
26-04-2023, 02:42 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة :
|
|
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين

سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل
9: سيرة حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي الغطفاني (ت:36هـ) رضي الله عنه
مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم
شهد حذيفة المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم غير بدر، حبسه المشركون عنها ثم أطلقوه بعد أن أخذوا عليه العهد أن لا يقاتلهم، وله في بعض تلك الغزوات مناقب عظيمة، ولا سيما غزوة الأحزاب، وغزوة تبوك.
واستشهد اليمان والد حذيفة يوم أحد قتله المسلمون خطأ؛ فاستغفر حذيفة لقاتليه، وتصدّق بديته عليهم، فزاده ذلك خيراً ورفعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- قال الوليد بن عبد الله بن جُميع الزهري: حدثنا أبو الطفيل قال: حدثنا حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدراً إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل، قال: فأخذنا كفار قريش، قالوا: إنكم تريدون محمدا، فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة، ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرناه الخبر، فقال: «انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم». رواه أحمد ومسلم وغيرهما.
- وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (لما كان يوم أحد هُزم المشركون هزيمة بيّنة، فصاح إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم على أخراهم، فاجتلدت أخراهم؛ فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه، فنادى أي عباد الله أبي أبي).
فقالت: (فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم).
قال عروة: (فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية خير حتى لقي الله عز وجل).رواه البخاري.
- وقال يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن عروة أن حذيفة بن اليمان أحد بني عبس، وكان حليفاً في الأنصار، قتل أبوه مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، أخطأ به المسلمون؛ فجعل حذيفة يقول: أبي أبي؛ فلم يفهموا حتى قتلوه.
فقال حذيفة: (يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) فزادت حذيفة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً. رواه ابن عساكر.
- وقال عقيل بن خالد الأيلي، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن حذيفة بن اليمان أحد بني عبس من الأنصار قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبوه اليمان يوم أحد؛ فأخطأ المسلمون يومئذ بأبيه يحسبونه من العدو؛ فتواسقوه بأسيافهم فجعل حذيفة يقول: إنه أبي! إنه أبي! فلم يفقهوا قوله حتى قتلوه؛ فقال حذيفة عند ذلك: (يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فزادت حذيفة عنده خيراً). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن إسحاق: حدّثني عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، قال: (لما خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى أحد رُفع ثابت بن وقش وحسل بن جابر وهو والد حذيفة بن اليمان في الآطام مع النساء والصبيان، وكانا شيخين كبيرين، فقال أحدهما للآخر: لا أبا لك! ما ننتظر؟! إنما نحن هامة اليوم أو غدا، فلحقا بالمسلمين ليرزقا الشّهادة، فلما دخلا في الناس قتل المشركون ثابت بن وقش، والتفّت أسياف المسلمين على والد حذيفة، فقال حذيفة: أبي، أبي، فقتلوه وهم لا يعرفونه.
فقال حذيفة: يغفر اللَّه لكم، وتصدق بديته على المسلمين). ذكره ابن حجر في الإصابة.
فضائله ومناقبه
كان حذيفة من نجباء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحب سِرّه، وأعلم الصحابة بالمنافقين وأحوالهم، وبالفتن وأنواعها والمخارج منها، وهو الذي ندبه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب؛ ليخبره خبر المشركين.
وكان جليل القدر عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان عمر يسأله عنه الفتن والمخارج منها، ويرقبه إذا قُدّمت جنازة؛ فإن رأى حذيفة يصلي عليها صلى، وإن رآه تأخّر لم يصلّ عليها، وأناب غيره، وذلك لعلم حذيفة بالمنافقين.
- قال الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن حذيفة في خبر طويل: قال حذيفة: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقر،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا فلم يجبه منا أحد.
ثم قال: «ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا فلم يجبه منا أحد.
ثم قال: «ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟»، فسكتنا فلم يجبه منا أحد.
