عرض مشاركة واحدة
  #76  
قديم 08-05-2023, 11:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين




سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل



10: سيرة أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري (ت:44هـ)

أعماله وأخباره في زمن الخلفاء الراشدين
عاد أبو موسى إلى المدينة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم غزا مع من غزا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الشام، وشهد فتوح الشام، ومنها فتح بيت المقدس وشهد خطبة عمر بالجابية، وحضر وفاة أبي عبيدة بن الجراح بالأردن.
ثمّ في عام سبع عشرة للهجرة استقدمه عمر من الشام، وبعثه إلى الكوفة والبصرة أميراً عليهما، وقاضياً ومعلّماً لأهل البصرة يعلّمهم القرآن ويفقّههم في الدين، ويغزو بهم.
فأقرأ وعلّم وفقّه وقضى بينهم، وقاد جيوش المسلمين فافتتح كثيراً من بلاد فارس منها أصبهان وتستر والأهواز والسوس ونصيبين وهمذان وغيرها.
ثمّ إنّ عمر أمّر على الكوفة عمار بن ياسر، وأبقى أبا موسى أميراً على البصرة، فلم يزل أميراً عليها حتى عزله عثمان بعبد الله بن عامر بعد سنوات من خلافته.
- قال أحمد بن حنبل في المسند: حدثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، قال: كتب عمر في وصيته: «أن لا يقرَّ لي عاملٌ أكثر من سنة، وأقرّوا الأشعريَّ - يعني أبا موسى - أربع سنين».
فأقرّه عثمان ثم عزله سنة 29هـ بعبد الله بن عامر بن كُريز.
وولّى على الكوفة الوليد بن عقبة، ثمّ عزل الوليدَ بعد أن شكاه أهل الكوفة، وأمّر مكانه سعيد بن العاص؛ ثمّ إنّ أهل الكوفة خرجوا على سعيد وطردوه وأمّروا أبا موسى الأشعري؛ فأبى أبو موسى أن يقبل منهم إلا أن يجددوا البيعة لعثمان ثم يكتب له فيستأذنه؛ فجدّدوا البيعة لعثمان؛ وكتب أبو موسى لعثمان، فأعجبه ما صنع أبو موسى وأقرّه على إمرة الكوفة.
وكان شاعر أهل الكوفة عتبة بن الوعل التغلبي قد أرسل قصيدة إلى عثمان وفيها:
تصدّق علينا يا ابنَ عفّان واحتسب ... وأمّر علينا الأشعريّ لياليا
فقال عثمان: (نعم وشهورا وسنين إن بقيت). ذكره ابن سعد في الطبقات في خبر طويل.
ومات عثمان وأبو موسى أميرٌ على الكوفة.
ثمّ عزله عليّ وولّى قرظة بن كعب الأنصاري، وكان قرظة من المعلّمين الذين بعثهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الكوفة يقرئون الناس القرآن ويفقّهونهم في الدين.

