عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 02-03-2023, 12:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بحث في تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُ

من هم الذين كانت القبلة أو الصرف عنها عظيما عليهم
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان الثوري في قول اللّه جلّ وعزّ: {وإن كانت لكبيرةً إلا على الذين هدى الله} قال: «اليهود»). [تفسير الثوري: 53]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( .. وأظهر كثيرٌ من المنافقين من أجل ذلك نفاقهم، وقالوا: ما بال محمّدٍ يحوّلنا مرّةً إلى ها هنا،

ومعنى قوله: {لكبيرةً} عظيمةً.
- كما حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ {وإن كانت لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه} قال: «كبيرةٌ في صدور النّاس فيما يدخل الشّيطان به ابن آدم.قاله: ما لهم صلّوا إلى ها هنا ستّة عشر شهرًا ثمّ انحرفوا فكبر في صدور من لا يعرف ولا يعقل والمنافقين. فقالوا: أيّ شيءٍ هذا الدّين؟ وأمّا الّذين آمنوا فثبّت اللّه جلّ ثناؤه ذلك في قلوبهم. وقرأ قول اللّه{وإن كانت لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه} قال: صلاتكم حتّى يهديكم إلى القبلة».). [جامع البيان: 2/ 638-646]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (المعنى: إنه كبير على غير المخلصين، فأما من أخلص , فليست بكبيرة عليه، كما قال: {إلّا على الّذين هدى الله}, أي: فليست بكبيرة عليهم..). [معاني القرآن: 1/ 220-221]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قال: «قال اللّه عزّ وجلّ:{وإن كانت لكبيرةً إلّا على الذين هدى الله}يعني:تحويلها على أهل الشّكّ والرّيبة»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 251]قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها} الآية، قال قتادة والسدي وعطاء وغيرهم: «القبلة هنا بيت المقدس». والمعنى لم نجعلها حين أمرناك بها أولا إلا فتنة لنعلم من يتبعك من العرب الذين إنما يألفون مسجد مكة، أو من اليهود على ما قال الضحاك من أن الأحبار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن بيت المقدس هو قبلة الأنبياء، فإن صليت إليه اتبعناك، فأمره الله بالصلاة إليه امتحانا لهم فلم يؤمنوا، وقال بعض من ذكر: القبلة بيت المقدس، والمعنى: وما جعلنا صرف القبلة التي كنت عليها وتحويلها، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه،
وقال ابن عباس: «القبلة في الآية الكعبة»، وكنت بمعنى أنت كقوله تعالى: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس}[آل عمران: 110] بمعنى أنتم، أي وما جعلناها وصرفناك إليها إلا فتنة). [المحرر الوجيز: 1/ 366-373]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت س) - البراء بن عازب رضي الله عنهما: «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال: أخواله - من الأنصار، وأنّه صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلّاها صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن صلّى معه، فمرّ على أهل مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة، فداروا - كما هم قبل البيت - وكانت اليهود قد أعجبهم ; إذ كان يصلّي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قبل البيت، أنكروا ذلك».. [جامع الأصول: 2/ 13-14]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإن كانت لكبيرةً} أي: هذه الفعلة، وهو صرف التّوجّه عن بيت المقدس إلى الكعبة، أي: وإن كان هذا الأمر عظيمًا في النّفوس،إلّا على الّذين هدى اللّه قلوبهم، وأيقنوا بتصديق الرسول، وأنّ كلّ ما جاء به فهو الحقّ الذي لا مرية فيه، وأنّ اللّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد...). [تفسير ابن كثير: 454/1-458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأمّا قوله تعالى {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها} الآية.
أخرج ابن جرير عن عطاء في قوله: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها} قال: «يعني بيت المقدس»{إلا لنعلم من يتبع الرسول} قال: «يبتليهم ليعلم من يسلم لأمره».

وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس في قوله: {إلا لنعلم} قال: «إلا لنميز أهل اليقين من أهل الشك{وإن كانت لكبيرة}يعني تحويلها على أهل الشك والريب».
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال: «بلغني أن أناسا من الذين أسلموا رجعوا فقالوا مرة ههنا ومرة ههنا».). [الدر المنثور: 2/ 25-27]

المراد بالهداية في الآية ومن هم الذين هداهم الله؟

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ومعنى قوله: {لكبيرةً} عظيمةً.
- كما حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ {وإن كانت لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه} قال: «كبيرةٌ في صدور النّاس فيما يدخل الشّيطان به ابن آدم.قاله: ما لهم صلّوا إلى ها هنا ستّة عشر شهرًا ثمّ انحرفوا فكبر في صدور من لا يعرف ولا يعقل والمنافقين. فقالوا: أيّ شيءٍ هذا الدّين؟ وأمّا الّذين آمنوا فثبّت اللّه جلّ ثناؤه ذلك في قلوبهم. وقرأ قول اللّه{وإن كانت لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه} قال: صلاتكم حتّى يهديكم إلى القبلة».
وأمّا قوله: {إلاّ على الّذين هدى اللّه} فإنّه يعنى به: وإن كانت نقلتناك عن القبلة الّتي كنت عليها لعظيمةً إلاّ على من وفقّه اللّه جلّ ثناؤه فهداه لتصديقك، والإيمان بذلك، واتّباعك فيه وفيما أنزل اللّه تعالى ذكره عليك.
- كما حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ {وإن كانت لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه} يقول: «إلاّ على الخاشعين، يعني المصدّقين بما أنزل اللّه تبارك وتعالى»). [جامع البيان: 2/ 646-650]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (المعنى: إنه كبير على غير المخلصين، فأما من أخلص , فليست بكبيرة عليه، كما قال: {إلّا على الّذين هدى الله}, أي: فليست بكبيرة عليهم..). [معاني القرآن: 1/ 220-221]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {إلا على الّذين هدى اللّه}:
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة بن الفضل، قال قال محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّدٌ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: «{وإن كانت لكبيرةً إلا على الّذين هدى اللّه} أي: الّذين ثبّت اللّه».
وروي عن قتادة قال: «عصم اللّه».
- حدّثنا أبي، قال قرأت على أبي معمرٍ المنقريّ، ثنا عبد الوارث، ثنا محمّد بن ذكوان، عن مجالد بن سعيدٍ، قال الحجّاج للحسن: أخبرني برأيك في أبي ترابٍ. قال الحسن: «سمعت اللّه يقول:{وإن كانت لكبيرةً إلا على الّذين هدى اللّه}فعليٌّ ممّن هدى اللّه»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 251]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإن كانت لكبيرةً} أي: هذه الفعلة، وهو صرف التّوجّه عن بيت المقدس إلى الكعبة، أي: وإن كان هذا الأمر عظيمًا في النّفوس،إلّا على الّذين هدى اللّه قلوبهم، وأيقنوا بتصديق الرسول، وأنّ كلّ ما جاء به فهو الحقّ الذي لا مرية فيه، وأنّ اللّه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، فله أن يكلّف عباده بما شاء، وينسخ ما يشاء، وله الحكمة التّامّة والحجّة البالغة في جميع ذلك، بخلاف الّذين في قلوبهم مرضٌ، فإنّه كلّما حدث أمرٌ أحدث لهم شكًّا، كما يحصل للّذين آمنوا إيقانٌ وتصديقٌ، كما قال اللّه تعالى: {وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون * وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم} [التّوبة: 124،125] وقال تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى}[فصّلت: 44] وقال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خسارًا}[الإسراء: 82]. ولهذا كان من ثبت على تصديق الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم واتّباعه في ذلك، وتوجّه حيث أمره اللّه من غير شكٍّ ولا ريب، من سادات الصّحابة. وقد ذهب بعضهم إلى أنّ السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار هم الّذين صلّوا القبلتين.). [تفسير ابن كثير: 454/1-458]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): ({إلاّ على الّذين هدى الله} وهم التائبون الصادقون في اتّباع الرّسول.)[عمدة القاري: 18/ 95]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيّ ُ (ت: 923هـ) : ({إلاّ على الّذين هدى الله} وهم التائبون الصادقون في اتّباع الرسول ). [إرشاد الساري: 7/ 17]

