
07-03-2023, 04:10 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,491
الدولة :
|
|
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل
4: عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب الهاشمي القرشي (ت:40هـ) رضي الله عنه
انتداب النبي صلى الله عليه وسلم له في المهمات
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتدب علياً رضي الله عنه في الأمور المهمة، والقضايا المشكلة،
- ففي أوّل الإسلام كان كالحاجب له.
- وفي الهجرة أمره أن ينام على فراشه، ويمكث ثلاثة أيام ليؤدي عنه الودائع.
- وبعثه عام خيبر في سرية لها شأن ففتح الله له.
- وبعثه بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه عام تسع من الهجرة في الحجة التي قبل حجة الوداع ليؤذن في الناس بسورة براءة.
- وبعثه ليدي القتلى الذين قتلهم خالد بن الوليد خطأ؛ ويرضي القوم.
- وبعثه مرة أن لا يدع تمثالاً إلا طمسه، ولا قبراً مشرفاً إلا سواه.
- وفي غزوة العسرة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم) فخلّفه على المدينة حتى عاد من غزوته.
- قال روح بن عبادة: أخبرنا عوف بن بندويه، عن ميمون، عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا: (لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: «إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم» فخلَّفه، فلما فصل رسول الله صلى الله عليه وسلم غازياً، قال ناس: ما خلَّف علياً إلا لشيء كرهه منه، فبلغ ذلك علياً فاتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليه؛ فقال له: «ما جاء بك يا علي؟!»
قال: (لا يا رسول الله إلا أني سمعت ناساً يزعمون أنك إنما خلَّفتني لشيء كرهته مني).
فتضاحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: « يا علي! أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى غير أنك لست بنبي».
قال: بلى يا رسول الله.
قال: «فإنه كذلك». رواه ابن سعد في الطبقات.
- وبعثه إلى اليمن قاضياً يحكم بينهم فيما اختلفوا فيه، ومقسّماً للفيء.
- وبعثه إلى أهل نجران مصدقاً.
- وبعثه إلى همْدان فأسلموا جميعاً.
- وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الذي تولّى غسله، والإذن عليه، وكان معه عمه العباس وابنيه الفضل وقثم، وأسامة بن زيد.
فضائله ومناقبه
اجتمعت في عليّ رضي الله عنه خصال حسنة؛ ومناقب فاضلة؛ في العلم والدعوة والجهاد والقضاء وحسن الرأي في المعضلات مع ما تقدّم ذكره من كونه من أوائل السابقين إلى الإسلام.
- فكان مجاهداً بطلاً، لم يُذكر عنه أنه غُلب في مبارزة قطّ.
- وكان من كتّاب النبي صلى الله عليه وسلم، وممن كتب له الوحي.
- وكان ممن جمع القرآن؛ فقد حَبَس نفسه على جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمعه.
- وكان من أعلم الناس بالقرآن ونزوله، وأفقههم لأحكامه، وأعلمهم بالقضاء، يُفزع إليه في حلّ المعضلات، والجواب عن المشكلات، والاجتهاد في النوازل.
- وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم رديفاً لأبي بكر سنة 9هـ، ليؤذّن في الحجّ ببراءة، وأن لا يحجّ بعد ذلك العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
- ثمّ بعثه في رمضان من السنة العاشرة للهجرة أميراً على سريّة إلى اليمن؛ ففتح الله له، وأسلم أكثرهم طواعية، فمكث فيها إلى أن حضر موسم الحجّ فحجّ مع النبي صلى الله عليه وسلم حجّة الوداع.
- وكان بعد النبي صلى الله عليه وسلّم وزيراً للخلفاء الراشدين الثلاثة ونصيراً لهم، يستشار في النوازل، ويُرجع إليه في المعضلات.
وفضائله كثيرة جداً، أفردها بعض أهل العلم في مؤلفات، ومن أشهرها كتاب "خصائص عليّ" لأبي عبد الرحمن النسائي صاحب السنن.
أحاديث في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
روي فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحاديث كثيرة جمع الإمام أحمد في فضائل الصحابة منها قدر جزءٍ كبير، وأفرد كثيراً منها أبو عبد الرحمن النسائي صاحب السنن في كتاب سمّاه "خصائص عليّ"، ومن الأحاديث المروية في فضله:
1. قال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: (( أنت مني، وأنا منك )). رواه البخاري والترمذي والنسائي في الكبرى وغيرهم.
2. وقال الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر، قال: قال علي: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي: «أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق» رواه أحمد وأبي أبي شيبة، ومسلم، والترمذي، والنسائي في الكبرى وغيرهم.
3. وقال الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم علياً). رواه أحمد في فضائل الصحابة، وروي نحوه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
4. وقال أبو حازم سلمة بن دينار: أخبرني سهل رضي الله عنه، يعني ابن سعد، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: «لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجوه، فقال: «أين علي؟»
فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه فقال: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟
فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم» رواه البخاري ومسلم، ولهذا الحديث طرق أخرى كثيرة.
