لو رأينا الكون سواء لاتفقنا: قاعدة في فهم العلاقات وتقويتها
هشام محمد سعيد قربان
حسن الظنِّ وإيجاد الأعذار هو الحل الأمثل والعلاج الأنجع للصداقات والأصدقاء؛ لتدوم العشرة بينهم وتنمو وتحلو.
فحال الإنسان - كل إنسان بلا استثناء - تشبه حال من ينظر إلى الكون في كل حياته من خلال بِلُّورة زجاجية؛ فرؤية الكون من خلال بلورة لن تكون سواءً بين اثنين أبدًا؛ لأسباب كثيرة منها مثالًا لا حصرًا:
1- لأن كل ما يحيط بالبلورة قد يؤثر على صفائها، فلو أحاط بالبلورة دخان أو ضباب أو ماء أو غبار، لأثَّر على صفائها، ولَبَدا الكون من خلالها مختلفًا.
2- ومن جهة أخرى قد تصفو البلورة، ولكنَّ نَفْسَ الناظر قد يعكِّر صفوها كدرٌ أو نكد أو همٌّ، أو قلق أو ضيق، فيبدو الكون على غير صورته، مع أن البلورة في ذاتها صافية، لكن حال نفس الناظر إلى البلورة تؤثر، والناظر من خلال البلورة في علاقاتنا على خلاف ما نتوهم ليس فردًا واحدًا بل اثنين أو أكثر.
3- إن هذه المعلومة تريح بها وتستريح.
4- فلعلَّ الجانب الذي تنظر إليه من البلورة أكثر صفاء من جانب صديقك وجليسك، ولعله اجتمع لك حينها مع صفاء البلورة نعمة راحة النفس واستقرارها أكثر من جليسك، ولكنك لا تدري.
5- ولكنك تعرف من معدِنِ جليسك وسابق وُدِّه طيبَ سريرته وصفاء نيته؛ فتُحسن التأويل وتعذره، ولو أنصفتَ لوجدتَ أنه قد عذرك قبلها مرارًا.
6- وتحدث نفسك بأمانة وإنصاف قائلًا: أرى حينما يحدثني صديقي الأمورَ دومًا من منظور ثابت ومتين؛ هو: معرفتي الوثيقة لمعدنه الأصلي.
7- فإن بدا الأمر لي مخالفًا لما أعرف من معدنه، عَزَوتُ الأمر لقلة الصفاء في البلورة أو وجود سحابة عابرة تعكر صفاء النفس.
8- وبالطبع هذه الأسباب من قلة صفاء البلورة أو السحابة العابرة المعكرة - قد تصيب جليسي أو تحصل لي أنا شخصيًّا أو لكلينا معًا في نفس الوقت.