
02-03-2023, 01:11 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,865
الدولة :
|
|
رد: بحث في تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُ
33: موسى، عن عمرٌو، عن أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: «كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي قبل بيت المقدس، فنسختها الكعبة. فلمّا وجّه قبل المسجد الحرام، اختلف النّاس فيها، فكانوا أصنافًا؛ فقال المنافقون: ما بالهم كانوا على قبلةٍ زمانًا، ثمّ تركوها وتوجّهوا إلى غيرها؟ وقال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الّذين ماتوا وهم يصلّون قبل بيت المقدس، هل تقبّل اللّه منّا ومنهم أو لا؟ وقالت اليهود: إنّ محمّدًا اشتاق إلى بلد أبيه ومولده، ولو ثبت على قبلتنا لكنّا نرجو أن يكون هو صاحبنا الّذي ننتظر، وقال المشركون من أهل مكّة، تحيّر محمّدٍ على دينه، فتوجّه بقبلته إليكم، وعلم أنّكم كنتم أهدى منه، ويوشك أن يدخل في دينكم. فأنزل اللّه جلّ ثناؤه في المنافقين:{سيقول السّفهاء من النّاس ما ولاّهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}إلى قوله:{وإن كانت لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه}وأنزل في الآخرين الآيات بعدها». رواه ابن جرير.
34: القاسم، عن الحسين، عن حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: «قلت لعطاءٍ{إلاّ لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه} فقال عطاءٌ: يبتليهم ليعلم من يسلّم لأمره»، قال ابن جريجٍ: «بلغني أنّ ناسًا ممّن أسلم رجعوا فقالوا مرّةً: هاهنا ومرّةً هاهنا». رواه ابن جرير،وأورده السيوطي في تفسيره.
35: محمّد بن جعفرٍ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: [يقول اللّه: استقرضت عبدي فلم يقرضني، وشتمني ولم ينبغ له أن يشتمني يقول: وادهراه، وأنا الدّهر، أنا الدّهر]. رواه ابن جرير، وروى نحوه من طريق ابن إسحاق، عن العلاء.
36: معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلاّ لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه} قال ابن عبّاسٍ: «لنميّز أهل اليقين من أهل الشّرك والرّيبة». رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، وأورده السيوطي في تفسيره، ونسب إخراجه أيضا إلى ابن المنذر، والبيهقي.
37: يونس، عن ابن وهبٍ، عن ابن زيدٍ، في قوله: {وما جعلنا القبلة الّتي كنت عليها إلاّ لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه} قال: «من إذا دخلته شبهةٌ رجع عن اللّه، وانقلب كافرًا على عقبيه». رواه ابن جرير.
38: معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قال: «قال اللّه عزّ وجلّ:{وإن كانت لكبيرةً إلّا على الذين هدى الله}يعني:تحويلها على أهل الشّكّ والرّيبة» رواه ابن أبي حاتم، ورواه ابن جرير بلفظ مختصر.
39: عيسى بن ميمونٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {وإن كانت لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه} قال: «ما أمروا به من التّحوّل إلى الكعبة من بيت المقدس». رواه ابن جرير، وروى مثله من طريق شبل، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد، ورواه ابن أبي حاتم من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، و قال: وروي عن أبي العالية، وقتادة، ومقاتل بن حيّان نحو ذلك، ورواه عبد الرحمن الهمذاني أيضا من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ بلفظ مقارب، وزاد: « فلما حولوا إلى الكعبة حول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال» وأورده السيوطي في تفسيره من غير الزيادة، ونسب إخراجه إلى ابن جرير وعبد بن حميد.
40: الحسن بن يحيى، عن عبد الرّزّاق، عن معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه} قال: «كبيرةً حين حوّلت القبلة إلى المسجد الحرام، فكانت كبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه». رواه ابن جرير.
41: عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، عن أبي العالية: «{وإن كانت لكبيرةً}أي قبلة بيت المقدس{إلاّ على الّذين هدى اللّه}». رواه ابن جرير.
