عرض مشاركة واحدة
  #379  
قديم 30-01-2023, 11:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,765
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد


تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الخامس
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الْبَقَرَة(365)
الحلقة (379)
صــ 576 إلى صــ 602




[ ص: 576 ] القول في تأويل قوله : ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )

قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : يؤتي الله الإصابة في القول والفعل من يشاء من عباده ، ومن يؤت الإصابة في ذلك منهم ، فقد أوتي خيرا كثيرا .

واختلف أهل التأويل في ذلك .

فقال بعضهم ، " الحكمة " التي ذكرها الله في هذا الموضع ، هي : القرآن والفقه به .

ذكر من قال ذلك :

6177 - حدثنا المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس في قوله : ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) يعني المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله .

6178 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : " يؤتي الحكمة من يشاء " قال : الحكمة : القرآن ، والفقه في القرآن .

6179 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " والحكمة : الفقه في القرآن .

6180 - حدثنا محمد بن عبد الله الهلالي قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا مهدي بن ميمون قال : حدثنا شعيب بن الحبحاب ، عن أبي العالية : [ ص: 577 ] " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " قال : الكتاب والفهم به .

6181 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن ليث ، عن مجاهد قوله : " يؤتي الحكمة من يشاء " الآية ، قال : ليست بالنبوة ، ولكنه القرآن والعلم والفقه .

6182 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال : قال ابن عباس : الفقه في القرآن .

وقال آخرون : معنى " الحكمة " الإصابة في القول والفعل .

ذكر من قال ذلك :

6183 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح قال : سمعت مجاهدا قال : " ومن يؤت الحكمة " قال : الإصابة .

6184 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله - عز وجل - : " يؤتي الحكمة من يشاء " قال : يؤتي الإصابة من يشاء .

6185 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد يؤتي الحكمة من يشاء " قال : الكتاب ، يؤتي إصابته من يشاء . [ ص: 578 ]

وقال آخرون : هو العلم بالدين .

ذكر من قال ذلك :

6186 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد يؤتي الحكمة من يشاء " : العقل في الدين ، وقرأ : " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " .

6187 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : الحكمة : العقل .

6188 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قلت لمالك : وما الحكمة ؟ قال : المعرفة بالدين ، والفقه فيه ، والاتباع له .

وقال آخرون : " الحكمة " الفهم .

ذكر من قال ذلك :

6190 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي قال : حدثنا سفيان ، عن أبي حمزة ، عن إبراهيم قال : الحكمة : هي الفهم .

وقال آخرون : هي الخشية .

ذكر من قال ذلك :

6191 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع في قوله : " يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة " الآية ، قال : " الحكمة " الخشية ؛ لأن رأس كل شيء خشية الله . وقرأ : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) . [ سورة فاطر : 28 ] . [ ص: 579 ]

وقال آخرون : هي النبوة .

ذكر من قال ذلك :

6192 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي قوله يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة " الآية ، قال : الحكمة : هي النبوة .

وقد بينا فيما مضى معنى " الحكمة " - وأنها مأخوذة من " الحكم " وفصل القضاء ، وأنها الإصابة - بما دل على صحته ، فأغنى ذلك عن تكريره في هذا الموضع .

وإذا كان ذلك كذلك معناه ، كان جميع الأقوال التي قالها القائلون الذين ذكرنا قولهم في ذلك داخلا فيما قلنا من ذلك ؛ لأن الإصابة في الأمور إنما تكون عن فهم بها وعلم ومعرفة . وإذا كان ذلك كذلك ، كان المصيب عن فهم منه بمواضع الصواب في أموره مفهما خاشيا لله فقيها عالما وكانت النبوة من أقسامه . لأن الأنبياء مسددون مفهمون ، وموفقون لإصابة الصواب في بعض الأمور ، " والنبوة " بعض معاني " الحكمة " .

فتأويل الكلام : يؤتي الله إصابة الصواب في القول والفعل من يشاء ، ومن يؤته الله ذلك فقد آتاه خيرا كثيرا .
[ ص: 580 ] القول في تأويل قوله : ( وما يذكر إلا أولو الألباب ( 269 ) )

قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : وما يتعظ بما وعظ به ربه في هذه الآيات التي وعظ فيها المنفقين أموالهم بما وعظهم به وغيرهم فيها وفي غيرها من آي كتابه - فيذكر وعده ووعيده فيها ، فينزجر عما زجره عنه ربه ، ويطيعه فيما أمره به - " إلا أولو الألباب " يعني : إلا أولو العقول ، الذين عقلوا عن الله - عز وجل - أمره ونهيه .

