
02-03-2023, 01:08 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,865
الدولة :
|
|
رد: بحث في تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُ
وفي الصحيحين عن البراء: مات على القبلة قبل أن تحول الرجال، وقتلوا فلم ندر ما نقول لهم؟ فأنزل الله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} ). [لباب النقول:26 - 27]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قال ابن إسحاق: حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي نحو بيت المقدس ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله فأنزل الله: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنّ َكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} فقال رجال من المسلمين: وددنا لو علمنا علم من مات قبل أن نصرف إلى القبلة فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} وقال السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ} إلى آخر الآية ا.هـ منقولا من لباب النقول في أسباب النزول للحافظ السيوطي ومن تفسير الحافظ ابن كثير). [الصحيح المسند في أسباب النزول:24 - 25]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} الآية 143.
قال الإمام البخاري رحمه الله في التفسير ج9 ص237 حدثنا أبو نعيم سمع زهيرا عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا. وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أو صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون قال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
الحديث أخرجه البخاري أيضا في كتاب الإيمان ج1 ص103 وقال الحافظ في الفتح ج1 ص104 وللمصنف في التفسير من طريق الثوري عن أبي إسحاق سمعت البراء فأمن ما يخشى من تدليس أبي إسحاق. وأخرجه أبو داود الطيالسي ج1 ص85 وابن سعد قسم 2 المجلد 1 ص5 وابن جرير من حديث البراء وابن عباس ج2 ص17.
قال الإمام الترمذي رحمه الله ج4 ص70: حدثنا هناد وأبو عامر قالا: نا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما وجه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الكعبة قالوا يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} الآية 143 هذا حديث حسن صحيح.
وفي رواية سماك عن عكرمة اضطراب، لكنه شاهد لما قبله كما ترى. الحديث أخرجه أبو داود ج4 ص354 والطيالسي ج2 ص12، والحاكم ج2 ص 269 وقال: صحيح الإسناد وسكت عليه الذهبي). [الصحيح المسند في أسباب النزول:25 - 26]
المراد بالإيمان في الآية
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني مالك في قول الله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} قال: «هي صلاة المؤمنين إلى بيت المقدس من قبل أن تصرف القبلة إلى الكعبة؛ فلما صرف الله القبلة أنزل الله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم للصلاة}، التي كانوا يصلونها تلقاء بيت المقدس»). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 131]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن البراء بن عازبٍ قال: «صلّينا إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا ثمّ صرفنا إلى القبلة»). [تفسير الثوري: 52]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (قال سفيان الثوري: فقيل للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فكيف يصنع بمن قد مضى من أصحابنا؟ يعنون من قد صلّى إلى بيت المقدس فمات فنزلت: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قال: «صلاتكم»). [تفسير الثوري: 52]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( - حدّثنا سعيدٌ، قال: نا شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء، في قوله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} قال: «صلاتكم نحو بيت المقدس».). [سنن سعيد بن منصور: 2/ 621-628]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قيل: عنى بالإيمان في هذا الموضع الصّلاة.
ذكر الأخبار الّتي رويت بذلك وذكر قول من قاله:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، وعبيد اللّه، وحدّثنا سفيان بن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، جميعًا عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: «لمّا وجّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الكعبة قالوا: كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك وهم يصلّون نحو بيت المقدس؟ فأنزل اللّه جلّ ثناؤه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}».
- حدّثني إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن البراء في قول اللّه عزّ وجلّ: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قال: «صلاتكم نحو بيت المقدس».
- حدّثنا أحمد بن إسحاق الأهوازيّ، قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن البراء نحوه.
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن نفيلٍ، الحرّانيّ، قال: حدّثنا زهيرٌ، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء، قال: «مات على القبلة قبل أن تحوّل إلى البيت رجالٌ وقتلوا، فلم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه تعالى ذكره:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}».
