عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-02-2023, 02:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حدائق الإيمان في ديوان غرد يا شبل الإسلام للشاعر الفلسطيني محمود مفلح

أما في نشيده "العيد السعيد"، فنراه يجعل هذا العيد دِفئًا وفَرَحًا من خلال أحلام الطفولة، وأشواق الصبا، وهو يربط هذا العيد من خلال فكره النيِّر بحياة أعظم وأسمى من اللَّهْو واللَّذَّة الدنيوية الفانية، فالإسلام أباح لعبَ الأطفال ولهوَهم، ولكنه وجَّه هذا اللهو الوِجْهة الصحيحة، أما المرح في العيد، فهو لا يخرج عن دائرة شُكْرِ الله على نِعَمِه الكثيرة على عباده، وصِلة الأرْحامِ، ودعاء المولى جلَّ وعلا أن يغفِرَ الذنوب، ويحفظ الأوطان، وينشُر الإسلام، لا تخرج أعيادُنا عن التغنِّي بأمجاد الأُمَّة، والتمتُّع بما وهبَنا الله من بلاد خيِّرة خلَّابة، وهكذا يكون أطفالنا صِغارًا في قاماتِهم، كِبارًا في عقولهم وأهدافهم، وليس هذا مستحيلًا، ولكنها تربية الرُّوح على الحُبِّ والعطاء:
ألبَسُ أغْلَى ثَوْبٍ عِنْدي
يا ثَوْبي يا عُودَ النَّدِّ

ألثِمُ أُمِّي ألثِمُ جدِّي
أَقطِفُ لهما أحْلَى وَرْدِ

يا ربِّي يا ذا الإنْعامِ
طَهِّرْ قَلْبِي من آثامِي

واحْفَظْ يا ربِّي أوْطاني
وانشُرْ راياتِ الإسلام [4]


ويتميَّز شاعرُنا في أناشيده بالتقاط المعاني الكبيرة، من خلال الأشياء الصغيرة الموحية عند أطفالنا؛ لذا يُصبِح للقَلَم بين أنامل صِغارِنا دورٌ عظيم مُتجدِّد، ولا شكَّ أن للقَلَم معنًى أصيلًا في قرآننا، فقد خلق قبل خلق السموات والأرض؛ بل إن أول آيات نزلَتْ على رسولنا صلى الله عليه وسلم حضَّته على القراءة والعلم، وذكرت القَلَم وسيلةً ضرورية للكتابة والتعلُّم؛ فقال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5]، وإن كان القلم يُصاحِب أطفالنا في جدِّهم ولهوهم، وتعلُّمهم ولعبهم، فهو جديرٌ بعون الله أن يُنيرَ بصائرَهم، ويشُدَّهم إلى خالِقِهم، ويُعينَهم على آخِرتِهم، فدعونا نستمِع لشاعرنا محمود مفلح في نشيده "القلم":

باسْمِ اللهِ حَمَلْتُ القَلَما
وكَتَبْتُ به رَقمًا رَقْمَا

باسْمِ اللهِ رَفَعْتُ العَلَما
بِاسْمِ اللهِ حَمَلْتُ القِيَما

فاحْذَر فاحْذَر من شَيْطاني
يا قَلَمِي يا طَوْعَ بَنانِي

لا تكتُبْ غَيْرَ الإحْسانِ
واصْدَحْ في حُبِّ الأوْطان[5]



ونقرأ لفتات هادفة مُعبِّرة أخرى في أناشيد؛ مثل: (الشباب المسلم، عصفوري، حقيبتي، إسلامنا، هيَّا إلى الصلاة، البحر، النبع، الفجر، الربيع، أهلًا أهلًا يا رمضان، مدرستي، وغيرها).

فتصبح هذه الأناشيد عند محمود مفلح مجالًا خِصْبًا للتأمُّل في سرِّ الكون وجمال الطبيعة، وتُحَبِّب لأطفالنا هذا الدين، وتربطهم بعُراه الثابتة، وإن كان فيها متعة جمالية مُتألِّقة، فهي متعة تأوي إلى عظمة هذا الخالق وحِكْمتِه ولُطْفه ونَعْمائه على عباده، يقول في نشيده "النبع":
النَّبْعُ غَزيرٌ فَوَّار
والعُشْبُ حواليه سِوار

ويظَلُّ الماءُ به صَفْوًا
مهما قَذَفَتْه الأحْجار






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]