دلالة الآية على أن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم فهو من المهتدين

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وشهد الله تعالى في هذه الآية للمتبعين بالهداية). [المحرر الوجيز: 1/ 366-373]

سبب نزول قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم...}
أسند الإيمان إلى الأحياء من المؤمنين، والمعنى : فيمن مات من المسلمين قبل أن تحوّل القبلة, فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف بصلاة إخواننا الذين ماتوا على القبلة الأولى؟, فأنزل الله تبارك وتعالى: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}, يريد إيمانهم ؛ لأنهم داخلون معهم في الملّة، وهو كقولك للقوم: قد قتلناكم وهزمناكم، تريد: قتلنا منكم، فتواجههم بالقتل, وهم أحياء). [معاني القرآن: 1/ 83-84]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن البراء بن عازبٍ قال: «صلّينا إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا ثمّ صرفنا إلى القبلة»). [تفسير الثوري: 52]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (قال سفيان الثوري: فقيل للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فكيف يصنع بمن قد مضى من أصحابنا؟ يعنون من قد صلّى إلى بيت المقدس فمات فنزلت: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قال: «صلاتكم»). [تفسير الثوري: 52]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا هنّادٌ، وأبو عمّارٍ، قالا: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: «لمّا وجّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الكعبة قالوا: يا رسول الله كيف بإخواننا الّذين ماتوا وهم يصلّون إلى بيت المقدس؟ فأنزل اللّه تعالى:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} الآية». هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/ 58]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وإنّما ترك ذكر الصّرف عنها اكتفاءٍ بدلالة ما قد ذكر من الكلام على معناه كسائر ما قد ذكرنا فيما مضى من نظائره.
وإنّما قلنا ذلك معناه؛ لأنّ محنة اللّه أصحاب رسوله في القبلة إنّما كانت فيما تظاهرت به الأخبار عند التّحويل من بيت المقدس إلى الكعبة، حتّى ارتدّ فيما ذكر رجالٌ ممّن كان قد أسلم واتّبع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأظهر كثيرٌ من المنافقين من أجل ذلك نفاقهم، وقالوا: ما بال محمّدٍ يحوّلنا مرّةً إلى ها هنا، ومرّةً إلى ها هنا؟ وقال المسلمون في أنفسهم وفى من مضى من إخوانهم المسلمين، وهم يصلّون نحو بيت المقدس: بطلت أعمالنا وأعمالهم وضاعت. وقال المشركون: تحيّر محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم في دينه. فكان ذلك فتنةً للنّاس وتمحيصًا للمؤمنين، فلذلك قال جلّ ثناؤه: {وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلاّ لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه} بمعنى: وما جعلنا صرفك عن القبلة الّتي كنت عليها، وتحويلك إلى غيرها، كما قال جلّ ثناؤه: {وما جعلنا الرّؤيا الّتي أريناك إلاّ فتنةً للنّاس} بمعنى: وما جعلنا خبرك عن الرّؤيا الّتي، أريناك؛ وذلك أنّه لو لم يكن أخبر القوم بما كان أري لم يكن فيه على أحدٍ فتنةٌ، وكذلك القبلة الأولى الّتي كانت نحو بيت المقدس، لو لم يكن صرف عنها إلى الكعبة لم يكن فيها على أحدٍ فتنةٌ ولا محنةٌ.
