
20-03-2023, 11:23 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,122
الدولة :
|
|
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل
7: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي (ت:32هـ)
بعض أخباره
- قال أبو نعيم الفضل بن دكين: أخبرنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة قال: «كان عبد الله إذا دخل الدار استأنس ورفع كلامه كي يستأنسوا». رواه ابن سعد.
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: أخبرنا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: ما رأيت فقيها أقلَّ صوماً من عبد الله بن مسعود.
فقيل له: لم لا تصوم؟
فقال: (إني أختار الصلاة عن الصوم، فإذا صمت ضعفت عن الصلاة). رواه ابن سعد.
- وقال الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: " مرض مرضا فجزع فيه، قال: فقلنا له: ما رأيناك جزعت في مرض ما جزعت في مرضك هذا، فقال: «إنه أخذني وأقرب بي من الغفلة». رواه ابن سعد.
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: أخبرنا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن عبد الله بن مسعود أوصى إلى الزبير، وقد كان عثمان حرمه عطاءه سنتين، فأتاه الزبير فقال: «إن عياله أحوج إليه من بيت المال، فأعطاه عطاءه عشرين ألفا، أو خمسة وعشرين ألفا». رواه ابن سعد.
- وقال يزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: دخل الزبير بن العوام على عثمان بعد وفاة عبد الله بن مسعود فقال: «أعطني عطاء عبد الله، فأهل عبد الله أحق به من بيت المال، فأعطاه خمسة عشر ألف درهم». رواه ابن سعد.
مرضه ووفاته
قدم على عثمان المدينة، وفي طريقه اجتاز بالربذة وشهد وفاة أبي ذرّ رضي الله عنه، وصلى عليه، ثم مرض بالمدينة أياما ثم توفي بها سنة 32هـ، فصلى عليه عثمان، ودُفن بالبقيع رضي الله عنه.
وأوصى إلى الزبير بن العوام وابنه عبد الله.
- قال محمد بن إسحاق بن يسار: حدثني بريدة بن سفيان الأسلمي، عن محمد بن كعب القرظي قال: خرج أبو ذر رضي الله عنه إلى الربذة فأصابه قدره فأوصاهم أن اغسلوني وكفنوني، ثم ضعوني على قارعة الطريق، فأوّل ركب يمرون بكم فقولوا: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأعينونا على غسله ودفنه، ففعلوا فأقبل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في ركب من العراق وقد وضعت الجنازة على قارعة الطريق؛ فقام إليه غلام فقال: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبكى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك)). رواه ابن سعد في الطبقات، وإسحاق ابن راهويه كما في المطالب العالية، ومحمد بن كعب القرظي إمام في السِّيَر، لكن بريدة بن سفيان متكلَّم فيه.
- قال أبو الزنباع رَوْحُ بن الفرج المصري: حدثنا يحيى بن بكير قال: «توفي عبد الله بن مسعود ويكنى أبا عبد الرحمن وهو ابن بضع وستين سنة، وفي سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة، وأوصى إلى الزبير بن العوام، وصلى عليه ودفن بالبقيع». رواه الطبراني في المعجم الكبير.
مواعظه ووصاياه
لابن مسعود وصايا جليلة مبثوثة في دواوين السنة، وقد أفردها ابن أبي شيبة في باب طويل من كتاب الزهد في مصنفه، وذكر أبو داوود في كتاب الزهد طائفة منها.
- قال عبد الله بن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي الزبير المكي، أن عامر بن واثلة [أبا الطفيل] حدثه أنه سمع عبد الله بن مسعود، يقول: (الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره). رواه مسلم في صحيحه.
- وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن خيثمة، عن الأسود بن يزيد، قال: قال عبد الله: (ما من نفس برة ولا فاجرة إلا وإن الموت خير لها من الحياة، لئن كان براً لقد قال الله: {وما عند الله خير للأبرار}، ولئن كان فاجرا لقد قال الله: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو داوود في الزهد.
- وقال أبو معاوية الضرير: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، والأعمش، عن عمارة، عن الأسود، قالا: قال عبد الله: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه؛ فقال به هكذا؛ فطار). رواه أحمد.
- وقال عبد الرحمن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: قال عبد الله: «كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار به جهلا». رواه ابن المبارك في الزهد، وابن أبي شيبة في المصنف، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد البجلي، عن زبيد اليامي قال: قال عبد الله بن مسعود: «إنَّ الرَّوْحَ والفَرَج في اليقين والرضى، وإنَّ الهمَّ والحزنَ في الشكّ والسخط». رواه ابن المبارك في الزهد.
- وقال سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن مرة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب؛ فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان، فمن ضنَّ بالمال أن ينفقه، وخاف العدو أن يجاهده، وهاب الليل أن يكابده، فليكثر من قول: "لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر"). رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داوود في الزهد.