فأخبر - جل ثناؤه - أن المواعظ غير نافعة إلا أولي الحجا والحلوم ، وأن الذكرى غير ناهية إلا أهل النهى والعقول .
القول في تأويل قوله : ( وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار ( 270 ) )

قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : وأي نفقة أنفقتم - يعني : أي صدقة تصدقتم - أو أي نذر نذرتم - يعني " بالنذر " ما أوجبه المرء على نفسه تبررا في طاعة الله ، وتقربا به إليه - من صدقة أو عمل خير " فإن الله يعلمه " [ ص: 581 ] أي إن جميع ذلك بعلم الله ، لا يعزب عنه منه شيء ، ولا يخفى عليه منه قليل ولا كثير ، ولكنه يحصيه أيها الناس عليكم حتى يجازيكم جميعكم على جميع ذلك .

فمن كانت نفقته منكم وصدقته ونذره ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من نفسه ، جازاه بالذي وعده من التضعيف ، ومن كانت نفقته وصدقته رئاء الناس ونذوره للشيطان ، جازاه بالذي أوعده من العقاب وأليم العذاب كالذي : -

6193 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله - عز وجل - : " وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه " ويحصيه .

6194 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .

ثم أوعد - جل ثناؤه - من كانت نفقته رياء ونذوره طاعة للشيطان فقال : " وما للظالمين من أنصار " يعني : وما لمن أنفق ماله رئاء الناس وفي معصية الله ، وكانت نذوره للشيطان وفي طاعته " من أنصار " وهم جمع " نصير" كما " الأشراف " جمع " شريف " . ويعني بقوله : " من أنصار " من ينصرهم من الله يوم القيامة ، فيدفع عنهم عقابه يومئذ بقوة وشدة بطش ، ولا بفدية .

وقد دللنا على أن " الظالم " هو الواضع للشيء في غير موضعه .

وإنما سمى الله المنفق رياء الناس ، والناذر في غير طاعته ظالما ؛ لوضعه إنفاق ماله في غير موضعه ، ونذره في غير ما له وضعه فيه ، فكان ذلك ظلمه . [ ص: 582 ]

قال أبو جعفر : فإن قال لنا قائل : فكيف قال : " فإن الله يعلمه " ولم يقل : " يعلمهما " وقد ذكر النذر والنفقة .

قيل : إنما قال : " فإن الله يعلمه " لأنه أراد : فإن الله يعلم ما أنفقتم أو نذرتم ، فلذلك وحد الكناية .
القول في تأويل قوله ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم )

قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " إن تبدوا الصدقات " إن تعلنوا الصدقات فتعطوها من تصدقتم بها عليه " فنعما هي " يقول : فنعم الشيء هي " وإن تخفوها " يقول : وإن تستروها فلم تعلنوها " وتؤتوها الفقراء " يعني : وتعطوها الفقراء في السر " فهو خير لكم " يقول : فإخفاؤكم إياها خير لكم من إعلانها . وذلك في صدقة التطوع كما : -

6195 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم " كل مقبول إذا كانت النية صادقة ، وصدقة السر أفضل . وذكر لنا أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار .

6196 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، في قوله : " إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم " قال : كل مقبول إذا كانت النية صادقة ، [ ص: 583 ] والصدقة في السر أفضل . وكان يقول : إن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار .

6197 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم " فجعل الله صدقة السر في التطوع تفضل علانيتها بسبعين ضعفا ، وجعل صدقة الفريضة : علانيتها أفضل من سرها ، يقال بخمسة وعشرين ضعفا ، وكذلك جميع الفرائض والنوافل في الأشياء كلها .

6198 - حدثني عبد الله بن محمد الحنفي قال : حدثنا عبد الله بن عثمان قال : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : سمعت سفيان يقول في قوله : " إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم " قال : يقول : هو سوى الزكاة . .

وقال آخرون : إنما عنى الله - عز وجل - بقوله : " إن تبدوا الصدقات فنعما هي " إن تبدوا الصدقات على أهل الكتابين من اليهود والنصارى فنعما هي ، وإن تخفوها وتؤتوها فقراءهم فهو خير لكم . قالوا : وأما ما أعطى فقراء المسلمين من زكاة وصدقة تطوع فإخفاؤه أفضل من علانيته .

ذكر من قال ذلك :

6199 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : حدثني عبد الرحمن بن شريح ، أنه سمع يزيد بن أبي حبيب يقول : إنما نزلت هذه الآية : " إن تبدوا الصدقات فنعما هي " في الصدقة على اليهود والنصارى . [ ص: 584 ]

6200 - حدثني عبد الله بن محمد الحنفي قال : أخبرنا عبد الله بن عثمان قال : أخبرنا ابن المبارك قال : أخبرنا ابن لهيعة قال : كان يزيد بن أبي حبيب يأمر بقسم الزكاة في السر قال عبد الله : أحب أن تعطى في العلانية يعني الزكاة .