- قال ضمرة بن ربيعة الفلسطيني عن عبد الله بن شوذب عن الحسن البصري قال: بعث عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري وهو بالشام؛ فقدم عليه فلما قدم عليه قال له: أني إنما بعثت إليك لخير، لتؤثر حاجتي على حاجتك.
قال: (أما حاجتك فالجهاد في سبيل الله، وأما حاجتي فأبعثك إلى البصرة؛ فتعلّمهم كتاب ربهم وسنة نبيهم وتجاهد بهم عدوَّهم، وتقسم بينهم فيئَهم).
قال الحسن: (ففعل والله، لقد علَّمهم كتاب ربهم وسنة نبيهم، وجاهد بهم عدوهم، وقسم بينهم فيئهم؛ فوالله ما قدم عليهم راكب كان خيرا لهم من أبي موسى).
قال ابن شوذب: (ودخل على جمل أورق وخرج عليه حين عزل). رواه ابن عساكر.
- وقال شعبة عن أبي عامر الخزاز عن الحسن عن أبي موسى قال: (إنَّ أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم أعلّمكم كتاب ربكم وسنة نبيكم وأنظّف لكم طرقكم). رواه ابن عساكر.
- وقال صالح بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي قال: (أبو موسى الاشعري عبد الله بن قيس سكن الكوفة، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثه عمر إلى البصرة أميراً عليها؛ فأقرأهم القرآن وفقَّههم، وهو فتح تستر، ولم يكن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحسن صوتا منه). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو القاسم البغوي: (أبو موسى عبد الله بن قيس الاشعري حليف سعيد بن العاص، سكن الكوفة، وابتنى بها دارا إلى جانب المسجد).
- وقال أبو نعيم الأصبهاني: (ولي لعمر بن الخطاب البصرة، واستعمله عثمان بن عفان على الكوفة بعد أن فتح الله به البلدان الكبيرة، وبنى بها دارا إلى جنب المسجد، وقتل عثمان وهو على الكوفة، وله بها عقب).
- وقال يحيى بن أيوب، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: بعثني عمر بن الخطاب وأبا موسى الأشعري إلى العراق، فجعل أبا موسى على الصلاة، وجعلني على الجباية، وقال: «إذا بلغ مال المسلم مائتي درهم، فخذ منها خمسة دراهم، وما زاد على المائتين ففي كل أربعين درهما درهم»رواه أبو عبيد في كتاب الأموال.
- وقال سهل بن يوسف، عن حميد، عن أنس، قال: «كان النعمان بن مقرّن على جند أهل الكوفة، وأبو موسى الأشعري على جند أهل البصرة» رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبو يوسف الفسوي: حدثني عمار عن سلمة عن ابن إسحاق قال: (سار أبو موسى في أهل البصرة من نهاوند؛ ففتح أصبهان سنة ثلاث وعشرين). رواه ابن عساكر.
- وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: حدثنا زهير، حدثنا حميد الطويل، حدثنا أنس بن مالك (أن الهرمزان نزل على حكم عمر أمير المؤمنين؛ فبعث به أبو موسى مع أنس إلى أمير المومنين؛ فقدمت عليه؛ فقال له عمر: تكلّمْ لا بأس عليك؛ فاستحياه فأسلم وفرض له). رواه ابن عساكر.
- وقال عرعرة بن البرند السامي: حدثنا زياد الجصاص، عن أبي إسحاق، عن كثير، قال: «غزونا مع أبي موسى الأشعري أصبهان وهمذان ففتحهما الله عز وجل» رواه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان.
- قال مرزوق بن عمرو: حدثني أبو فرقد قال: (كنا مع أبي موسى الأشعري يوم فتحنا سوق الأهواز) فذكر الخبر، رواه ابن أبي شيبة.
