا حياة الجد والتعب، فلا يعرف وقتًا للهو واللعب أو للكسل والبطالة قط، وقوله: ﴿ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 8]؛ ارغب بعد كل عمل تقوم به في مثوبة ربك وعطائه، وما عنده من الفضل والخير؛ إذ هو الذي تعمل له وتنصب من أجله، فلا ترغب في غيره، ولا تطلب سواه.
شرف ليلة القدر:
قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].
• يقَدِّرُ اللهُ سبحانه وتعالى فيها كُلَّ ما هو كائنٌ في السَّنَةِ؛ قال تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ [الدخان: 4، 5].
ففي تلك الليلةِ يُقَدِّرُ اللهُ سبحانه مقاديرَ الخلائِقِ على مدارِ العامِ، ويُكتَبُ فيها الأحياءُ والأمواتُ، والنَّاجون والهالكونَ، والسُّعداءُ والأشقياءُ، والعزيزُ والذَّليلُ، وكلُّ ما أراده اللهُ سبحانه وتعالى في السَّنةِ المُقبلةِ، يُكتَبُ في ليلةِ القَدرِ هذه.
إنَّها ليلةٌ مُبارَكة.
قيام ليلة القدر:
يُشرَعُ في هذه الليلةِ الشَّريفةِ قيامُ لَيلِها بالصَّلاةِ.
عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ومن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقَدَّمَ مِن ذَنبِه))؛ [رواه البخاري (2014)، ومسلم (760)].
اللهم وفقنا وجميع المسلمين لقيامها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|