
11-03-2023, 02:55 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,320
الدولة :
|
|
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين

سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل
5: سيرة معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري (ت:18هـ)
مواعظه ووصاياه
لمعاذ بن جبل وصايا جليلة نافعة تدل على ما يكتنز وراءها من العلم والفهم والنصح، وسأذكر طائفة منها هنا وطائفة منها في خبر وفاته رضي الله عنه.
- قال معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة قال: لما حضر معاذا الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصنا!
قال: أجلسوني.
فقال: إن العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما، يقولها ثلاث مرات فالتمسوا العلم عند أربعة رهط، عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه عاشر عشرة في الجنة» رواه أحمد، والترمذي، والنسائي في السنن الكبرى، وأبو بشر الدولابي في الكنى، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم.
وفي رواية: ((إنَّ العلمَ والإيمانَ مكانهما إلى يوم القيامة، ومَنِ ابتغاهما وَجَدَهما)).
- وقال حماد بن سلمة: حدثنا أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن يزيد بن أبي عميرة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: (تكون فتن فيكثر فيها المال، ويفتح القرآن حتى يقرأ الرجل والمرأة والصغير والكبير والمنافق والمؤمن، فيقرأه الرجل فلا يتبع، فيقول: والله لأقرأنه علانية، فيقرأه علانية فلا يتبع، فيتخذ مسجداً، ويبتدع كلاماً ليس من كتاب الله، ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإياكم وإياه؛ فإنه بدعة وضلالة). رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال ابن شهاب الزهري: حدثني أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني أن يزيد بن عميرة - وكان من أصحاب معاذ بن جبل - أخبره قال: كان لا يجلس مجلساً للذكر حين يجلس إلا قال: «الله حكم قسط هلك المرتابون».
فقال معاذ بن جبل يوماً: (إنَّ من ورائكم فتناً يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والصغير والكبير، والعبد والحر، فيوشك قائلٌ أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن؟!! ما هم بمتبعيّ حتى أبتدع لهم غيره، فإيّاكم وما ابتدع، فإنَّ ما ابتدع ضلالة، وأحذّركم زيغة الحكيم، فإنَّ الشيطانَ قد يقول كلمة الضلالةِ على لسانِ الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق).
قال: قلت لمعاذ: ما يدريني رحمك الله أنَّ الحكيمَ قد يقول كلمة الضلالة وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟!
قال: «بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال لها: ما هذه؟!! ولا يثنينّك ذلك عنه، فإنَّه لعله أن يراجع، وتلقَّ الحقَّ إذا سمعتَه فإنَّ على الحقِّ نوراً». رواه أبو داوود في سننه، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ، والبيهقي في السنن الكبرى من طرق عن الزهري.
قال أبو داود: (قال معمر عن الزهري في هذا الحديث: "ولا ينئينَّك ذلك عنه" مكان "يثنينك"، وقال صالح بن كيسان عن الزهري في هذا: "المشبهات" مكان "المشتهرات"، وقال: "لا يثنينك" كما قال عقيل، وقال ابن إسحاق عن الزهري قال: "بلى ما تشابه عليك من قول الحكيم حتى تقول: ما أراد بهذه الكلمة؟!!").
- وقال أحمد بن حنبل: حدثنا أبو المغيرة الحمصي، قال: حدثنا صفوان بن عمرو، قال: حدثني عمرو بن قيس السكوني، قال: حدثني عاصم بن حميد قال: سمعت معاذاً يقول: (إنكم لن تروا من الدنيا إلا بلاء وفتنة، ولن يزداد الأمر إلا شدة، ولن تروا من الأئمة إلا غلظة، ولن تروا أمراً يهولكم أو يشتدّ عليكم إلا حقَّره بعده ما هو أشد منه).
