عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 27-03-2023, 02:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,530
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل



8: سيرة أبي الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري (ت:32هـ)

مرض موته
مات أبو الدرداء رضي الله عنه بعد مرض أصابه في آخر حياته.
- قال ميمون بن موسى المَرَائي التميمي: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال: صحبت أبا الدرداء أتعلّم منه، فلما حضره الموت قال: آذنِ الناس بموتي، فآذنت الناس بموته، فجئت وقد ملئ الدار وما سواه.
قال: فقلت: قد آذنتُ الناس بموتك، وقد مُلئ الدار، وما سواه.
قال: أخرجوني فأخرجناه.
قال: أجلسوني.
قال: فأجلسناه.
قال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين يتمّهما أعطاه الله ما سأل معجلاً أو مؤخراً».
قال أبو الدرداء: «يا أيها الناس! إياكم والالتفات؛ فإنّه لا صلاة لملتفت؛ فإن غُلبتم في التطوّع، فلا تُغلبنّ في الفريضة». رواه أحمد في المسند.
- وقال شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، قال: قال أبو الدرداء في مرضه الذي مات فيه: (ألا احملوني).
قال: فحملوه.
قال: (ألا أخرجوني).
قال: فأخرجوه.
قال: (حافظوا على هاتين الصلاتين - يعني صلاة العشاء، والصبح -، ألا اسمعوا وبلغوا من خلفكم: لو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبواً على مرافقكم وركبكم). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: أخبرني إسماعيل بن عبيد الله، قال: حدثتني أم الدرداء أنه أغمي على أبي الدرداء، فأفاق فإذا بلال ابنه عنده، فقال: «قم فاخرج عني».
ثم قال: (من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه؟ {ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون} أتيتم).
ثم أغمي عليه، فلبث لبثاً ثم يفيق؛ فيقول مثل ذلك، فلم يزل يرددها حتى قبض). رواه ابن المبارك في الزهد، وابن أبي شيبة في مصنفه، وابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين، والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني قال: مرض أبو الدرداء مرضه الذي مات فيه، وكثر العوّاد في منزله؛ فأخرجوه إلى كنيسة النصارى؛ فجعل الناس يعودونه أرسالاً. فجاء أبو إدريس إلى أبي الدرداء وهو يجود بنفسه؛ فتخطّى الناس حتى جلس عند رأسه.
فقال أبو إدريس: الله أكبر، الله أكبر؛ فجعل يكثر؛ فرفع أبو الدرداء رأسه فقال: (إن الله عز وجل إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به).
ثم قال: (ألا رجلٌ يعمل لمثل مصرعي هذا! ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه!)
ثم قضى). رواه ابن زبر الربعي في وصايا العلماء عند الموت.


تاريخ وفاته
كان موته بعد موت ابن مسعود رضي الله عنهما، لكن اختلف في سنة وفاته على أقوال:
- فقال يحيى بن بكير، وابن سعد، وأبو مسهر الغساني، وخليفة بن خياط، ويعقوب بن شيبة، وأبو عبيد، وأبو حفص الفلاس، وابن نمير، وابن زبر الرَّبَعي: مات سنة 32ه.
- وقال الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز: مات قبل مقتل عثمان بسنتين، أي سنة 33هـ.
- وقال المفضل بن غسان، وخالد بن معدان: مات سنة 31هـ.
- وقال عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم: حدثنا سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي قال: (مات أبو الدرداء قبل قتل عثمان بسنتين). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال سعيد بن عبد العزيز، عن مغيث بن سمي (أنَّ أبا الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري وهو من بلحارث بن الخزرج مات بعد موت ابن مسعود في آخر خلافة عثمان قبل أن يقتل بقليل). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال: أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: (مات أبو الدرداء وكعب الأحبار في خلافة عثمان). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو زرعة الدمشقي: (رأيت أهل العلم ببلدنا يذكرون: أن بمقبرة دمشق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلال بن رباح مولى أبي بكر، وسهل بن الحنظلية، وأبو الدرداء).


ما رؤي فيه بعد موته
- قال الليث بن سعد: حدثنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير الحضرمي، حدثنا عوف بن مالك الأشجعي قال: رأيت في المنام كأني أتيت مرجاً أخضر فيه قبة من أدم، حولها غنم ربّض تجتر وتبعر العجوة؛ فقلت: لمن هذه؟
فقيل لي: لعبد الرحمن بن عوف؛ فانتظرته حتى خرج من القبة.
قال: يا عوف بن مالك! هذا ما أعطى الله سبحانه بالقرآن؛ فلو أشرفت على هذه الثنية لرأيت ما لا ترى عينك، ولسمعت ما لم تسمع أذنك، ولا يخطر على قلبك، أعده الله عزّ وجل لأبي الدرداء لأنه كان يدفع الدنيا بالراحتين والنحر). رواه أحمد في الزهد، وابن أبي الدنيا في كتاب المنامات، وابن عساكر في تاريخ دمشق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.50 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]