ذكر الأخبار الّتي رويت في ذلك بمعنى ما قلنا.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قال: «كانت القبلة فيها بلاءٌ وتمحيصٌ، صلّت الأنصار نحو بيت المقدس حولين قبل قدوم نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينه، وصلّى نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعد قدومه المدينة مهاجرًا نحو بيت المقدس ستة عشر شهرًا، ثمّ وجّهه اللّه بعد ذلك إلى الكعبة البيت الحرام، فقال في ذلك قائلون من النّاس:{ما ولاّهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}لقد اشتاق الرّجل إلى مولده قال اللّه عزّ وجلّ:{قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ} فقال أناسٌ لمّا صرفت القبلة نحو البيت الحرام: كيف بأعمالنا الّتي كنّا نعمل في قبلتنا الأولى؟ فأنزل اللّه عزّ وجلّ:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}وقد يبتلي اللّه العباد بما شاء من أمره الأمر بعد الأمر، ليعلم من يطيعه ممّن يعصيه. وكلّ ذلك مقبولٌ إذا كان في إيمانٍ باللّه، وإخلاصٍ له، وتسليمٍ لقضائه».
- حدّثني موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: «كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي قبل بيت المقدس، فنسختها الكعبة. فلمّا وجّه قبل المسجد الحرام، اختلف النّاس فيها، فكانوا أصنافًا؛ فقال المنافقون: ما بالهم كانوا على قبلةٍ زمانًا، ثمّ تركوها وتوجّهوا إلى غيرها؟ وقال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الّذين ماتوا وهم يصلّون قبل بيت المقدس، هل تقبّل اللّه منّا ومنهم أو لا؟ وقالت اليهود: إنّ محمّدًا اشتاق إلى بلد أبيه ومولده، ولو ثبت على قبلتنا لكنّا نرجو أن يكون هو صاحبنا الّذي ننتظر، وقال المشركون من أهل مكّة، تحيّر محمّدٍ على دينه، فتوجّه بقبلته إليكم، وعلم أنّكم كنتم أهدى منه، ويوشك أن يدخل في دينكم. فأنزل اللّه جلّ ثناؤه في المنافقين:{سيقول السّفهاء من النّاس ما ولاّهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}إلى قوله:{وإن كانت لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه}وأنزل في الآخرين الآيات بعدها».). [جامع البيان: 2/ 638-646]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قيل: عنى بالإيمان في هذا الموضع الصّلاة.
ذكر الأخبار الّتي رويت بذلك وذكر قول من قاله:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وعبيد اللّه، وحدّثنا سفيان بن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، جميعًا عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: «لمّا وجّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الكعبة قالوا: كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك وهم يصلّون نحو بيت المقدس؟ فأنزل اللّه جلّ ثناؤه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}».
...
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن نفيلٍ، الحرّانيّ، قال: حدّثنا زهيرٌ، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء، قال: «مات على القبلة قبل أن تحوّل إلى البيت رجالٌ وقتلوا، فلم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه تعالى ذكره:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}».
- حدّثنا بشر بن معاذٍ العقديّ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: «قال أناسٌ من النّاس لمّا صرفت القبلة نحو البيت الحرام: كيف بأعمالنا الّتي كنّا نعمل في قبلتنا الأولى؟ فأنزل اللّه جلّ ثناؤه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}».
- حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثني عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: «لمّا توجّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل المسجد الحرام، قال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الّذين ماتوا وهم يصلّون قبل بيت المقدس، هل تقبّل اللّه منّا ومنهم أم لا؟ فأنزل اللّه جلّ ثناؤه فيهم:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قال: صلاتكم قبل بيت المقدس، يقول: إنّ تلك كانت طاعةٌ، وهذه طاعةٌ».
- حدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قال: قال «ناسٌ لمّا صرفت القبلة إلى البيت الحرام: كيف بأعمالنا الّتي كنّا نعمل في قبلتنا الأولى؟ فأنزل اللّه تعالى ذكره:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} الآية».
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ، أخبرني داود بن أبي عاصم، قال: «لمّا صرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الكعبة، قال المسلمون: هلك أصحابنا الّذين كانوا يصلّون إلى بيت المقدس فنزلت:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}».