- حدّثنا بشر بن معاذٍ العقديّ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: «قال أناسٌ من النّاس لمّا صرفت القبلة نحو البيت الحرام: كيف بأعمالنا الّتي كنّا نعمل في قبلتنا الأولى؟ فأنزل اللّه جلّ ثناؤه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}».
- حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثني عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: «لمّا توجّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل المسجد الحرام، قال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الّذين ماتوا وهم يصلّون قبل بيت المقدس، هل تقبّل اللّه منّا ومنهم أم لا؟ فأنزل اللّه جلّ ثناؤه فيهم:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قال: صلاتكم قبل بيت المقدس، يقول: إنّ تلك كانت طاعةٌ، وهذه طاعةٌ».
- حدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قال: قال «ناسٌ لمّا صرفت القبلة إلى البيت الحرام: كيف بأعمالنا الّتي كنّا نعمل في قبلتنا الأولى؟ فأنزل اللّه تعالى ذكره:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} الآية».
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ، أخبرني داود بن أبي عاصم، قال: «لمّا صرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الكعبة، قال المسلمون: هلك أصحابنا الّذين كانوا يصلّون إلى بيت المقدس فنزلت:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}».
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} يقول: «صلاتكم الّتي صلّيتم من قبل أن تكون القبلة فكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلّى منهم أن لا تقبل صلاتهم».
- حدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قال: «صلاتكم».
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل الضراريّ، قال: أخبرنا المؤمّل، قال: حدّثنا سفيان، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، في هذه الآية: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قال: «صلاتكم نحو بيت المقدس».
قال أبو جعفرٍ: «قد دلّلنا فيما مضى على أنّ معنى الإيمان التّصديق، وأنّ التّصديق قد يكون بالقول وحده وبالفعل وحده وبهما جميعًا.
فمعنى قوله: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} على ما تظاهرت به الرّواية من أنّه الصّلاة: وما كان اللّه ليضيع تصديقكم رسوله عليه الصّلاة والسّلام بصلاتكم الّتي صلّيتموها نحو بيت المقدس عن أمره؛ لأنّ ذلك كان منكم تصديقًا لرسولي، واتّباعًا لأمري، وطاعةً منكم لي. وإضاعته إيّاه جلّ ثناؤه لو أضاعه ترك إثابة أصحابه وعامليه عليه، فيذهب ضياعًا ويصير باطلاً كهيئة إضاعة الرّجل ماله، وذلك إهلاكه إيّاه فيما لا يعتاض منه عوضًا في عاجلٍ ولا آجلٍ، فأخبر اللّه جلّ ثناؤه أنّه لم يكن بالذى يبطل عمل عاملٍ عمل له عملاً، وهو له طاعةٌ فلا يثيبه عليه، وإن نسخ ذلك الفرض بعد عمل العامل إيّاه على ما كلّفه من عمله.). [جامع البيان: 2/ 650-654]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} أي: من كان صلّى إلى بيت المقدس قبل أن تحوّل القبلة إلى البيت الحرام بمكة , فصلاته غير ضائعة وثوابه قائم، وقيل: إنّه كان قوم قالوا: فما نصنع بصلاتنا التي كنا صليناها إلى بيت المقدس، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}، أي: تصديقكم بأمر تلك القبلة.
وقيل أيضا: إنّ جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توفّوا , وهم يصلون إلى بيت المقدس قبل نقل القبلة إلى بيت اللّه الحرام، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاتهم , فأنزل الله عزّ وجلّ: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوف رحيم}). [معاني القرآن: 1/ 220-221]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}:
الوجه الأول:
- حدّثنا يونس بن حبيبٍ، ثنا أبو داود، ثنا شريكٌ، وحديجٌ، عن أبي إسحاق. عن البراء بن عازبٍ، قال: «مات قومٌ كانوا يصلون نحو بيت المقدس فقالوا: فكيف بأصحابنا الّذين ماتوا وهم يصلّون نحو بيت المقدس فأنزل اللّه عزّ وجلّ:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}. قال: صلاتكم إلى بيت المقدس».