42: يونس، عن ابن وهبٍ، عن ابن زيدٍ، {وإن كانت لكبيرةً} قال: «صلاتكم ها هنا يعني إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا وانحرافكم ها هنا» رواه ابن جرير.
43: يونس، عن ابن وهبٍ، عن ابن زيدٍ، {وإن كانت لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه} قال: «كبيرةٌ في صدور النّاس فيما يدخل الشّيطان به ابن آدم. قاله: ما لهم صلّوا إلى ها هنا ستّة عشر شهرًا ثمّ انحرفوا فكبر في صدور من لا يعرف ولا يعقل والمنافقين. فقالوا: أيّ شيءٍ هذا الدّين؟ وأمّا الّذين آمنوا فثبّت اللّه جلّ ثناؤه ذلك في قلوبهم. وقرأ قول اللّه{وإن كانت لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه} قال: صلاتكم حتّى يهديكم إلى القبلة». رواه ابن جرير.
44: أبو صالحٍ، عن معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ {وإن كانت لكبيرةً إلاّ على الّذين هدى اللّه} يقول: «إلاّ على الخاشعين، يعني المصدّقين بما أنزل اللّه تبارك وتعالى» رواه ابن جرير.
45: عبد اللّه بن محمّد بن نفيلٍ الحرّانيّ، عن زهيرٌ، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء، قال: «مات على القبلة قبل أن تحوّل إلى البيت رجالٌ وقتلوا، فلم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه تعالى ذكره:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}». رواه ابن جرير. وأورده السيوطي في تفسيره وذكر إخراجه في الصحيحين.
قال ابن كثير: في الصّحيح من حديث أبي إسحاق السّبيعي، عن البراء، قال: «مات قومٌ كانوا يصلّون نحو بيت المقدس فقال النّاس: ما حالهم في ذلك؟ فأنزل اللّه تعالى:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}». ورواه التّرمذيّ عن ابن عبّاسٍ وصحّحه.
46: بشر بن معاذٍ العقديّ، عن يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٌ، عن قتادة، قال: «قال أناسٌ من النّاس لمّا صرفت القبلة نحو البيت الحرام: كيف بأعمالنا الّتي كنّا نعمل في قبلتنا الأولى؟ فأنزل اللّه جلّ ثناؤه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}». رواه ابن جرير.
47: موسى بن هارون، عن عمرو بن حمّادٍ، عن أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: «لمّا توجّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل المسجد الحرام، قال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الّذين ماتوا وهم يصلّون قبل بيت المقدس، هل تقبّل اللّه منّا ومنهم أم لا؟ فأنزل اللّه جلّ ثناؤه فيهم:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قال: صلاتكم قبل بيت المقدس، يقول: إنّ تلك كانت طاعةٌ، وهذه طاعةٌ». رواه ابن جرير.
48: عمّار بن الحسن، عن ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قال: قال «ناسٌ لمّا صرفت القبلة إلى البيت الحرام: كيف بأعمالنا الّتي كنّا نعمل في قبلتنا الأولى؟ فأنزل اللّه تعالى ذكره:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} الآية». رواه ابن جرير.
49: القاسم، عن الحسين، عن حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن داود بن أبي عاصم، قال: «لمّا صرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الكعبة، قال المسلمون: هلك أصحابنا الّذين كانوا يصلّون إلى بيت المقدس فنزلت:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}». رواه ابن جرير.
50: محمّد بن سعدٍ، عن أبيه، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} يقول: «صلاتكم الّتي صلّيتم من قبل أن تكون القبلة فكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلّى منهم أن لا تقبل صلاتهم». رواه ابن جرير وأورده السيوطي في تفسيره.
51: يونس، عن ابن وهبٍ، عن ابن زيدٍ، {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قال: «صلاتكم». رواه ابن جرير.
52: سفيان، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، في هذه الآية: {وما كان اللّه ليضيع إيمانكم} قال: «صلاتكم نحو بيت المقدس». رواه ابن جرير.