- وقال عتاب بن زهير بن ثعلبة: حدثني مرداس بن نمير، عن أبيه، قال: (كنت من حرس عبد الله بن قيس حين قدم أصبهان، فقام على شرف الحصن علج، فرمى ابنه بسهم فغرز السهم في عجزه، فاستشهد وهو ساجد، وجزع عليه أبوه جزعا شديداً حتى أغمي عليه فأفاق، وظفرنا بالعلج فقتلناه، ثم نزع عن ابنه الخف، ودفنه بكلمه وثيابه، وسوى قبره، ووكل به جماعة يحفظون قبره حتى يأتيهم أمره). رواه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان.
- وقال سليمان بن مسلم اليشكري: حدثني خالي بشير بن أبي أمية، عن أبيه، (أن الأشعري نزل بأصبهان، فعرض عليهم الإسلام فأبوا، فعرض عليهم الجزية فصالحوه على ذلك، فباتوا على صلح حتى إذا أصبحوا أصبحوا على غدر، فبارزهم القتال، فلم يكن أسرع من أن أظهره الله عليهم). رواه ابن سعد.
- وقال عفان بن مسلم: حدثنا همام، عن قتادة، عن زرارة بن أبي أوفى، عن مطرف بن مالك، أنه قال: شهدت فتح تستر مع الأشعري.
قال: فأصبنا دانيال بالسوس.
قال: فكان أهل السوس إذا أسنتوا أخرجوه فاستسقوا به، وأصبنا معه ستين جرة مختمة.
قال: ففتحنا جرَّة من أدناها، وجرَّة من أوسطها وجرَّة من أقصاها؛ فوجدنا في كل جرّة عشرة آلاف.
قال همام: ما أراه إلا قال: «عشرة آلاف».
قال: وأصبنا معه ريطتين من كتان، وأصبنا معه رَبْعَة فيها كتاب). ثم ساق الخبر بطوله، وهو في مصنّف ابن أبي شيبة.
والرَّبْعَة الصندوق الذي يوضع فيه الكتاب.
- وقال حسان بن عبد الله، عن السري بن يحيى، عن قتادة، قال: لما فتحت السوس، وعليهم أبو موسى الأشعري وجدوا دانيال في إيوان، وإذا إلى جنبه مال موضوع وكتاب فيه: من شاء أتى فاستقرض منه إلى أجل، فإن أتى به إلى ذلك الأجل وإلا برص، قال: فالتزمه أبو موسى، وقبله، وقال: دانيال ورب الكعبة، ثم كتب في شأنه إلى عمر، فكتب إليه عمر: أن كفنه، وحنطه، وصل عليه وادفنه كما دفنت الأنبياء صلوات الله عليهم، وانظر ماله فاجعله في بيت مال المسلمين.
قال: (فكفنه في قباطي بيض، وصلى عليه، ودفنه). رواه أبو عبيد في كتاب "الأموال"، وابن زنجويه، وتمّام في فوائده.
وهو مرسل لأن قتادة إنما ولد بعد موت أبي موسى بنحو عشرين سنة، لكن يعضده ما قبله في أصل القصة.
- وقال أبو خلدة خالد بن دينار: حدثنا أبو العالية، قال: لما افتتحنا تستر وجدنا في بيت مال الهرمزان سريراً عليه رجل ميّت، عند رأسه مصحف له، فأخذنا المصحف، فحملناه إلى عمر بن الخطاب؛ فدعا له كعبا فنسخه بالعربية.
أنا أول رجل من العرب قرأه، قرأته مثل ما أقرأ القرآن هذا.
فقلت لأبي العالية: ما كان فيه؟
فقال: سيرتكم، وأموركم، ودينكم، ولحون كلامكم، وما هو كائن بعد.
قلت: فما صنعتم بالرجل؟
قال: حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة، فلما كان في الليل دفناه وسوينا القبور كلها، لنعمّيه على الناس لا ينبشونه). رواه البيهقي في دلائل النبوة.
- وقال أبو بردة بن أبي موسى: حدثتني أمي، قالت: (خرج أبو موسى حين نُزع عن البصرة وما معه إلا ستمائة درهم، عطاء عياله). رواه ابن سعد.
- وقال محمد بن المنتشر، عن مسروق بن الأجدع، قال: (كنت مع أبي موسى أيام الحكمين وفسطاطي إلى جانب فسطاطه، فأصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية من الليل، فلما أصبح أبو موسى رفع رفرف فسطاطه، فقال: يا مسروق بن الأجدع، قلت: لبيك أبا موسى قال: إن الإمرة ما اؤتمر فيها، وإنَّ الملك ما غلب عليه بالسيف). رواه ابن سعد وابن عساكر.