5. وقال شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي». رواه البخاري ومسلم.
6. وقال إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوساً ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله، فرمى بها إلى علي فقال: «إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله».
فقال أبو بكر: أنا؟
قال: «لا»
قال عمر: أنا؟
قال: «لا، ولكن صاحب النعل» رواه الإمام أحمد، وابن أبي شيبة، والنسائي في الكبرى، وأبو يعلى والطحاوي، وابن حبان وغيرهم من طرق عن إسماعيل به.
وهذا الخبر من دلائل النبوة؛ فإنّ الخوارج ظهروا في عهده فقاتلهم.
7. وقال بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرورية لما خرجت - وهو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه- قالوا: "لا حكم إلا لله"، قال علي: "كلمة حق أُريد بها باطل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناساً، إني لأعرف صفتهم في هؤلاء: «يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم، - وأشار إلى حلقه - من أبغض خلق الله إليه، منهم أسود إحدى يديه طِبْي شاة أو حلمة ثدي» ".
فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئا، فقال: ارجعوا فوالله، ما كَذبت ولا كُذبت، مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خربة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه). رواه مسلم والنسائي في السنن الكبرى وابن حبان، ولهذا الخبر طرق كثيرة.
8. وقال أبو إسحاق السبيعي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غُفِرَ لك، مع أنه مغفور لك: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين)). رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والنسائي في الكبرى وابن حبان وابن أبي عاصم وغيرهم.
9. وقال أبو حيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمي: حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً!! رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً!! حدثنا يا زيد ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: يا ابن أخي! والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فما حدّثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه.
ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّا بين مكة والمدينة؛ فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثم قال: ((أما بعد، ألا أيّها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به))
فحثَّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثم قال: « وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي».
فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال: (نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده).
قال: ومن هم؟
قال: (هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس).
قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟
قال: (نعم). رواه أحمد، ومسلم، والدرامي، والنسائي في السنن الكبرى، وغيرهم.
10: وقال الأعمش، عن سعد بن عبيدة السلمي، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كنت وليّه فعليٌّ وليه )). رواه ابن أبي شيبة.
11. وقال عطاء بن السائب، عن سعد بن عبيدة، قال: سأل رجل ابن عمر، فقال: أخبرني عن علي، قال: « إذا أردت أن تسألَ عن عليٍّ؛ فانظر إلى منزله من منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا منزله، وهذا منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم».
قال: فإني أبغضه.
قال: «فأبغضك الله». رواه ابن أبي شيبة.
12. وقال سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن ناجية بن كعب الأسدي عن علي رضي الله عنه قال: لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقلت: يا رسول الله! إنَّ عمّك الشيخ الضالّ قد مات.
قال: فقال: «انطلق فواره، ثم لا تحدثنَّ شيئاً حتى تأتيَني».
قال: (فواريته ثم أتيته فأمرني فاغتسلت، ثم دعا لي بدعوات ما أحبّ أنَّ لي بهن ما على الأرض من شيء).رواه ابن أبي شيبة.
13. وقال هشام بن سعد عن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطاب أو قال: أبي: (لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليَّ من حمر النعم: زوجه ابنته فولدت له، وسد الأبواب إلا بابه، وأعطاه الحربة يوم خيبر). رواه ابن أبي شيبة.
14. وقال سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان على جبل حراء فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسكن حراء فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد» وعليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم ». رواه أحمد، ومسلم، والنسائي في الكبرى.
15: وقال هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم التميمي، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: (أشهد أنَّ علياً من أهل الجنة).
قلت: وما ذاك؟
قال: هو في التسعة، ولو شئت أن أسمي العاشر سميته، قال: اهتزَّ حراء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثبت حراء؛ فإنَّه ليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد».
قال: ( رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وأنا [يعني سعيد نفسه]). رواه أحمد وابن أبي شيبة، وأبو داوود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي في السنن الكبرى.
16. وقال قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت، فقال: «أين ابن عمك؟» قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني، فخرج، فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: «انظر أين هو؟» فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه، ويقول: «قم أبا تراب، قم أبا تراب». رواه البخاري.
17. وقال عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه أن رجلاً جاء إلى سهل بن سعد، فقال: هذا فلان، لأمير المدينة، يدعو علياً عند المنبر.
قال: فيقول: ماذا؟
قال: يقول له: أبو تراب!!
فضحك، قال: (والله ما سماه إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وما كان له اسم أحب إليه منه!!).
فاستطعمت الحديث سهلاً، وقلت: يا أبا عباس كيف ذلك؟
قال: دخل عليٌّ على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين ابن عمك؟
قالت: في المسجد.
فخرج إليه فوجد رداءَه قد سقط عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره؛ فيقول: «اجلس يا أبا تراب مرتين». رواه البخاري.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|