53: شريكٌ، وحديجٌ، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ، قال: «مات قومٌ كانوا يصلون نحو بيت المقدس فقالوا: فكيف بأصحابنا الّذين ماتوا وهم يصلّون نحو بيت المقدس فأنزل اللّه عزّ وجلّ:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}. رواه ابن أبي حاتم.
54: سرور بن المغيرة، عن عبّاد بن منصورٍ، عن الحسن، قوله: «{لتكونوا شهداء على النّاس}أي عدلا على النّاس». رواه ابن أبي حاتم.
55: أبو جعفرٍ عن الرّبيع، عن أبي العالية: {لتكونوا شهداء على النّاس} يقول: «لتكونوا شهداء على الأمم الّتي خلت قبلكم، بما جاءتهم به رسلهم وبما كذّبوهم» رواه ابن أبي حاتم.
56: محمّد بن إسحاق، عن مولى آل زيدٍ عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ: «{إلا لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه} أي: ابتلاءً واختبارًا». رواه ابن أبي حاتم، وقال: وروى الحسن، وعطاء، وقتادة، نحو ذلك.
محمّد بن إسحاق، عن محمّدٌ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: «{وإن كانت لكبيرةً إلا على الّذين هدى اللّه} أي: الّذين ثبّت اللّه». رواه ابن أبي حاتم، وقال:وروي عن قتادة قال: «عصم اللّه».
57: عبد الوارث، عن محمّد بن ذكوان، عن مجالد بن سعيدٍ، قال الحجّاج للحسن: أخبرني برأيك في أبي ترابٍ. قال الحسن: «سمعت اللّه يقول:{وإن كانت لكبيرةً إلا على الّذين هدى اللّه}فعليٌّ ممّن هدى اللّه» رواه ابن أبي حاتم.
58: محمّد بن إسحاق، عن محمّد آل زيدٍ عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: «وما كان اللّه ليضيع إيمانكم بالقبلة الأولى وتصديقكم نبيّكم، واتّباعه إلى القبلة الأخرى، أي: ليعطينّكم أجرهما جميعًا، إنّ اللّه بالناس لرؤف رحيمٌ». رواه ابن أبي حاتم.
59: سرور بن المغيرة، عن عبّاد بن منصورٍ عن الحسن قوله: «وما كان اللّه ليضيع إيمانكم أي: ما كان اللّه ليضيع محمّدًا وانصرافكم معه حيث انصرف، إنّ اللّه بالناس لرؤف رحيم» رواه ابن أبي حاتم.
60: أبو الجماهر، عن سعيد بن بشيرٍ، عن سعيد بن أبي عروبة: «{لرؤف رحيمٌ}يعني: رءوفٌ رفيقٌ». رواه ابن أبي حاتم.
يحيى، عن عبد اللّه، عن عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه عزّ وجل: {لرؤف}قال: «يرأف بكم». رواه ابن أبي حاتم، وأورده السيوطي في تفسيره.
61: محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، عن سلمة، قال محمّد بن إسحاق: {رحيمٌ} قال: «يرحم اللّه العباد على ما فيهم». رواه ابن أبي حاتم.
عبد اللّه بن بكيرٍ، عن عبد اللّه، عن عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: في قول الله:{رحيم}«يعني بالمؤمنين» رواه ابن أبي حاتم.
62: قال ابن كثير: وقال الإمام أحمد: حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا داود بن أبي الفرات، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبي الأسود أنّه قال: أتيت المدينة فوافقتها، وقد وقع بها مرضٌ، فهم يموتون موتًا ذريعاً. فجلست إلى عمر بن الخطّاب، فمرّت به جنازةٌ، فأثني على صاحبها خيرٌ. فقال: وجبت وجبت. ثمّ مرّ بأخرى فأثني عليها شرٌّ، فقال عمر: وجبت وجبت. فقال أبو الأسود: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أيّما مسلمٍ شهد له أربعةٌ بخيرٍ أدخله اللّه الجنّة». قال: فقلنا. وثلاثةٌ؟ قال: «وثلاثةٌ». قال، فقلنا: واثنان؟ قال: «واثنان» ثمّ لم نسأله عن الواحد.