صفاته وشمائله
كان أبو موسى رضي الله عنه خفيف الجسم قليل شعر الوجه، حيّياً كريماً، عظيم الأمانة، حسن الصوت بالقرآن، عالماً بالقرآن والقضاء والفتوى، حريصاً على اتّباع سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان معلّماً كيّساً، ومجاهداً مقداماً، وأميراً محبوباً، وخطيباً مسدّداً حتى شُبّه بالجزار الذي لا يخطئ المفصل من سداد قوله.
- قال أبو لبيد الجهضمي: (ما كنَّا نشبه كلام أبي موسى إلا بالجزار الذي لا يخطئ المفصل). رواه ابن سعد من طريق حماد بن زيد، عن الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد.
- وقال حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أبي مجلز، أن أبا موسى قال: (إني لأغتسل في البيت المظلم، فأحني ظهري حياء من ربي). رواه ابن سعد.
- وقال حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: (كان أبو موسى الأشعري إذا نام لبس ثيابا عند النوم مخافة أن تنكشف عورته). رواه ابن سعد.
- وقال القاسم بن مخيمرة: حدثني أبو بردة بن أبي موسى رضي الله عنه، قال: وجع أبو موسى وجعا شديدا، فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئا، فلما أفاق، قال: أنا بريء ممن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «برئ من الصالقة والحالقة والشاقة» رواه البخاري ومسلم.
- وقال أبو عميس: سمعت أبا صخرة يذكر عن عبد الرحمن بن يزيد، وأبي بردة بن أبي موسى قالا: أغمي على أبي موسى وأقبلت امرأته أم عبد الله تصيح برنّة، قالا: ثم أفاق، قال: ألم تعلمي وكان يحدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنا بريء ممن حلق وسلق وخرق» رواه مسلم.
- وقال روح بن عبادة: حدثنا حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة أنه وصف الأشعري، فقال: (رجل خفيف الجسم قصير أثط). رواه ابن سعد في الطبقات والحاكم في المستدرك.
والأثط قليل شعر الوجه.
- قال أبو غسان: حدثنا عباد، عن الشيباني قال: سمعت الشعبي، يقول: (القضاء في ستة نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة بالمدينة، وثلاثة بالكوفة فبالمدينة: عمر، وأبي، وزيد بن ثابت، وبالكوفة: علي، وعبد الله، وأبو موسى). رواه الحاكم في المستدرك.
- وقال أبو التياح: سمعت الحسن، يقول: «ما قدم البصرة راكب خير لأهلها من أبي موسى الأشعري» رواه البخاري في التاريخ الكبير والحاكم في المستدرك.
- وقال أحمد بن يونس: حدثنا زهير عن عبد الملك بن عمير قال: (رأيت أبا موسى داخلا من هذا الباب، وعليه مقطَّعة ومطرف حبري، يعني باب كندة). رواه أبو القاسم البغوي.