فقال: «قم يا حذيفة، فأتنا بخبر القوم»، فلم أجد بداً إذ دعاني باسمي أن أقوم.. ) الحديث، رواه مسلم والبيهقي في السنن الكبرى.
- وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحصوا لي كم يلفظ الإسلام؟
قلنا: يا رسول الله! أتخاف علينا ونحن ما بين الست مائة إلى السبع مائة؟
قال: فقال: (إنكم لا تدرون، لعلكم أن تبتلوا).
قال: (فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سراً). رواه أحمد، ومسلم، والنسائي في الكبرى.
- وقال المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوّذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: «سبحان ربي العظيم»، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: «سمع الله لمن حمده»، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد، فقال: «سبحان ربي الأعلى»، فكان سجوده قريباً من قيامه). رواه مسلم، وأحمد، والنسائي.
- وقال إسرائيل بن يونس السَّبيعي، عن ميسرة بن حبيب النهدي، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان قال: سألتني أمّي: منذ متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: فقلت لها: منذ كذا وكذا.
قال: فنالت مني وسبّتني.
قال: فقلت لها: دعيني فإنّي آتي النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأصلّي معه المغرب، ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك.
قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فصلّيت معه المغرب؛ فصلّى النبي صلى الله عليه وسلم إلى العشاء، ثم انفتل؛ فتبعتُه فعرض له عارض؛ فناجاه، ثم ذهب فاتبعتُه؛ فسمع صوتي فقال: من هذا؟
فقلت: حذيفة.
فقال: ما لك؟
فحدثته بالأمر؛ فقال: ((غفر الله لكَ ولأمّك)).
ثم قال: (أما رأيت العارضَ الذي عرض لي قُبيل؟)).
قال: قلت: بلى.
قال: ((فهو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة؛ فاستأذن ربه أن يسلّم عليَّ ويبشرني أنَّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة). رواه أحمد، والترمذي، والنسائي في السنن الكبرى من طرق عن إسرائيل به.
- وقال زيد بن الحباب: حدثنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بين المغرب والعشاء فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء فلما انصرف تبعته؛ فقال: من هذا؟
قلت: حذيفة.
قال: (اللهم اغفر لحذيفة ولأمّه). رواه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال الخطيب البغدادي: (وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم لقربه منه، وثقته به وعلو منزلته عنده).
علمه وفقهه
كان حذيفة رضي الله عنه عالماً فقيهاً، كيّساً فطناً، وكان كثير السؤال للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان أكثر ما يسأله عما يحترز منه.
- وقال سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي السّفر، قال: قال حذيفة: «إنّا قومٌ أوتينا الإيمان قبل أن نؤتى القرآن، وإنّكم قومٌ أوتيتم القرآن قبل أن تؤتوا الإيمان». رواه سعيد بن منصور في سننه، والبيهقي في السنن الكبرى.
- وقال الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلمة، قال: قال حذيفة: (ما تقرؤون ربعها، يعني: براءة). رواه ابن أبي شيبة، والحاكم في المستدرك.
- قال بسر بن عبيد الله الحضرمي: حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني). رواه البخاري ومسلم.
- وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: حدثنا القاسم بن عبد الرحمن، عن محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله قال: قال لنا حذيفة: (إنّا حملنا هذا العلم، وإنّا نؤديه إليكم وإن كنا لا نعمل به). رواه البيهقي في المدخل إلى السنن، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- - قال أبو بكر البيهقي: (قوله: "وإن كنا لا نعمل به" يريد - والله أعلم - فيما يكون ندباً واستحباباً؛ فلا يُظنّ بهم أنهم كانوا يتركون الواجب عليهم؛ فلا يعلمون به إذ كانوا أعمل الناس بما وجب عليهم، ويحتمل أن يكون ذهب مذهب التواضع في ترك التزكية).
- وقال القاسم بن مالك المزني: حدثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبي جعفر محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله قال: قال حذيفة: (إنا قوم عرب نردد الأحاديث فنقدم ونؤخّر). رواه البيهقي في المدخل إلى السنن، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|