وكذا رواه البخاريّ، والتّرمذيّ، والنّسائيّ من حديث داود بن أبي الفرات، به، وأورده السيوطي في تفسيره، ونسب إخراجه أيضا إلى ابن أبي شيبة.
63: قال ابن كثير: قال ابن مردويه: حدّثنا أحمد بن عثمان بن يحيى، حدّثنا أبو قلابة الرّقاشيّ، حدّثني أبو الوليد، حدّثنا نافع بن عمر، حدّثني أمّيّة بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهيرٍ الثّقفيّ، عن أبيه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالنّباوة يقول: «يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم» قالوا: بم يا رسول اللّه؟ قال: «بالثّناء الحسن والثّناء السّيّئ، أنتم شهداء اللّه في الأرض». ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون. ورواه الإمام أحمد، عن يزيد بن هارون، وعبد الملك بن عمر وشريحٍ، عن نافع عن ابن عمر، به.
64: عن ابن عباس والبراء بن عازب وقتادة والسدي والربيع وغيرهم: «الإيمان هنا الصلاة» أورده ابن عطية في تفسيره بلا إسناد.
65: قال السُّيُوطِيُّ: أخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي والنسائي وصححه، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن حبان والاسماعيلي في صحيحه والحاكم وصححه عن أبي سعيد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} قال: «عدلا»
66: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة عن النّبيّ في قوله: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} قال: «عدلا».
67: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج ابن جرير عن ابن عباس: {جعلناكم أمة وسطا} قال: «جعلكم أمة عدلا».
68: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج ابن سعد عن القاسم بن عبد الرحمن قال: «قال رجل لابن عمر: من أنتم؟ قال: ما تقولون؟ قال: نقول إنكم سبط وتقول إنكم وسط، فقال: سبحان الله، إنما السبط في بني إسرائيل والأمة الوسط أمة محمد جميعا».
69: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج أحمد، وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي، وابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيدعو قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته فذلك قوله:{وكذلك جعلناكم أمة وسطا} قال: والوسط العدل فتدعون فتشهدون له بالبلاغ وأشهد عليكم».
70: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والنسائي، وابن ماجه والبيهقي في البعث والنشور عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجيء النّبيّ يوم القيامة ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان وأكثر من ذلك فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم هذا؟ فيقولون: لا، فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم، فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيدعى محمد وأمته، فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم، فيقال: وما علمكم؟ فيقولون: جاءنا نبينا فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا، فذلك قوله:{وكذلك جعلناكم أمة وسطا} قال: عدلا{لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}».
71: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج ابن جرير عن أبي سعيد في قوله: «{وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}بأن الرسل قد بلغوا{ويكون الرسول عليكم شهيدا}بما عملتم».
72: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه، عن جابر قال: «شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في بني سلمة وكنت إلى جانبه فقال بعضهم: والله يا رسول الله لنعم المرء كان لقد كان عفيفا مسلما وأثنوا عليه خيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت الذي تقول فقال: يا رسول الله بدا لنا والله أعلم بالسرائر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وجبت»، قال: «وكنا معه في جنازة رجل من بني حارثة أو من بني عبد الأشهل فقال رجل: بئس المرء ما علمنا إن كان لفظا غليظا إن كان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت الذي تقول فقال: يا رسول الله الله أعلم بالسرائر فأما الذي بدا لنا منه فذاك، فقال: «وجبت» ثم تلا رسول الله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}» [أورده ابن كثير في تفسيره بلفظ ابن مردويه]
73: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج الطيالسي وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس قال: مروا بجنازة فأثني عليه خير فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «وجبت وجبت وجبت» ومر بجنازة فأثني عليه بشر فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «وجبت وجبت» فسأله عمر، فقال: «من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض»، زاد الحكيم الترمذي: ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}».