علمه وفقهه

- قال عباد بن العوام: أخبرنا [أبو إسحاق] الشيباني، عن الشعبي، قال: (كان يؤخذ العلم عن ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكان عمر وعبد الله وزيد يشبه علمهم بعضهم بعضا، وكان يقتبس بعضهم من بعض، وكان عليّ وأبي والأشعريّ يشبه علمهم بعضهم بعضا، وكان يقتبس بعضهم من بعض).
قال: فقلت له: وكان الأشعري إلى هؤلاء؟
قال: (كان أحد الفقهاء). رواه أبو خيثمة زهير بن حرب في كتاب العلم، وابنه في تاريخه، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال يحيى بن آدم: حدثنا حسن [ابن صالح] عن مطرف، عن عامر الشعبي، قال: (كان الفقهاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ستة: عمر وعلي وعبد الله وزيد وأبو موسى وأبي بن كعب). رواه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال سفيان بن عيينة عن مطرف عن الشعبي عن مسروق قال: (كان القضاء في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستة: عمر وعلي وابن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبي موسى، وكان نصفهم لأهل الكوفة: علي وابن مسعود وأبو موسى). رواه أبو زرعة الدمشقي وابن عساكر.

عبادته وهديه
كان أبو موسى رضي الله عنه، عالماً فقيهاً، وعابداً زاهداً، حريصاً على التفقّه في الدين واتّباع السنّة، ثم لمّا تولّى الولايات لم تغيّره عمّا كان عليه من الزهد وطلب العلم، وقد تولّى إمارة البصرة والكوفة وهما من أغنى بلاد المسلمين في ذلك الزمان، ولم يخرج منها بعد عزله بشيء من مالها، إلا نحو ستمائة درهم عطاء أولاده كسائر رعيّته.
وكان صاحب ليلٍ وقرآن معروف بذلك، متقلّلاً من الدنيا، صادق الوعد، عظيم الأمانة، لا يخلف، ولا يخون.
- قال قتادة: حدَّث أبو بردة بن عبد الله بن قيس، عن أبيه قال: قال أبي: «لو شهدتنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم، إذا أصابتنا السماء حسبت أن ريحنا ريح الضأن، إنما لباسنا الصوف» رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجه.
- قال أبو عيسى الترمذي: (ومعنى هذا الحديث أنه كان ثيابهم الصوف، فإذا أصابهم المطر يجيء من ثيابهم ريح الضأن).
- وقال عاصم الأحول، عن أبي مجلزٍ قال: صلى أبو موسى بأصحابه وهو مرتحل من مكة إلى المدينة، فصلى العشاء ركعتين وسلَّم، ثم قام فقرأ مئةَ آية من سورة النساء في ركعة، فأُنكر ذلك عليه.
فقال: (ما ألوتُ أن أضعَ قدمي حيثُ وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمه، وأن أصنع مثلَ ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه أحمد والنسائي في السنن الكبرى.
- وقال أبو غلاب يونس بن جبير الباهلي، عن أنس بن مالك، قال: قال الأشعري وهو على البصرة: (جهّزني فإني خارج يوم كذا وكذا، فجعلت أجهزه، فجاء ذلك اليوم، وقد بقي من جهازه شيء لم أفرغ منه، فقال: يا أنس إني خارج، فقلت: لو أقمت حتى أفرغ من بقية جهازك، فقال: إني قد قلت لأهلي: إني خارج يوم كذا وكذا، وإني إن كذبت أهلي كذبوني، وإن خنتهم خانوني، وإن أخلفتهم أخلفوني. فخرج وقد بقي من حوائجه بعض شيء لم يفرغ منه). رواه ابن سعد.
- وقال وكيع: حدثنا الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: كنا مع أبي موسى قال: فجئنا الليل إلى بستان خرب.
قال: فقام أبو موسى من الليل يصلي، فقرأ قراءة حسنة ثم قال: (اللهم أنت مؤمن تحب المؤمن، مهيمن تحب المهيمن، سلام تحب السلام، صادق تحب الصادق). رواه ابن أبي شيبة، وابن عساكر.
- وقال جعفر بن سليمان: حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه، قال: سمعت أبي، وهو بحضرة العدو، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف».
فقام رجل رث الهيئة، فقال: يا أبا موسى، آنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟
قال: نعم
قال: " فرجع إلى أصحابه، فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قُتل). رواه أحمد ومسلم.
- وقال زيد بن الحباب: حدثنا صالح بن موسى الطلحي عن أبيه قال: اجتهد الأشعري قبل موته اجتهادا شديدا؛ فقيل له: لو أمسكت ورفقت بنفسك بعض الرفق؛ فقال: (إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك).
قال: (فلم يزل على ذلك حتى مات). رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر.
- وقال حماد بن سلمة عن ثابت عن انس( أن أبا موسى كان له سراويل يلبسه بالليل إذا نام مخافة أن ينكشف). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو عمرو الشيباني قال: قال أبو موسى: (لأن يمتلئ منخري من ريح جيفة أحب إليَّ من أن يمتلئ من ريح امرأة). رواه ابن سعد.

قراءته ورواياته

أخذ أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الخلفاء الراشدين وعن عائشة ومعاذ وابن مسعود وجابر بن عبد الله.
وذكر أبو القاسم الهذلي في " الجامع " أنه جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

تعليمه القرآن
كان أبو موسى من كبار المعلّمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلّم وزمن الخلفاء الراشدين، فعلَّم في اليمن حتى توفّي النبي صلى الله عليه وسلم، ثمّ علّم في البصرة في خلافة عمر، حتّى كثر القراء فيهم، وجمع مرةً الذين جمعوا القرآن في البصرة فكانوا نحو ثلاثمائة.
- قال أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه، قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن، فقال: (أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم، فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة، كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة، فأنسيتها، غير أني قد حفظت منها:[لو كان لابن آدم واديان من مال، لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب]
وكنا نقرأ سورة، كنا نشبهها بإحدى المسبحات؛ فأنسيتها، غير أني حفظت منها: [يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة]). رواه مسلم في صحيحه.
- وقال النضر بن شميل: حدّثنا قرّة بن خالد، قال: أخبرنا أبو رجاء العُطارديّ، قال: (كنا في المسجد الجامع، ومقرئنا أبو موسى الأشعري، كأني أنظر إليه بين بُردين أبيضين).
قال أبو رجاء: (عنه أخذت هذه السورة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} وكانت أوّل سورة نزلت على محمد). رواه ابن جرير في تفسيره.
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق أبي عامر العقدي عن قرة عن أبي رجاء قال: (تعلَّمنا القرآن في هذا المسجد - يعني مسجد البصرة - وكنا نجلس حلقاً حلقاً). ثم ذكر باقيه بمثل حديث النضر عن قرّة.
- وقال هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: (بعثني الأشعري إلى عمر، فقال عمر: كيف تركت الأشعري؟)
فقلت له: تركته يعلم الناس القرآن.
فقال: (أما إنه كيّس، ولا تسمعها إياه). رواه ابن سعد.