- حدّثنا أبي. ثنا محمد عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة بن الفضل، قال: قال محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّد آل زيدٍ عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: «وما كان اللّه ليضيع إيمانكم بالقبلة الأولى وتصديقكم نبيّكم، واتّباعه إلى القبلة الأخرى، أي: ليعطينّكم أجرهما جميعًا، إنّ اللّه بالناس لرؤف رحيمٌ».
الوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن بشّارٍ، حدّثني سرور بن المغيرة، عن عبّاد بن منصورٍ عن الحسن قوله: «وما كان اللّه ليضيع إيمانكم أي: ما كان اللّه ليضيع محمّدًا وانصرافكم معه حيث انصرف، إنّ اللّه بالناس لرؤف رحيم»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 251-252]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقال ابن عباس والبراء بن عازب وقتادة والسدي والربيع وغيرهم: «الإيمان هنا الصلاة».). [المحرر الوجيز: 1/ 366-373]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} أي: صلاتكم إلى بيت المقدس قبل ذلك لا يضيع ثوابها عند اللّه،وفي الصّحيح من حديث أبي إسحاق السّبيعي، عن البراء، قال: «مات قومٌ كانوا يصلّون نحو بيت المقدس فقال النّاس: ما حالهم في ذلك؟ فأنزل اللّه تعالى:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}». ورواه التّرمذيّ عن ابن عبّاسٍ وصحّحه.
وقال ابن إسحاق: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}«أي: بالقبلة الأولى، وتصديقكم نبيّكم، واتّباعه إلى القبلة الأخرى. أي: ليعطيكم أجرهما جميعًا{إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}».
وقال الحسن البصريّ: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}«أي: ما كان اللّه ليضيع محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم وانصرافكم معه
حيث انصرف {إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}».). [تفسير ابن كثير: 454/1-458]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (قوله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي: ثباتكم على الإيمان، وعن ابن عبّاس: «{وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي: بالقبلة الأولى، وتصديقكم نبيكم باتباعه إلى القبلة الأخرى، أي: ليعطيكم أجرهما جميعًا». [عمدة القاري: 18/ 95]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب في قوله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} قال: «صلاتكم نحو بيت المقدس».
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} يقول: «صلاتكماليتصليتم من قبل أن تكون القبلة وكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلى منهم أن لايقبل صلاتهم».). [الدر المنثور: 2/ 25-27]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيّ ُ (ت: 923هـ) : ({وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي بالقبلة المنسوخة أو صلاتكم إليها ). [إرشاد الساري: 7/ 17]
الحكمة من تسمية الصلاة إيمانا
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وسمى الصلاة إيمانا لما كانت صادرة عن الإيمان والتصديق في وقت بيت المقدس وفي وقت التحويل، ولما كان الإيمان قطبا عليه تدور الأعمال وكان ثابتا في حال التوجه هنا وهنا ذكره، إذ هو الأصل الذي به يرجع في الصلاة وغيرها إلى الأمر والنهي، ولئلا تندرج في اسم الصلاة صلاة المنافقين إلى بيت المقدس فذكر المعنى الذي هو ملاك الأمر، وأيضا فسميت إيمانا إذ هي من شعب الإيمان). [المحرر الوجيز: 1/ 366-373]
معنى اللام في قوله : {وما كان الله ليضيع إيمانكم}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}