74: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج أحمد، وابن ماجة والطبراني والبغوي والحاكم في الكنى والدارقطني في الأفراد والحاكم في المستدرك والبيهقي في "سننه" عن أبي زهير الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبناوة يقول: «يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم»، قال: بم يا رسول الله قال: «بالثناء الحسن والثناء السيء أنتم شهداء الله في الأرض».
75: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج أحمد وأبو يعلى، وابن حبان والحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان والضياء في المختارة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يموت فتشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه لا خيرا إلا قال الله: قد قبلت شهادتكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون».
76: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج الخطيب في تاريخه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرانه الأدنين فيقولان اللهم لا نعلم إلا خيرا إلا قال الله للملائكة: اشهدوا أني قد قبلت شهادتهما وغفرت ما لا يعلمان».
77: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن كعب قال: «أعطيت هذه الأمة ثلاث خصال لم يعطها إلا الأنبياء كان النّبيّ يقال له: بلغ ولا حرج وأنت شهيد على قومك وادع أجبك، وقل لهذه الأمة{ما جعل عليكم في الدين من حرج}[الحج الآية 78]وقال{لتكونوا شهداء على الناس} وقال:{ادعوني استجب لكم}
78: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج ابن المبارك في الزهد، وابن جرير عن حبان بن أبي جبلة يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جمع الله عباده يوم القيامة كان أول من يدعى اسرافيل فيقول له ربه: ما فعلت في عهدي هل بلغت عهدي؟ فيقول: نعم رب قد بلغته جبريل، فيدعى جبريل فيقال: هل بلغك اسرافيل عهدي؟، فيقول: نعم، فيخلى عن اسرافيل ويقول لجبريل: هل بلغت عهدي؟، فيقول: نعم قد بلغت الرسل، فتدعى الرسل فيقال لهم: هل بلغكم جبريل عهدي؟، فيقولون: نعم، فيخلى جبريل ثم يقال للرسل: هل بلغتم عهدي؟، فيقولون: نعم بلغناه الأمم، فتدعى الأمم فيقال لهم: هل بلغتكم الرسل عهدي؟، فمنهم المكذب ومنهم المصدق، فتقول الرسل: إن لنا عليهم شهداء، فيقول: من؟، فيقولون: أمة محمد، فتدعى أمة محمد فيقال لهم: أتشهدون أن الرسل قد بلغت الأمم؟، فيقولون: نعم، فتقول الأمم: يا ربنا كيف يشهد علينا من لم يدركنا؟ فيقول الله: كيف تشهدون عليهم ولم تدركوهم؟، فيقولون: يا ربنا أرسلت إلينا رسولا وأنزلت علينا كتابا وقصصت علينا فيه أن قد بلغوا فنشهد بما عهدت إلينا، فيقول الرب: صدقوا فذلك قوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}والوسط العدل{لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}».
79: قال السُّيُوطِيُّ: أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب في الآية قال: «{لتكونوا شهداء على الناس}يوم القيامة كانوا شهداء على قوم نوح وعلى قوم هود وعلى قوم صالح وعلى قوم شعيب وعندهم أن رسلهم بلغتهم وأنهم كذبوا رسلهم»، قال أبو العالية: «وهي في قراءة أبي (لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة)».
80: قال السُّيُوطِيُّ: أخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: «يقال: يا نوح قد بلغت؟، قال: نعم يا رب، قال: فمن يشهد لك؟، قال: رب أحمد وأمته، قال: فكلما دعي نبي كذبه قومه شهدت له هذه الأمة بالبلاغ فإذا سأل عن هذه الأمة لم يسأل عنها إلا نبيها».
81: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن حبان بن أبي جبلة قال: «بلغني أن ترفع أمة محمد على كوم بين يدي الله تشهد للرسل على أممها بالبلاغ فإنما يشهد منهم يومئذ من لم يكن في قلبه احنة على أخيه المسلم».
82: قال السُّيُوطِيُّ: وأخرج مسلم وأبو دلود والحكيم الترمذي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله: «لا يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة»). [الدر المنثور: 2/ 17-25]
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|