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} يقول: «صلاتكم الّتي صلّيتم من قبل أن تكون القبلة فكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلّى منهم أن لا تقبل صلاتهم».). [جامع البيان: 2/ 650-654]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} أي: من كان صلّى إلى بيت المقدس قبل أن تحوّل القبلة إلى البيت الحرام بمكة , فصلاته غير ضائعة وثوابه قائم، وقيل: إنّه كان قوم قالوا: فما نصنع بصلاتنا التي كنا صليناها إلى بيت المقدس، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم},أي: تصديقكم بأمر تلك القبلة.
وقيل أيضا: إنّ جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفّوا , وهم يصلون إلى بيت المقدس قبل نقل القبلة إلى بيت اللّه الحرام، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاتهم , فأنزل الله عزّ وجلّ: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوف رحيم}). [معاني القرآن: 1/ 220-221]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا سعيد بن مسعودٍ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا إسرائيل، ثنا سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «لمّا وجّه رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم إلى الكعبة قالوا: يا رسول اللّه، فكيف بالّذين ماتوا وهم يصلّون إلى بيت المقدس؟ فأنزل اللّه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} إلى آخر الآية» قال عبيد اللّه بن موسى: «هذا الحديث يخبرك أنّ الصّلاة من الإيمان» هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه ). [المستدرك: 2/ 295]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَما كانَ اللهُ لِيُضيعَ إِيمانَكُم}
قال ابن عباس في رواية الكلبي: كان رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ماتوا على القبلة الأولى منهم أسعد بن زرارة وأبو أمامة أحد بني النجار والبراء بن معرور أحد بني سلمة وأناس آخرون جاءت عشائرهم فقالوا: يا رسول الله توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى وقد صرفك الله تعالى إلى قبلة إبراهيم فكيف بإخواننا؟ فأنزل الله: {وَما كانَ الله ُلِيُضيعَ إِيمانَكُم} الآية). [أسباب النزول:39 - 40]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ولما حولت القبلة كان من قول اليهود: يا محمد إن كانت الأولى حقا فأنت الآن على باطل، وإن كانت هذه حقا فكنت في الأولى على ضلال. فوجست نفوس بعض المؤمنين وأشفقوا على من مات قبل التحويل على صلاتهم السالفة، فنزلت وما كان اللّه ليضيع إيمانكم، ). [المحرر الوجيز: 1/ 366-373]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت س) - البراء بن عازب رضي الله عنهما: «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال: أخواله - من الأنصار، وأنّه صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلّاها صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن صلّى معه، فمرّ على أهل مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة، فداروا - كما هم قبل البيت - وكانت اليهود قد أعجبهم ; إذ كان يصلّي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قبل البيت، أنكروا ذلك».
قال: وفي رواية: «أنه مات على القبلة - قبل أن تحوّل - رجالٌ وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم؟ فأنزل الله عز وجل{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}».). [جامع الأصول: 2/ 12]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت د) - ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما وجّه النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، قالوا: يا رسول الله، كيف بإخواننا الذي ماتوا وهم يصلّون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم... } الآية»، أخرجه الترمذي وأبو داود). [جامع الأصول: 2/ 13]
وفي الصّحيح من حديث أبي إسحاق السّبيعي، عن البراء، قال: «مات قومٌ كانوا يصلّون نحو بيت المقدس فقال النّاس: ما حالهم في ذلك؟ فأنزل اللّه تعالى:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}». ورواه التّرمذيّ عن ابن عبّاسٍ وصحّحه.
