
07-03-2023, 04:16 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,345
الدولة :
|
|
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل
4: عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب الهاشمي القرشي (ت:40هـ) رضي الله عنه
زهده وورعه
كان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إماماً في الزهد والورع ذا تعفف وصيانة، ودين متين، وعلم واسع، وفقه فيما يأتي ويذر.
- قال محمد بن قيس، عن علي بن ربيعة الوالبي، عن علي بن أبي طالب قال: جاءه ابن التياح فقال: يا أمير المؤمنين! امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء، قال: الله أكبر، قال: فقام متوكياً على ابن التيّاح حتى قام على بيت مال المسلمين فقال: هذا جناي وخياره فيه، وكل جان يده إلى فيه، يا ابن التياح، علي بأشياخ الكوفة، قال: فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت المسلمين وهو يقول: يا صفراء، يا بيضاء، غرّي غيري، ها وها، وهو يقول: يا صفراء! يا بيضاء! غرّي غيري، ها وها، حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثم أمر بنضحه وصلَّى فيه ركعتين). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: «ما رزأ عليٌّ من بيت مالنا حتى فارقنا إلا جبة محشوة وخميصة درابجردية». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي فقال: (لقد فارقكم رجل أمس، ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم أهله). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال يحيى بن اليمان: أخبرني مجالد، عن الشعبي قال: (ما ترك علي إلا سبعمائة درهم من عطائه، أراد أن يشتري بها خادماً). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال وكيع، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن قيس الملائي قال: (رئي على علي ثوب مرقوع، فعوتب في لباسه فقال: يقتدي المؤمن، ويخشع القلب). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال وكيع، عن شريك، عن عثمان الثقفي، عن زيد بن وهب، أن بعجة عاتب علياً في لباسه، فقال: (يقتدي المؤمن، ويخشع القلب). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
وبعجة بن جعدة كان من رؤوس الخوارج في زمن عليّ رضي الله عنه.
صفاته وشمائله وبعض أخباره
- قال يزيد بن هارون: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: (رأيت علياً، وكان عريض اللحية، وقد أخذت ما بين منكبيه، أصلع على رأسه زغيبات). رواه ابن سعد.
- قال إسماعيل بن أبي خالد: حدثنا عامر [الشعبي] قال: (ما رأيت رجلا أعظمَ لحيةً من عليٍّ، قد ملأت ما بين منكبيه بيضاء، وفي الرأس زغبات). رواه أبو حفص الفلاس.
- قال الحسين بن حماد سجادة: حدثنا علي بن عابس، عن أبي إسحاق قال: قال أبي: يا بني! تريد أن أريك أمير المؤمنين؟ يعني علياً.
قلت: نعم؛ فرفعني على يديه، فإذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية، أصلع، عظيم البطن، عريض ما بين المنكبين). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي سعد التيمي قال: كنا نبيع الثياب على عواتقنا، ونحن غلمان في السوق، فإذا رأينا علياً قد أقبل قلنا: بوذا شكب أمذ!!
فقال علي: ما يقولون؟
فقيل له: يقولون: عظيم البطن.
قال: (أجل! أعلاه علم، وأسفله طعام). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه أبي إسحاق قال: (رأيت علياً فقال لي أبي: قم يا عمرو فانظر إلى أمير المؤمنين؛ فقمتُ إليه فلم أره يخضب لحيته، ضخم اللحية). رواه ابن سعد.
- وقال سفيان الثوري، عن أبي إسحاق قال: (رأيت علياً أبيض الرأس واللحية).
- وقال شهاب بن عباد العبدي: أخبرنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشعبي قال: (ما رأيت رجلاً قط أعرضَ لحية من علي، قد ملأت ما بين منكبيه، بيضاء). رواه ابن سعد.
- وقال شيبان بن فروخ: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا سوادة بن حنظلة قال: (رأيت علياً أصفر اللحية). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه.
- وقال أبو عمر البزاز عن محمد ابن الحنفية قال: (خضب علي بالحناء مرة ثم تركه). رواه ابن سعد.
- وقال سفيان الثوري، عن سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة، أن عليا كانت له امرأتان، كان إذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم، وإذا كان يوم هذه اشترى لحماً بنصف درهم). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
خلافته
تولّى عليّ الخلافةَ بعد عثمان بمبايعة كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بايعه طلحة والزبير وغيرهما، واستوسقت له البيعة ولم ينازعه أحد في استحقاق الخلافة، وإنما كانت المنازعة في مسألة قتلة عثمان، وجرت بسببها فتنة عظيمة بين المسلمين، وكان عليٌّ ومن معه أقرب الطائفتين إلى الحق، وخرجت الخوارج في عهده؛ فدعاهم إلى التوبة والفيئة إلى جماعة المسلمين؛ وناظرهم فاستجاب له بعضهم، وعاندت طائفة منهم فقاتلهم وكسر قرنهم.
وسار على طريقة أسلافه الخلفاء في تعليم القرآن وإقرائه وتدارسه، وكان رضي الله عنه قد قرأ القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ممن يكتب الوحي، وجمع القرآن في خلافة أبي بكر، وكان من أعلم الصحابة بالقضاء والتفسير، وفضائله كثيرة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بأنه سيلقى جهداً بعده، وأنه سيقتل، وأخبره ببعض ما يكون له من الأجر العظيم في قتل الخوارج.
- قال أحمد بن يونس: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي حيان التيمي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: «أما إنك ستلقى بعدي جهداً»
قال: في سلامة من ديني؟
قال: «في سلامة من دينك». رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد، عن محمد ابن الحنفية قال: كنت مع علي، وعثمان محصور، قال: فأتاه رجل فقال: إن أمير المؤمنين مقتول، ثم جاء آخر فقال: إن أمير المؤمنين مقتول الساعة، قال: فقام علي، قال محمد: فأخذت بوسطه تخوفاً عليه، فقال: خلِّ لا أمَّ لك، قال: فأتى عليٌّ الدارَ، وقد قُتِلَ الرجل، فأتى داره فدخلها، وأغلق عليه بابه، فأتاه الناس فضربوا عليه الباب، فدخلوا عليه فقالوا: إنَّ هذا الرجل قد قتل ولا بد للناس من خليفة، ولا نعلم أحداً أحقَّ بها منك؛ فقال لهم علي: (لا تريدوني، فإني لكم وزير خير مني لكم أمير).
فقالوا: لا والله، ما نعلم أحداً أحقَّ بها منك.
قال: (فإن أبيتم عليَّ فإنَّ بيعتي لا تكون سراً، ولكن أخرج إلى المسجد فمن شاء أن يبايعني بايعني).
قال: (فخرج إلى المسجد فبايعه الناس). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال محمد بن راشد البصري: حدثني عوف قال: كنت عند الحسن، فذكروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن جوشن الغطفاني: يا أبا سعيد! إنما أزري بأبي موسى اتباعه علياً، قال: فغضب الحسن حتى تبين الغضب في وجهه!
قال: (فمن يتبع؟!! قُتل أمير المؤمنين عثمان مظلوما، فعمد الناس إلى خيرهم فبايعوه، فمن يتبع؟!! حتى ردها مراراً). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|