مذهبه في كتابة العلم:
كان أبو موسى رضي الله عنه لا يرى كتابة العلم، يخشى دخول الغلط على الكاتب، وعلى من يقرأ الكتاب من بعده، وأن يُشتغل به عن القرآن، وهذا مذهب لجماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم: ابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم.
ومنهم من كان يكتب أو يرخّص في الكتابة ومنهم: عليّ بن أبي طالب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وغيرهم.
ومنهم من يرخّص للخاصّة من أهل العلم دون العامّة لأنّهم أجدر أن يرعوا حدود الله، ويحفظوا أمانة ما كتبوه، وهو ظاهر صنيع عمر بن الخطاب وابن عباس وأبي هريرة وابن عمر.
ومن التابعين من كان يرخّص في الكتابة لمن يخشى النسيان إلى أن يحفظ ثم يمحو كتابه، وهو قول سعيد بن المسيّب.
ومنهم من كان يكتب لنفسه ثمّ لا يخوّلها أحداً، وربما أتلفها عند موته، خشية أن تقع بيد من يقرأها وهو لا يفقه ما فيها فيدخل عليه الغلط ويخطئ في الرواية منها، وممن ذهب هذا المذهب عبيدة السلماني وابن سيرين وغيرهم.
ثمّ استقرّ القول على جواز كتابة العلم، ولم يعد يسع أهل العلم مع كثرة الأسانيد وتفاوت أحوال الرواة سوى ضبط العلم بالكتاب، ودراسة الأسانيد.
وإنما ذكرت الخلاف في هذه المسألة قبل ذكر ما روي عن أبي موسى من النهي عن كتابة العلم لئلا يُظنّ أنّ هذا قول قد أجمع عليه الصحابة.
- قال عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه «أنَّ بني إسرائيل كتبوا كتابا؛ فتبعوه، وتركوا التوراة» رواه الدارمي.
- وقال غيلان بن جرير: حدثني أبو بردة بن أبي موسى قال: (كتبت عن أبي أحاديث ففطن بي فقال: تكتب؟ فقلت: نعم، قال: فدعا بكتبي فمحاها بالماء وقال: خذ كما أخذنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه أبو القاسم البغوي.
- وقال أبو خيثمة: حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة قال: (كتبت عن أبي كتاباً فظهرَ عليَّ فأمر بمركَن؛ فقال بكتبي فيها فغسلها). رواه أبو القاسم البغوي.

- وقال حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد ويونس بن عبيد عن أبي بردة بن أبي موسى قال: كنت آتي أبي فكلما حدّث بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قمت فكتبته؛ ففطن لي، فقال: (أتكتب كلَّ ما أحدّث به؟)
فقلت: نعم.
قال: (فاذهب فجئ بكتابك).
فجئته؛ فدعا بماء فغسله فيه). رواه الروياني في مسنده، وابن عساكر في تاريخ دمشق.

الرواة عنه
ممن قرأ على أبي موسى من الأئمة القراء: حطان بن عبد الله الرقاشي وأبو رجاء العطاردي.
وممن له رواية عنه في كتب التفسير المسندة:
من الصحابة: عياض بن عمرو الأشعري رضي الله عنه.
ومن التابعين: ابنه أبو بردة، ومعاوية بن قرّة، وأبو عثمان النهدي، وحطان بن عبد الله الرقاشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو تميمة الهجيمي، وسعيد بن المسيب، وقسامة بن زهير، وأبو العالية الرياحي، وأبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعبادة بن نسي الكندي قاضي طبرية.
وأرسل عنه: سعيد بن جبير، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وقتادة السدوسي.