ورواه ابن المبارك في الزهد، وابن أبي شيبة في مصنفه من هذا الطريق دون قوله: (إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم).
- وقال جرير، عن منصور، عن أبي وائل، قال: قال عبد الله رضي الله عنه: لقد أتاني اليوم رجل، فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه، فقال: أرأيت رجلاً مُؤْدِياً نشيطاً يخرج مع أمرائنا في المغازي؛ فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها؟!
فقلت له: « والله ما أدري ما أقول لك إلا أنا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعسى أن لا يُعزم علينا في أمرٍ إلا مرة حتى نفعله، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شكَّ في نفسه شيء سأل رجلاً فشفاه منه، وأوشك أن لا تجدوه، والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثَّغب شرب صفوه وبقي كدره». رواه البخاري.
المؤدِي بالتخفيف: مكتمل الأداة للحرب، والثَّغب بقيّة الغدير أو الماء القليل الذي استنقع في صخرة أو موضع مطمئنّ من الأرض.
- وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: قال عبد الله: (ما شبهت ما غبر من الدنيا إلا بثَغْب شرب صفوه وبقي كدره، ولا يزال أحدكم بخير ما اتقى الله، وإذا حاك في صدره شيء أتى رجلاً فشفاه منه، وأيم الله لأوشك أن لا تجدوه). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد البجلي، عن زبيد اليامي قال: قال عبد الله: «قولوا خيرا تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، ولا تكونوا عُجُلاً مذاييعَ بُذُرا». رواه ابن المبارك في الزهد، وابن أبي شيبة في مصنفه، والبيهقي في شعب الإيمان.
ورواه وكيع في الزهد من طريق سفيان الثوري عن زبيد به.
- وقال يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله، قال: (تعلموا تعلموا؛ فإذا علمتم فاعملوا). رواه ابن أبي شيبة، والدارمي، ويعقوب بن سفيان.
- وقال هارون بن عنترة، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، قال: قال عبد الله بن مسعود: (إنما هذه القلوب أوعية؛ فاشغلوها بالقرآن، ولا تشغلوها بغيره). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو نعيم في الحلية، والخطيب البغدادي في تقييد العلم، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد: حدثني أشعث بن أبي خالد، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (من استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء فليفعل، حيث لا يناله اللصوص، ولا يأكله السوس؛ فإنَّ قلب كل امرئ عند كنزه). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو داوود في الزهد، والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال سفيان الثوري، عن أبي قيس الأودي، عن هزيل بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « من أراد الآخرة أضرَّ بالدنيا، ومن أراد الدنيا أضرَّ بالآخرة، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي». رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك.
ورواه هناد بن السري في الزهد من طريق قبيصة عن سفيان الثوري به وزاد: (إنكم في زمان كثير علماؤه، قليل خطباؤه، كثير معطوه، قليل سؤّاله، الصلوات فيه طويلة، والخطبة فيه قصيرة، وإنَّ من ورائكم زماناً كثير خطباؤه، قليل علماؤه، كثير سؤاله، قليل معطوه، الصلاة فيه قصيرة، والخطبة فيه طويلة؛ فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطب، إن من البيان سحراً).
- وقال الأعمش، عن عمارة بن عمير التيمي، عن أبي الأحوص، قال: قال عبد الله: (تعودوا الخير فإنما الخير في العادة). رواه وكيع في الزهد، وعبد الرزاق، وابن أبي شيبة، والطبراني في الكبير.
- وقال جرير بن عبد الحميد، عن عبد العزيز بن رفيع، عن خيثمة، قال: قال عبد الله: (انظروا الناس عند مضاجعهم؛ فإذا رأيتم العبد يموت على خير ما ترونه فارجوا له الخير، وإذا رأيتموه يموت على شرّ ما ترونه فخافوا عليه؛ فإنَّ العبد إذا كان شقياً وإن أعجب الناس بعض عمله قيّض له شيطان فأرداه وأهلكه حتى يدركه الشقاء الذي كتب عليه، وإذا كان سعيداً وإن كان الناس يكرهون بعض عمله قيّض له ملك؛ فأرشده وسدده حتى تدركه السعادة التي كتبت له). رواه ابن أبي شيبة.
وخيثمة هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة، وفد جده أبو سبرة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأما خيثمة فإمام ثقة لكنّه لم يسمع من ابن مسعود، إنما كان يروي عن بعض أصحابه كالأسود بن يزيد، لكن لهذا الأثر ما يشهد له، وهو حديث ابن مسعود المشهور: حدثنا الصادق المصدوق إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمّه أربعين يوماً نطفة ... الحديث.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|