قال أحمد بن حنبل: (اللهم رضينا . اللهم رضينا). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال محمد بن المبارك الصوري: حدثنا صدقة بن خالد، عن ابن جابر، حدثنا شيخ يكنى أبا عمرو، عن معاذ بن جبل، قال: (سيبلى القرآن في صدور أقوامٍ كما يبلى الثوب فيتهافت، يقرأونه لا يجدون له شهوة ولا لذة، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أعمالهم طمع لا يخالطه خوف، إن قصروا قالوا: سنبلغ، وإن أساءوا قالوا: سيغفر لنا، إنا لا نشرك بالله شيئاً). رواه الدارمي موقوفاً على معاذ، وله شواهد.
- وقال شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سَلِمة عن معاذ بن جبل أنه قال: (كيف أنتم عند ثلاث: دنيا تقطع رقابكم، وزلة عالم، وجدال منافق بالقرآن؟)
فسكتوا.
فقال معاذ بن جبل: (أما دنيا تقطع رقابكم، فمن جعل الله غناه في قلبه فقد هُدي، ومن لا فليس بنافعته دنياه.
وأما زلة عالم؛ فإن اهتدى فلا تقلّدوه دينكم، وإن فتن فلا تقطعوا منه أناتكم، فإن المؤمن يفتن ثم يفتن ثم يتوب.
وأما جدال منافق بالقرآن، فإن للقرآن منارا كمنار الطريق لا يكاد يخفى على أحد، فما عرفتم فتمسّكوا به، وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه). رواه وكيع في الزهد، وأبو داوود في الزهد، والطبراني في الأوسط، أبو نعيم في الحلية، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله كلهم من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة به، وألفاظهم متقاربة.
- وقال جامع بن شداد، عن الأسود بن هلال المحاربي قال: قال معاذ بن جبل لرجل: (اجلس بنا نؤمن ساعة) يعني نذكر الله. رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الإيمان، وابن أبي شيبة في المصنف، وعلّقه البخاري في صحيحه.
- وقال محمد بن سيرين: جاء رجل معاذ بن جبل معه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه ويوصونه فقال له معاذ: (إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حفظت ما قال لك أصحابك: إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا فإنه يأتي بك أو يمر بك على نصيبك من الدنيا فيتنظمه لك انتظاما فيزول معك أينما زلت). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال عبد الوهاب: حدثنا عبيد الله، عن سليمان بن حبيب، عن سعيد بن عشارة قال: كنت أرعى غنما نحو الشام، فذكر لي ركب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتعرضت لهم فقلت: علموني، فقدموا إليَّ كلاماً كلّهم يأمرني بخير، وورائهم رجل على ناقة له فقال: مسألتك؟ وإني أراهم قد أكثروا عليك.
قال: أجل، والله لقد أكثروا علي حتى ما حفظت شيئاً مما قالوا.
قال: إني سأجمع لك ذلك في أمرين: إنه لا غنى بك عن حظك من الدنيا، وأنت إلى حظك من الآخرة أفقر، فإذا عرض لك أمران أحدهما لله، والآخر للدنيا فخذ الذي لله يأتي على حاجتك من الدنيا فينتظمها انتظام الدمية، ثم يزول معك حيث مازلت). رواه أبو داوود في الزهد.
- وقال مسعر، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة قال: قال معاذ: «صل ونم، وصم وأفطر، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوات أو دعوة مظلوم».رواه ابن أبي شيبة.
- وقال الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، عن معاذ بن جبل، أنه قال: (إذا أحببتَ أخاً فلا تماره، ولا تشاره، ولا تسأل عنه، فعسى أن توافق له عدواً فيخبرك بما ليس فيه فيفرّق بينك وبينه). رواه أبو داوود في الزهد.
- وقال الوليد بن مسلم: سمعت يزيد بن أبي مريم قال: سمعت أبا إدريس الخولاني، يقول: قال معاذ بن جبل رحمه الله: إنك مجالس قوما لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عز وجل عند ذلك رغبات، قال الوليد: فذكرت لعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، فقال: نعم حدثني أبو طلحة حكيم بن دينار أنهم كانوا يقولون: (آية الدعاء المستجاب إذا رأيت الناس غفلوا، فارغب إلى ربك عز وجل عند ذلك رغبات). رواه أحمد في الزهد.
- وقال حماد بن زيد: حدثنا الصلت بن راشد قال: سألت طاووسا عن شيء؛ فانتهرني.