وفاته
توفي أبو موسى رضي الله عنه في ذي الحجة من سنة 44هـ على أرجح الأقوال.
وفي سنة وفاته أقوال أخرى: فقيل سنة 42هـ، وقيل: سنة 51هـ، وقيل: سنة 52هـ، وقيل: سنة 55هـ.
- قال أبو نعيم الفضل بن دُكين: مات أبو موسى سنة أربع وأربعين.
- وكذلك قال محمد بن عبد الله بن نمير.
- وقال الهيثم بن عدي: مات سنة ثنتين وأربعين.
- وقال خليفة بن خياط: (مات سنة خمسين، ويقال: سنة إحدى وخمسين بالكوفة).
- وقال الواقدي: سنة 55هـ. وهو خطأ.
- وقال أبو القاسم البغوي: (بلغني أن أبا موسى توفي سنة ثنتين أو سنة أربع وأربعين وهو ابن نيف وستين سنة).
- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: (وهو ابن ثلاث وستين).

- قال غسان بن برزين: حدثنا سيار بن سلامة، قال: لما حضر أبا موسى الأشعري الموت دعا بنيه؛ فقال: (انظروا إذا أنا متّ، فلا تؤذننّ بي أحداً، ولا يتبعنّي صوت ولا نار، وليكن ممشى أحدكم بحذاء ركبتي من السرير). رواه ابن سعد.
- وقال حماد بن سلمة: أخبرنا سعيد الجريري، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى الأشعري أنه قال: (أعمقوا لي قبري). رواه ابن سعد.
- وقال معتمر بن سليمان التيمي: قرأت على الفضيل بن ميسرة في حديث أبي حَريز أن أبا بردة حدّثه قال: أوصى أبو موسى حين حضره الموت؛ فقال: (إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي، ولا يتبعني مجمر، ولا تجعلوا في لحدي شيئاً يحول بيني وبين التراب، ولا تجعلوا على قبري بناء، وأشهدكم أني بريء من كلّ حالقة وسالقة وخارقة).
قالوا: وسمعت فيه شيء؟
قال: نعم، من رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن عساكر.
- وقال الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري: دعا أبو موسى فتيانه حين حضرته الوفاة، قال: اذهبوا فاحفروا وأوسعوا وأعمقوا.
فجاءوا فقالوا: قد حفرنا وأوسعنا وأعمقنا.
فقال: (والله إنها لإحدى المنزلتين: إما ليوسّعن عليَّ قبري حتى تكونَ كلُّ زاوية منه أربعين ذراعاً، ثم ليفتحنَّ لي باب إلى الجنة؛ فلأنظرنَّ إلى أزاوجي ومنازلي وما أعدَّ الله لي من الكرامة، ثم لأكوننَّ أهدى إلى منزلي مني اليوم إلى بيتي، ثم ليصيبنّي من ريحها ورَوْحها حتى أبعث، وإن كانت الأخرى، ونعوذ بالله منها ليضيَّقنَّ عليَّ قبري حتى يكون في أضيق من القناة في الزجّ، ثم ليفتحنَّ لي باب من أبواب جهنم فلأنظرنَّ إلى سلاسلي وأغلالي وقرنائي، ثم لأكوننَّ إلى مقعدي من جهنَّم أهدى مني اليوم إلي بيتي، ثمَّ ليصيبنّي من سمومها وحميمها حتى أبعث). رواه ابن عساكر.
قال أبو عيسى الترمذي: (والضحاك هو ابن عبد الرحمن بن عرزب، ويقال ابن عرزم، وابن عرزم أصحّ).
وقال ابن حبان: (كنيته أبو زرعة، من صالحي أهل الشام، ومن قال: إنه عرزم بالميم؛ فقد وهم).
وابن عرزب كان والي دمشق زمن عمر بن عبد العزيز، وكان من خيرة الولاة، لكن روايته عن أبي موسى مختلف فيها؛ فأعلّها أبو حاتم الرازي بالإرسال، وقال البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة ابن عرزب: سمع أبا موسى.
فيُحتمل أن يكون سمعه وهو صغير.