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وفي الصّحيح من حديث أبي إسحاق السّبيعي، عن البراء، قال: «مات قومٌ كانوا يصلّون نحو بيت المقدس فقال النّاس: ما حالهم في ذلك؟ فأنزل اللّه تعالى:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}». ورواه التّرمذيّ عن ابن عبّاسٍ وصحّحه.). [تفسير ابن كثير: 454/1-458]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا أبو يعلى حدّثنا أبو خيثمة حدّثنا وكيعٌ عن إسرائيل عن سماكٍ عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ قال: «لما وجّه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى الكعبة قالوا كيف بمن مات من إخواننا وهم يصلون نحو بيت المقدّس فأنزل الله عز وجل {وما كان الله ليضيع إيمانكم}»). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/ 425]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وما كان الله ليضيع إيمانكم} [143]
قال الواحدي قال ابن عباس في رواية الكلبي يعني عن أبي صالح عنه كان رجال من أصحاب رسول الله من المسلمين قد ماتوا على القبلة الأولى منهم أبو أمامة أسعد بن زرارة أحد بني النجار والبراء بن معرور أحد بني سلمة في أناس آخرين جاءت عشائرهم فقالوا يا رسول الله توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى وقد صرفك الله إلى قبلة إبراهيم فكيف بإخواننا فأنزل الله عز وجل وما كان الله ليضيع إيمانكم
قلت وذكره مقاتل في تفسيره بتمامه بنحوه وأوله أن حيي بن أخطب وأصحابه قالوا أخبرونا عن صلاتكم إلى بيت المقدس كانت هدى أو ضلالة فقالوا إنما الهدى ما أمر الله به والضلالة ما نهى عنه قالوا فما شهادتكم على من مات منكم على قبلتنا وقد كان مات فذكره
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والطبري من طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال لما وجه رسول الله إلى الكعبة قالوا يا رسول الله أرأيت الذين ماتوا وهو يصلون إلى بيت المقدس فأنزل الله تعالى وما كان الله ليضيع إيمانكم
وأخرج الطبري من طريق على بن أبي طلحة عن ابن عباس قال أول ما نسخ من القرآن القبلة وذلك أن رسول الله لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله عز وجل أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها بضعة عشر شهرا فكان الله عز وجل قد نرى تقلب وجهك في السماء إلى قوله فولوا وجوهكم شطره فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله عز وجل قل لله المشرق والمغرب وأنزل الله عز وجل فأينما تولوا فثم وجه الله
و أخرج الطبري من طرق عن قتادة قال: قال أناس لما صرفت القبلة نحو الكعبة كيف بأعمالنا التي كنا نعمل قبل فنزلت
ومن طريق أسباط بن نصر عن السدي لما توجه رسول الله قبل المسجد الحرام قال المسلمون ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قبل بيت المقدس هل قبل الله منا ومنهم أو لا فنزلت
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال: قال ناس لما حولت القبلة إلى البيت الحرام كيف بأعمالنا التي كنا نعمل في قبلتنا الأولى فنزلت
ومن طريق داود بن أبي عاصم نحوه لكن قال هلك أصحابنا ومن طريق العوفي عن ابن عباس أشفق المسلمون على من صلى منهم إلى غير الكعبة أن لا تقبل منهم). [العجاب في بيان الأسباب:392 - 1/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج وكيع والفريابي والطيالسي وأحمد، وعبد بن حميد والترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: «لما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبلة قالوا: يا رسول الله فكيف بالذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس فأنزل الله{وما كان الله ليضيع إيمانكم}».

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} يقول: «صلاتكماليتصليتم من قبل أن تكون القبلة وكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلى منهم أن لايقبل صلاتهم».). [الدر المنثور: 2/ 25-27]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قال ابن إسحاق: حدثني إسماعيل بن خالد عن أبي إسحاق عن البراء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس، ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله، فأنزل الله: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام}. فقال رجل من المسلمين: وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل أن نصرف إلى القبلة وكيف بصلاتنا قبل بيت المقدس، فأنزل الله {وما كان الله ليضيع إيمانكم}. وقال السفهاء من الناس:
ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله {سيقول السفهاء من الناس} إلى آخر الآية.
له طرق نحوه.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 47.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.11 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.32%)]