قال أبو جعفر : ولم يخصص الله من قوله : " إن تبدوا الصدقات فنعما هي " [ شيئا دون شيء ] ، فذلك على العموم إلا ما كان من زكاة واجبة ، فإن الواجب من الفرائض قد أجمع الجميع على أن الفضل في إعلانه وإظهاره سوى الزكاة التي ذكرنا اختلاف المختلفين فيها مع إجماع جميعهم على أنها واجبة ، فحكمها في أن الفضل في أدائها علانية ، حكم سائر الفرائض غيرها .
القول في تأويل قوله ( ويكفر عنكم من سيئاتكم )

قال أبو جعفر : اختلف القرأة في قراءة ذلك .

فروي عن ابن عباس أنه كان يقرؤه : " وتكفر عنكم " بالتاء .

ومن قرأه كذلك ، فإنه يعني به : وتكفر الصدقات عنكم من سيئاتكم .

وقرأ آخرون : ( ويكفر عنكم ) بالياء ، بمعنى : ويكفر الله عنكم بصدقاتكم - على ما ذكر في الآية - من سيئاتكم . [ ص: 585 ]

وقرأ ذلك بعد عامة قراء أهل المدينة والكوفة والبصرة ، " ونكفر عنكم " بالنون وجزم الحرف ، يعني : وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء نكفر عنكم من سيئاتكم بمعنى : مجازاة الله - عز وجل - مخفي الصدقة بتكفير بعض سيئاته بصدقته التي أخفاها .

قال أبو جعفر : وأولى القراءات في ذلك عندنا بالصواب قراءة من قرأ : " ونكفر عنكم " بالنون وجزم الحرف ، على معنى الخبر من الله عن نفسه أنه يجازي المخفي صدقته من التطوع ابتغاء وجهه من صدقته بتكفير سيئاته . وإذا قرئ كذلك فهو مجزوم على موضع " الفاء " في قوله : " فهو خير لكم " ؛ لأن " الفاء " هنالك حلت محل جواب الجزاء .

فإن قال لنا قائل : وكيف اخترت الجزم على النسق على موضع " الفاء " وتركت اختيار نسقه على ما بعد الفاء ، وقد علمت أن الأفصح من الكلام في النسق على جواب الجزاء الرفع ، وإنما الجزم تجويزه ؟ .

قيل : اخترنا ذلك ليؤذن بجزمه أن التكفير - أعني تكفير الله من سيئات المصدق لا محالة داخل فيما وعد الله المصدق أن يجازيه به على صدقته ؛ لأن ذلك إذا جزم مؤذن بما قلنا لا محالة ، ولو رفع كان قد يحتمل أن يكون داخلا فيما وعده الله أن يجازيه به ، وأن يكون خبرا مستأنفا أنه يكفر من سيئات عباده المؤمنين ، على غير المجازاة لهم بذلك على صدقاتهم ؛ لأن ما بعد " الفاء " في جواب الجزاء استئناف ، فالمعطوف على الخبر المستأنف في حكم المعطوف عليه في أنه غير داخل في الجزاء ، ولذلك من العلة ، اخترنا جزم " نكفر " عطفا به على موضع [ ص: 586 ] الفاء من قوله : " فهو خير لكم " وقراءته بالنون .

فإن قال قائل : وما وجه دخول " من " في قوله : " ونكفر عنكم من سيئاتكم " قيل : وجه دخولها في ذلك بمعنى : ونكفر عنكم من سيئاتكم ما نشاء تكفيره منها دون جميعها ؛ ليكون العباد على وجل من الله فلا يتكلوا على وعده ما وعد على الصدقات التي يخفيها المتصدق فيجترئوا على حدوده ومعاصيه .

وقال بعض نحويي البصرة : معنى " من " الإسقاط من هذا الموضع ، ويتأول معنى ذلك : ونكفر عنكم سيئاتكم .
القول في تأويل قوله ( والله بما تعملون خبير ( 271 ) )

قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : " والله بما تعملون " في صدقاتكم - من إخفائها ، وإعلان وإسرار بها وجهار ، وفي غير ذلك من أعمالكم - " خبير " يعني بذلك ذو خبرة وعلم ، لا يخفى عليه شيء من ذلك ، فهو بجميعه محيط ، ولكله محص على أهله ، حتى يوفيهم ثواب جميعه ، وجزاء قليله وكثيره .
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.98 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.63%)]