وقال: أكان هذا؟
قلت: نعم.
قال: آلله؟
قلت: آلله.
قال: إن أصحابنا أخبرونا عن معاذ بن جبل أنه قال: (أيها الناس! لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله فيذهب بكم هاهنا وهاهنا، فإنكم إن لم تعجلوا بالبلاء قبل نزوله لم ينفك المسلمون أن يكون فيهم من إذا سئل سُدّد، أو قال: وُفّق). رواه الدارمي في سننه، وأبو بكر الآجري في أخلاق العلماء، وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن.
وفاته
- قال عبد الله بن العلاء بن زبر: سمعت بسر بن عبيد الله، أنه سمع أبا إدريس، قال: سمعت عوف بن مالك، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم، فقال: (( اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً). رواه البخاري.
- وقال أبو أحمد الزبيري: حدثنا مَسَرَّة بن معبد، عن إسماعيل بن عبيد الله قال: قال معاذ بن جبل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحرة يأخذ بمراقّ الرجل يستشهد الله به أنفسهم، ويزكي به أعمالهم )).
اللهم إن كنت تعلم أن معاذ بن جبل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطه هو وأهل بيته الحظ الأوفر منه، فأصابهم الطاعون فلم يبق منهم أحد فطعن في أصبعه السبابة، فكان يقول: (ما يسرني أن لي بها حمر النعم). رواه أحمد، وإسماعيل بن عبيد الله لم يدرك معاذاً، لكن يشهد له ما بعده.
- قال هشام بن خالد الدمشقي: الحسن بن يحيى الخشني، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( تنزلون منزلا يقال له: الجابية يصيبكم فيه داءٌ مثل غدَّة الجمل، يستشهد الله به أنفسكم وذراريكم، ويزكّي به أعمالكم)). رواه الطبراني في المعجم الكبير، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال موسى بن عبيدة الربذي، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع مولى أمّ سلمة قال: لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس استخلف معاذَ بن جبل، واشتد الوجع؛ فقال الناس: (يا معاذ! ادع الله يرفع عنا هذا الرجز).
فقال: « إنه ليس برجز، ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يختص الله بها من يشاء منكم». رواه الطبراني في المعجم الكبير، وفيه انقطاع.
- وقال ثابت بن يزيد الأحول: حدثنا عاصم، عن أبي منيب الأحدب قال: خطب معاذ بالشام، فذكر الطاعون فقال: «إنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم. اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة» ثم نزل من مقامه ذلك، فدخل على عبد الرحمن بن معاذ فقال: عبد الرحمن: {الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} فقال معاذ: ({ستجدني إن شاء الله من الصابرين}). رواه أحمد في المسند.
- وقال معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة الزبيدي أنه لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصنا؟
قال: أجلسوني.
قال: (إنَّ العلم والإيمان مكانهما فمن ابتغاهما وجدهما، إن العلم والإيمان مكانهما فمن ابتغاهما وجدهما، فالتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنه عاشر عشرة في الجنة)). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخ دمشق، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في المدخل إلى السنن، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال حماد بن سلمة: حدثنا أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن يزيد بن أبي عميرة قال: ولما مرض معاذ بن جبل مرضه الذي قبض فيه كان يغشى عليه أحيانا، ويفيق أحيانا، حتى غشي عليه غشية ظننا أنه قد قبض، ثم أفاق وأنا مقابله أبكي، فقال: «ما يبكيك؟»
قلت: والله لا أبكي على دنيا كنت أنالها منك، ولا على نسب بيني وبينك، ولكن أبكي على العلم والحكم الذي أسمع منك يذهب.
قال: (فلا تبكِ فإنَّ العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما؛ فابتغه حيث ابتغاه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فإنه سأل الله تعالى وهو لا يعلم وتلا: {إني ذاهب إلى ربي سيهدين}، وابتغه بعدي عند أربعة نفر، وإن لم تجده عند واحد منهم فسل عن الناس أعيانه: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن سلام، وسلمان، وعويمر أبو الدرداء، وإياك وزيغة الحكيم وحكم المنافق).
