عرض مشاركة واحدة
  #72  
قديم 26-04-2023, 02:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,919
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل



9: سيرة حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي الغطفاني (ت:36هـ) رضي الله عنه

أعماله في زمن الخلفاء الراشدين
شهد حذيفة فتوحَ فارس في عهد أبي بكر وعمر، وهو الذي أخذ الراية بعد مقتل النعمان بن مقرّن بنهاوند، وفَتَحَ أصبهان والريّ وغيرهما، وكان مع أهل الشام في فتوح أرمينية وأذربيجان، وله جهاد طويل في بلاد فارس وخراسان.
وهو الذي ندب عثمان لجمع الناس على مصحف واحد، بعدما رأى من اختلاف الناس في القراءة.
وقد أمّره عمر على المدائن فبقي أميراً عليها حتى توفّي بعد مقتل عثمان في أوّل سنة 36هـ.
وروي في خبر لا يثبت أنه هو الذي بشّر عمر بانتصار المسلمين يوم اليرموك.
- قال وكيع، عن سفيان الثوري، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم الحنظلي قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقال: أيّكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟
قال: فقال حذيفة: (أنا). رواه أحمد.

سعيه لجمع القرآن في زمن عثمان
- قال إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف: حدثنا ابن شهاب [الزهري] عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان - وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق - فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة؛ فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان؛ فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف).
رواه البخاري والترمذي والنسائي في الكبرى.
- وقال حفص بن عمر الدوري المقرئ: حدثنا إسماعيل بن جعفر أبو إبراهيم المديني، عن عمارة بن غزية، عن ابن شهاب الزهري، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدم من غزوة غزاها بفرج أرمينية فحضرها أهل العراق وأهل الشام، فإذا أهل العراق يقرءون بقراءة عبد الله بن مسعود، ويأتون بما لم يسمع أهل الشام، ويقرأ أهل الشام، بقراءة أبي بن كعب، ويأتون بما لم يسمع أهل العراق، فيكفرهم أهل العراق، قال: «فأمرني عثمان رضي الله عنه أن أكتب له مصحفاً» فكتبته، فلما فرغت منه عرضه).رواه عمر بن شبة.

زهده وورعه وخشيته
- قال مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف قال: «قدم حذيفة المدائن على حمارٍ بإكافه على إكاف، سادلاً رجليه، ومعه عِرْق ورغيف وهو يأكل». رواه ابن سعد في الطبقات.
عرْق: أي قطعة لحم.

- وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: كان عمر بن الخطاب إذا بعث أميراً كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانا وأمرته بكذا وكذا، فاسمعوا له وأطيعوا.
فلما بعث حذيفة إلى المدائن كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانا فأطيعوه، فقالوا: هذا رجل له شأن فركبوا ليتلقوه، فلقوه على بغلٍ تحته إكاف، وهو معترض عليه رجلاه من جانب واحد فلم يعرفوه فأجازوه، فلقيهم الناس؛ فقالوا لهم: أين الأمير؟ قالوا: هو الذي لقيتم.
قال: فركضوا في إثره فأدركوه وفي يده رغيف، وفي الأخرى عرق وهو يأكل، فسلموا عليه، فنظر إلى عظيم منهم فناوله العِرق والرغيف.
قال: (فلما غفل ألقاه أو قال أعطاه خادمه). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال هدبة بن خالد الثوباني: حدثنا سلام بن مسكين، عن محمد بن سيرين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا استعمل عاملا كتب في عهده: واسمعوا له وأطيعوا ما عدل فيكم، فاستعمل حذيفة على المدائن، وكتب في عهده: اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم، فاستقبلوه فإذا هو على حمار مؤكف، وفي يده عرق يأكله، فقرأ عليهم عهده كتاب عمر رضي الله عنه، قالوا له: ما حاجتك فإن أمير المؤمنين لم يكتب إلينا بمثل ما كتب إلينا فيك قال: حاجتي أن تطعموني من الخبز ما دمت فيكم، وتعلفوا حماري، وتجمعوا خراجكم، فلما انقضى عمله دخل إلى المدينة، فلما بلغ عمر قدومه قعد له في الطريق لينظر كيف حاله مما فارقه عليه؟ فلما رآه في تلك الحال اعتنقه، وقال: أنت أخي وأنا أخوك، أنت أخي وأنا أخوك). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه.
- وقال الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، عن أم سلمة، قالت: قال حذيفة: «لوددت أن لي إنسانا يكون في مالي، ثم أغلق علي بابا فلا يدخل عليَّ أحد حتى ألحق بالله». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال ابن عون، عن أبي بشر [البصري]، عن جندب بن عبد الله البجلي، ثم البصري قال: استأذنتُ على حذيفة ثلاث مرات فلم يأذن لي، فرجعت، فإذا رسوله قد لحقني فقال: «ما ردك؟»
قلت: ظننت أنك نائم.
قال: «ما كنتُ لأنام حتى أنظر من أين تطلع الشمس؟!».
قال: فحدثتُ به محمداً [ابن سيرين]؛ فقال: (قد فعله غير واحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم). رواه ابن أبي شيبة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.23 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]