هذه اللام أهي، التي يسميها النحويون لام الجحود، وهي تنصب الفعل المستأنف, وقد أحكمنا شرحها قبل هذا الموضوع.). [معاني القرآن: 1/ 220-221]
سبب التعبير بضمير الخطاب في قوله: {إيمانكم}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم...}
أسند الإيمان إلى الأحياء من المؤمنين، والمعنى : فيمن مات من المسلمين قبل أن تحوّل القبلة, فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف بصلاة إخواننا الذين ماتوا على القبلة الأولى؟, فأنزل الله تبارك وتعالى: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}, يريد إيمانهم ؛ لأنهم داخلون معهم في الملّة، وهو كقولك للقوم: قد قتلناكم وهزمناكم، تريد: قتلنا منكم، فتواجههم بالقتل, وهم أحياء). [معاني القرآن: 1/ 83-84]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فإن قال لنا قائلٌ: وكيف قال اللّه جلّ ثناؤه: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} فأضاف الإيمان إلى الأحياء المخاطبين، والقوم المخاطبون بذلك إنّما كانوا أشفقوا على إخوانهم الّذين كانوا ماتوا وهم يصلّون نحو بيت المقدس، وفي ذلك من أمرهم أنزلت هذه الآية؟
قيل: إنّ القوم، وإن كانوا قد أشفقوا من ذلك، فإنّهم أيضًا قد كانوا مشفقين من حبوط ثواب صلاتهم الّتي صلّوها إلى بيت المقدس قبل التّحويل إلى الكعبة، وظنّوا أنّ عملهم ذلك قد بطل وذهب ضياعًا، فأنزل اللّه جلّ ثناؤه هذه الآية حينئذٍ، فوجّه الخطاب بها إلى الأحياء، ودخل فيهم الموتى منهم؛ لأنّ من شأن العرب إذا اجتمع في الخبر المخاطب والغائب أن يغلّبوا المخاطب، فيدخلوا الغائب في الخطّاب، فيقولوا لرجلٍ خاطبوه على وجه الخبر عنه، وعن آخر غائبٍ غير حاضرٍ: فعلنا بكما وصنعنا بكما كهيئة خطابهم لهما وهما حاضران، ولا يستجيزون أن يقولوا: فعلنا بهما وهم يخاطبون أحدهما فردّوا المخاطب إلى عداد الغائب). [جامع البيان: 2/ 650-654]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وخاطب الحاضرين والمراد من حضر ومن مات، لأن الحاضر يغلب، كما تقول العرب: ألم نقتلكم في موطن كذا؟، ومن خوطب لم يقتل ولكنه غلب لحضوره، ). [المحرر الوجيز: 1/ 366-373]
دلالة الآية على أن الله لا يضيع ثواب الأعمال التي نسخ الأمر بها
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فأخبر اللّه جلّ ثناؤه أنّه لم يكن بالذى يبطل عمل عاملٍ عمل له عملاً، وهو له طاعةٌ فلا يثيبه عليه، وإن نسخ ذلك الفرض بعد عمل العامل إيّاه على ما كلّفه من عمله.). [جامع البيان: 2/ 650-654]
معنى قوله: {رؤوف رحيم}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({رءوفٌ}: فعول من الرأفة، وهي أشدّ الرحمة.
قال الكميت:
وهم الأرأفون بالناس في الرأ ....... فة والأحلمون في الأحلام ). [مجاز القرآن: 1/ 59]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({رءوف}: من الرأفة وهي أشد الرحمة). [غريب القرآن وتفسيره: 83]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}:
ويعني بقوله جلّ ثناؤه: {إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ} إنّ اللّه بجميع عباده ذو رأفةٍ. والرّأفة أعلى معاني الرّحمة، وهي عامّةٌ لجميع الخلق في الدّنيا ولبعضهم في الآخرة. وأمّا الرّحيم، فإنّه ذو الرّحمة للمؤمنين في الدّنيا والآخرة على ما قد بيّنّا فيما مضى قبل.). [جامع البيان: 2/ 654-655]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى الرأفة كمعنى الرحمة). [معاني القرآن: 1/ 220-221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرَّأْفَةُ}: أشد الرحمة). [العمدة في غريب القرآن: 84]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والرأفة أعلى منازل الرحمة). [المحرر الوجيز: 1/ 366-373]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وفي الصّحيح أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى امرأةً من السّبي قد فرّق بينها وبين ولدها، فجعلت كلّما وجدت صبيًّا من السّبي أخذته فألصقته بصدرها، وهي تدور على، ولدها، فلمّا وجدته ضمّته إليها وألقمته ثديها. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أترون هذه طارحةً ولدها في النّار، وهي تقدر على ألّا تطرحه؟» قالوا: لا يا رسول اللّه. قال: «فواللّه، للّه أرحم بعباده من هذه بولدها»). [تفسير ابن كثير: 454/1-458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {رؤوف} قال: «يرأف بكم»). [الدر المنثور: 2/ 25-27]
الحكمة من ختم الآية بقوله تعالى: {إن الله بالناس لرؤوف رحيم}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وإنّما أراد جلّ ثناؤه بذلك أنّ اللّه عزّ وجلّ أرحم بعباده من أن يضيّع لهم طاعةً أطاعوه بها فلا يثيبهم عليها، وأرأف بهم من أن يؤاخذهم بترك ما لم يفرضه عليهم. أي ولا تأسوا على موتاكم الّذين ماتوا وهم يصلّون إلى بيت المقدس، فإنّي لهم على طاعتهم إيّاي بصلاتهم الّتي صلّوها كذلك مثيبٌ، لأنّي أرحمٌ بهم من أن أضيّع لهم عملاً عملوه لي، ولا تحزنوا عليهم، فإنّي غير مؤاخذهم بتركهم الصّلاة إلى الكعبة؛ لأنّي لم أكن فرضت ذلك عليهم، وأنا أرأف بخلقي من أن أعاقبهم على تركهم ما لم آمرهم بعمله.). [جامع البيان: 2/ 654-655]
المسائل العقدية
قوله تعالى: {لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} لا يعني نفي علم الله السابق بما سيكون
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فإن قال لنا قائلٌ: أوما كان اللّه عالمًا بمن يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه إلاّ بعد اتّباع المتّبع، وانقلاب المنقلب على عقبيه، حتّى قال: ما فعلنا الّذي فعلنا من تحويل القبلة إلاّ لنعلم المتّبع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من المنقلب على عقبيه؟
قيل: إنّ اللّه جلّ ثناؤه هو العالم بالأشياء كلّها قبل كونها وليس قوله: {وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلاّ لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه} بخبر عن أنّه لم يعلم ذلك إلاّ بعد وجوده.
فإن قال: فما معنى ذلك؟
قيل له: أما معناه عندنا فإنّه: وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلاّ ليعلم رسولي وحزبي وأوليائي من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه. …). [جامع البيان: 2/ 638-646]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ومعنى قوله تعالى: {لنعلم} أي ليعلم رسولي والمؤمنون به، ... فهذا وجه التجوز إذا ورد علم الله تعالى بلفظ استقبال لأنه قديم لم يزل، ووجه آخر: وهو أن الله تعالى قد علم في الأزل من يتبع الرسول واستمر العلم حتى وقع حدوثهم واستمر في حين الاتباع والانقلاب ويستمر بعد ذلك، والله تعالى متصف في كل ذلك بأنه يعلم، فأراد بقوله لنعلم ذكر علمه وقت مواقعتهم الطاعة والمعصية، إذ بذلك الوقت يتعلق الثواب والعقاب، فليس معنى لنعلم لنبتدىء العلم وإنما المعنى لنعلم ذلك موجودا، وحكى ابن فورك أن معنى لنعلم لنثيب، فالمعنى لنعلمهم في حال استحقوا فيها الثواب،...، وحكى ابن فورك أيضا أن معنى لنعلم لنميز، وذكره الطبري عن ابن عباس، وحكى الطبري أيضا أن معنى لنعلم لنرى.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «وهذا كله متقارب»، والقاعدة نفي استقبال العلم بعد أن لم يكن). [المحرر الوجيز: 1/ 366-373]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيّ ُ (ت: 923هـ) : (قال البيضاوي: «فإن قلت: كيف يكون علمه تعالى غاية الجعل وهو لم يزل عالمًا؟ وأجاب: بأن هذا وأشباهه باعتبار التعلق الحالي الذي هو مناط الجزاء والمعنى ليتعلق علمنا به موجودًا، وقيل ليعلم رسوله والمؤمنون، لكنه أسند إلى نفسه لأنهم خواصه أو ليتميز الثابت عن المتزلزل كقوله تعالى: {ليميز الله الخبيث من الطيب}[الأنفال: 37]فوضع العلم موضع التميز المسبب عنه».). [إرشاد الساري: 7/ 17]