مواعظه ووصاياه:
- قال حميد الطويل، عن أبي رجاء، عن أبي المهلب قال: سمعت أبا موسى على منبره وهو يقول: (من علَّمه الله علماً فليعلمه، ولا يقولن ما ليس له به علم؛ *فيكون *من *المتكلفين، ويمرق من الدين). رواه ابن سعد.
- وقال أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن أبي موسى قال: (إنما أهلك من كان قبلكم هذا الدينار والدرهم، وهما مهلكاكم). رواه ابن أبي شيبة، وأبو داوود في الزهد، والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال معاذ بن معاذ العنبري، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين قال: كتب أبو موسى إلى عامر [هو ابن عبد قيسٍ] من عبد الله بن قيس: أما بعد: (فإني عهدتك على أمرٍ وبلغني أنك تغيرت، فإن كنت على ما عهدت فاتق الله وَدُمْ، وإن كنت تغيرت فاتق الله وعُدْ). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال علي بن مسهر، عن عاصم [الأحول]، عن أبي كبشة [السدوسي] عن أبي موسى قال: (الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء، ألا إن مثل الجليس الصالح كمثل العطر، إلا يحذك يعبق بك من ريحه، ألا وإن مثل جليس السوء كمثل الكير إلا يحرقك يعبق بك من ريحه، ألا وإنما سمي القلب من تقلبه، ألا وإن مثل القلب مثل ريشة متعلقة بشجرة في فضاء من الأرض فالريح تقلبها ظهرا وبطنا). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس قال: كنا مع أبي موسى في منزله؛ فسمع الناس يتكلمون فسمع فصاحة وبلاغة.
قال: فقال: (يا أنس! هلم فلنذكر الله ساعة، فإنَّ هؤلاء يكاد أحدهم أن يفريَ الأديم بلسانه).
ثم قال: (يا أنس! ما ثبّط الناس عن الآخرة؟ ما ثبطهم عنها؟).
قال: قلت: الدنيا والشهوات.
قال: (لا، ولكن غُيّبت الآخرة، وعُجّلت الدنيا، ولو عاينوا ما عدلوا بينهما ولا ميّلوا). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أبي موسى قال: (الشمس فوق رؤوس الناس يوم القيامة وأعمالهم تظلهم أو تُضْحيهم). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.
- وقال عبد العزيز بن محمد الدراوردي: أخبرنا عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبي موسى الأشعري رضي الله، عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب الدنيا أضر بالآخرة، ومن أحب الآخرة أضر بالدنيا ألا فأضروا بالفاني للباقي». رواه البزار.


- وقال يحيى بن سعيد القطان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي بردة أن أبا موسى الأشعري قال لبنيه عند موته: (أي بني اذكروا صاحب الرغيف! إنَّ رجلاً كان يتعبَّد في صومعة له أربعين سنة ثم شيب أن زين الشيطان في عينه امرأة؛ فنزل، وكان معها سبع ليال ثم تركه فخرج تائبا فجعل يخطو ويبعد حتى أجنَّه الليل إلى دكّان عليه ثلاثة أو اثنا عشر مسكيناً، ورجل يعطي كل واحد منهم رغيفا كل ليلة).
قال: (فأعطاهم رغيفا رغيفا، وأعطاه رغيفا، وترك رجلاً منهم؛ فقال: "حبست عني الرغيف أما كان بك عنه غنا؟"
قال: "تراني حبسته عليك! لا والله لا أعطيك الليلة شيئا"
فدسَّ الرجل الرغيف إلى الرجل الذي لم يعط شيئا وصبح ميتاً).

قال: (فوُزنت الليالي بالسنين فربحت الليالي، ثم وزنت الليالي بالرغيف؛ فربح الرغيف). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.

مما رُوي عنه في التفسير:
- وقال حرملة بن قيس، عن محمد بن أبي أيوب، عن أبي موسى قال: «أمانان كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، رفع أحدهما، وبقي الآخر: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}» رواه أحمد في المسند.
- وقال الحسن بن الصباح البزار: حدثنا أبو بردة عن أبي موسى قال: (إنه كان فيكم أمانان قوله: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}).
قال: (أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مضى، وأما الاستغفار فهو دائر فيكم إلى يوم القيامة). رواه ابن جرير.
ب: الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي موسى: {فرت من قسورة} قال: الرماة. رواه ابن جرير.
ج: وقال الحسن بن مكرم: حدثنا علي بن عاصم، عن عاصم بن كليب عن أبي بردة، قال: كان أبو موسى إذا قرأ: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم } قال: (يعني الجهل) ويبكي.
وإذا قرأ: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو} بكى). رواه ابن عساكر.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 44.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.20 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.40%)]