قال: قلت: وكيف لي أن أعلم زيغة الحكيم؟
قال: «كلمة ضلالة يلقيها الشيطان على لسان الرجل فلا يحملها ولا يتأمل منه، فإن المنافق قد يقول الحق، فخذ العلم أنى جاءك فإن على الحق نورا، وإياك ومعضلات الأمور». رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال يحيى بن عمرو بن راشد الليثي: حدثنا ابن ثوبان، عن حسان بن عطية، عن شيخ بمكة - يعني ابن سابط - عن عمرو بن ميمون، قال: قدم علينا معاذ بن جبل ونحن باليمن، فقال: يا أهل اليمن أسلموا تسلموا، إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم؛ فوقعت له في قلبي محبة، فلم أفارقه حتى مات؛ فلما حضره الموت بكيتُ.
فقال لي: ما يبكيك؟
فقلت: أما إنه ليس عليك أبكي، إنما أبكي على العلم الذي يذهب معك.
قال: (إنَّ العلم والإيمان ثابتان إلى يوم القيامة، فالتمس العلم عند أربعة، عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن سلام فإنه عاشر عشرة في الجنة، وسلمان الخير، وعويمر أبي الدرداء).
فلحقت بعبد الله بن مسعود فأمرني بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن «صلّ الصلاة لوقتها، واجعل صلاتهم تسبيحاً»
فذكرت فضيلة الجماعة فضرب على فخذي وقال: (ويحك إن الجماعة ما وافق طاعة الله). رواه الطبراني في مسند الشاميين، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
وقوله: (واجعل صلاتهم تسبيحاً). أي: نافلة، وذلك لأنهم كانوا يؤخرون الصلاة.
- وقال معاذ بن هشام الدستوائي: حدثني أبي، عن قتادة، قال: حدثنا أنس بن مالك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاذ رديفه على الرحل، قال: «يا معاذ بن جبل!»، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك.
قال: «يا معاذ».
قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثاً.
قال: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، صدقاً من قلبه إلا حرَّمه الله على النار».
قال: يا رسول الله! أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟
قال: «إذا يتكلوا»
قال: (وأخبر بها معاذ عند موته تأثماً). رواه البخاري.
- وقال حميد بن عبد الله المزني، عن عيسى بن شريح بن حصين، عن ابن مالك بن يخامر، عن أبيه مالك بن يخامر أنه حضر وأصحابٌ له معاذ بن جبل عند وفاته؛ فقال له مالك: يا أبا عبد الرحمن حدثنا حديثا ينفعنا الله به.
فقال: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لكم فيه منفعة إلا قد حدثتكم به إلا حديثاً واحداً، ولو أعلم أني أقوم من مضجعي هذا لم أحدثكم به، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من مات لا يشرك بالله شيئاً وجبت له الجنة». رواه أبو بشر الدولابي في الكنى.
- وقال سويد بن سعيد الحدثاني: حدثنا زياد بن الربيع، عن هشام، عن ابن سيرين، عن ابن الديلمي، قال: كنت ثالث ثلاثة ممن يخدم معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ فلما حضرته الوفاة قلنا له: يرحمك الله! إنا إنما صحبناك وانقطعنا إليك واتبعناك لمثل هذا اليوم لتحدثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من مات وهو موقن بثلاث: أن الله تبارك وتعالى حقّ، وأنَّ الساعة قائمة، وأن الله يبعث من في القبور ))
قال ابن سيرين: فنسيت، إما قال: (( أدخله الجنة )) وإما قال: (( نجا من النار )). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
-قال موسى بن عقبة: (مات سنة ثمان عشرة في طاعون عمواس وهو ابن ثمان وثلاثين سنة).
- وقال النووي: (توفي في طاعون عَمَواس بالشام سنة ثمان عشرة، وقيل: سبع عشرة، والصحيح الأول، وقبره في مشاق غور بيان، وعمواس التي نسب إليها الطاعون بالرملة وبيت المقدس، نُسب الطاعون إليها لأنه بدأ بها، هو بفتح العين والميم، وتوفى شهيداً في الطاعون، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وقيل: أربع وثلاثين، وقيل: ثمان وثلاثين).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|