المسائل البلاغية
تشبيه المرتد في دينه بالراجع على عقبيه وبيان وجه الشبه
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وإنّما قيل للمرتدّ: مرتدّ من ذلك لرجوعه عن دينه وملّته الّتي كان عليها، وإنّما قيل رجع على عقبيه لرجوعه دبرًا على عقبيه إلى الوجه الّذي كان فيه بدء سيره قبل مرجعه عنه، فجعل ذلك مثلاً لكلّ تاركٍ أمرًا وآخذٍ آخر غيره إذا انصرف عمّا كان فيه إلى الّذي كان له تاركًا فأخذه، فقيل ارتدّ فلانٌ على عقبيه، وانقلب على عقبيه). [جامع البيان: 2/ 638-646]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{ينقلب على عقبيه} عبارة عن المرتد الراجع عما كان فيه من إيمان أو شغل أو غير ذلك، والرجوع على العقب أسوأ حالات الراجع في مشيه عن وجهته، فلذلك شبه المرتد في الدين به، وظاهر التشبيه أنه بالمتقهقر، وهي مشية الحيوان الفازع من شيء قد قرب منه، ويحتمل أن يكون هذا التشبيه بالذي رد ظهره ومشى أدراجه فإنه عند انقلابه إنما ينقلب على عقبيه.) [المحرر الوجيز: 1/ 366-373]
القول بحذف المضاف في قوله: {وما جعلنا القبلة} لدلالة الكلام عليه
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وإنّما ترك ذكر الصّرف عنها اكتفاءٍ بدلالة ما قد ذكر من الكلام على معناه كسائر ما قد ذكرنا فيما مضى من نظائره.
وإنّما قلنا ذلك معناه؛ لأنّ محنة اللّه أصحاب رسوله في القبلة إنّما كانت فيما تظاهرت به الأخبار عند التّحويل من بيت المقدس إلى الكعبة ..). [جامع البيان: 2/ 638-646]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقال بعض من ذكر: القبلة بيت المقدس، والمعنى: وما جعلنا صرف القبلة التي كنت عليها وتحويلها، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه)
الإعراب
إعراب {جعلناكم أمة وسطا}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وأمّةً مفعول ثان، ووسطاً نعت). [المحرر الوجيز: 1/ 366-373]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيّ ُ (ت: 923هـ) : (وجعل بمعنى صير فيتعدى لاثنين فالضمير مفعول أوّل وأمة ثان ووسطًا نعت)[إرشاد الساري: 7/ 15]
إعراب {لتكونوا شهداء}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({تكونوا} في موضع نصب. … نصب {تكونوا } بأن, و{شهداء} نصب خبر تكونوا، إلا أن {شهداء} لا ينون، لأنه لا ينصرف لأن فيه ألف التأنيث، وألف التأنيث يبنى معها الاسم, ولم يلحق بعد الفراغ من الاسم فلذلك لم تنصرف {شهداء}.). [معاني القرآن: 1/ 220-221]
إعراب {جعلنا القبلة التي كنت عليها}
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيّ ُ (ت: 923هـ) : (قيل: القبلة مفعول أول والتي كنت عليها ثان، فإن الجعل بمعنى التصيير). [إرشاد الساري: 7/ 17]
{إعراب {إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيّ ُ (ت: 923هـ) : (ومن: موصول، ويتبع صلته، والموصول وصلته في محل المفعول بنعلم، وعلى عقبيه في محل نصب على الحال). [إرشاد الساري: 7/ 17]
إعراب {ليضيع}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (هذه اللام هي التي يسميها النحويون لام الجحود، وهي تنصب الفعل المستأنف). [معاني القرآن: 1/ 220-221]
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|