عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-02-2023, 08:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,329
الدولة : Egypt
افتراضي معادلة النجاح والفشل

معادلة النجاح والفشل
أسامة طبش

إن الإنسان الناجح في هذه الحياة، يكون مزهوًّا بتتالي انتصاراته فيها، وتحقيقه للنجاحات، إنما في مرحلة ما قد يتعرض إلى الفشل، فينقلب حالُه من حال إلى حال، وهذا الوضع هو بالذات الذي أردنا تناولَه، واقتراح حلول بالنسبة إليه.


عندما يكون الفرد في أحسن وضع، وفي أوْج مجده، يشعر أن كل الناس يدعمونه ويمدحونه، وأن الظروف ملائمة وموائمة له، وأن محيطه يُسخِّر له كل الإمكانيات والوسائل، لكن حين يحصل له نوع من الانكفاء أو الانكماش، يُصبح كل من يمدحه يذُمُّه، ويرى في الظروف معاكَسةً له، وأن المحيط يضغط عليه، فيسجن نفسه ويشعر بوحدة شديدة، فيحصل الضياعُ!


إن هذا المسار عادي وطبيعي لكل إنسان، يضع لنفسه أهدافًا، ويسعى إلى تحقيقها، ويرى في نفسه قيمة مضافة يودُّ تقديمها، أما بالنسبة إلى الذي لا يبالي أن حَقَّق نجاحًا أم لا، ربما يبدو له هذا الكلام ساذجًا، بينما هو في الحقيقة يُخاطب كل فرد قد يتعرض لمثل هذا الوضع، فيُدرك حينئذ أن القوة الحقيقية التي يمتلكها هي بذاته وإيمانه العميق بأن له ما يُقدِّمه، فيضع الثقة اللازمة فيما يملك؛ ليتمكن من تحقيق الوثبة المرتجاة، ليعود إلى ما كان عليه سابقًا.


إن تحقيق تلك الوثبة ليس من السهل إنجازه؛ لأن الفرد سيُعاود تسلُّق الجبل العال للوصول إلى قمة النجاح، فيكون مضطرًّا لأن يشحذ قواه، ويُسخِّرها التسخير الكامل، ومن الجميل أن يجد الدعم من بعض الناس، لكن هذا ليس متوفرًا في كل الأحوال، فيُحس أنهم لا يفهمونه، أو أن المراد الذي يرمي إليه يختلف عن أهوائهم، ما يزيده إصرارًا وتصميمًا على تحقيق النجاح وحدَه.


نحن هنا نتحدث عن معادلة مزدوجة، نجاح وفشل، وقد يعرف الإنسان توالي النجاحات وقد يعرف توالي الفشل، وفي كلتا الحالتين يتأكد له أنه يجب أن يعتمد على نفسه، ويثق في قدراته ويُنمِّيها، مهما كانت آراء الناس فيه، أو ضغط المجتمع، فيكسب نفسه في آخر المطاف.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.55 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.14%)]